ليلى علوي... أنافس نفسي فقط

سلاف فواخرجي, نور الشريف, ليلى علوي , المخرجة مريم أبو عوف, إلهام شاهين, محمد علي فرحات, عابد فهد, شهر رمضان, سميح النقاش, حازم الحديدي, محمد رفعت, هالة خليل, مسلسل مصري

06 سبتمبر 2010

فاجأت النجمة ليلي علوي المشاهدين العام الماضي عندما قدمت تجربة جديدة بعرض مسلسلين في شهر رمضان، كل منهما يتألف من 15 حلقة. وحققت التجربة نجاحًا كبيرًا، أغراها بتكرار الفكرة هذا العام مع المؤلفين اللذين تعاملت معهما العام الماضي، وقدمت شخصيتين جديدتين عليها، وهما مدربة اللياقة البدنية في أحد الأندية وشخصية فتاة الليل.
حول أسباب اختيارها لهاتين الشخصيتين تحديدا من بين 9 سيناريوهات عرضت عليها هذا العام، ورأيها في باقي الأعمال الرمضانية، وموقفها من الأزمة التي أثارتها بعض الفنانات المصريات، بسبب اعتراضهن على تجسيد الفنانة سلاف فواخرجي شخصية الملكة المصرية كليوباترا، تتحدث ليلى علوي بصراحة.

- بعد نجاح الجزء الأول من مسلسل «حكايات وبنعيشها» هل تعتبرين مهمتك هذا العام أكثر سهولة؟
سمعت هذا الكلام كثيرا، ولكن الحقيقة أن نجاح الجزء الأول زاد صعوبة المهمة وليس العكس، لأن التحدي أصبح أكبر، فالمشاهد كان ينتظر بشغف ما الذي نقدمه له هذا العام، وهل سنسير على الطريق نفسه أم لا، خاصة أن نجاحي العام الماضي فاق كل التوقعات سواء مع حكاية «هالة والمستخبي» أو« مجنون ليلي».

- موضوعات حكاياتك هذا العام مختلفة وصعبة، كيف حصلت عليها؟
عندما بدأت اختيار الموسم الثاني من مسلسل «حكايات وبنعيشها» حرصت على أن تكون الحكايات مختلفة عن الأعمال المنافسة في رمضان، وتختلف أيضا عن أعمالي التي قدمتها من قبل، وبالفعل قرأت أكثر من تسع قصص، ولكن لم يجذب انتباهي سوى حكايتين: «كابتن عفت» تأليف الدكتور محمد رفعت وإخراج سميح النقاش، و«فتاة ليل»، تأليف حازم الحديدي وإخراج هالة خليل. والحمد لله أن الحكايتين مختلفتان تمامًا عما قدمته العام الماضي، كما أن معالجتهما جديدة على الدراما التليفزيونية، وكذلك تكنيك الصورة فيهما مختلف تماما عن الدراما التقليدية. أضف إلى ذلك أن الشخصيتين - «عفت» في الحكاية الأولى و«علية» في الحكاية الثانية - كانتا جديدتين عليَّ، وأدعي أنهما قصتان تغريان أي ممثلة لتنفيذهما.

- ألم تخشي تجسيد شخصية كابتن كرة قدم وفتاة ليل؟
كنت خائفة جدًا من الشخصيتين، ليس لصعوبتهما، ولكن لأني دائما أخاف من أي شخصية أجسدها، رغم أن أساس اختياري لها يكون عن حب واقتناع كبير بها. لكنني حتى يومنا هذا أخاف وأرتجف قبل تصوير أي مشهد.

- وما سبب هذا الخوف؟
الحالة التي تنتابني قلق أكثر مما هي خوف. وهذا طبيعي لأن الفنان إذا لم يشعر بالقلق فلن يخرج العمل بالمستوى المطلوب، فالمتفرج إذا لم يشعر بأن الشخصية التي يشاهدها حقيقية وصادقة لن ينجح الممثل مهما كان حجمه في إيصال الإحساس للمتلقي. ولذلك أكون مهتمة جدًا بكل مشهد حتى أحافظ على تاريخي. والحقيقة اني عندما أفكر في ذلك أشعر بالرعب.

