الجريئة علا غانم...

مصطفى شعبان, حسين فهمي, يسرا, علا غانم, أحمد رزق, يحيى الفخراني, شيريهان, فيلم مصري, نيللي كريم, مشاهد مثيرة, مسلسل مصري

28 سبتمبر 2010

شاركت في ثلاثة مسلسلات على شاشة رمضان لكنها تؤكد اعتزازها بمسلسل «العار» فقط، وتعلن ندمها على مسلسل «بابا نور» وتعترف بأنها شاركت في «الحارة» كضيفة شرف وحتى لا تجلس في البيت! إنها الفنانة علا غانم التي سألناها عن أدوارها المثيرة فقالت: إذا توقف المنتجون عن عرضها عليّ سأعتزل التمثيل. وتحدثت عن التصنيف الذي لا ترفضه والفنانة التي تتمنى شفاءها وعودتها، وجرأتها التي تسبب لها المشاكل، وغيرها من الاعترافات في حوارنا معها.

- كيف خرجتم من مأزق المقارنة مع فيلم «العار»؟
تغلّبنا على ذلك بتقديم معالجة مختلفة وجديدة تمامًا عن الفيلم، وتتلخص في السؤال الذي طرحناه وهو: ماذا لو اكتشف الإخوة الثلاثة أن أباهم كان متزوجًا من امرأة أخرى وأن البضاعة لم تغرق؟ ومن خلال هذا السؤال تم تحديث سيناريو الفيلم وطرحه برؤية جديدة.

- هناك من انتقد المسلسل مؤكدًا أنه نسخة من الفيلم. ما تعليقك؟
من قال ذلك لم يشاهد إلا الحلقات الأولى من المسلسل، لأنه بالفعل لم يكن ثمة اختلاف كبير في الأحداث بين الفيلم والمسلسل. فالأحداث لم تتغير إلا بعد ظهور شخصية «نعمة» التي أجسدها، وهي زوجة الحاج الكبير الذي يجسده الفنان الكبير حسن حسني، وظهرت في الأحداث بعد وفاته في الحلقة السابعة، وهي أيضاً التي حولت الأحداث إلى مسار آخر لأنهم يعثرون على البضاعة ويبيعونها ويصبحون أغنياء، ولم يفقدوها كما حدث في الفيلم. فطبيعي أن يشعر المتفرج قبل ظهوري في المسلسل بأنه يشاهد الفيلم، لأن هذه  هي الحقيقة.

- هل ترين أن شخصيتك في المسلسل كانت هامشية؟
كون هذه الشخصية ليست ضمن الأبطال الرئيسيين للفيلم لا يعني أنها ثانوية لأن كل أحداث المسلسل بنيت عليها. ثم إن هناك فرقا كبيراً بين الفيلم، الذي كان لساعتين فقط، والمسلسل الذي تزيد مساحته على 21 ساعة، فهذه المساحة الكبيرة في الوقت تتطلب وجود شخصيات جديدة تساعد في سرد تفاصيل درامية مهمة وجديدة، كالتطرق الى حياة الإخوة الثلاثة ومعرفة التفاصيل الخاصة بهم، فالفيلم مثلا لم يتعمّق في واقع أي منهم.

- هل تعتبرين نفسك محظوظة بتقديم شخصية لم تدخل في مقارنة مع أحد من نجوم الفيلم الكبار عكس باقي زملائك؟
بالتأكيد أنا محظوظة لأن الشخصية التي أقدمها لن تدخل في مقارنة مع أي من العمالقة الذين شاركوا في تجسيد شخصيات الفيلم، ومحظوظة أيضا لأنها شخصية مجنونة وشقية. ورغم أن البعض يرى أنها استغلالية خاصة عندما طالبت بنصيبها في الميراث وهذا حقها شرعا، فإن الحقيقة أنها كانت تحب زوجها جداً، فهو لم يكتب لها جزءًا من ثروته خوفاً عليها من أسرته.

- هل كنتم تخشون آراء الفنانين الكبار الذين لعبوا بطولة الفيلم؟
نحن نخشى انتقاد الجمهور أكثر من أبطال الفيلم، ولذلك بذلنا قصارى جهدنا حتى يخرج مستوى المسلسل بشكل لائق لا يقل عن مستوى الفيلم الذي يعرفه الجميع. كما أن أحمد أبو زيد مؤلف المسلسل هو ابن محمود أبو زيد مؤلف الفيلم، ومن المؤكد أنه ساعده كثيراً في المسلسل لتكتمل رسالة فيلمه «العار»، والتي تتلخص في أن المال الحرام لا ينفع صاحبه، وأن الإنسان غير القويم إذا لم يحصل على عقابه في الدنيا سينتظره هذا العقاب في الآخرة.

