'ال.بي.سي' تنتفض على نفسها وتلبس حلّة جديدة للخريف

برنامج ترفيهي تلفزيوني, قناة ال.بي.سي, برنامج حواري فني, النجاح المدرسي, برنامج ثقافي تلفزيوني, بيار الضاهر, برنامج منوعات تلفزيوني, برنامج إجتماعي تلفزيوني

12 أكتوبر 2010

تلبس محطة «ال.بي.سي.آي» الأرضية كما «ال.بي.سي. سات» الفضائية، حلّة جديدة للخريف معتمدة على شبكة برامج حيوية يتوقّع أن تعيد الى المحطة تألقها وتميّزها وريادتها، بما يمكن وصفه بانتفاضة المحطة على نفسها، بعد سنوات من الحظّ المتعثّر لم تحقّق فيه برامج أساسية أطلقتها الصدى اللازم، رغم النجاحات الكبيرة التي حققتها  برامج عدّة على رأسها «ستار أكاديمي». وقد اهتزّت صورة المحطة نتيجة التجارب الصعبة التي مرّت بها، من التأثير السلبي للصراع الدائر على ملكيتها بين رئيس مجلس إدارتها الشيخ بيار الضاهر وحزب القوات اللبنانية وما تداولته وسائل الإعلام من بيانات وردود في هذا الشأن، الى ما أثارته قبل عام إعادة الهيكلة التي أدّت الى صرف عشرات الموظفين، مروراً بالإنفصال النهائي فضائياً عن مجموعة الشويري للإعلانات، ناهيك بمشاكل الرقابة في السعودية. اليوم تطوي المحطة صفحة، وتبدأ أخرى بشعار متميّز يليق بتاريخها، كما بمستقبلها: «ال.بي.سي. ما في متلا».


صفحة جديدة، شبكة برامج جديدة، حملة ترويجية جديدة تتزامن مع عودة المرأة الحديد في المحطة رندا الضاهر الى بيتها الأول، بعد انكفاء استمر سنوات. عودة ترافقها مهمات استثنائية: إعادة هيكلة المحطة بشقّيها الأرضي والفضائي، وهو ما يشمل أيضاً إعادة برمجتها بما يتناسب ومتطلّبات المرحلة وتحدّياتها. وقد أثمرت هذه المهام أول ما أثمرت، شبكة برامج متجدّدة تعتمد على الأساسيات والثوابت، تلك التي صنعت تألّق المحطة وتاريخها المجيد لسنوات طويلة وجعلتها تتربّع على عرش قلوب مشاهديها من دون منازع. وهي ثوابت تقوم على المنوّعات وبرامج الضحك والترفيه، ما يؤكد على هوية ال.بي.سي. الأصيلة كمحطة ترفيهية رائدة اعتادت أن تكون السبّاقة وصانعة للإتجاهات الجديدة Trendsetter في عالم التلفزيون.
ترفض نائبة رئيس مجلس الإدارة رندا الضاهر الإدلاء بأيّ تصريح حول ظروف شبكة البرامج الجديدة وما يتبعها، وتقول: «من المبكر أن أدلي اليوم بأحاديث صحافية، قبل أن نبدأ حصاد التغيير الذي زرعناه. فلندع المشاهد يلمس نتائج هذا التغيير من دون أن نثقل عليه بالتصريحات والنظريات. هذه الشبكة اختيرت من أجله، وعندما تنال إعجابه، سيكون لكلّ حادث حديث في الإعلام».
لكنّ مصادر في إدارة المحطة، أكدت ان ال.بي.سي. اليوم تخطو إدارة وموظفين قلباً واحداً وروحاً واحدة وبإيجابية كبرى، نحو المستقبل، بعدما تمّ تحسين  الأوضاع المادية والمعنوية لهؤلاء، بإيعاز من رئيس مجلس ادارة الشركة  الشيخ بيار الضاهر، كي يشعروا بقيمتهم الحقيقية وأهميتهم في قلب الشركة. وهذه التغييرات الداخلية انعكست على أداء هؤلاء وعزّزت التزامهم بالمحطة ونجاحها».
وتعكس شبكة البرامج الجديدة على المحطتين الأرضية والفضائية، الروح الإيجابية للمحطة، إذ طغت عليها برامج الترفيه والفنّ والضحك، وأبرزها «ديو المشاهير» وهو برنامج منوّعات يجمع بين مشاهير العرب من مجالات مختلفة بعيدة عن عالم الغناء في ديوهات غنائية مع فنانين، في أغنيات يختارونها معاً ويتمرّنون عليها ويؤدونها أمام لجنة تحكيم متخصّصة وبحضور الجمهور وتصويت المشاهدين. والبرنامج الذي هو النسخة العربية للبرنامج الأميركي  Celebrity Duetsمع تغييرات تتناسب ومجتمعنا العربي، من إعداد رلى سعد وإنتاجها، منتجة برنامج ستار أكاديمي ومعدّته وصانعة نجاحه.
كذلك هناك برنامج «عن جدّ» الذي يتناول قضايا الساحة الفنّية في تحقيقات موضوعية ومقابلات وتقارير حصرية، ويتحرّى عن الشائعات والكواليس ومشاكل الوسط الفني.
ولبرامج الكوميديا والضحك على الأرضية حصة كبرى خصوصاً في ظلّ «الوضع السياسي اللبناني المضحك المبكي» كما تصفه المصادر، فالمواطن اللبناني بحاجة ماسة إلى الضحك والترويح عن النفس. فيتابع «بس مات وطن» مسيرته الأسبوعية الكوميدية، ويقدّم الفنان باسم فغالي «قصاقيص أنتيكا» فيطلّ على المشاهدين في شخصية كوميدية تدور حولها قصص ومواقف مضحكة. كذلك يعود «8 و14 آذار ونحنا» تحت عنوان جديد مع تغيير في فريق الممثلين. ويقدّم جو قديح وزينة دكّاش أسبوعياًَ Stand Up Comedy هي الأولى في عالم التلفزيون، تحت عنوان «بلا مزح». 
للألعاب أيضاً حصّتها في برنامج The Price is Right بلا TVA مع الإعلامي طوني بارود، الذي يقدّم ألعاباً ومسابقات منوّعة يشارك فيها جمهور المشاهدين، وتقوم على حسن تقدير سعر الأغراض التي تعرض عليهم من أجل الفوز بها.

