GIORGIO ARMAN THE LEGEND OF FASHION يقدّم مجموعته للربيع والصيف ضمن شريط يعرض مسيرته

تحقيق: فاديا فهد 21 مايو 2021
مجموعة بعد مجموعة، يُبدع المصمّم الإيطالي جورجيو أرماني في نسج خيوط نجاحاته الذهبية. في عمر ٨٦ عاماً، لا يكفّ عن إبهارنا بمجموعاته المتنوّعة والأنيقة. أذكر عندما التقيته في باريس في إحدى مناسبات الموضة، بدا لي متواضعاً وقريباً، وتحدّث عن فنّ الموضة وأهميّة العلاقة بين الصحافة والمصمّم في إيصال الرسائل الفنّية والإنسانية التي تتضمّنها المجموعات المختلفة. قدّم "الإمبراطور" أخيراً مجموعته لربيع وصيف ٢٠٢١ ضمن فيلم يعرض مسيرته الطويلة وأسلوبه المتميّز والمنسَّق والذي لا يشبه أسلوباً آخر. فمن هو هذا المصمّم الاستثنائي؟ وكيف بنى إمبراطوريته في عالم الموضة؟ وأيّ نجاح تضيف إلى نجاحاته هذه المجموعة؟


وُلد أسطورة الموضة الإيطالية في عام 1934 في بلدة بياتشينزا في شمال إيطاليا. كان يطمح لأن يصبح طبيباً، ودرس في كلّية الطب في جامعة ميلانو لمدة ثلاث سنوات قبل أن يترك الجامعة ويلتحق بالخدمة العسكرية. عام 1957، قرّر دخول عالم الموضة فعمل في بوتيك "لا ريناسينت" La Rinascente الشهير، واكتسب خبرة واسعة في مجال صناعة الملابس وتصميمها وتسويقها. في عام 1960، بدأ مسيرته الفعلية في عالم تصميم الأزياء، وذلك مع انضمامه إلى شركة "نينو شيروتي" كمصمّم أزياء خاصّة بالرجال. 

عام 1975، أطلق أوّل مجموعاته للملابس الرجالية، المجموعة التي اعتُبرت حينذاك جريئة ولافتة أعاد معها ابتكار البذلة الرجالية، فأضفى عليها بصمة مميزة من الأناقة والرشاقة اللاتقليدية. الإتقان والفخامة طَبَعا تصاميمه منذ انطلاقته. ولتحقيق حلمه هذا، كان على أرماني أن يبيع سيارته المفضّلة، "فولكزفاكن كافر" لتمويل شركته.


لكنّ المصمّم الطموح لم يكن معروفاً في الولايات المتّحدة الأميركية، إلى أن وقع اختيار الممثل الهوليووديّ ريتشارد غير على تصاميم دار "جورجيو أرماني" لأناقته في فيلم American Gigolo، بعدها اكتسبت تصاميم المصمّم الإيطالي شهرةً عالميةً وباتت رمزاً لطلّة رجل الأعمال الناجح. 

في أوائل الثمانينيات، وقّع أرماني اتفاقاً مع شركة "لوريال" L’oreal لصناعة العطور، كما أطلق عدداً من الماركات الجديدة أغنت إمبراطوريته هذه مثل: "أرماني جونيور"، وهي مخصّصة للأطفال، و"أرماني جينز"، و"أرماني إكستينج"، و"أرماني برايفي" Armani Privee وهي مجموعة الأزياء الراقية، كما أطلق مجموعة نظّارات شمسية ضمن علامة "أمبريو أرماني".

ولم يتوقف أرماني عند هذا الحد من الطموح، بل وسّع أعماله وخطوط إنتاجه لتشمل الأثاث والديكور من خلال "أرماني كازا" Arman Casa، كما افتتح مطاعم ومقاهي وفنادق ومنتجعات "أرماني" التي أنشأها بالتعاون مع شركة "إعمار" العقارية في كلٍّ من ميلانو ودبي.

عام ٢٠٠٢، عُيّن أرماني سفيراً للنوايا الحسنة تقديراً لمساهمته الكبيرة في عمل المفوضية خلال حالة الطوارئ الخاصة باللاجئين الأفغان. وقد ساعد أرماني وشركته في جمع التبرّعات ونشر التوعية حول مسائل عدّة متعلقة باللاجئين.

يصف أرمانى نفسه بأنه "باحث عن الكمال"، لذا فهو لا يرضى أبداً بالواقع ولا يستسلم حتى يحقّق النتائج التي يريدها.


مجموعة لا تلتزم قواعد الأناقة التقليدية

أطلق المصمّم الإيطالي آخر مجموعاته، وهي مجموعة جورجيو أرماني لربيع وصيف 2021 في عرض ملؤه العاطفة من الصور والذكريات والمقابلات الأرشيفية والتي تعود الى عقود وتعرض لأسلوب أرماني المنسّق والمتميّز. في مجموعة ربيع وصيف 2021، تعتبر الرسوم والصور النموذجية، لكلٍ من الرجال والنساء، أساسية، ناعمة وسلسة: مزيج من الخطوط النقية والألوان الأساسية المحايدة (الرمادي، البيج، الأسود والأزرق) التي تضيء مع الأشكال الهندسية العرضية، وتعج بالأنماط الإيقاعية، وباعتماد فكرة تدرّج الألوان ton sur ton، واقعية ولكن بصورة مجازية أيضاً، بطريقة ناعمة ولا تطغى على البقية، ما يبرز شخصية المرأة والرجل المتحرّرة من قواعد الأناقة التقليدية، هذه الشخصية الحريصة دائماً على التعبير عن نفسها من خلال ما ترتديه. من الأقمشة غير اللامعة الى تلك البرّاقة، إنه الإحساس بالتميّز الذي يستمرّ في تأكيد ذاته، والذي يتحدّى الزمن!