أحمد إيراج: لا أجيد فن العلاقات الخاصة...

هدى حسين, أحمد إيراج, حياة الفهد, حسين المنصور, عبد الحسين عبد الرضا, شهر رمضان, زينة كرم, المخرج الإماراتي نواف الجناحي

04 يناير 2011

ممثل قريب ببساطته وعفويته من قلوب الناس. ورغم أن شهادة ميلاده الفنية صدرت بناء على براعته في إجادة الأدوار الرومانسية فإنه كثيراً ما يفاجئ  المشاهدين ويكشف وجهه الآخر حين يتألق في تجسيد الشر على الشاشة، واستطاع في فترة وجيزة أن يقف أمام كبار النجوم أمثال عبد الحسين عبد الرضا وحياة الفهد، وسعاد عبد الله، واكتفى بعملين هذا العام لكنهما كانا ضحيتي التوقيت وزحمة رمضان. وقرر أخيراً خوض تجربة الإنتاج ويؤكد أنه سيقدم قيمة فنية عالية...  إنه النجم الشاب أحمد إيراج الذي فتح لنا قلبه في هذا الحوار.

- ما جديدك؟
أصوّر حالياً دوري في المسلسل الدرامي الاجتماعي الجديد «الحب لا يكفي» إنتاج عبد العزيز الطواله، تأليف منصف حمزة وإخراج محمد الطواله. ويشاركني البطولة هدى حسين، حسين المنصور، زينة كرم، شهاب حاجية، لطيفة المجرن. وأجسد دور موسيقي لديه الكثير من الطموحات، يمر خلال مشواره المهني بقصة حب جميلة. وإلى جانب ذلك، أعكف على قراءة مجموعة من النصوص الأخرى لكن  لا يمكنني الإفصاح عنها في الوقت الحالي وسأصرح عنها بعد الاتفاق مع منتجيها وبدء التصوير.

- سمعنا إنك في صدد التحضير لتجربة سينمائية جديدة، فما صحة الخبر؟
نعم، الخبر صحيح وانتهيت للتو من تصوير دوري في أول فيلم إماراتي بعنوان «ظل البحر» مع المخرج نواف الجناحي الذي سبق أن تعاونت معه في مسلسل «الجيران» قبل سنتين. ويشاركني البطولة في التجربة السينمائية حسن رجب، عائشة عبد الرحمن، نيفين ماضي، بلال عبد الله، عمر الملا، خديجة الطائي، ساليس عيد، عبدالله الرميثي، شهاب خاطب. وأقوم فيه بدور شخص في مرحلة الشباب يتمرد على الحياة العادية بكل ما فيها من بساطة وينظر إلى المستقبل بكل ما فيه من معوقات وطموحات، فالفيلم يحمل بين طياته العديد من القضايا الإنسانية بصرف النظر عن الفكرة التي يحاول طرحها كعمل فني.

- صرحت أن العلاقات لها دور كبير في الوسط الفني فهل يعود لها الفضل في هذه المشاركة؟
لا، فقد سبق أن تعاونت مع المخرج مثلما ذكرت في عمل درامي وبعده تم ترشيحي. مازلت أؤمن بأن الفن يعتمدعلى الموهبة والأداء الجيد إلا إن النجاح في نسبة تفوق 50% يعتمد على العلاقات الخاصة التي يعيبني  التكيف معها. ولا أحب أن أقول إن هذا الأمر خطأ لكن هذه شخصيتي، فأنا إنسان خجول جداً وأغلب الناس الذين اشتغلت معهم كانوا يطلبونني بناءً على موهبتي وليس لمعرفتي بهم أو صداقاتي.

- رغم مشاركتك في عملين دراميين في الموسم الماضي لم نتلمس قوة حضورك مثل الأعوام السابقة فلماذا؟
العملان كانا في الحقيقة حصيلة تعب وتمحيص وانتقاء من بين ثمانية نصوص، ورفضي للأعمال الأخرى ليس لأنها سيئة لكن لان بعضها كان مكرراً والآخر لم يسمح لي الوقت بالمشاركة فيه، لأني لا أستطيع أن أمثل أكثر من مسلسل في آن واحد. فالنصوص هي التي تدخلت في اختيار أدواري، لكن للأسف زحمة الأعمال المعروضة أحياناً تظلم معها مسلسلات مميزة ومتعوب عليها بسبب مشكلات التوقيت، فرمضان يراه البعض موسم العرض الذهبي لكن من وجهة نظري هو ليس موسماً حقيقياً لتقويم الدراما، لذلك لن أبني عليه اختياراتي اللاحقة.

- إذن هل أنت راض عن أصداء أعمالك الرمضانية؟
بالتأكيد، وأعتبرها تجارب مهمة جداً في حياتي، فأحمد جوهر هو خير من يشتغل الأعمال التراثية. كذلك لا يخفى على أحد تميز المخرج أحمد المقلا. إنما المشكلة تكمن في توقيت العمل غيرالمناسب وسط زخم الأعمال الرمضانية ووسط رموز الفن الخليجي، فالنجاح في رمضان محصور في أسماء معينة شئنا أم أبينا وهم سعاد عبد الله، حياة الفهد، وعبد الحسين عبد الرضا.

