الملكة رانيا كما نعرفها
إليسا, يسرا, إيلي صعب, هيلاري كلينتون, الملكة رانيا العبدالله, محمود قابيل , سعاد العبدالله, إحتفالات, آمال ماهر, عبد الرحمن الراشد, غسان شربل, د. فرخندة حسن, شهادات تقدير, طلال بن عبد العزيز, ديزموند توتو
07 سبتمبر 2010

المصمّم العالمي إيلي صعب
الملكة رانيا هي الصورة المشرقة للمرأة العربية الشابة المعاصرة، قلباً وقالباً، التي خاضت، وبنجاح كبير، المجالات الإنسانية والثقافية والإجتماعية، من دون أن تهمل دورها كأم وزوجة. وقد باتت، بأسلوب أناقتها العصري وغير المتكلّف رمزاً للأناقة العالمية الراقية...
علاقتي بالعائلة المالكة الأردنية علاقة عمرها سنوات طويلة، وهي علاقة صداقة قبل أي شيء آخر.
وقد يكون أرقى ما تلمسه لدى هذه العائلة بساطتها وعفويتها وقربها، شأنها شأن كل العائلات الملكية في العالم إذ ليس من شيم الملوك التكبّر أو التباهي.

عن تضمين كلماتها دائماً رسائل سياسية، قالت: «لا تستهويني السياسة كسياسة، ولكن الإبتعاد عن السياسة هو ابتعاد عن الواقع لأن السياسة هي الواقع في العالم العربي، ونحن نتطلع إلى اليوم الذي نصل فيه إلى حلول لكل القضايا السياسية المطروحة عربياً، عندها سيتسنّى لنا التركيز أكثر على مواضيع أخرى مهمّة. وفي وقتنا الحالي صارت كل القضايا الإجتماعية والإقتصادية والسياسية مرتبطة بعضها ببعض، وأصبح من السهل تجاوز الحدود الفاصلة بين الشعوب والثقافات واللغات اليوم، في عصر الإتصالات وثورة المعلومات التي تجيز لأي كان في أي مكان كان، أن يتطرّق لأي قضية ويتبنّاها ويعبّر عنها».
وعن توفيقها بين مهماتها كملكة وواجباتها كزوجة وأم، أكّدت: «نحاول، زوجي وأنا، قدر الإمكان أن نوفّر أجواءً عائلية طبيعية بسيطة وغير معقّدة لأطفالنا الأربعة بعيداً عن الرسميات. ونسعى لتمضية أكبر وقت ممكن معهم في ظلّ برنامج العمل المزدحم فنصحبهم معنا في بعض برامجنا لتحقيق توازن بين الحياة العائلية ومهمات العمل ولتوفير الرعاية اللازمة لهم. ولا أنكر أن تحقيق هذا التوازن يشكل تحدياً مستمراً بالنسبة إليّ».
لمناسبة عيد ميلاد الملكة رانيا الأربعين، نستعرض شهادات بالملكة التي نحبّ، هي بمثابة بطاقات محبّة وتقدير وجّهتها شخصيات عربية وأجنبية تركت الملكة بصمة في نفوسها...

الممثلة المصرية يسرا
إنها الملكة الشابة الجميلة المتواضعة البسيطة العالمة المثقّفة الناشطة الملمّة بكل قضية إنسانية، المتربّعة على عرش قلوبنا جميعاً. فيها كل الميزات كي تكون الوجه المشرق للمرأة العربية، وتكون لنا الملكة والأخت والصديقة. ليست الملكة رانيا ملكة تقليدية، إنها ملكة تضع كل وقتها في خدمة وطنها والعالم العربي، كما في خدمة الأكثر حاجة في العالم. تجدها في مجالات الثقافة والتعليم والطفولة والمرأة والإقتصاد والسياحة، تسخّر كل سلطة أُعطيت لها لتحوّل المستحيل ممكناً، وتزرع بسمة على وجه جرّحته الدموع. أذكر أخيراً الرسالة التي وجّهتها الملكة رانيا العبد الله إلى الرئيس حسني مبارك في فقدانه حفيده، وهي رسالة إنسانية نابعة من قلب أم حنون يعرف معنى فقدان طفل في عمر البراءة. كذلك أقدّر لدى العائلة الأردنية المالكة حبّها للتغيير والتطوّر، وتواضعها الكبير وعملها بجهد كواجهة مشرقة للأردن. وقد لفتني وثائقي عُرض على قناة Discovery Channel يعرّف بالأماكن السياحية في الأردن وقد ظهر فيه الملك عبد الله يقود طائرته الخاصة تارة ودرّاجته النارية طوراً، يطلع قمّة جبل وينزل منحدراً ليعرّف العالم بنفسه على بلده الأردن. التواضع والإنسانية والشعور مع الآخر وحب الوطن، دروس نتعلّمها من هذه العائلة الملكية التي نحب.

