إسم حقق شهرة

إبراهيم الحكمي, ألبوم غنائي, كارول سماحة, مريم شقير أبو جودة, سهام الشعشاع, نقولا سعادة نخلة, أحمد آدم

21 سبتمبر 2010

نقولا سعادة نخلة، إسم حقق شهرة في ميادين عدّة أبرزها التلحين بدايةً، إضافة إلى الإنتاج الغنائي لعدد من النجوم بينهم كارول سماحة وآدم قبل سنوات. بدأ بإصدار أغنيات منفردة تباعاً، حققت جميعها نجاحاً كبيراً تماما كالأغنيات التي لحّنها لسواه من المطربين ومنها «ما بدّي قلك شو بني» و«الله معها» و«غلطة عمر» و«كوني مرا» وغيرها الكثير. قرر أخيراً إصدار ألبوم كامل بصوته متضمناً أعمالاً جديدة، والعمل يلاقي رواجاً. للحديث عن مختلف هذه المواضيع وغيرها، «لها» التقته وكان هذا الحوار.

- اعتاد عليك الجمهور تُصدر أغنيات منفردة كلّ فترة وأخرى، بعد أن عُرفت كملحّن بارز. لماذا كان القرار أخيراً بإصدار ألبوم غنائي كامل مع أنك ردّدت أكثر من مرة أنك لا تريد احتراف الغناء؟
بالفعل لم أكن أنوي احتراف الغناء، لكن عندما قررت ذلك كان يجب أن أعمل في شكل جدّي ومحترف وأُصدر ألبوماً كاملاً. وهكذا جمعت في ألبومي «القلب الحنون» مختلف الأغنيات التي صدرت قبل ذلك منفردة، إضافة إلى 7 أغنيات جديدة. كان يُفترض أن يصدر الألبوم قبل عام ونصف العام تقريباً، لكن الظروف حالت دون ذلك.

- أول أغنية صدرت بصوتك كانت بعنوان «الله معها» التي كنت قد منحتها كملحّن للمطرب السعودي عباس ابراهيم. ونذكر أنك أكّدت أنك لا تريد احتراف الغناء بل تغنيها لأنها لم تأخذ حقّها بصوت ابراهيم رغم تنافس عدد من المطربين عليها؟
صحيح. حقيقة أقول إن هذه الأغنية دُفع فيها أعلى سعر، وطلبها مني مطربون كبار وعرضوا عليّ مبالغ خيالية. ورغم ذلك رفضت وقررت غناءها بنفسي. وما قلته في ذلك الوقت لم يكن مراوغة بل حقيقة، وبالفعل لم يكن هدفي احتراف الغناء. أعتقد أن أغنية «الله معها» دخلت التاريخ قياساً إلى المبالغ التي عُرضت كي أتنازل عنها، لكني لم أًرِد أن يغنّيها سواي بعد أن غناها عباس ابراهيم. لا أحب إعطاء أغنية معينة لمُطربَين اثنين، لكني غنّيتها بصفتي الملحن وقد استأذنت طبعاً قبل أن أغنيها بصوتي. أعود وأؤكد أني لم أكن أنوي احتراف الغناء، لكن نجاح الأغنية بالشكل الذي نجحت فيه فاجأني، وسُعدت بأن الجمهور أحبّ الشكل الفنّي الذي أطللت من خلاله. عندها كررت التجربة في أغنيات منفردة لاحقة منها «ريتك تقبريني». أكثر ما حثّني على إكمال التجربة هو أني كنت شخصياً أرغب في تقديم مواضيع معينة في الأغنيات وأن يسمعها الناس، منها مثلاً أغنية «كوني مرا» التي ألّفتها قبل حوالي 4 سنوات، وقد سمعها العديد من الفنانين لكنهم لم يغنّوها. ولأن موضوع الأغنية جديد ومختلف ولم يُقدّم سابقاً، خشيت أن تذهب الأغنية هباء فقررت إصدارها بصوتي. إقبال الناس على هذه الأغنيات هو الذي شجّعني على الإنغماس أكثر في التجربة وتقديم أغنيات تحمل مواضيع أرغب كثيراً في تقديمها.