- وهل كانت هناك استعدادات خاصة لشخصيتَيْ عفت وعلية؟
منذ لحظة قراءتي للشخصيتين انجذبت إليهما وبدأت على الفور الاستعداد لهما، حتى أصل إلى إحساسهما والطريقة التي تفكران بها، وهذا يستغرق كثيرًا من الجهد الذهني والبدني. وأزعم أنني لم أجد صعوبة أبدًا في التعامل مع الشخصيتين، خاصة «عفت» التي يعتقد البعض أنها صعبة جدًا، فلقد فهمتها قبل أن أدخلها، وراعيت كل الظروف التي أحاطت بها، وكان التعايش مع هذه الشخصية سهلاً، لأنني بعيداً عن الفن متابعة جيدة للعبة كرة القدم، وأحضر كثيرًا من المباريات المهمة.

- البعض رأى في اختيارك لهذا العمل مغازلة لجمهور كرة القدم الكبير. ما تعليقك؟
ضحكت قائلة: هذا ليس سبب اختياري الوحيد، فأنا مقتنعة بأن نسبة كبيرة من الجمهور متعلقة بكرة القدم، وأنا مثلهم، لكن الحقيقة أننا نناقش قضية مهمة جدًا، هي الطبقة المتوسطة في المجتمع والمناخ الذي تعيش فيه. أما في ما يخص كرة القدم فلم يكن لها وجود كبير في المسلسل، كل الحكاية أن التصوير تم في النادي، وهذا بالنسبة إلي مجتمع. وبشكل عام أعترف بأنني أحببت هذا العمل كثيرًا لأنه اعتمد على دراما واقعية، وفي الوقت نفسه خفيفة، وهذا لا يتوافر كثيرًا في الأعمال التلفزيونية. وما يميزه أكثر أنه يعتمد على شخصيات واقعية، وليس مثل الأعمال الأخرى التي تعتمد على كوميديا الموقف.

- هل ترين أن مدربة لياقة بدنية مع فريق كرة قدم مهنة ملائمة للمرأة؟
لم يعد هناك فرق بين الرجل والمرأة، فالمهنة التي تصلح للرجل بالتأكيد تصلح للمرأة أيضا، وهذا في العالم كله وليس فقط في مصر. والحقيقة أن مصر تشهد تطورًا وانفتاحًا كبيرين، ولم تعد هناك هذه الحساسية والتفرقة بين الرجل والمرأة في سوق العمل، يضاف إلى ذلك أن المرأة قادرة علي العمل في أي مهنة، ولدينا في مصر فريق كرة قدم نسائي، وهناك نساء كثيرات يمارسن رياضة المصارعة الحرة، وهذا أصعب بكثير من كرة القدم، فالمرأة تتماشى مع أمور أصعب من ذلك بكثير، وأرى أنها قادرة على العمل في أي مهنة أيًا كانت، والله سبحانه وتعالى أعطى المرأة قوة تفوق الرجل سواء في قدرتها على التحمل والصبر أو العطاء، كما أعطاها ذكاءً وإصرارًا، والميزة الوحيدة التي تميز الرجل أن لديه قوة بدنية أكبر. وبشكل عام أنا منحازة الى للمرأة دائما في حياتي.

- للعام الثاني علي التوالي تقدمين شخصية الأم التي لديها أكثر من طفل. ألم تخشي التكرار؟
دور الأم في «كابتن عفت» مختلف تماما عن دور الأم في «هالة والمستخبي». وشخصية «عفت» تمثل نموذجًا للأم التي يُتوفى زوجها وتواجه مصاعب الحياة، وتتولى تربية أبنائها، وهذا نموذج نراه كثيرًا في مجتمعنا، أما في ما يتعلق بتعاملي مع الأطفال فهو ليس صعبًا؛ لأني بدأت التمثيل وأنا طفلة صغيرة، والحمد لله أن المواهب الرائعة التي قدمتها لفتت الأنظار منذ الحلقة الأولى.