المدير العام لقناة العربية الصحافي عبدالرحمن الراشد
الملكة رانيا العبدالله شخصية سياسية بامتياز تعرف كيف تخاطب الناس، فخلال زيارتها لنا في تلفزيون «العربية»، كانت الضيف الوحيد الذي أصرّ على مصافحة كلّ موظّفة وموظّف يعمل في قاعة الأخبار الكبرى، وقد قابلها هؤلاء بحماسة كبيرة طالبين إليها التقاط الصور معها. إنها من مدرسة الملك عبدالله بن الحسين بما يبديه من حماسة ونشاط وأسلوب حديث يماثل إيقاع الشباب الجديد... صحيح انها شخصية ملكية ذات شعبية سرقت الأضواء، لكنّ الأهمّ ان رانيا العبدالله غيّرت مفهوم دور الملكة والسيدة الأولى في العالم العربي، إذ لم تعد الملكة مجرد كرسي في مآدب العشاء الرسمية أو ضمن الواجبات الإجتماعية الرسمية، كما كان الحال في السابق، بل صار لها مشاريعها الإجتماعية وبرامجها الوطنية والقومية. وقد نشطت خارج القصر الملكي في الرعاية والدعاية لحقوق المرأة وصورتها العامة، وتحسين قطاعات الصحّة وحماية البيئة المحلّية وتشجيع الشباب ومساعدة الأهل على تحسين دخلهم. كما جابت الملكة رانيا أوروبا والولايات المتحدة الأميركية لتحسين صورة المرأة العربية والدفاع عن قضاياها في الجامعات ومحطات التلفزة والمنتديات الإجتماعية والمنظّمات الدولية والدور الرئاسية. نهنئ الملكة رانيا في عيد ميلادها، الذي هو عيد ميلاد ملايين النساء العربيات أيضاً.

رئيس تحرير «الحياة» الصحافي غسان شربل
تقدم الملكة رانيا العبد الله باهتماماتها ونشاطها نموذجاً لامرأة عربية مسلمة تدرك أهمية الارتقاء بالتعليم لبناء المستقبل وخوض معركة التنمية وترسيخ قيم العمل والتقدّم والانفتاح وتمكين المرأة العربية من الاضطلاع بكامل مسؤولياتها والتمتّع بحقوقها لتأدية واجباتها حيال أسرتها ومجتمعها وبلادها.

الفنانة المصرية آمال ماهر
إلتقيت الملكة رانيا مرّتين، مرّة في احتفالات عيد ميلاد الملك عبد الله الأربعين، ومرّة ثانية في مشاركتي في مهرجان الأردن، عندما فوجئت بحضور الملكة رانيا الحفلة التي أحييتها، فما كان مني إلا أن نزلت عن خشبة المسرح وسلّمت عليها واحتضنتها وقبّلتها، فبادلتني السلام والقبلات كأنها تعرفني منذ وقت بعيد. وكيف لا أقبّلها وهي ملكة فخر لكل امرأة عربية؟! أتابع نشاطاتها الخيرية وأسعد عندما أجد صورها في مجلّة أو جريدة. أحب فيها أنها امرأة بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ: جميلة ورقيقة وأنيقة ومثقفة، والأهم أنها تملك مقداراً هائلاً من الحنان لا يضاهيها فيه أحد، فتشعر من كثرة اهتمامها بالأطفال أنها ليست أماً لأبنائها فحسب، وإنما أم لكل أطفال العرب والعالم.