- ما هو تعليق الفنان حسين فهمي الذي شاركته مسلسل «بابا نور» على تقديمكم فيلم «العار» في مسلسل تلفزيوني؟
طبيعي أن ينحاز الى الفيلم ويدافع عنه لأنه كان أحد أبطاله. والحقيقة أنه سألني أيام تصوير  مسلسل «بابا نور» عن طريقة سردنا الأحداث في المسلسل، وأكد لي أنها أعجبته. وأتصور أنني وضعته في موقف محرج جداً لأنني أشارك في بطولة «العار»، وفي الوقت نفسه أشاركه بطولة «بابا نور»، فلم يكن أمامه خيار إلا أن يقول «برافو»، لكن بعد عرض المسلسل لم أعرف رأيه لأني لم أتحدث إليه.

- لماذا لم يحقق مسلسل«بابا نور» نجاحًا يذكر؟
المسلسل لم يحقق نجاحا لأنه لا يستحق أكثر مما حصل عليه، فهو مسلسل سيئ وليس في المستوى المطلوب، لذلك طبيعي جدا ألا يحقق نجاحا، ولا يوزع بشكل جيد مثل باقي مسلسلات رمضان. والسبب في ذلك أن هذا المسلسل شهد مشاكل كثيرة أثناء تصويره، وأنا غير راضية أبداً عن دوري فيه، لأنه تعرض لحذف كبير، وهذا حدث أثناء التصوير وليس بعد العرض، لذلك توقعت له الفشل حتى قبل أن يعرض. أقول ذلك رغم أنني كنت متحمسة له كثيراً واعتبرته فرصة كبيرة تخدمني في مشواري الفني، لكن هذا لم يتحقق.

- وما الذي جعلك تقبلينه من البداية؟
لأنها كانت المرة الأولى التي أقدم فيها شخصيتين في عمل واحد، الأولى «لولا» وتعمل سكرتيرة لحسين فهمي القيادي في حزب سياسي، والثانية «روح» وهي بنت إسكندرانية من الشارع تعيش في ضواحي العجمي. والشخصيتان مختلفتان تماماً لأن الأولى محترمة وبنت ناس، والثانية عكس ذلك ونشأت في الشارع، وهما شخصيتان لا تجمعهما قرابة، ولا تلتقيان طوال أحداث المسلسل.

- رغم أنك راهنتِ فقط على دورك في «العار» يرى البعض أنك كررت الشخصية التي قدمتها في مسلسل «الحارة». فما تعليقك؟
لا أرى أن الدورين متشابهان الى درجة اتهامي بأنني أكرر نفسي، فأنا أرفض هذا الاتهام. ولكن بشكل عام أرى أن الناس محقون في أن يشعروا بهذا الإحساس لأن الشخصيتين لفتاة شعبية، لكنهما لا تتشابهان أبدا. كما أنني في «الحارة» ضيفة شرف، أما في «العار» فأقدم شخصية مهمة جداً في الأحداث. وأشكر القائمين على هذا العمل لأنهم أعطوني دور عمري الذي غيرت به جلدي، فالشخصية التي قدمتها مختلفة تماما عن كل ما قدمته طوال مشواري الفني.

- كيف تغلّبتم على أزمة ترتيب الأسماء على تيترات «العار»؟
الحمد لله لم يحدث بيننا أي خلافات أو مشاكل منذ أن بدأنا التصوير وحتى نهاية عرض المسلسل. وبالنسبة الى ترتيب الأسماء في التيترات فقد تحدثنا قبل التصوير في ذلك، وكان من الممكن أن تحدث خلافات ليس لها أول ولا آخر، ولكن المخرجة شيرين عادل كانت أذكى من الجميع واقترحت الشكل الذي ظهر المسلسل عليه، وكان رائعا ورضي به جميع أبطال المسلسل.

- ما هو موقفك من الهجوم الحاد الذي تعرضت له بسبب ملابسك المثيرة؟
هذه هي اختياراتي وأنا مسؤولة عنها، وبالنسبة الى المشاهد التي رآها البعض مثيرة فلن أرد، لأن المسلسل عرض على رقابة التلفزيون وهي صارمة ولا تمرر أي مشاهد تخدش الحياء. فإذا كان البعض يرى أنه شاهد لقطات مثيرة وخادشة فأزمته مع الرقابة، وليس معي، وإذا تعمدت الرقابة مرور مشاهد مثيرة فستكون هي من ترغب في استفزاز المشاهدين وليس أنا.

