نبيل شعيل: 'عشان أريّحكم'...

سالم الهندي, حسين الجسمي, ألبوم غنائي, الأمير الوليد بن طلال, كاظم الساهر, زياد بطرس, نبيل شعيل, شركة روتانا

06 ديسمبر 2010

كل من يعرف الفنان نبيل شعيل عن كثب، يعرف تماماً أنه من أكثر الفنانين التزاماً وصدقاً وعفوية. صريح مع نفسه قبل أن يكون صريحاً مع الناس، وواضح وليس لديه ما يخفيه. نفى وجود خلاف مع شركة روتانا أو سالم الهندي، لكنه أوضح أيضاً أنه رفض توقيع عقد إدارة حفلات مع روتانا لأنه لا يحب أن يكون مقيداً بعقود مسبقة، بل يفضّل أن يبقى حراً ويختار الحفلة التي تناسبه، وقال: «إن كنتم تسمون ذلك خلافاً فليكن». عن روتانا وتفاصيل ألبومه الجديد، تحدّث شعيل في حوار خاص مع «لها» خلال زيارته الأخيرة لبيروت، وقال...


- من المقرر أن يصدر ألبومك الجديد قريباً، هل من موعد محدد؟
حالياً أعمل على وضع اللمسات النهائية وأعمل جاهداً قدر المستطاع كي يصدر مطلع العام الجديد 2011 إن شاء الله.

- هل صحيح أن الألبوم تأخر بسبب بعض المشاكل أو الظروف؟
كلا أبداً، انتهيت منه منذ فترة قريبة جداً.



- سرت شائعات أن سبب التأخير هو مشاكل إنتاجية في شركة روتانا؟
هذا غير صحيح، وأنا حقيقة تسلّمت موازنة ألبومي في موسم الصيف المنصرم، وكل هذه الشائعات غير صحيحة.

- ماذا تخبرنا عن الألبوم المقبل؟ أسماء الملحنين والشعراء وغيرها من التفاصيل؟
معروف أني لا أحب الإفصاح عن تفاصيل ألبومي قبل صدوره، خصوصاً لناحية أسماء الملحنين والشعراء، لأن التغيير لديّ وارد في كل لحظة. بمعنى أني اكون قد سجّلت مجموعة كبيرة من الأغنيات، ومن ثمّ أختار من بينها ما يشكّل باقة ألبومي. لهذا لا أعلن أسماء الملحنين والشعراء في وقت مسبق. بعدما أضع اللمسات الأخيرة وأنهي كلّ شيء، أقوم بالاختيارات النهائية بما يتناسب مع الألبوم ككّل. قد أكون مثلاً أخذت أغنيتين من ملحن معين، فأقرر في اللحظة الأخيرة إبقاء واحدة وتأجيل أخرى، وهذا يحصل كثيراً.

- ماذا عن  الأساليب الغنائية التي ستعتمدها، خصوصاً أننا اعتدنا منك أغنيات باللهجتين المصرية واللبنانية؟
دون شك هناك دائماً أنماط وأساليب موسيقية جديدة، وما أستطيع تأكيده أن الألبوم سيضمّ أغنية مصرية، إضافة إلى الجوّ الخليجي العام من اللون الإماراتي إلى السعودي والكويتي والخ... أي «تشكيلة خليجية حلوة»، إضافة إلى أغنيات شرقية بحتة. وفي هذا الألبوم عودة إلى انطلاقة نبيل شعيل، أي اللون الذي عرفني فيه الناس وأحبّوني من خلاله. الألبوم منوّع إلى حدّ كبير، وحسب اعتقادي سيُرضي مختلف الأذواق إن شاء الله أو الغالبية منها، لأن فيه أكثر من «هيت»، لا بل كلّ أغنية «هيت».