- كانت مفاجأة أن نشاهد عابد فهد بطلاً أمامك. فهل أنت من اختاره؟
أحرص على أن تكون أعمالي لافتة وفيها تجديد، وأنا معجبة جدًا بأداء عابد فهد، وأدعي أن عمله في «كابتن عفت» سيضيف اليه على المستوى الجماهيرى في مصر، وسيفتح له أسواقاً جديدة في السينما والتلفزيون المصريين. وقد جاء اختياره بعد ترشيحات عدة، لكني فضلت أن يكون هذا الدور لعابد فهد، والحمد لله أن مواعيده كانت مناسبة جدًا لتصوير المسلسل.

- كيف تصديتِ لشخصية فتاة الليل في الحكاية الثانية؟
هي مختلفة تماما عن «عفت» وغير متوقعة، وأفضل ما يوصف به هذا المسلسل هو ما قاله عنه مؤلف العمل حازم الحديدي «ر ك ر»، وتعني أنه مسلسل «رعب كوميدي رومانسي»، فهو مسلسل اجتماعي به كثير من الرعب، ولكن كل ذلك لا يطغى على جرعة الرومانسية التي تعيشها البطلة، فهي تمر بقصة حب غير متوقعة.

- العام الماضي كانت الحكاية الثانية أيضاً رومانسية. فهل هذا مقصود؟
ليس هناك خطة لأن تكون الحكاية الثانية رومانسية لأن خطتي الوحيدة أن نقدم أعمالاً جديدة ودراما مختلفة. أما كون الحكاية الثانية في العامين الماضي والحالي رومانسية فهو مصادفة.

- هل تريدين أن يتعاطف المشاهد مع فتاة الليل؟
«علية» مظلومة، ومؤكد أن المشاهدين تعاطفوا معها. لكنها في الوقت نفسه متهمة لأنها لا تغيّر لونها في تعاملاتها مع الناس، وصريحة إلى أبعد الحدود. وللأسف هذا لا يناسب المجتمع الذي نعيش فيه.

- لماذا تعاونت مع مؤلفَي «حكايات وبنعيشها» واستبدلت المخرجيَن؟
لم يكن في تفكيري أنني سأعمل مع حازم الحديدي والدكتور محمد رفعت، لأنني قرأت 9 حكايات لـ9 مؤلفين مختلفين، لكن النصيب والتوفيق جمعاني بهما للعام الثاني على التوالي. أما بالنسبة الى المخرجين، فكان هناك قرار أن نستعين بدماء جديدة حتى نضفي روح المغامرة على العمل، والحمد لله أنني اكتشفت العام الماضي مخرجين مبشرين هما مريم أبو عوف ومحمد علي، وأؤكد أن هذا العام سيشهد ولادة مخرجين آخرين هما سميح النقاش وهالة خليل. 

- ولكن اختيار مخرجين جديدين يزيد المسؤولية الملقاة عليك، خصوصًا أنك تتحملين النتيجة في النهاية وليس أحد غيرك؟
طبيعي أن أتحمل مسؤولية العمل، ولذلك أختار فريق عمل أثق به. وأؤكد أنني لا أعاني من العمل مع مخرجين في بداية مشوارهم، بالعكس فأنا سعيدة جدًا بذلك لأنه من الواجب عليَّ أن أساهم في تسليط الضوء على النماذج المبشرة والمتميزة.

- يتردد أنك تفضلين مخرجين جددًا لتتحكمي في إخراج العمل؟
أندهش من الذين يشيعون هذا الكلام، لأني لا أتدخل في شيء لا يخصني. والحقيقة أننا نعمل بروح الفريق، كل فرد في هذا الفريق له دور يلعبه، ويتحمل مسؤوليته، وليس لأحد أن يتدخل فيه.

- إلهام شاهين سارت على دربك هذا العام وقدمت مسلسلين في رمضان كل منهما 15 حلقة. فهل كان ذلك بتنسيق بينكما؟
لم يكن هناك تنسيق بيني وبين إلهام شاهين في ذلك، وإقدامها على تقديم مسلسلين في رمضان على طريقتي يثبت أنني نجحت في تجربتي. وأتوقع أن تشهد السنوات المقبلة كثيرًا من مسلسلات الـ 15 حلقة، ولكن سيتوقف ذلك على تحمس الإنتاج لهذه التجارب، فهي تحتاج إلى إنتاج ضخم جدًا.