- ألم تخشي ظهورك في ثلاثة مسلسلات دفعة واحدة في رمضان؟
أنا مقتنعة تماما بأن وجودي في ثلاثة مسلسلات جرعة مكثفة للجمهور، ولكني كنت غائبة عن دراما رمضان منذ عامين، وأثق بأن الشخصيات التي قدمتها مختلفة تماما عن بعضها، كما أنني لم أنتظر رد فعل عن دوري في «الحارة» و«بابا نور»، ولم أراهن في رمضان إلا على دوري في «العار»، وهو وحده الذي يمثلني. لأني عملت في مسلسلي «الحارة» و«بابا نور» وكنت أعرف أنهما لن يحققا النجاح المطلوب، ووافقت على الظهور فيهما لأنني لا أحب الجلوس في البيت. وفي ما يخص الشخصية التي قدمتها في «الحارة» فقد وافقت على تجسيدها كضيفة شرف وليس أكثر من ذلك، وأنا راضية عنها بقدر المساحة التي ظهرت بها في الأحداث.

- كيف رأيت المنافسة مع مسلسلات النجوم الكبار في رمضان؟
مسلسل «العار» كان مختلفا عن جميع مسلسلات رمضان، لأنه العمل الوحيد الذي يقوم ببطولته 6 نجوم، وليس مثل الأعمال الأخرى التي اعتمدت على نجم أوحد. وفي ما يخص الفنانين الكبار مثل يحيى الفخراني ويسرا فهؤلاء هم رمضان وخارج المقارنة والمنافسة، وأنا شخصيا لا أشعر برمضان بدونهم، فهم بالنسبة إلي يملأون الفراغ الذي تركته الفنانة الرائعة شريهان والفوازير التي كانت تقدمها.

- هل تحبين شريهان الى هذا الدرجة؟
أعشقها وأتمنى أن يكتمل شفاؤها وتعود الى التمثيل، لأنها في الحقيقة تركت فراغاً كبيراً في مجال الاستعراض، ولم يأت أحد بعدها.

- وماذا عن نيللي؟
إذا سألت أي ممثل من جيلي ستجده معجبا بفوازير شريهان أكثر لأننا تربينا عليها. وأنا لست ضد فوازير نيللي ولكنني لم أكن أشاهدها.

- كيف تفكرين بعد تجاربك السينمائية الأخيرة المثيرة للجدل؟
عرضت علي أعمال كثيرة ولكني كنت أركز على الدراما التلفزيونية، والآن سأبدأ التفكير في السينما من جديد.

- لماذا بدأت البحث بنفسك عن سيناريوهات؟
هذا لم يحدث سوى في الفيلم الأخير «أحاسيس». والحكاية أنني أعجبت بالسيناريو جدا، ولكنني كنت متخوفة منه لأن الموضوع الذي طرحه حساس جدًا، وكان لابد أن يخرجه رجل على قدر المسؤولية وأثق به، فذهبت إلى هاني جرجس فوزي، وقلت له إنني مرشحة لبطولة هذا الفيلم وطلبت منه أن يخرجه.

- لماذا هاني جرجس تحديدا رغم أنه كمخرج محدود الإمكانات؟
اخترته لأني أعرفه على المستوى الشخصي، وأعرف حدوده وسقفه على المستوى الفني، هذا بالإضافة إلى وجود مساحة للحوار بيننا. وبصراحة قضية الفيلم مختلفة وأول مرة تجري مناقشتها بهذه الجرأة في السينما، وهذا مغرٍ جدا بالنسبة إلي كممثلة، فكان من الصعب أن أضحي بالسيناريو. واختياري لهاني جرجس لم يكن انحيازاً، ولكن لأنني تأكدت من البداية أنه الافضل، فأنا لا أعمل لحسابه، وأريد في النهاية مصلحتي. وبالمناسبة  رفضت أول مخرج تم ترشيحه للفيلم، لأنني تخوفت جدا من تناوله لهذه القضية الحساسة، فهاني جرجس في النهاية يعرف أننا نعيش في مجتمع شرقي، ويعرف كيف يكون حساسًا في طرح مثل هذه القضايا حتى لا نزعج الجمهور، لأننا في النهاية نمثل لنسعد الجمهور وليس لمضايقته.