- أي تشعر بأن كل أغنية ستنجح في منطقة أو جزء معين من العالم العربي؟
صحيح، عندما نحضّر الأغنيات نشعر بأن هذه الأغنية ستنجح في الخليج مثلاً أو لبنان.. لكن أحياناً يحصل العكس فتنجح في منطقة أخرى. فالتوقّع شيء والواقع شيء آخر. حتى أن الفنان في أحيان كثيرة يتوقّع ان أغنية معينة ستنجح ولكن قد لا يحصل ذلك أبداً، ولا نستطيع أن نعرف لماذا، إلا إذا كانت هناك أخطاء واضحة، فهذا شيء آخر. علينا أن نقوم بواجباتنا تجاه الفن الذي نقدّمه وتجاه الجمهور، فنختار أعمالنا بعناية ونقوم بكلّ ما يلزم كي تنجح، والتوفيق من عند الله. أنا شخصياً تعاملت مع كلّ أغنية على أساس انها «أغنية الموسم» بالنسبة إليّ، وستجدين مثلاً في ألبومي «أغنية فاخرة» وأخرى شعبية وبسيطة إلى أقصى حدّ، دون أي كلفة وتصل الى قلوب الناس سريعاً، وأعتقد أنها ستلمس الناس.

- ماذا تقصد بالأغنية الفاخرة؟
أي «أغنية مليانة» لناحية الموسيقى، والتوزيع الموسيقي فيها مختلف، حتى عزف آلات الكمان نفّذ في شكل معين... بينما هناك أغنيات أخرى ناعمة وبسيطة كالهواء. هذه التوليفة الموسيقية تأتي بعد خبرة طويلة، ولا أقصد الخبرة الفنية فقط، بل أيضاً الخبرة في التعامل مع الجمهور، خصوصاً في أيامنا هذه التي نشعر فيها بأن الجمهور صار صعباً ولا يمكن الجزم بمسألة توجهاته. لهذا أقول إن التوقّع شيء والواقع شيء آخر، وقد تنجح الأغنيات الخفيفة والبسيطة، بينما تبقى الأغنيات الأخرى مجرد أفكار جميلة رغبنا في تنفيذها لأنفسنا. نحن نجتهد ونكثر من أفكارنا ونترك الحكم للجمهور. وبالمناسبة، هذه المرة الأولى التي أقدّم فيها هذا العدد من الأغنيات في ألبوم واحد، وقد وصلت إلى 12، لكني «خايف أكثّر على الناس». والمشكلة أن هناك أغنيات جميلة جداً قد اضطرّ للاستغناء عنها لأن كلّ ما اخترته جميل برأيي، لكني لن أصدر أكثر من هذا العدد في ألبوم واحد.

- أي أنت لست مع سياسة الـ 16 و18 أغنية في ألبوم؟
نعم أنا ضدّ هذا الموضوع، حتى أني أشعر بأني أصدر 12 أغنية وأنا مضطرّ، لأن كلّ الأغنيات التي اخترتها جميلة كما قلت، ولم أشأ خسارتها.

- بالحديث عن الأغنيات «الضاربة»، جميعنا يتذكّر أغنية «مسك الختام» التي قدّمتها باللهجة اللبنانية قبل سنوات وحققت نجاحاً منقطع النظير؟
بالفعل، هي من أجمل الأغنيات التي قدّمت.

- أصدرت في الألبوم السابق أغنية «القصة بدها شوية وقت» أيضاً باللهجة اللبنانية من ألحان زياد بطرس، لكنها لم تحقق النجاح ذاته كما «مسك الختام»؟
صحيح، الأغنية حملت فكرة جديدة وتوقعنا أن تحقق نجاحاً كبيراً لأنها فعلاً أغنية مميزة، لكن ذلك لم يحصل، وهذا ما كنت أقصده عندما تحدثت عن التوقعات. تكون لدينا وجهة نظر معينة لكنها لا تصحّ في بعض الأحيان، وهذا ما حصل.

