شيماء هلالي: أنتظر مولودي البكر بفارغ الصبر

حوار: فاديا فهد 28 مايو 2021

في جعبة النجمة التونسية شيماء هلالي خبران سعيدان تعلنهما عبر صفحات مجلّتنا: خبر انتظارها مولودها البكر قريباً، وخبر إطلاقها "ميني ألبوم" يتضمن مفاجآت جميلة. وتبدو شيماء متحمّسة للحدثين اللذين سيطبعان الشهر المقبل، ومستعدّة لهما أتمّ استعداد. التفاصيل في هذا الحوار الشيّق الذي يدخلنا إلى عالم شيماء الأمّ والمرأة والفنانة.


- تعلنين اليوم خبر حملك عبر مجّلتنا. لماذا أخفيت الخبر السعيد الى الشهر ما قبل الأخير من الحمل؟

في الواقع، لم أخفِ الخبر بمقدار ما أنني انشغلت عن إعلانه بالتحضير لألبومي الجديد الذي سيصدر قريباً. بالنسبة إليّ، كلّ شيء بوقته حلو!

- هل المولود المنتظر صبي أم بنت؟ 

أنتظر مولوداً ذكراً إن شاء الله... 

- هل اخترتِ له اسماً أم بعد؟

أراني وزوجي محتارَين، ولم نقرّر اسماً له بعد. اسمه نصيبه إن شاء الله. لكنه سيكون اسماً عربياً ومعروفاً عالمياً. 



- كيف كانت فترة الحمل؟ وما أصعب ما فيها؟ 

فترة الحمل كانت جيّدة والحمد لله، وأصعب ما فيها أنها مسؤولية كبيرة تترافق مع الكثير من التحضيرات لاستقبال المولود الجديد. 

- وكيف تحضّرت لاستقبال المولود الجديد؟

إنها تجربة مؤثّرة غنيّة بالمشاعر التي ترافق المرأة الحامل مدّة تسعة أشهر. لقد حضّرت كلّ شيء من غرفة الطفل إلى ملابسه وأغراضه بتأنٍّ وحبّ. ولا ينقص سوى أن يصل طفلي بصحّة جيّدة. الواقع أنني أذهب الى غرفته وأتفقّد ثيابه كلّ يوم... شعور الأمومة من أسمى المشاعر وأجملها.

- هل تتوقّعين أن تسرقك الأمومة من عالم الأضواء؟ 

لن تسرقني الأمومة من عالم الأضواء لأنني سأنظّم وقتي، وأعطي عائلتي حقّها من دون أن أُهمل عملي. وزوجي دائماً إلى جانبي كي يدعمني ويهتمّ بالطفل عندما أكون مشغولة في عملي. هو زوج متفهّم ومساعد. كذلك أهلي موجودون دائماً في حياتي وهم يزورونني في بيتي في الإمارات باستمرار وسيساعدون في تربية طفلي. الواقع أن عملي في الفنّ لا يتطلّب دواماً، ممّا يتيح لي الاهتمام بعائلتي وأطفالي.  

- أشعر أنك ستكونين أمّاً شديدة الاهتمام بطفلها؟

(تضحك) هذا صحيح... سأهتمّ بأدقّ التفاصيل في حياته وأُشرف على كلّ شيء. طفلي سيستحوذ على كلّ اهتمامي! 

- هل ستنشرين صور المولود الجديد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أم ستتريّثين بضعة أشهر قبل الكشف عن وجهه؟

لم أفكّر في الموضوع بعد. إحساسي هو الذي سيجعلني أتّخذ هذا القرار...


- مَن وقف الى جانبك في فترة حملك وساندك معنوياً؟

زوجي في الدرجة الأولى ثم أهلي وأخواتي... وكتبي. فأنا أقرأ كثيراً حول الحمل والأمومة وغيرها من الكتب القيّمة. وأواجه التقلّبات المزاجية التي تترافق مع فترة الحمل بممارسة اليوغا والرياضة والسباحة. لقد استمتعت كثيراً بفترة الحمل.

- زوجك ألماني الجنسيّة، هل يتفهّم عاداتنا العربية وتقاليدنا؟

زوجي ألماني الجنسيّة لكنه عاش في الوطن العربي أكثر من عشرين عاماً، وهو يعرف كلّ شيء عن تقالدينا وعاداتنا العربية. كما أنه يتكلّم اللغة العربية ويفهمها جيّداً. وقد علّمته اللهجة التونسية وبات يجيدها!

- ما الذي يجمعك به، وكيف يكون الاختلاف مكمّلاً وليس خلافاً من واقع خبرتك الزوجية الشخصيّة؟

ثمّة اختلاف في تربية كلٍّ منّا، فشعوبنا العربية عصبيّة، والألمان شعب هادئ وأكثر اتّزاناً. هو يجيد الاستماع ويحترم وجهة نظر الآخر. إنه يتفهّم طبيعة عملي ويستمع الى أغانيّ ويختار معي الجميل من الأغنيات التي تُعرض عليّ، خصوصاً أنه يملك أذناً سمّيعة. بالعودة الى السؤال، الاختلاف ليس خلافاً ويجب ألاّ يكون... إن تباين وجهات النظر حول موضوع معيّن من شأنه أن يُعرّفك أكثر إلى شريكك وما يحبّه أو يكرهه.