- وهل هناك جرأة اكثر مما قدمتموه؟
نعم هذه أقل جرأة يمكن أن نقدم بها الفيلم، لأن قصته تتحمل أي شيء، لكن كان من الصعب أن نتخطى ما أقدمنا عليه في الفيلم لأننا في مجتمع شرقي.   

- لماذا اتهم المخرج بأنه ركز على الجانب الجنسي وتجاهل تماما الجانب النفسي للقضية؟
الإضافة الوحيدة الى السيناريو أننا ركزنا قليلاً على شخصية الطبيبة النفسية التي قدمتها عبير صبري. وأدعي أن التعديلات التي أجراها المخرج على السيناريو مثلت إضافة كبيرة، لأن القضية التي طرحناها كانت ثقيلة جداً ومليئة بالحزن والمآسي، وإذا قدمناها مثلما كتبها المؤلف لأصابت المشاهد بالاكتئاب.

- ما تعليقك على الهجوم الذي تعرضت له بعد ظهورك بالمايوه في هذا الفيلم؟
بالنسبة الى الهجوم فأنا اعتدت عليه، أما بالنسبة الى المايوه فالكل يعلم انه ليس لدي مشكلة في ارتدائه، بخاصة أنه كان موظفًا دراميًا ضمن أحداث الفيلم، فالشخصية كانت ترتديه كملابس للبحر وأعتقد أنها لن تنزل الى المياه بالجلباب...

- ما هي الفئة التي تخاطبينها؟
أخاطب كل شرائح المجتمع لأن المواضيع التي أناقشها مهمة جدا فمثلا قضية الخيانة الزوجية موجودة عند الأغنياء قبل الفقراء. وبالنسبة الى تصنيف فيلم «أحاسيس» (للكبار فقط) أرى أن الرقابة على حق في ذلك، لأن القضية التي نطرحها تخص الأزواج في المقام الأول، ولا يجوز أن يشاهدها من هم أقل من 20 سنة، لأنهم لن يفهموا مشاعر زوجة يخونها زوجها أو العكس، لأنهم لم يتزوجوا أصلاً.

-  لماذا تحصرين نفسك دائما في أدوار الإثارة والإغراء؟
 لا أختار نوعية الأدوار التي أقدمها ولا أجري وراءها، فالحكاية في النهاية صدفة بحتة. كما أنني لا أحب تكرار نفسي. وأرى أنني لم أقدم في فيلمي «بدون رقابة» أو «أحاسيس» إغراء، كل ما في الأمر أنني أحب أن أكون مختلفة في نوعية الأدوار التي أقدمها، ولن أظل طوال حياتي أقدم دور الفتاة الملائكية، لأنني حينها سأكون مثل موظفي الحكومة، وهذا يصيبني بالملل، وإن حدث ذلك سأعتزل التمثيل وأجلس في البيت. فأنا أستمتع بمهنتي لأنها تضعني كل يوم في شخصية مختلفة، وهذا ما يجذبني الى العمل ويلفت انتباهي. أما الأدوار الملائكية فقدمتها كثيرا في أفلام مختلفة مثل «مهمة صعبة» و«عبده مواسم» وغيرهما، فليست كل أدواري إثارة.

- إذا كنت متنوعة كما تقولين، فلماذا يصنفك الجمهور ممثلة إثارة؟
هذا ليس عيبا، لأن الطبيعي أن تكون هناك ممثلة تقدم الإثارة والإغراء وأخرى ناجحة في الكوميديا وأخرى في التراجيديا. وأعتقد أن كبار الممثلين تم تصنيفهم، فلماذا تستكثرون ذلك على علا غانم؟!

- من أين تأتين بهذه الجرأة؟
جرأتي وصراحتي هما سبب كل المشاكل التي أتعرض لها. لأنني دائماً أتصور أن الناس سيفهمونني فيما يحصل العكس. وهناك اتجاه يناهض كل ما أقوم به. ولكن ماذا أفعل وقد خلقت جريئة ولا أحب إلا تقديم الأدوار الجريئة، بل وأن أكون جريئة في طريقة تقديمها؟ وهذه ظاهرة صحية بأن يكون لكل ممثلة شكل مختلف في أدوارها.

- هل أصبحت مناقشة المشاكل الجنسية موضة في السينما؟
السبب أن هذه القضية تستفحل في المجتمع، ودائما ما تتسبب بخراب البيوت. ومن واجبنا، نحن كممثلين، أن نناقش هذه المشاكل الموجودة بكثرة في مجتمعنا، وهذه النوعية من المواضيع تجذبني لأنها تهم الجمهور في المقام الأول. لذلك أرى أنني أتحدث بألسنة الناس.