- ذكرت أن أغنيَتي «ريتك تقبريني» و«كوني مرا» سمعهما منك عدد كبير من المطربين قبل أن تُصدرهما بصوتك. هل ترددوا مثلاً لناحية الجرأة في موضوعَي الأغنيتين؟
ليس في هاتين الأغنيتين فقط، بل أغلب الأغنيات التي صدرت في ألبومي. لا أدري ما السبب. أسمع كثيراً عن الجرأة في موضوعَي الأغنيتين كما في غيرهما من أعمالي، لكني لا أشعر بأني أنجزت عملاً بطولياً يمكن أن نسمّيه جريئاً. لم أقدّم أي موضوع فيه خدش للحياء أو تجاوزاً للحدود الأخلاقية، لهذا أستغرب عندما يُقال لي إني جريء بينما أنا لم أغنّ أي موضوع محرّم، كما أن كلمات الأغنيات عادية تُردد في يومياتنا وليس فيها أي خدش أو مسّ بشيء.

- كيف تفسّر إذاً تردد الفنانين الذين سمعوها منك كملحن أولاً؟
لا أدري. ربما البعض لم يستسِغها، أو ربما شعروا بأنها أعمال لا تلائمهم. لكن بالنسبة إليّ، لا أرى أن مواضيعي جريئة أو بطولية، بل هي بسيطة وجديدة ومتجددة.

- الجمهور أحبّ هذه الأغنيات بصوتك، والدليل أن ألبومك حقق المرتبة الأولى لفترة في مركز «فيرجين»؟
الحمد لله.

- لو أردنا تعداد أغنيات الحب والغرام لن نوفّق بالتأكيد. إنما هناك إجماع على أن ألبومك قدّم هذه المواضيع في شكل مختلف وجديد؟
(يضحك) أعتقد أن طريقة الطرح هي التي ميّزت الأعمال، وربما طريقة الطرح الجديدة هي التي لم يستوعبها الفنانون الذين سمعوا الأغنيات قبل صدورها.

- أغنية «القلب الحنون» كان لافتاً فيها التغزّل بروح المرأة بطريقة «شيك» في ظلّ موجة هبوط صريح في أغاني الغزل الأخيرة التي لا ينظر فيها الرجل إلى المرأة إلاّ من منطلق الغرائز وكأنها سلعة؟
طبعاً، المرأة تستحق أن نحكي عن روحها وقلبها وتضحياتها، وليس أن نتوجّه إليها كمجرّد كائن لإثارة الغرائز. في الأغنية ترد عبارة «روحِك، عقلِك، قلبِك، شكلِك»، أي إن الشكل يأتي أخيراً وليس أولاً، لأن هناك أموراً أهم بكثير منها الروح والعقل والقلب، وهذا ما ينطبق على الإنسان عموماً. لا يمكن أن تكون السيدة شكلاً فقط. ويجب أن تثور السيدات برأيي ضدّ هذه الظاهرة التي لا تشمل الأغنيات فقط، بل نراها في أمور عدّة أبرزها الإعلانات وأغلفة المجلات، وهذا في رأيي أهم من المطالبة بحقوق المرأة. المرأة ليست وسيلة تسويق، بل هي أعمق من هذا بكثير، وكذلك دورها. لست ضدّ التغزّل بالمرأة، لكن ما أعنيه أنه لا يجوز أن يظلّ التركيز فقط على هذا العنصر، وذلك كي لا نفقد الشقّ الإنساني فينا في العصر الذي نعيش فيه.

- هل توافق على أن الموسيقى هي من أخطر وسائل التسويق، إذ إن حفظها سهل ويرددها الناس بسهولة؟
طبعاًَ هي كذلك، لهذا من الضروري والمهم جداً أن تحمل مضموناً جيداً، خصوصاً أن أكبر شريحة من الناس الذين يسمعون الموسيقى هم الشبّان والمراهقين، فلا يجوز أن نُدخل في أذهانهم مضامين سيئة.

- على من تقع المسؤولية في تسويق ألفاظ سوقية في الأغنيات؟
على العصر بأكمله، لأن ما من ضوابط تردع هذه الظاهرة. المسؤولية يتقاسمها كثيرون، بدءاً من الشاعر إلى الملحن والمطرب وصولاً إلى وسائل الإعلام التي تروّج لهذه الأغنيات. هذا العصر هو عصر إعلام بامتياز، وهو الذي يمكن له أن يسلّط الضوء إما على الهبوط الفني أو على الفنّ الجيد. كل شخص يتحمّل المسؤولية انطلاقاً من موقعه.