الممثلة الكويتية سعاد عبدالله
البساطة هي ما يميز ملكة الأردن رانيا العبدالله، فهي ملكة التلقائية والبساطة اللامتناهية والتواضع إلى حدّ لا يمكن معه أن تنسى أنها ملكة. كان لي شرف لقائها في الأردن أثناء تكريمي في «مهرجان الأردن للمسرح». جلست معنا تتحدث بعفوية من دون تكلّف أو رسميات، وبروح طيّبة تتذكّر أعمالنا الفنية المسرحية والدرامية الكويتية، وتعدّد أشهرها وتستعرض بمحبة ذكرياتها في الكويت، البلد الذي وُلدت وترعرعت فيه، ملعب الطفولة ووطن الحنين. وقد شعرتُ بأن رابطاً قوياً يربطني بالملكة رانيا وهو حبنا للكويت وأهلها.
الملكة رانيا العبد الله ملكة في حديثها البسيط وكلماتها الهادئة وأناقتها اللامتناهية وثقافتها العالية، وهي مثال مشرّف للمرأة القائدة التي تمثّل النساء العربيات في المحافل الدولية وتشارك في أهمّ الأحداث الخيرية والتطوّعية وتتبنّى الأفكار النبيلة التي تخدم الإنسانية وترسي قواعد السلام والمحبة بين شعوب العالم. حتى إنها تكاد تكون الملكة الوحيدة التي تملك صفحة في «الفيس بوك» تتواصل فيها إجتماعياً مع محبّيها وتكسر الحواجز الرسمية وتستمرّ في تلقائيتها وبساطتها التي توّجتها ملكة على القلوب.

المدير التنفيذي لمنظمة اليونيسيف أنتوني لايك
الملكة رانيا صديقة لا تكلّ للأطفال في العالم وملهمة لنا جميعاً. تتحدث باسم هؤلاء الذين لا يمكنهم التعبير عن أنفسهم. وقد سمّتها اليونيسيف أول ناطقة باسم الأطفال على هذا المستوى عام 2007، وهو دور قامت به عن اقتناع وببراعة. وقد أثمر تصميمها على العمل من أجل تعليم البنات، زيادة في الوعي وفي جمع الأموال اللازمة لهذه المهمّة الحيوية، ونحن نشكرها على ذلك. التعليم هو مفتاح مستقبل أفضل لجميع البشر. وأخال أن قادة الغد سيدينون لها بالجميل.

سفير «اليونيسيف» الفنان المصري محمود قابيل
إنه لشرف لي أن أكون سفيراً إقليمياً في منظمة اليونيسيف التي نُصبت فيها الملكة رانيا سفيرة عالمية، وأن أشارك في أكثر من حملة تبنّتها الملكة رانيا لرعاية الأمومة والطفولة. وقد التقيت الملكة أكثر من مرة، كان آخرها في احتفال توزيع الجوائز للإعلاميين الذين نجحوا في مسابقة أفضل مقال وأفضل رسالة تلفزيونية ورسالة إلكترونية وأفضل تعليق، الذي أقيم في عمّان وحضرته الملكة شخصياً. يمكنني القول إن الملكة رانيا فخر، ليس للمرأة العربية فحسب، وإنما للمرأة على مستوى العالم. فهي تقوم بمجهودات كبيرة في صمت شديد وقد شاركت في مشاريع عدّة مع سيدة مصر الأولى سوزان مبارك تكلّلت بالنجاح.
وهي تبذل مجهودات مستمرّة لخدمة المرأة والطفل على مستوى العالم العربي والغربي. وكذلك فهي نموذج المرأة المتعلمة المؤمنة بحقوق الشعب الفلسطيني لا بل أنها خير من يمثّل الشعب الأردني والفلسطيني والعربي في المحافل الدولية. ويشرّفني أن تربطني علاقة صداقة مع عائلة الملكة، والدتها وخالها وخالتها وقد التقينا في أكثر من مناسبة خيرية.
أجمل ما في الملكة رانيا أن نشاطاتها تمتدّ إلى أكثر من جبهة فهي تعتني بالطفل، وقد كانت أول من بدأ تنظيم الجري مسافات للتشجيع على اللياقة البدنية والصحية والفكرية، كما أنها تناضل من أجل حقوق المرأة الأردنية وتسعى لاقتناص حقوق المرأة الفلسطينية. ولا أنسى تمثيلها اليونيسيف في حملات زلزال باكستان، وكيف خاطرت بحياتها وسافرت بنفسها إلى المناطق المنكوبة كي تساند وتؤازر ضحايا الزلزال. إنها موجودة في كل المجالات بحب وإيمان، لذا أدعو لها دائماً بالتوفيق ودوام النشاط.

