منة فضالي: الفارق ليس كبيراً بين الدراما المصرية والسورية... وسأعتزل حين لا آخذ مكانتي الفنيّة

أمين حمادة 15 أبريل 2021
تشارك الفنانة المصرية منّة فضالي في أكثر من عمل خلال الموسم الرمضاني لهذا العام، إذ تستمر في تقديم بطولة الجزء الثاني من مسلسل "مقابلة مع السيّد آدم" في سورية، بالإضافة الى عودتها إلى ملعب لطالما تميزّت به، عبر مشاركتها ضيفةَ شرفِ في المسلسل الصعيدي "نسل الأغراب". في حوارنا معها، تكشف فضالي نجمة غلاف العدد الحالي من مجلة "لها"، كواليس أعمالها وتجربتها في سورية، كما تتحدث عن أفلامها "مفلح باشا" و"آخر نيزك" و"ليلة في الجحيم"، والتي تنتظر عرضها في موسم عيد الفطر السعيد، والمتنوّعة بين الكوميديا والخيال العلمي والرعب. وتشارك منّة قرّاء "لها" بعض أسرار حياتها المهنية والشخصية والعاطفية، وتُدلي برأيها في الحب والزواج، كما ببعض زميلاتها.


- في البداية، حدّثينا عن دورك في "مقابلة مع السيد آدم".

مشاركتي في مسلسل "مقابلة مع السيد آدم"، من تأليف وإخراج فادي سليم هي خطوة مهمة جداً في مسيرتي الفنية، إذ إنها المرة الأولى التي أظهر فيها في عمل درامي سوري، وأظنّ أنّها أيضاً المرّة الأولى التي تدخل فيها فنّانة مصرية إلى سورية من أجل تصوير عمل فني منذ أكثر من عقد من الزمن حين اندلاع الأزمة فيها. قبل ذلك، كنّا جميعاً نصوّر على الأراضي السورية، لذا أتمنّى من كل قلبي أنّ يعمّها الأمن والسلام والرخاء من جديد، وأن يعود التعاون الفني بين مصر وسورية إلى سابق عهده.

- كيف كانت تجربتك في سورية ومع فنّانيها وأهلها؟

تجربتي في سورية مع فنّانيها وأهلها، شرف كبير لي، إضافة إلى أنني أحبّ بلاد الشام وناسها وأحترمهم. فأهل سورية يتمتعون بالكرم والطيبة والنخوة والمروءة والشهامة، وهم يتشاركون هذه الصفات الحميدة مع المصريين، ما جعلني أشعر وكأني بين أهلي ولست غريبةً عنهم أبداً، والأهم أنني لمست الشعور بالمحبة المتبادَلة بيننا. في سورية فنانون كبار وعمالقة، وأعتبر الأستاذ غسّان مسعود قدوة وأحبّه كثيراً على المستويين الشخصي والمهني. وهنا أودّ الإشارة إلى أنّ لدي الكثير من الأصدقاء في سورية وزملاء من فنانيها، أمثال محمد الأحمد ومعتصم النهار وجومانا مراد وسوزان نجم الدين وأيمن زيدان ورنا شميس، وطبعاً الصديق العزيز المخرج حاتم علي رحمه الله والذي تشرّفت بالعمل معه.


- ما الفارق بين الدراما التلفزيونية المصرية وتلك السورية؟

طبعاً هناك فارق بين الدراما التلفزيونية المصرية والسوريّة، فنحن تطوّرنا في العمل الى حد كبير، أمّا في سورية فالوضع يبدو أقرب إلى الواقع، إذ يتم التصوير في أماكن حقيقية وليس في استديوات، إضافة الى غنى سورية بالمناظر الطبيعية الخلاّبة. ورغم أن مصر مليئة بالخيرات، تتميز سورية بالتنوّع في الأماكن الطبيعية الساحرة.

عموماً، لا أشعر بأن الفارق بينهما كبير، لكن لا شك في أنّ هناك اختلافات في ما يتعلق بالسرعة والتدقيق واختيار الممثلين، إذ وفق تجربتي، شعرت أنّ لا وساطة في سورية في عملية الـ"كاستنغ"، على عكس المشكلة التي نعانيها ونصادفها في مصر.

