في اليوم العالمي للامتناع عن التدخين... خبير يحذّر من ارتفاع احتمالات الدخول إلى وحدة العناية المركزة والوفاة لدى المدخّنين الشرهين

09 يونيو 2021

يزداد احتمال دخول المدخّنين الشرِهين إلى المستشفى جرّاء الإصابة بفيروس كورونا المستجد، بمقدار مرتين، مقارنةً بغير المدخنين، وفقاً لدراسة حديثة أجراها المستشفى الأميركي البارز "كليفلاند كلينك"، وأظهرت أن الإصابة بفيروس كورونا المستجد ترفع احتمالات وفاة المدخّنين الشرِهين نتيجة الإصابة بالفيروس، مقارنةً بغير المدخنين.


وقال واضع الدراسة، الدكتور جو زين الاستشاري في طب الرئة في "كليفلاند كلينك"، لمناسبة اليوم العالمي للامتناع عن التدخين، والواقع في 31 أيار/ مايو، إن المدخّنين الشرِهين معرّضون لاحتمال دخول المستشفى جرّاء الإصابة بفيروس كورونا المستجد أكثر بمرتين من غير المدخّنين، ما يعني بالتالي أن المدخّنين أكثر عرضةً للدخول إلى العناية المركزة والوفاة بسبب هذا المرض.

وأضاف الخبير الطبّي أن جائحة كورونا استدعت الاهتمام بتحسين الصحة لدى الأفراد، مشيراً إلى أن اليوم العالمي للامتناع عن التدخين يُعدّ "فرصة للتشديد على ضرورة توقف الأفراد عن التدخين، أو امتناعهم عن الشروع به في الأصل". وأوضح أن التدخين يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية واحتمال فقدان الأطراف والإصابة بإعاقات جسدية أو صعوبات في التنفس والحاجة إلى الأوكسجين.

ووفقاً لنتائج الدراسة التي شملت 7012 مريضاً أصيبوا بفيروس كورونا المستجد وتلقّوا العلاج في "كليفلاند كلينك"، ونُشرت نتائجها في مجلة "الجمعية الطبية الأميركية"، فقد زادت احتمالات دخول المرضى من المدخّنين الشرِهين إلى المستشفى بمقدار 2.25 مرة، وكانوا أكثر عرضةً للوفاة جرّاء الإصابة بالفيروس بمقدار 1.89 مرة، وذلك مقارنةً بالمرضى غير المدخّنين.

ودعمت ظروف جائحة كورونا الشعار الذي رفعه اليوم العالمي للامتناع عن التدخين للعام 2021، وهو "الالتزام بالإقلاع" الذي أعلنت عنه منظّمة الصحة العالمية، إذ دفعت الجائحة الملايين من مستهلكي التبغ في كل أنحاء العالم إلى التفكير في الإقلاع عن التدخين.

وتبيّن أن 50 في المئة من الشبان و10 في المئة من الشابات في كل أنحاء العالم من المدخّنين، وفقاً لدراسة حديثة نُشرت في مجلة "نيو إنغلاند" الطبية. ويُعد استهلاك التبغ أهم سبب خارجي للإصابة بالأمراض غير المُعدية، ومن المتوقع أن يؤدي إلى وفاة 10 ملايين شخص سنوياً في العقود المقبلة، ومليار شخص في القرن الحادي والعشرين.

وأكّد الدكتور زين أن أهم خطوة تُتّخذ في سبيل مساعدة المرضى الذين يريدون الإقلاع عن التدخين، هي الاستعداد النفسي، واصفاً التدخين بأنه "إدمان"، وداعياً المرضى إلى "التسجيل في برامج الإقلاع عن التدخين لمعالجة القضايا الاجتماعية والنفسية الكامنة وراءه، وللمساعدة في حلّ مشكلة إدمانهم".

واستشهد الدكتور زين بالدراسات التي تُظهر أن رئة المدخّن الشرِه يمكن أن تفقد ما بين 50 و60 مليليتراً من قدرتها الاستيعابية من الهواء كل عام، أي أعلى بنحو ثلاث مرات مما يفقده غير المدخّن، والبالغ 20 مليليتراً سنوياً. وأضاف: "الخبر السارّ يكمن في أن المدخّن إذا توقّف عن التدخين، فإن المعدل السنوي لفقدان قدرة الرئة لديه سيكون مماثلاً لذلك الذي عند غير المدخّنين".

ومع أن بعض مدخّني السجائر قد يأخذون في الاعتبار الاستعاضة عنها ببدائل مثل النرجيلة أو السجائر الإلكترونية، أكد الدكتور زين أن "تدخين النرجيلة ليس بديلاً صحياً لتدخين السجائر، بل قد يكون أشدّ ضرراً بسبب انعدام "فلترة" الدخان، وشدّة التدخين السلبي في المقاهي، كما أن التدخين الإلكتروني بدوره ليس أفضل، لأنه يمكن أن يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض الرئة والوفاة المبكرة لدى الكثير من المراهقين".