- ولكننا شعرنا بأنك لم تدعمها بشكل كافٍ؟
قد يكون هذا صحيحاً، لأن كل الألبوم السابق ظُلم بصراحة ولم تُصوّر منه سوى أغنية واحدة. شعرت بأنه لم يحظ بالاهتمام الكافي لا منّي ولا من جانب شركة روتانا، لكني أتمنى أن يختلف الوضع مع الألبوم الجديد لأني أقوم بما في وسعي.

- لماذا ظُلِم؟
ظروف كثيرة حصلت أثّرت في كلّ شيء، كما أن توقيت إصداره كان خاطئاً وسيئاً وهناك أشياء كثيرة حصلت إلى درجة ان كل الترتيبات الخاصة به سرت ضدّه ولم تدعمه. لكن إن شاء الله أنا متفائل بالألبوم المقبل، خصوصاً أني أتعاون للمرة الأولى مع الموزّع الموسيقي مدحت خميس وأنا سعيد بهذا التعاون ومرتاح كثيراً معه، «ريّحني وايد وخلاّني انفتح على أفكار جديدة» إلى درجة أني متحمّس لمباشرة الألبوم الذي سيلي. هو موزّع ممتاز ويقرأ أفكاري وكأننا شخص واحد، «انشالله ننجح سوا».

- هل لمت شركة روتانا أو عاتبتها؟
بصراحة كلا، لأن الأخطاء كانت مشتركة مني ومن روتانا. حتى أنهم اتصلوا بي أكثر من مرة لتصوير أغنيات الألبوم، «بس أنا كنت كسول»، وفي النهاية الإنسان يتعلم من أخطائه.

- لطالما كنت مسالماً في حواراتك، إلاّ انك في الفترة الأخيرة فتحت النار على عدد من الفنانين منهم...(وأقصد ما قاله سابقاً عن كاظم الساهر وحسين الجسمي)
(يقاطعني) لا أريد التحدث عن هذا الموضوع، «شي وصار اونتهى».

- بالعودة إلى روتانا، ما السرّ الشائعات التي سرت ووصلت إلى الإعلام؟
الإعلام حرّ في أن يكتب ويقول ما يريد، لكن هذا لا يعني أن ما يُكتب صحيح. كلما أرادوا التحدّث عن فنان معين، يُدخلون آخرين في النقاش، وهذا ما حصل معي عندما أدخلوني في أخبار خلافات بعض الفنانين مع روتانا، لكني رددت على الموضوع ونفيته والكل يعرف أني لا أستغني عن روتانا إلا إذا هي استغنت عني أو قررت التوقف عن الإنتاج، عندها فقط «منشتغل بطريقة ثانية». حتى أنهم عندما كتبوا إني تركت روتانا، اتصلت بالشركة وطلبت منهم إرسال بيان لنفي هذه الشائعات. يصدر أحياناً كلام لا أساس له وانا لا أدري من له مصلحة في ترويج هذه الشائعات للتشويش فقط على روتانا في الوقت الذي كانت تتعرض فيه لحملات كثيرة. قد يكونون فنانين استغنت عنهم الشركة وقاموا بذلك للتشويش عليها.

- ما رأيك في السياسة الجديدة المتبّعة في روتانا والتي يقال إنها ستبقي 20 فناناً فقط؟
هذا هو الطبيعي وما يجب أن يحدث أصلاً. سبق أن قلنا للقيمين على روتانا أنهم عندما يعملون لصالح مجموعة صغيرة أو عدد معين من الفنانين، سيكون الاهتمام بهم والتركيز عليهم أكبر، وبالتالي سيصبح هناك مردود ولن تخسر الشركة. لنفترض أن لدي 15 ولداً، هل سأهتم بهم كما لو كان عندي اثنان فقط؟ وهذا ما حصل في روتانا. فيها فنانون يؤمّنون أرباحاً للشركة، وآخرون يأخذون المال «ويصرفوه عالفاضي»، فيصبح من يؤمّن الأرباح «مش واخد حقّه». حتى على صعيد الموظفين، حقيقة كان هناك كثيرين في الشركة يقبضون رواتب ولا ينتجون. عندما تحصل أزمات، إما أن يعمدوا إلى تخفيف المصاريف او إلى الدمج. بالتالي ما حصل أمر طبيعي جداً ولهذا لا أفهم سبب الهجوم على روتانا. هناك أشخاص تحدثوا نيابة عني، بينما أنا لم أصرّح بأي شيء.