- من هنّ أبرز الممثلات في مصر من بنات جيلك برأيك؟

أرى أن أبرز الفنانات من جيلي في مصر، هنّ: منّة شلبي ونيللي كريم ومنى زكي. طبعاً لدينا الكثيرات من الموهوبات، ولكن من ذكرتهنّ يتربعن على رأس القائمة.

- أخبرينا عن دورك في "نسل الأغراب".

أشارك في "نسل الأغراب" كضيفة شرف، بدور مختلف نوعاً ما وليس طويلاً، في تعاون هو الثاني لي مع الفنان أحمد السقّا بعد فيلم "الديلر"، كما سأقدم شخصية أخته، ولكنها تجربتي الأولى مع المخرج محمد سامي الذي أشكره كثيراً على هذه الفرصة بالعمل معه، أمام نجوم كبار، على رأسهم السقّا وأمير كرارة وفردوس عبدالحميد، إلى جانب عدد من الفنانين الشباب.

- كممثلة... أين يكمن التحدّي في الدراما الصعيدية؟

بصفتي ممثلة في الدراما الصعيدية، أجد نفسي عنصرَ اطمئنان لدى صنّاع العمل بسبب خبرتي الطويلة في هذا المجال، وأعمالي الكثيرة في مختلف أنواع المسلسلات الصعيدية جغرافياً ومن جهة اللهجة أيضاً، سواء في الصعيد الداخلي (الجواني) أو لناحية أسوان والأقصر وقنا وأسيوط، بدايةً من مسلسلات "سلسال الدم" وأفراح إبليس" "وبنت القبائل"، وأخيراً "نسل الأغراب". وأنا أعتبر نفسي محظوظة في هذا الجانب.

- في تصريح إعلامي سابق، أجبتِ: "لا تعليق" رداً على سؤال حول رأيك بتمثيل الفنانة ياسمين صبري، الآن نريد تعليقاً!

أنا لم أسئ الى ياسمين إطلاقاً، هي جميلة وأنيقة و"كل حاجة"... ولكن الموهبة مهمة جداً، ويجب أن يتمتع بها الفنان. ياسمين لطيفة وحلوة، ولكن التمثيل أساسه الموهبة، لذا عليها أن تجتهد و"تشتغل على نفسها كثيراً".

- وفق مواد إعلامية قديمة، هناك سببان لعدم مشاركتك في فيلم "حلاوة روح" في عام 2014، السبب الأول جرأته، والثاني أسلوب تعامل الفنانة اللبنانية هيفاء وهبي، هل هذا الكلام صحيح؟

هذا الكلام لا أساس له من الصحة، حتى أنّ "حلاوة روح" لم يُعرض عليّ قطّ. وأنا وهيفاء صديقتان مقرّبتان وأحبّها كثيراً، وتحدّثنا هاتفياً منذ أيام قليلة.


- وماذا عن أخبار خلافاتك مع عدد من الزملاء والزميلات؟ من يقرأها يظنّك "صاحبة مشاكل"...

بالعكس، أنا لا أحبّذ المشاكل، بل أحب جميع الناس، وأتمنى لو تسود المحبة بيني وبين زملائي الفنانين، ولكن الإعلام يكون ظالماً أحياناً بنشره أقاويل وأخباراً هي مجرد شائعات أو بالمبالغة في أحيان أخرى. أنا لست مسؤولة عن ذلك، إذ إنني أحترم نفسي وجميع الناس. والحمد لله أنا إنسانة متصالحة مع ذاتي، وحتى أنني أرضى بسهولة (بكلمتين) ممّن يسيء إليّ... لم أؤذِ أحداً، بل على العكس. ورغم أنّ خطواتي بطيئة إذ لم أحصل على الفرص التي واتت غيري، أحرص على الاعتماد على نفسي فقط.

- خسرنا في الفترة الأخيرة عدداً كبيراً من الفنانين الكبار، ما هو شعورك تجاه ذلك؟

للأسف، غادرنا فنانون كبار في مأساة تشّكل خسارة كبيرة للفن وحزناً عميقاً على الصعيد الشخصي، فالأساتذة يوسف شعبان ومحمود ياسين وعزّت العلايلي قامات فنية عالية، وسبق أن خسرنا أمثالهم كالأساتذة نور الشريف وفاروق الفيشاوي وسعاد حسني وناديا لطفي وأحمد زكي واللائحة تطول، ما سبّب فراغاً واسعاً في الساحة الفنية، ولكنهم جميعاً تركوا بصمة خاصة ومؤثّرة في حياتنا. تضيف مازحةً: "إنت خلّتني أفكّر بالوصية".