رئيسة «المجلس القومي للمرأة» الدكتورة فرخندة حسن
عرفتُ الملكة رانيا تلميذة شابة على مقاعد الدراسة في الجامعة الأميركية في القاهرة حيث أدرّس مادة الجيولوجيا، مجتهدة تتمتّع بذكاء حادّ سريعة البديهة عاشقة للعلم. ولدراسة الجيولوجيا طبيعة خاصة تتطلّب رؤية الظواهر الطبيعية لعلوم الأرض، لذا كنا نخرج في رحلات إلى الصحراء في سيناء، وكانت الملكة رانيا من أكثر الطلاب جدية وانهماكاً في العمل وقد ظلّ حبها للجيولوجيا محفوراً في قلبها حتى أصبحت ملكة، إلى درجة أنها أرسلت إلينا في الجامعة قطعة صخرية من الظواهر الأرضية الطبيعية في البتراء، كما وجهت الملكة رانيا دعوة إلى طلاب دفعتها لزيارة الأردن ومعاينة تلك الظاهرة الطبيعية بأمّ العين في البتراء.
لا أنسى أبداً عندما قابلت الملكة رانيا للمرّة الأولى بعدما أصبحت ملكة، حينها أسرعت إلى استقبالي والترحيب بي، غير آبهة بقوانين البروتوكول الملكي. فهي لم تنسَ أنني كنت أستاذتها، وفي ذلك دليل على محبّتها للعلم ووفائها لأساتذتها. وأجمل ما في الملكة رانيا الإنسانة أنها تُبدّي العلاقات الإنسانية على أي شيء آخر ولم تتغير بعد اعتلاء العرش، وما زالت على علاقة جيّدة بزميلات الدراسة وتلبّي دعواتهنّ وتدعوهنّ بدورها لزيارتها. كذلك فإن الملكة رانيا أم من الطراز الرفيع حريصة كلّ الحرص على علاقتها بأطفالها الأربعة وهي التي توصلهم إلى المدرسة يومياً وتعود لتأخذهم منها بسيارتها الخاصة، مهما كان حجم انشغالها.
أنا سعيدة وفخورة بالملكة رانيا، فمثلما كانت دؤوبة في مثابرتها على العلم، ما زالت دؤوبة في عملها في خدمة المجتمع الأردني طفلاً وشاباً وامرأة، و«مؤسسة نهر الأردن» خير دليل على ذلك، بالإضافة الى مبادرتها لتعليم الأطفال خصوصاً الإناث منهم، مستثمرة خبراتها في خدمة المجتمع الأردني. ولعلّ سرّ نجاحها هو في تقبّلها المشورة والرأي الآخر إذا كان صائباً، وقد جمعتني معها اجتماعات عمل طويلة، وشهدت كيف تستمع الى كلّ فرد باهتمام كبير، وتأخذ بالرأي الصحيح. أتمنى للملكة رانيا العبدالله وعائلتها دوام الصحّة والعافية.

الفنانة اللبنانية إليسا
الملكة رانيا التي أحبّ وأحترم، هي المرأة القدوة بالنسبة إليّ، كما بالنسبة إلى العديد من الشابات العربيات اللواتي ينظرن إليها بإعجاب كبير، نظراً للصورة الجميلة والمشرقة التي تقدّمها عن المرأة العربية المعاصرة في العالم العربي كما في المحافل الدولية.
تواضعها الكبير وعملها الكثيف في مجالات عدّة، يجعلان منها امرأة ولدت كي تكون ملكة عظيمة وقائدة متميّزة.

