المخرجة هنادي رشاد: مُنعت من التمثيل وقريباً إلى الدراما عبر الإخراج

حوار: أمين حمادة 04 أبريل 2021

تخبز المخرجة الكويتية من أصول سورية هنادي رشاد مهنتها شيئاً فشيئاً، من طفولة دمشقية حفلت بحب العالم الدرامي، فدخلته طفلةً بمشاهد صغيرة في عدد من الأعمال، قبل أنّ تُبتر رحلتها في التمثيل بقرار من ذويها، فاتجهت إلى الإخراج التلفزيوني إثر دراستها الإعلام والعلوم السياسية. تتحدّث هنادي في مقابلة لـ"لها" عن تجربتها التي اصطدمت بالتقليل من حقها كامرأة بتقرير منحى حياتها، إلى جانب طموحاتها التي لم تتخلَّ عنها.


- أخبرينا عن نشأتك في سورية وبدايتك مع الفن.

أنا من اللاذقية، لكنني وُلدت في دمشق مدينة الياسمين، حيث نشأت على الشغف بالأعمال الفنية، وربما ككثيرات من الفتيات الصغيرات، حلمتُ بأن أصبح نجمة تلفزيونية. وتضيف مازحةً: يمكنك أن تقول إنني بدأت كفنانة منزلية، إذ لاحظتْ عائلتي منذ صغري المواهب التي كنت أتمتع بها بترديد الأغاني والإعلانات وتمثيل بعض المشاهد. شاركت في تلك المرحلة المُبكرة بمشاهد بسيطة لأعمال كبيرة كـ"وقائع وأحلام فرج"، وفيها التقيت عدداً من أبرز الفنانين الكبار كبسام كوسا وحاتم علي وغسان مسعود وأيمن رضا وأمل عرفة. وكنت أيضاً جزءاً من العديد من الفعاليات الفنية، منها العروض الاستعراضية المدرسية، إضافة لتلك التي كانت تُقام في فترة الأعياد تحت إشراف الفنان والمخرج الصديق إلياس الحاج وخبيرة المكياج ستيلا خليل.

- كيف كانت تجربتك مع الفنانين في سنّ صغيرة؟

كان الفنان محمد الشيخ نجيب رحمه الله من الأصدقاء المقرّبين للعائلة، فشاركت تحت إشرافه في مسرحية مع ابنه الذي كان قد بدأ مسيرته الفنية منذ الصغر، الفنان قيس الشيخ نجيب، وحصدنا المركز الثاني على مستوى سورية.


- ولماذا لم تُكملي بالتمثيل رغم أنّه كان حلمك؟

لم تُستكمل مسيرتي التي بدأتها بكل شغف بسبب معارضة والديّ دخولي عالم الفن والتمثيل، لتقتصر مشاركاتي على الأعمال المسرحية بعيداً من التلفزيون. وعلى كل حال، أنا لستُ بعيدةً من التمثيل بحكم عملي كمخرجة برامج تلفزيونية، فالدراما عنصر أساسي في خططي المستقبلية، والتي لكانت قيد التحقيق حالياً لولا ظروف جائحة كورونا وقيود السفر، إذ تلقيت أكثر من عرض لإخراج مسلسلات درامية، تحديداً من سورية، لكن الظروف تمنعني في الوقت الراهن.

- إذاً هذا هو هدفك المقبل.

طموحي كبير وأثق في قدراتي المهنية في الإعلام بكل مجالاته: الإخراج والإعداد والتقديم، وأطمح الى الحصول على فرصة للمشاركة في الإخراج الدرامي، خليجياً كان أو عربياً.

- لنتحدّث عن بداية تجربتك في الكويت.

غادرتُ سورية لأبدأ مرحلة جديدة من حياتي في الكويت، هذا الوطن العريق الذي أعطاني الكثير من الحب بلقائي شريك حياتي الذي ساندني مع والدتي وإخوتي لإكمال دراستي في المرحلة الجامعية، فتخرّجت بتقدير ممتاز في جامعة الكويت، وحصلت على بكالوريوس في الإعلام- تخصّص إذاعة وتلفزيون إلى جانب العلوم السياسية. حياتي في الكويت مريحة وهادئة كوني كويتية الجنسية وتشرّفت بانتمائي الى هذا الوطن العظيم الذي ينعم بالحب والسلام والأمن والأمان. الجميل في الكويت أنها دولة تجمع على أرضها الطيّبة العديد من الثقافات العربية والغربية. ورغم هذا الكم من الثقافات، ما زال شعب الكويت يحافظ على ثقافته المجتمعية من خلال تمسّكه بالعادات والتقاليد التي جُبل عليها آباؤهم وأجدادهم.

- ماذا عن عائلتك؟

أجمل شيء في حياتي هي عائلتي، والدتي التي تدعمني وتساندني في كل الأوقات، كما أستشيرها في أمور كثيرة هي وإخوتي. أما عن عائلتي الصغيرة فالداعم الأول هو زوجي الذي يتحمّل أوقات عملي الصعبة ويساندني ولا يتوانى عن تقديم النصائح لي، وأغلى ما أملك في هذه الدنيا هما ابنتي دانة وابني محمد.

- ومهنياً؟

بدأت العمل الإعلامي في التحرير الإخباري وما زلت مستمرةً فيه حتى اليوم. أما عملي الأساسي فهو الإخراج التلفزيوني، وقد عملت في برنامج "ستايل" كمخرج منفّذ، وأُخرج حالياً برنامج "حي الشتا وحي طارية" الذي يلاقي أصداء جميلة، كما تشرّفت أخيراً بأن أكون عضواً في نقابة الفنانين والإعلاميين الكويتيين، وتحديداً في اللجنة الإعلامية للنقابة. وما زلتُ أمارس عملي الإعلامي في التحرير والإخراج في التلفزيون، كما كانت لي مشاركة ولمدة ثلاث سنوات متتالية في التغطية الإعلامية لـ "الملتقى الإعلامي العربي" عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

- ما أبرز الصعوبات التي تواجهها المرأة في العمل وفق خبرتك؟

في الدرجة الأولى، عدم إعطائنا الفرص على الرغم من المحاولات الكثيرة، إذ يمكن ملاحظة تعمّد بعض الأشخاص إغلاق كل الأبواب في وجهنا من دون أي سبب يُذكر أو محق، ولا أعلم أي تفاصيل للأسباب سوى قناعتي بأن الناجح يحارَب بمختلف الطرق. يمكنك الاستناد أيضاً إلى عدم استمراري في التمثيل، فحق الخيار لدى المرأة لا يزال منقوصاً.