- هل كان يعرف طبيعة عملك عندما تعرّفت إليه؟

عندما تعرّفت إلى زوجي لم يكن يعرف طبيعة عملي... فأحبّني لشخصي. وعندما عرف أنني أغنّي، كان سعيداً جدّاً وفخوراً بي. 

عن الفنّ والتمثيل وعزلة كورونا

- رحيل صديقتك ريم غزالي هزّ كيانك، فعلّقتِ عليه عبر مواقع التواصل الاجتماعي... أخبرينا عن أيامها الأخيرة.

رحيل ريم هزّني لأنني كنت قريبة جداً منها وكنّا على تواصل مستمرّ. مخيف ما مرّت به ريم في الأيام الأخيرة من مرضها، وقد كانت متخوّفة من الخضوع للعملية الجراحية الثانية. أستطيع القول إنها تعذّبت كثيراً حتى بات الموت لها أكثر رحمةً من الحياة وعذاباتها. رحلت ريم، رحمها الله، تاركةً ابتسامة على وجه كلّ من عرفها. لقد كانت شخصية مليئة بالحيوية، سمحاء وإيجابية.

- فنانات تونسيات كثيرات تركن بصمتهنّ على الساحة العربية، على خطى مَن منهنّ تحبّين أن تسيري؟

أعشق كلّ ما تقدّمه هؤلاء الفنانات الكبيرات، والبصمة التي تركتها كلّ منهنّ في عالم الفنّ. لكنني في الواقع أفضّل أن أصنع طريقي بنفسي ولا أُشبه إلاّ نفسي. لديّ خطّي الفنّي المميّز، ولوني الغنائي الطربي، وحضوري الذي لا يشبه أيّ حضور آخر على الساحة الفنّية.   

- ماذا تقولين للذين يروّجون لموت الأغنيّة الطربية؟

الطرب لا يموت، ثمّة أغانٍ طربية ناجحة ما زالت رائجة حتى يومنا هذا. سأختار دائماً الأغنية التي تملك نَفَساً طربياً إن من حيث اللحن أو الكلمة الجميلة. وهو ما ينتظره منّي جمهوري في الخليج ولبنان وتونس.

- البعض يشبّهك بنادين نسيب نجيم، والبعض الآخر بسكارليت جوهانسن، هل تنوين دخول عالم التمثيل ذات يوم؟

أعشق الفنّ على أنواعه بما فيه التمثيل. وقد كانت لي تجربة في مسلسل "جيران" لكنني لن أخطو هذه الخطوة إلا إذا توافرت لها كلّ عناصر النجاح لتشكّل إضافة الى مسيرتي الفنّية.

 ماذا تابعتِ في رمضان الماضي؟ وماذا أحببتِ من أعمال رمضانية؟

تابعت مسلسل "2020" وأحببت أداء نادين نسيب نجيم وقصي خولي. كذلك تابعت مسلسل "الفوندو" التونسي، ومسلسل "موسى" من بطولة النجم محمد رمضان.

- مَن يعجبك مِن الممثلين والممثلات العرب؟

كثر، فعالمنا يضجّ بالمواهب والمبدعين. وأودّ القول إن السوشيال ميديا لا تصنع فناناً، ولا تقدّم أو تؤخّر في صقل موهبة. إنها وسيلة ترويج لا علاقة لها بالفنّ الحقيقي ولا بالموهبة.

- هل ما زلتِ مع شركة "روتانا"؟ وما الذي يميّز علاقتك بها؟

"روتانا" هي بيتي. ونجاحي مع هذه الشركة المهمّة يميّز علاقتي بها. نجاحنا معاً يولّد هذه الاستمرارية. 

- ماذا عن لعبة التصنيفات للفنانين والفنانات التي يحكي عنها البعض؟

لا أدخل فيها. أنا عليّ أن أقوم بعملي على أكمل وجه وأحقّق نجاحي. قد تكون هذه التصنيفات نتيجة اتّفاقات معيّنة. في كلّ الأحوال، أنا لا أقارن نفسي بكبار النجوم، فلهؤلاء مسيرتهم الطويلة والحافلة ويستحقون كلّ تكريم.  