الأمين العام «للإتحاد النسائي في دولة الإمارات» نورة السويدي
إنها ملكة القلوب كما يحلو لنا أن نسمّيها في الإمارات. أعزّ الناس وأغلاهم، ومكانتها مميّزة لدى الإماراتيين والإماراتيات. وهي صديقة صدوقة للشيخة فاطمة، أم الإمارات، التي تكنّ لها كلّ محبة واحترام وتقدير. وقد عملت الملكة رانيا والشيخة فاطمة على مشاريع عدّة لتمكين المرأة وإقرار حقوقها. حفظ الله الملكة رانيا في نشاطها وديناميتها وسعيها الدائم من أجل قضايا الطفولة والمرأة، واهتمامها بالشعبين الأردني والفلسطيني.

الكاتب سمير عطاالله
هي وجه المرأة العربية العاملة التي نراها في حقول العمل الإنساني في كل مكان ونلمس علاقاتها الدولية الناشطة، وهي علاقات تركّز على الإنسان والإنسانية بمعناها الأكبر، من دون أي تفريق أو تمييز. كونها من خلفية فلسطينية ومن عائلة عربية بسيطة متأصّلة، يجعل منها سندريللا العرب. امرأة تليق وقد لاقت بها الحياة الملكية لكثرة ما مزجتها بالعلاقات ببسطاء هذا العالم. ولا شك أن الدور الأساسي في أداء هذه الشخصية هو لملك معاصر، إبن ملك معاصر، عبد الله الثاني الذي وضع مواصفات لملكته هي ما نراه منها، وما يراه منها العالم أجمع. في اختصار، قد يعتقد البعض أن الملكة رانيا هي الوجه الأجمل للقضية الفلسطينية، أو الوجه الأمثل لدولة الأردن، أما الحقيقة فهي انها الوجه المرتجى للمرأة العربية.

كبير أساقفة جنوب أفريقيا السابق الحائز على جائزة نوبل للسلام ديزموند توتو
الملكة رانيا إنسانة رائعة ومدافعة مناضلة عن حقوق الأقلّ حظّاً في العالم: تحارب الفقر وتناصر حقوق المرأة والفتيات، وهي في طليعة مبادرة «هدف واحد» التي جذبت انتباه المجتمع الدولي في كأس العالم 2010. أنا فخور بصداقتي الشخصيّة التي تجمعني بها. باركها الله سفيرة لفعل الخير ونشر المحبة في العالم أجمع.

الوزيرة اللبنانية بهيّة الحريري
إن اللقاء مع الملكة رانيا يبدأ واقعياً، عملياً، وينتهي استشرافياً طموحاً. هكذا عرفتها منذ عهدي الأول بها خلال التحضيرات لقمة المرأة العربية، إذ كانت أول من ساند وأيّد القمّة. أذكر انها في اللحظة نفسها قرّرت تشكيل لجنة خاصة من فريق عملها، للعمل على إطلاقها وقدّمت الإقتراحات والأفكار المساعدة على نجاحها. والجدير ذكره أن إنتاج الأفكار مع الملكة رانيا لا يحتاج محاولات كثيرة أو تحضيرات، فهي ما إن تبدأ بشرح فكرة خطرت لها، حتى تتحوّل في دقائق إلى مبادرة ومشروع عمل.
وقد كان لي شرف المتابعة عن كثب مع الملكة للعديد من مبادراتها المميزة في مجالات الطفولة والمرأة والإعلام والأعمال والتعليم، إضافة إلى مشاريع التحديث والنهوض بالإقتصاد ونشر المعلوماتية. ببساطة، مع الملكة رانيا العبد الله تتعلّم كيف يكون الموقع مسؤولية كاملة وحب الوطن فوق كلّ حساب واعتبار.