- ألبومك هو من إنتاج شركتك الخاصة «طرب برودكشن» التي أنتجت من خلالها أعمالاً لكارول سماحة وآدم؟
صحيح.

- لماذا؟
ولم لا! يهمني كثيراً أن أقدّم للناس عملاً متميزاً، والعمل المتميّز يحتاج إلى منتج سخّي، أو بمعنى آخر من الطبيعي أن أي شركة منتجة ستتدخّل في تفاصيل كثيرة، بينما عندما أنتج ألبومي من خلال شركتي، يكون القرار ملكي بالكامل، ومعروف أني سخى كثيراً على أعمالي. لهذا كان من الضروري أن يكون كلّ القرار لي وحدي وبنسبة مئة في المئة. على سبيل المثال، هناك أغنيات أعدت توزيعها أكثر من مرة كي أكون راضياً تماماً عن الشكل الفني للأغنية، بينما يصعب أن أقوم بهذا على حريتي عندما تتولّى شركة أخرى الإنتاج. كان لا بدّ أن يكون من إنتاجي في المرحلة الأولى على الأقلّ، لكن هذا لا يمنع أن أتعاون مستقبلاً مع شركة ما خصوصاً أني كمنتج أعرف كيف يجب توظيف الإنتاج بدقّة دون أن يكون العمل فقيراً من الناحية الفنية، وفي الوقت ذاته أن لا تتمّ بعثرة الإنتاج على أمور لا قيمة لها. ما يميّز عملي أني صاحب شركة إنتاج، لكن في الوقت ذاته الموسيقى هي مهنتي، أيْ «بِفهم بِشغلتي».

- لكن السوق الغنائي يعاني ركوداً؟
بسبب القرصنة والتزوير، وبسبب كون الكثير من المنتجين لا يفهمون في مجال الفن. ولا نستطيع أن نغضّ الطرف عن مسألة أن عدداً كبيراً من الشركات لم تعد توظّف أموالها على القيمة الفنية الجيدة، رغم أنهم يدفعون أموالاً طائلة، وهذا ما خربط ميزان الإنتاج في العالم العربي. بمعنى أنه يمكن أن نصرف مئة ألف دولار على أغنية دون قيمة، وبالتأكيد سنخسر لأن الجمهور لن يحبها، وبالتالي لن يتحقق أي مردود. بينما إن عملنا بإتقان، يُمكن حينها استرداد قيمة الإنتاج لأن النوعية الجيدة ستفرض نفسها لا محالة. عندما يصبح الهدف هو الشهرة على حساب المضمون، من الطبيعي أن يتدهور السوق.

- كيف تمّ التعاون بينك وبين الإعلامية مريم شقير أبو جودة التي كتبت لك أغنية «القلب الحنون»؟
تجمعني بالسيدة مريم شقير أبو جودة علاقة صداقة كبيرة أعتزّ بها، وهي إعلامية قديرة يحترمها الجميع وكان لي الشرف في التعاون معها خصوصاً أنها نادراً ما تكتب أغنيات. أُعجبت كثيراً بالموضوع الذي اقترحته خصوصاً أنه عميق وسهل في الوقت ذاته، وقريب جداً من الأفكار التي أريد وأحب قولها، وهكذا كانت الأغنية. في كلامها قيمة كبيرة ومؤثرة.

- كان مُستغرباً أن في ألبومك أغنيتين من ألحان سواك؟
صحيح، هذا لأني أفصل بين نقولا الملحن ونقولا المطرب، ويهمني أن أستفيد من إمكانات الملحنين الآخرين. أعرف أن التنويع مهم وأنني سأقع في التكرار إن قدّمت كلّ الأغنيات بصوتي من ألحاني. ولا ننسى أن الملحن الآخر قد يكون قادراً على اكتشاف أماكن أخرى في صوتي، وهذا مهم بالنسبة إليّ، ولماذا أخسر الملحنين الموهوبين خصوصاً أن لكلّ ملحن بصمة خاصة.