- هل يؤكد هذا استمرارك في تجربة الـ 15 حلقة؟
لا أعرف في الوقت الحالي إن كنت سأستمر في هذا الطريق أم لا، ولا أفكر في ذلك الآن، فليس من الطبيعي أن أفكر في العام المقبل منذ الآن. ولكن بشكل عام هناك سيناريو «روزاليوسف» جاهز، ومن الممكن أن أنفذه العام المقبل. لكني لن أتكلم عن أي شيء يخصه لا من قريب ولا من بعيد، حتى أقرر بشكل نهائي إن كنت سأقدمه أم لا.

- قلت أنك رغبت في مشاهدة مسلسلات «كليوباترا» و«الجماعة» و«أهل كايرو» و«عايزة أتجوز». لماذا هذه الأربعة تحديداً؟
أحب أن أشاهد «كليوباترا» لأنني أحب تمثيل سلاف فواخرجي، وأحبها على المستوى الشخصي، كما أنني أثق بأن المسلسل مبهر لأن إنتاجه ضخم جداً، أضف إلى ذلك أن تجسيد ملكة مصر «كليوباترا» في مسلسل أمر يستحق المشاهدة. ومن المؤكد أيضاً أن «عايزة أتجوز» مسلسل خفيف ومضحك مثل المدونة والكتاب اللذين أخذ عنهما، فقد أعجبت جداً عندما قرأت الكتاب والمدونة، وأتوقع أنه لن يكون أقل منهما. أما بالنسبة الى «أهل كايرو» فأنا أثق بعمل المخرج محمد علي الذي عملت معه العام الماضي في الحكاية الثانية «مجنون ليلى»، كما أن خالد الصاوي ممثل محترف ومجتهد ويهتم بعمله. أعتقد أنه لا يخفى على أحد أن تحمسي الشديد لمسلسل «الجماعة» مبرر، فبخلاف أنه من تأليف الكبير وحيد حامد، أعتبره جزءا ثانيًا لمسلسل «العائلة» الذي شاركت في بطولته، والذي كان يتناول الإرهاب والتطرف من الجماعات الدينية.

- وهل تملكين وقتًا لمتابعة كل هذه الأعمال؟
أتمنى مشاهدة كل هذه المسلسلات، ولكن الحقيقة أنني لا أشاهد شيئـًا، بما في ذلك مسلسلي «حكايات وبنعيشها»، لأنني بسبب انشغالي بالتصوير لا أملك وقتـًا أجلس فيه مع زوجي ووالدتي، فكيف أجد وقتـًا أشاهد فيه التلفزيون، لكن مؤكد أنني أحاول أن أشاهد كل هذه الأعمال.

- لكن لماذا أغفلتِ النجمين يحيى الفخراني ويسرا؟
بالعكس أحرص طبعا على مشاهدتهما، ولكن كما قلت لا يوجد لدي وقت لمشاهدة شيء.

- بعض الممثلات المصريات لديهن حساسية شديدة من تجسيد سلاف فواخرجي، وهي سورية، لحياة ملكة مصرية. كيف ترين ذلك؟
أنا إنسانة طبيعية ولا أفكر بهذه الطريقة، فسلاف ممثلة جميلة ورائعة وأنا أحبها، كما أنني لا أرى مشكلة في ذلك، بالعكس أرفض الهجوم عليها.

- كيف ترين المنافسة؟
لا أشعر أنني في منافسة إلا مع ليلى علوي، فأنا أقدم عملين في شهر واحد، لذلك أرى أن كلاً منهما في منافسة مع الآخر، وفي منافسة مع أعمالي السابقة.

- كيف ترين خروج نور الشريف من السباق الرمضاني؟
حزنت جدًا لخروجه من سباق رمضان، لأن نور الشريف فنان كبير جداً، وأحبه على المستويين الفني والشخصي. وعندما يخرج نور الشريف من دراما رمضان فليس هو الخاسر، وإنما أصحاب القنوات والمشاهدون هم الخاسرون، لأن نور الشريف أكبر من أن يبحث عن موسم لعرض مسلسله، وأي وقت يعرض فيه عمله سيكون موسماً.