رئيس برنامج الخليج العربي للتنمية الأمير طلال بن عبد العزيز
المرأة العربية لا تقلّ قدرة ولا إبداعاً عن مثيلاتها في المجتمعات الغربية وهي تحتاج فقط أن تُعطى الفرصة ويُفسح لها المجال وتُمكَّن من حقوقها التي أقرّها الدين بدلاً من تكبيلها بالعادات والتقاليد غير الأصيلة. وقد كنت دوماً من المؤمنين بالمرأة العربية إذا أرادت أن تستردّ حقوقها المشروعة للإسهام في تقدم مجتمعها، فلا بد لها من أن تبادر بنفسها وتثبت وجودها ولا تنتظر أن تأتيها حقوقها منحة، فالمرأة هي الأقدر على الدفاع عن حقوقها. وهذا ما نلمسه في المبادرات التي تقودها رائدات عربيات في مجال حقوق المرأة العربية وفي طليعتهن الملكة رانيا العبدالله التي وضعت لمساتها الواضحة في التنمية العربية، لا سيما في مجال قضايا المرأة وتمكينها وتعزيز دورها في المجتمع. فالملكة رانيا صورة مشرقة للمرأة العربية الحديثة، وهي توظف مكانتها المرموقة باقتدار لصالح التنمية في بلدها الأردن وفي مجتمعات عربية أخرى.
ولنا في «برنامج الخليج العربي للتنمية» تجارب غنية مع الملكة رانيا في مجال مكافحة الفقر. وكان دورها حاسماً في تأسيس «البنك الوطني لتمويل المشاريع الصغيرة» في الأردن وهو أول بنك للفقراء في الوطن العربي، قدّم وما زال يقدّم نماذج نجاح عديدة تؤكد فاعلية الإقراض الصغير وجدواه في تحويل الطاقات المعطّلة إلى منتجة.
وللملكة رانيا حضورها الديناميكي في مجال التعليم، ذلك أن اقتناعاتها تؤكد أن التعليم الجيد هو مفتاح الخيارات التنموية، وكان لها الدور الفاعل في تأسيس الجامعة العربية المفتوحة والتي تشغل فيها منصب الرئيس المشارك في مجلس الأمناء.
لستُ هنا في معرض حصر إسهامات الملكة رانيا، ولكن هي شواهد مما بات معروفاً عن حيويتها وإنسانيتها وانفعالها بقضايا وطنها وأمتها. أسأل الله التوفيق لها ومباركة جهودها.

وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون
يسعدني أن أرسل تمنياتي الطيبة في عيد ميلاد سيدة تعرّفت إليها وعملت معها عن كثب وأُعجبت بها على مرّ سنوات طويلة. الملكة رانيا، الصديقة والمرأة التي كرّست حياتها من أجل التعليم العالميّ وتنمية المشاريع الصغيرة ومناصرة حقوق المرأة وتشجيع حوار الديانات والثقافات وغيرها من القضايا التي تساندها بتألّق وذكاء. هي ملكة وكاتبة ومناصرة لقضايا عدّة، والأهم من كل ذلك أنها زوجة وأم رائعة وابنة متميّزة وصديقة وقائدة. شخصية نتطلّع إليها جميعاً. والواقع أننا ممتنّون للملك عبد الله الثاني ولشعب الأردن لمشاركة مميزاتها ومواهبها العديدة معنا. أتمنى لك عيد ميلاد سعيداً يا صديقتي!.