- أنت غائب منذ فترة طويلة عن الحفلات، خصوصاً حفلات لبنان التي كنت النجم الأبرز فيها؟
أنا من رفض المشاركة في هذه الحفلات، وليس فقط في لبنان بل في مصر أيضاً. مجال الحفلات تغيّر كثيراً ولم يعد كما في السابق، وأسباب الرفض أمور خاصة بي منها دوشة الحفلات وبهدلتها وما يحصل فيها اليوم، والتي صرت أشعر أني «في غنى عنها» وأفضّل عليها البقاء مع عائلتي وأولادي، «يمكن كبرنا على هذي الدوشة». هناك أمور عديدة أعرفها ولا أريد التحدّث عنها. حفلاتي صارت محصورة بالمهرجانات الضخمة في دول عديدة كالجزائر وتونس وغيرهما، اما الحفلات التجارية في الفنادق فقد أصبحت أسعار التذاكر فيها خيالية والوضع صعب على كلّ الناس، لهذا لا يهمني أن أكون موجوداً في حفلات من هذا النوع. غالبية الحفلات صارت لا تحقق النجاح والسبب الكثرة والتكرار. وهنا أسأل، لماذا يضطر أي شخص لدفع ألف دولار ثمناً للتذكرة الواحدة، بينما هو قادر على الاستماع إلى شريط كاسيت وهو مرتاح في منزله...

- هل تحدثت مع القيمين على الحفلات في روتانا عن هذا الأمر؟
أنا لم أبرم عقد إدارة حفلات مع روتانا لأني لا أحب أن يفرض عليّ أحد شيئاً، بل أفضّل أن أبقى على راحتي. الفنانون الذين أبرموا عقوداً مماثلة، يُفترض أنهم مجبرون على إحياء عدد من الحفلات خلال السنة بحسب العقد، بينما هذه السياسة لا تناسبني أنا لأني أرفض أن أكون مقيداً، بل أختار الحفلة التي أراها مناسبة. ففي أحيان كثيرة لا تكون الظروف مناسبة لإحياء حفلات، ماذا نفعل...

- هل تعتقد أن الذين أبرموا عقوداً مماثلة تأثرت نجوميتهم كونهم صاروا مجبرين على تكثيف عدد حفلاتهم؟
طبعاً تأثروا، على الفنان أن يدرك متى وأين يطلّ في حفلة.

- لماذا يقال إن علاقتك بسالم الهندي ليست جيدة بسبب صداقته مع عبدالله الرويشد؟
(يضحك ويطلب توجيه السؤال إلى محمد الهاجري من مكتب روتانا الكويت الذي كان موجوداً خلال اللقاء). فقال الهاجري: بالإذن من أستاذ نبيل، لكن هذا السؤال لا يوجّه إلى نبيل شعيل.
ويواصل شعيل الكلام ويقول:
أنا وسالم والرويشد «3 في واحد». قد أختلف في أمور كثيرة مع سالم الهندي في ما يخصّ وجهات نظر معينة، لكن هذا لا يعني أن هناك خلافاً بيننا. و«عشان أريّحكم»، كل الحكاية اني لم أوقع عقداً مع قسم إدارة الحفلات في روتانا فقط لأني لا أحب أن أكون مقيداً، لكننا ننسق في أحيان كثيرة بخصوص حفلات من دون أي عقد. فإن كنتم تسمون هذا خلافاً فليكن. عقدي ممهور بتوقيع الأمير الوليد بن طلال، وأنا لا يمكن ان أستغني عن روتانا كما ذكرت سابقاً وعلاقتي بالجميع ممتازة والحمدلله.