- هل ستستمرّ في التعاون مع المطربين كملحّن؟
طبعاً. كما أني لم احصر صوتي بألحاني، لا أنوي كذلك حصر ألحاني بصوتي. وبالمناسبة، منذ أن بدأت بإصدار أغنيات منفردة، كنت  حريصاً جداً على الإتصال بالمطربين وعرض أعمالي عليهم، كي لا يعتقد أحد أني سأحتكر الألحان لنفسي. لهذا أعود وأقول إن أغلب الأغنيات التي صدرت في ألبومي سمعها العديد من المطربين.

- هل اتصل بك هؤلاء المطربون؟
بعضهم قالوا لي إنهم ربما لو غنّوها هم لما كانت نجحت. (يضحك ويقول) لكن قسماً منهم لم يعد يردّ على هاتفه، هذا موضوع آخر. البعض بارك وآخرون لم يعلّقوا.

- تعاونت كثيراً مع الشاعرة سهام الشعشاع في الأغنيات التي قدمتها بصوتك والتي غناها مطربون آخرون. من أبرز هذه الأعمال أغنية «ما بدّي قلّك شو بني» لابراهيم الحكمي التي فازت ضمن أفضل عشر أغنيات لبنانية صدرت قبل خمس سنوات في استفتاء خاص بمجلة «لها»!
أعتقد أنني وسهام، أسسنا لنجاح كبير في تعاوننا معاً، فهي شاعرة مميزة جداً وأنا أفهم وأستوعب كلامها بشكل كبير وأتعامل معه بصدق وكأنني أنا من كتبه. وهي أيضاً تعرف أن اللحن معي سيحمل نكهة خاصة لأنني أفسّر كلامها حتى العمق. من جانب آخر هي صديقة مقرّبة، وكشاعرة أراها جريئة بأدب ومواضيعها حساسة وتلامس عمق مشاعر الناس. أما أغنية «ما بدّي قلك» فأنا أعتقد أنها أجمل أغنية مع احترامي لكلّ الأعمال. ومصدر فخري واعتزازي بهذه الأغنية هو أنها حققت نجاحاً منقطع النظير وغناها مطرب سعودي، بينما كلماتها لبنانية. وهذا لا يمكن أن يتكرر، والأغنية لا تُصنّف Hit بل Mega Hit. كانت سابقة تاريخية أن تنجح أغنية لبنانية بهذا الحجم مع مطرب سعودي أو بالأحرى غير لبناني. وأنا طبعاً فخور أنه بعد نجاح هذه الأغنية، عندما يريد مطرب غير لبناني أن يقدّم اللهجة اللبنانية يقصدني أولاً. أغلب الفنانين اللبنانيين يغنون بلهجات أخرى، وأنا لست ضدّهم، لكن من الطبيعي أن أفخر عندما يدوّي نجاح أغنية لبنانية بصوت غير لبناني. 

- أنت أيضاً غنّيت اللهجة السعودية؟
صحيح وتشرّفت بذلك. سبق أن قلت إني لست ضدّ الغناء بلهجات أخرى، لكن شرط ألاّ نضيّع هويتنا الأساسية. وأنا بالفعل قدّمت اللهجة السعودية في ألبومي من خلال أغنية «ما لَكْ مكان» وهي أغنية رائعة جداً وفيها بُعد إنساني. من كلمات محمد العبدالله الفيصل، وهو صديق لي أيضاً، وهو شخص رائع يملك تاريخاً إنسانياً وفنياً كبيرين. وأنوي تقديم اللهجة المصرية بإذن الله في ألبومي المقبل.

- لماذا لم تكرر تجربتك مع ابراهيم الحكمي؟
هو تأخر في إصدار أي جديد، لكن ألبومه المقبل يحمل أغنيتين من ألحاني.

- ماذا عن آدم وكارول سماحة؟
الكلّ يعلم أنه خلال فترة توليّ إدارة وإنتاج أعمال كارول سماحة، لم أقدّم لها ألحاناً وذلك لأني لم أجد في ذلك الوقت أغنيات تناسب صوتها، بينما آدم أقرب إلى لوني الغنائي وشخصيتي الفنية كما أن صوته يفسّر أغنياتي أكثر. لكن هذا لا يعني أن كلّ الأغنيات التي صدرت لآدم خلال تعاوننا كانت من ألحاني، بل هو تعاون مع عدّة ملحنين، لأنني كما قلت أفصل بين أعمالي.