أتذكّر الحديث الأول الذي أجريته مع الملكة رانيا. كان ذلك قبل نحو ثماني سنوات، وهو يؤكّد أن الوقت لم يغيّر في مواقفها شيئاً، بل زادها ثباتاً ومثابرة... في تلك المقابلة، قالت الملكة رانيا إن المسؤوليات الكبيرة المناطة بها، تدفعها لخوض مجالات إجتماعية كانت تعتبر في السابق حسّاسة في المجتمع الأردني، منها العنف الأسري خصوصاً ذلك الموجّه ضدّ الأطفال، مؤكدة أن أمان الأطفال هو همّها الأول. «أجد أن قضية الأطفال المحرومين أو أولئك الذين تساء معاملتهم هي أمر لا يحتمل، وبراءة هؤلاء الأطفال المقرونة بضعفهم، تدفعنا إلى العمل على توفير الحماية لهم».
وعن إيجابيات أن تكون امرأة ملكة، قالت: «الإيجابيات متمثلة في الفرص التي تُتاح والأبواب المفتوحة التي تمكننا من إحداث تغيير ملموس. وتتمثّل أيضاً في القدرة على النظر إلى الأمور بشمولية كاملة من شأنها أن تساهم في تقريب المسافات بين الأفراد للعمل من أجل المصلحة العاملة. أما التحديات فتكمن في الإحساس الدائم بالمسؤولية: عندما يكون الفرد في موقع عام، يصبح من الصعب أن يحدّد مقدار عطائه، أو يخصّص بعضاً من الوقت لنفسه. ولكن يجب أن نعترف أن ليس بوسعنا إيجاد الحلول لكل القضايا والتحديات وإن كانت بالغة الأهمية... وفي بعض الأحيان من الصعب أن تعترف بأنه لا يمكنك المساعدة».

ما يبدو من حماسة الملكة رانيا العبدالله الشابة للإعلام، ما كتب وكتبناه فيها، لا يكفي وصفاً لما هي حقاً عليه. امرأة شابة مشعّة مفعمة بالحماسة، قوّتها من قوّة تصميمها وإرادتها الصلبة وشجاعتها في طرح المواضيع الأكثر جدلية، والحلول الأكثر عملية. قائدة معاصرة مقدامة، تدرك أهمية الدور الذي تلعبه، فتتقنه، لتقدّم المرأة العربية بحلّتها الأفضل والأمثل، وتمهّد لبناتنا طريقاً أكثر وضوحاً، وغداً أكثر إشراقاً، في مجتمع مرجوّ أكثر تسامحاً وعدلاً. وكأنها السّحر يبشّر بالفجر مهما طال الليل...

رئيس «المركز الأردني لبحوث التعايش الديني» الأب نبيل حداد
عرفت الملكة رانيا عن كثب منذ العام 2000 في عملي في «اللجنة الملكية لحقوق الإنسان» وهي اللجنة التي درست القوانين في الأردن للتأكد من مراعاتها حقوق الإنسان العالمية، فعرفت في الملكة بعد النظر والرؤية الواضحة والذكاء الحادّ والتواضع والقدرة على القيادة الصائبة، ولمستُ اهتمامها الصادق بقضايا الإنسان، خصوصاً المرأة والطفل والأسرة. وقد قادت الملكة رانيا مبادرات عدة في هذه المجالات محلياً واقليمياً ودولياً، وهي الرائدة في مجال احترام الآخر وقبوله والحوار بين الأديان وأبناء الحضارات المختلفة.
وقد شرّفتنا برعايتها احتفالاتنا بعيد ميلاد السيد المسيح العام الماضي. وقد أعجبت بما لمسته ورأيته من تواضع الملكة رانيا وقدرتها على قيادة الشباب بفكر نيّر يحافظ على الأصالة والموروث الحضاري العربي الذي نفخر به. وقد شهدت شخصياً ردود الفعل الإيجابية الكبيرة على روايتها الرائعة «تبادل الشطائر» التي تعكس فكر الملكة ومبادئها وإصرارها على نشر ثقافة الإنفتاح وحبّ الآخر وليس فقط قبوله، بل اقتسام الخبز والملح معه، وهي قرينة الملك الهاشمي المتحدّر من هذه المدرسة المنفتحة. أسجّل كأردني مسيحي، وبكلّ فخر إعجابي واحترامي بفكر جلالتها ومبادراتها، هي التي تقف الى جانب ملك خطّ بحبر هاشمي رسالة عمّان الداعية الى قبول الآخر واحترامه. كذلك أنظر بإعجاب كبير الى دورها في قضايا الأمومة والطفولة خصوصاً انها أم لأطفال أربعة، براعم يانعة من كرمة طيّبة، وهو ما يكرّس صورتها كملكة وأم وامرأة قادرة على التغيير. حفظ الله الملكة رانيا العبدالله وباركها.