- ماذا عن ألبومك الجديد؟

إنه "ميني ألبوم" مؤلف من أربع أغنيات اخترتها بتأنٍّ وحبّ، وسيصدر بإذن الله الشهر المقبل. وهو يتضمن أغنيتين عراقيتين هما: "مرّيت بأيام" من كلمات قصي عيسى وألحان علي صابر وتوزيع عثمان عبّود، و"ما انتظر" توزيع البحريني هشام السكران. كذلك يضم الـ"ميني الألبوم" أغنية تونسية بعنوان "سبع بحور" من كلمات وألحان التونسي سليم عبدالله وتوزيع سامي المعتوقي، وهي أغنية دخلت قلبي وأعتقد أنها ستدخل قلوب متابعيّ. وختامها مسك مع أغنية لبنانية بعنوان "عم ضيع من إيدك" من كلمات الشاعر علي المولى وألحان صلاح الكردي وتوزيع جيمي حداد... وهؤلاء يشكّلون الثلاثي الخطير في عالم الأغنية، لذا أتوقع لهذا العمل النجاح الكبير.

- كورونا والعزلة التي رافقتها، ماذا علّمتك؟

علّمتنا الكورونا قيمة الحياة الحقيقية بعيداً من الكبرياء والمظاهر البرّاقة. علّمتنا أننا جميعاً سواسية أمام الموت، وأن علينا أن نحبّ ونسامح ونَسْعَد في كلّ لحظة حياة. كذلك علّمتنا أن الصحّة هي أغلى ما نملك. أخاف على أهلي من هذا الفيروس وأوصيهم باستمرار بالوقاية منه واستخدام المعقّمات.

- ما هو الغد بالنسبة إليكِ؟

أنا امرأة طموح وحالمة ومتشبّثة بالأمل، وأؤمن بأن الغد هو دائماً أفضل... أتمنى أن أحمل راية بلادي أكثر فأكثر وأحافظ على الخط الغنائي الأصيل الذي اخترته. كذلك أتمنى أن يحرّكني الشغف في الحياة كما في الحبّ والعمل.


عن شيماء المرأة

- مَن هي شيماء المرأة؟ 

لا أحبّ التحدّث عن نفسي، بل أترك للآخرين التحدّث عن صفاتي. مع ذلك أنا امرأة طموح وإيجابية وصريحة لا أعرف المجاملة. عفويتي تظهر في حبّي الصادق لزوجي وتعاملي مع عائلتي والمقرّبين من المحيطين بي. قلبي طيّب، وهذه لي ميزة ونقمة في الوقت نفسه: ميزة لأن القلب الطيّب نعمة من الله سبحانه وتعالى، ونقمة لأنه يولّد المشاكل لصاحبه. 

- ماذا الذي يؤثّر فيكِ كامرأة؟

كلّ شيء يؤثّر فيّ. ما يحدث في فلسطين من ظلم وقهر وسرقة لبيوت الفلسطينيين يؤثّر فيّ. فيلم إنساني يمكن أن يؤثّر فيّ. عجوز جائع في الشارع يؤثّر فيّ... بشكل عام المآسي الإنسانية تؤثّر فيّ بقوّة.

- متى تبكين؟

دموعي سخيّة فأنا سريعة البكاء. أبكي عندما أعطي من قلبي في بناء علاقة صداقة متينة، وألقى الخيانة.

- هل تلعب الغيرة دوراً في هدم الصداقات؟

من خلال تجربتي وخبرتي، أستطيع القول إن الغيرة تلعب دوراً في هدم الصداقات، وهذا أمر مؤسف. 

- هل تواجهين عندما تشعرين بتغيّر صديقة في تعاملها معك؟

طبعاً أواجهها لأنني صادقة وعفوية كما سبق أن قلت لكِ. 

- وهل تسامحين؟

نعم أسامح الإساءة، لأن قلبي طيّب. 

- ما هي نقطة ضعفك؟

طيبتي...

- متى تضحكين؟

أضحك على أمور بسيطة في الحياة. النضج يولّد الرضى ويجعلك تأخذين الحياة ببساطة وتضحكين منها. 

- كيف يبدأ يومك وكيف ينتهي؟

الحمل غيّر كلّ عاداتي، وصرت أمارس الرياضة بكثرة وأستمع الى الموسيقى باستمرار.

- ما الذي يستفزّك كامرأة؟

معاملة المرأة بشكل سيئ ومهين. نعم تستفزّني إهانة المرأة وكرامتها. في تونس، المرأة محفوظة الحقوق قانونياً، لكنّ القانون لا يمنع التجاوزات وهو ما أرفضه.

- هل تتقبّلين كذب الرجال؟

أتقبّل الكذبة البيضاء، إذا كان هدف الرجل منها "ما يزعّلني". لكنني لا أستطيع تقبّل الكذب الخطير.

- ما هي الأحلام التي تسعين إلى تحقيقها؟

حلمي أن أكون أمّاً مثالية لطفلي المنتظر، فلا أقصّر في شيء معه.

- أمنية في بالك...

الصحّة هي أغلى ما نملك... أتمنى الصحّة لعائلتي وأصحابي وجمهوري... وأتمنّى أن تزول الكورونا وترحل عنّا الى غير رجعة.