واقع المرأة العربية واهتماماتها في البرنامج الإجتماعي اليومي اللذيذ «حلوة ومرّة» الذي تقدّمه أنابيلا هلال وكارلا حداد أبو جودة وكارلا يونس وإليز فرح ونبيلة عوّاد، والذي يعرض للمشاكل العائلية والإجتماعية التي تواجه المرأة ويشاركها همومها ومشاعرها. كما يتطرق الى مواضيع الموضة والطبخ والتكنولوجيا والصحّة والجمال وغيرها.
ويستمرّ برنامج «بدون رقابة» على المحطة الفضائية والذي تستضيف فيه الإعلامية وفاء الكيلاني ضيوف جدد من الوسط الفني والإجتماعي والإعلامي في حوارات صريحة وشيّقة. كذلك يستمرّ «أحمر بالخط العريض» مع الإعلامي مالك مكتبي في طرح موضوعاته الإجتماعية المثيرة للجدل على المحطة الأرضية فقط التي تقدم أيضاً برنامج «كلام الناس» مع الإعلامي مارسيل غانم بحلّة جديدة تخفّف من «كلام» السياسيين الذي طغى أخيراً على صوت المواطن، وتقترب أكثر من هموم الناس ومشاكلهم في ريبورتاجات إجتماعية مختلفة. ويكون دور الضيف في الإجابة عن هذه المشاكل والمساهمة من موقعه السلطوي في إيجاد الحلول لها.
وتقول المصادر نفسها، إن التغيير في اتجاه تخفيف الكلام السياسي سيطال أيضاً نشرة الأخبار الأرضية، إذ ينوي القيّمون عليها إضافة المزيد من التقارير الإجتماعية والحياتية التي تطال حياة المواطن اليومية، علماً أن الحالة السياسية القلقة الراهنة لا تسمح بتغيير جذري في النشرة وإدخال دم جديد إليها كما كان مخطّطاً لها. أما النشرة الفضائية، فستضاف إليها، الى جانب التقارير السياسية، تقارير إجتماعية واقتصادية وتكنولوجية تواكب العصر.
وتعيد «ال.بي.سي. آي.» التركيز في حلّتها الجديدة على الرياضة في محاولة لجذب جمهورها العريض، هي التي عرفت في تغطية مباريات كرة السلة اللبنانية ونقلها مباشرة على الهواء، حتى صارت رياضة شعبية بامتياز ينتظرها المشاهدون على أحرّ من الجمر. واليوم تعود كرة السلة إلى شاشة «ال.بي.سي» ومعها الفورمولا 1 ومباريات كرة القدم في «الدوري الإنكليزي الممتاز» Premier League، في محاولة للعودة إلى الأساسيات التي صنعت نجاح المحطة.
وتقدم «ال.بي.سي. سات» الفضائية المسلسلات السعودية كمسلسل «عمشة في ديرة النسوان»، إضافة الى التركية والأفلام الهندية المدبلجة، مع رفض المصادر أن تكون قد ركبت موجة التركي والهندي التي عرفت نجاحاً كبيراً على شاشة «ام.بي.سي»، معتبرة أنها كانت السبّاقة في تقديم المسلسلات المدبلجة وكان أولها المسلسل المكسيكي «أنتَ أو لا أحد» الذي عرف نجاحاً منقطع النظير، وتلاه في النجاح «مهما كان الثمن».
«ال.بي.سي. ما في متلا» هذا الخريف. وتبقى الكلمة الفصل للمشاهد، وبعده المعلن الذي سيزيد نجاح هذه المحطة نجاحاً مادياً.