الدراما السورية تتخطّى الثالوث الأحمر!

رشا شربتجي, دراما سورية, قصي خولي, نجدت أنزور, مسلسل سوري

19 نوفمبر 2010

يبدو أن السمة الأساسية للدراما السورية أصبحت تجاوز الخطوط الحمرا واعتماد الجرأة الزائدة عاماً بعد عام. ويبدو أن الرقابة، فقدت مقصّها، لتجعل المجال مفتوحاً أمام المنتجين والكتاب، لطرح ما يشاؤون من مواضيع كانت محظورة سابقاً. فقد كان موضوع الجرأة في الأعمال السورية من المحظورات على كل المستويات، ومع الوقت أصبحت الجرأة موجودة في بعض الأعمال، لتصبح ركيزة أساسية من ركائز الدراما السورية في كل موسم جديد. فقبل عامين تقريباً جاء مسلسل «غزلان في غابة الذئاب» ليخترق المحظور مما جعله العمل الأهم في تلك السنة، عرضه أكثر من مرة.
وفي العام السابق كان مسلسل «العار» الذي حمل في طياته أيضاً الجرأة في التحدث عن الشرف والعار ومفهومهما، ليخطو خطوة إضافية خارج الحدود، وليسجل حينها المتابعة الأوسع.
لكن الغريب هذا العام أن تكون سمة معظم الأعمال السورية هي الجرأة وتجاوز الخطوط، وحتى أن الكثير من تلك الأعمال قد تخطت الثالوث المحرم وهو الحديث في الدين والجنس والسياسة. فجاء مسلسل «ما ملكت أيمانكم» للمخرج نجدت أنزور ليطرح قضية التعصب الديني الذي يمكن أن يتحول إلى تيار مدمر تحت شعار الدين والإٍسلام. ورغم الاعتراضات على العمل أثناء عرض حلقاته الأولى ومحاولة وقفه، وجد العمل طريقه إلى المشاهدين ليحظى بمتابعة كبيرة.
 أما العمل الآخر الذي وصف بالجريء جداً، وهو مسلسل «الخبز الحرام» الذي تخطى حاجز الجنس، فقد كتبت بعض المحطات قبل عرضه أنه يجب أن يتابعه من هم فوق الثامنة عشرة فقط، لما يمكن أن يكون في بعض مشاهده وألفاظه من معانٍ فاضحة كما صرح بعض النقاد أو تخدش الحياء. فيما رأى الآخرون أن العمل يعرض الواقع الذي يحوي الكثير من تلك النماذج، وأن على العمل الدرامي أن يعرض المشكلات ليسلط عليها الضوء وليصار إلى تفاديها.
وكذلك جاء مسلسل «لعنة الطين» ليتخطى حدود الرقابة السياسية ويصوّر مرحلة تعد من المراحل الحرجة في تاريخ سورية السياسي، وهي فترة الثمانينات من القرن الماضي، وتأثير الأحداث اللبنانية على الحياة العامة والسياسية في سورية. فقد حمل العمل في طياته إشارة الى بعض الشخصيات التي أثرت سلباً في تاريخ سورية السياسي وتداعيات تلك الشخصيات على من حولها من خلال مجموعة من الشبان والأناس الريفيين. وقد لاقى هذا العمل الكثير من المتابعة وصنف على أنه من أهم الأعمال الاجتماعية لهذا العام.
لكن يبقى سؤال النقاد والمتابعين: هل ستستمر الدراما السورية في موجة الجرأة التي بدأتها قبل سنوات قليلة؟ وإذا كانت الطروحات لهذا العام قد جاءت بهذا المقدار من التجاوز للخطوط الحمر، إذاً ما الذي بقي للعام المقبل؟ وهل نستطيع أن نقول انه يجب أن تكون الدراما السورية لمن هم فوق عمر الثامنة عشرة دون سواهم؟