- وماذا قد تكتبين فيها؟

لم أفكر يوماً في كتابة وصية، ولكن في طبيعة الحال أعتبر أمي أغلى ما عندي، فعلى الأكيد سأوصي بها، لا سيما أنّ لا أولاد لي حتى الآن.

- هل من الممكن أن تبتعدي عن الفن؟

الفن يأخذ من عمر الإنسان، من وقته وجهده وحياته الشخصية ومن صحته أيضاً، لا سيما عندما لا يكون الفنان ربّ أسرة، إذ يخصّص كل حياته للفن عندئذ، الأمر الذي عشته ومررت به، فسخّرت كل وقتي لعملي، وفضّلت الفن على حياتي الخاصة. ولكن الحالة التي قد تدفعني إلى الاعتزال، هي عندما أجد نفسي بلا مكانة أو غير قادرة على أخذ حقي، وبالمعنى البلدي: "بعافر عالفاضي"... في هذه الحالة، ربما أغادر حتى بلدي، لأنني لستُ على استعداد لقبول أن يأخذ المكانة المتقدّمة من لا يستحقها، وأنّ يقبع مَن يملك الكفاءة والجدارة في الخلف.


- لنتحدّث قليلاً عن الحب... هل تعيشين حالياً قصة حب؟ وهل يلوح شيء في الأفق؟

لا، لا أعيش اليوم قصة حبّ. يمكنك اعتباري في فترة استراحة من فكرة الارتباط والحب. حالياً، أركّز في عملي وفي مستقبلي، ولا أوّد التفكير بأشياء أخرى غير مهنتي. كما أسعى الى صناعة كيان خاص بي، لا سيما أنّ الحب والارتباط عطّلاني لوقت طويل، ما أدى إلى تراجعي خطواتٍ كثيرة إلى الوراء في مجال عملي، إلى حين التقائي بالشخص المناسب، وألّا يكون الموضوع مجرد حب، بل أن تتجه العلاقة الى الارتباط مباشرة بمعنى "زواج على طول".

- ما هي خطوطك الحمر؟

أرفض العمل لمجرد الظهور، وأحرص على تقديم كل ما له معنى في عملي، والحمد لله أرشيفي الفني مليء بالأعمال الجادّة والرصينة، والتي تحفل بالرسائل الهادفة، وأريد المواصلة وفق هذا النهج.

- عرّفينا ببطاقتك الشخصية.

اسمي منّة الله سامي سعد الدين الفضالي، من مواليد عام 1973، برج العذراء، مصرية المولد والأصول، وعزباء.

- ما هو عطرك المفضّل؟

أحب "أكوا دي جيو آرماني" Acqua Di Dio – Aramani وعطور "كوكو شانيل" Coco Chanel و"إيف سان لوران" Yves Saint Laurent.

- أبرز حسناتك؟

أنا أقوم بالكثير من أعمال الخير بعيداً من الأضواء وأمام الله.

-  أبرز سيئاتك؟

عصبية، "شكّاكة"، ولا أثق في إنسان.

- طعامك المفضّل؟

الملوخية والكشري والمأكولات البحرية، وأحب أيضاً المجدرة من المطبخ السوري الذي وجدته شهيّاً بأكمله.

- أمور تندمين عليها؟

أندم على أمور كثيرة، ولكن أعتبرها تجارب مهمة تعلّمت منها وأكسبتني المزيد من الخبرة.

- أدوار تطمحين إليها مستقبلاً؟

هناك الكثير من الأدوار التي لم أقدّمها بعد، لذا أطمح إلى تجسيد شخصيات مختلفة، منها ما يتعلق بالجيش والاستخبارات. لا أريد أدواراً تتمحور حول الجمال والأناقة، بل تحمل رسائل هادفة. كما أطمح الى تأدية دور مركّب نفسياً، أي مجنونة أو مشوّهة. كذلك أرغب في عمل استعراضي غنائي، وفيلم رومانسي إذ نفتقد الأفلام العاطفية حالياً. دعني أخبرك أن الممثل "طمّاع"، وأعتبر نفسي لم أقدّم شيئاً حتى الآن.


فريق الجلسة التصويرية:

مصممة الموضة الستايلست لوسي موسان

تصوير أحمد زملوط

خبير الشعر شبلي رومية

خبيرة التزيين والمكياج فرح خير