- أي من الشخصيات التي قدمتها هذا العام هي الأقرب إلى قلبك؟
أدواري هذا العام مختلفة تماماً عن بعضها, ولكل شخصية طعم معين، فشخصيتي في «المنقسي» مغايرة تماماً لـ «متلف الروح»، وتعمدت هذا الشيء حتى لا أشعر جمهوري بالملل.

مشاركة النجوم

- زادت مشاركاتك الفنية في الفترة الأخيرة مع سعاد عبد الله، فأين أنت من حياة الفهد؟
للأسف لم يحالفني الحظ في مشاركتها هذا العام لأني كنت من الأسماء المرشحة وبقوة في  عمل الفهد «ليلة عيد» ولكني اعتذرت عنه لانشغالي في تصوير مسلسل «المنقسي» كون لوني لن يتناسب مع الشخصية التي رشحتني لها حياة الفهد، وهي كفنانة كبيرة قدرت وضعي واعتذاري. بالإضافة إلى أني لا أستطيع الجمع بين تصوير عملين في آن واحد فأنا أحب التفرغ والتعايش تماماً مع الشخصية التي أؤديها، وليس مجرد الوقوف أمام الكاميرا والسلام.

- هل تطرق الأبواب أم أنك تنتظر طلب هؤلاء النجوم؟
بكل فخر وسعادة أقول إني دائماً مطلوب من هؤلاء النجوم الكبار، وعلاقتي بهم قوية ويعتبروني إبنهم. وللعلم رشحتني النجمة سعاد عبد الله في مسلسل «زوارة خميس» وكان عندي فكرة مفصلة عن النص، لكنها بعد أن قرأت دوري شعرت بأن مساحته لا تناسبني فاعتذرت لي وقام به الممثل الشاب عبد الله بهمن، واحترمت كثيراً وجهة نظرها خصوصاً بعد مشاهدة العمل فقد كانت محقة تماماً.

- هل من الممكن أن تجامل؟ وهل جاملت عبد الحسين في مسلسل «الحب الكبير»؟
بالطبع هذا شيء وارد، وكاذب الذي يقول عكس كلامي،ففي بعض الأحيان تكون المجاملة في سبيل الوقوف بجانب صديق أو منتج جديد أو فنان كبير لأني من المؤكد سأحتاج إليه في يوم من الأيام، لكن عموماً مجاملاتي قليلة جداً، إنما حقيقة لم أجامل نهائياً عبد الحسين عبد الرضا وكان وقوفي أمامه عن إقتناع. وكان «الحب الكبير» من الأعمال المهمة في رصيدي الفني لكونه  أول تجربة فعلية  مع هذا النجم الكبير.

- ألم تفكر في خوض تجربة الإنتاج أسوة بزملائك الشباب؟
نعم أفكر في الإنتاج وكانت الفكرة تراودني منذ سنوات إنما كنت مترددا، لكني أقدمت على الخطوة واستخرجت رخصة إنتاج فني وأخذت مكتباً وسأبدأ خلال الفترة القليلة المقبلة، إنما بهدوء كعادتي. وأحّضر حالياً لمجموعة من الأفكار وباكورة أعمالي سترى النور بعد عام لأني مؤمن بأن العمل الجيد يجب أن يحضر له على نار هادئة من دون تسرع ويحتاج إلى وقت طويل من التفكير حتى يترك بصمة قوية. ولا أستطيع التصريح عن العمل في الوقت الحالي.

- ماذا تعلمت من خلال تجارب المحيطين بك في الإنتاج؟
كل عمري الفني لايتجاوز 15 عاماً وخلالها عملت مع الصالح والطالح. وأؤمن بأن الفنان إذا أصبح منتجاً هو خير من يحس بالفنانين ويشعر بالحالة الفنية وما يحتاجه الجمهور. المسألة إذن ليست هينة وتحتاج إلى وقت وجهد وتخطيط ودراسة، إنما كل ما أسعى إليه هو أن عملي يبدأ وينتهي بسعادة وأن أقدم قيمة فنية عالية، وأخر شيء يهمني الربح.

- هل زدت أجرك الفني؟
بالطبع تزايد مع مرور الوقت رغم رفض العديد لهذه الزيادة لكن الفنان المميز لا يبقى على حاله، بل دائماً في تطور. إنما أجري متوسط ومعقول وفي متناول الجميع، الصغير قبل الكبير، ولن أقبل نهائياً بأقل منه مهما كانت الأسباب. وللعلم رفضت عملاً كبيراً قبل يومين لهذا السبب من دون ذكر اسمه أو اسم المنتج، فأنا وصلت إلى مرحلة أستحقّ فيها هذا الأجر، لأني مؤمن بأن الفنان الناجح هو الذي يملك ميزاناً عادلاً يوازن فيه بين الفن والمال، فإذا كانت كفة الفن أثقل من المال سيكون الفنان مفلساً وحافي القدمين ولن يأكل خبزاً. وإذا مالت كفة المال سيكون مادياً ولا يقدم أي قيمة فنية. إنما الفنان الناجح هو الذي يوازن بين الاثنين وإن كان لها ضريبة، وهي قلة الأعمال، فبدلاً من المشاركة بثمانية أعمال في السنة سيكتفي بعملين.