برع في تجسيد العديد من الأدوار المركبة والمعقدة وخصوصاً أدوار الشر التي لازمته فترة، والتي يقول عنها أنها هوايته المفضلة التي من خلالها استطاع إبراز نفسه كفنان، وفي الوقت نفس يقول إنه يعشق الرومانسية بشكلٍ كبير جداً ويملك قلباً طيباً وحنونا. وفي شهر رمضان المبارك شارك في مسلسل «الصراع» الذي عرض على القناة الأولى في التلفزيون السعودي إلى جانب نخبة من الفنانين، منهم إبراهيم الحربي ومطرب فواز ومحمد الحجي والكويتي عبدالرحمن العقل، وهو من تأليف ماضي الماضي وإخراج حسن أبوشعيرة.
وشارك أيضاً في مسلسل «هوامير الصحراء» الذي يراه أفضل عمل درامي قُدم خلال رمضان، بقيادة المخرج أيمن شيخاني وبطولة الكويتي أحمد الصالح وميساء مغربي وعبدالله العامر. «لها» التقت النجم السعودي سعيد قريش فكان هذا الحوار.

- حدثنا عن أخر مشاركاتك الفنية التي عرضت خلال شهر رمضان المبارك؟
الحمد لله شاركت خلال شهر رمضان في بطولة مطلقة وبشخصية محورية في مسلسل «الصراع» الذي عرض على القناة الأولى في التلفزيون السعودي، وقمت بدور الابن الذي يعيش صراعاً نفسياً ويخرج من قريته إلى قرية أخرى في دولة الكويت من أجل إثبات الذات أولاً وتجربة حظه العاثر ثانياً. ويعمل هناك في مهن عدة منها العمل في البحر والعمل في دكان القماش الذي يملكه العم «جاسم». ثم يدخل في علاقة عاطفية مع ابنة صاحب المتجر. والعمل يتحدث عن فترة الخمسينات الهجرية، وهو من تأليف ماضي الماضي وإخراج حسن أبوشعيرة.

- ما هو الشيء الذي جذبك إلى الشخصية؟
العوامل التي جذبتني عديدة جداً كان أولها الخط الدرامي المرسوم بدقة، ثانياً وجود العامل النفسي الذي تعانيه الشخصية. وأنا بطبعي أفضل هذه النوعية من الأدوار المركبة والمعقدة والتي تستفزني وتستهويني كثيراً. ثالثاً لهذه الشخصية أبعاد عدة تجعل الممثل يظهر قدراته وطاقاته الفنية بكل وضوح وتميز. رابعاً من خلال هذا العمل حاولت الابتعاد قليلاً عن أدوار الشر التي وضعت نفسي في إطارها منذ وقت بعيد لذا حاولت الخروج بشيء مخالف للأدوار التي عملتها من قبل.

- هل كان لك تواصل مع مؤلف العمل لتتعرف أكثر على الشخصية المكتوبة على الورق ؟
بالتأكيد كان لي تواصل في البداية مع مؤلف العمل ماضي الماضي من أجل معرفة الشخصية وتخيله لها. وأيضاً كانت لي جلسات مع المخرج حسن أبو شعيرة.

- وماذا عن مشاركتك في مسلسل «هوامير الصحراء 2»؟
«هوامير الصحراء» من الأعمال الدرامية الاجتماعية التي ينتظرها المشاهد على أحر من الجمر وأنا لمست هذا بنفسي في الشارع العام حيث وجهت لي أسئلة عدة عن هذا العمل الاجتماعي الضخم. والجميل في الموضوع أن الكاتب والمنتج أصرا على إعادة شخصية «عثمان» بعد موتها في الجزء الأول فوجدا لها مخرجاً فنياً مقنعاً كي تعود وتشارك في الأحداث الدرامية للجزء الثاني بإعاقة دائمة إثر الحادث المؤلم الذي تعرض له في الجزء الأول على يد «الشيخ أبو عبداللطيف». ولهذا السبب رجعت وشاركت بشخصية «عثمان» بأحداث وتطورات جديدة منها مُحاولته إعادة حقه الذي سُلب منه عن طريق ابنة «الشيخ أبوعبداللطيف»، وبمساعدة من شخصية الرجل الإماراتي التي لعبها الفنان البحريني قحطان القحطاني.

- ألا تلاحظ أن دورك في الجزء الثاني من مسلسل «هوامير الصحراء» أقل مستوى من الجزء الأول؟
هو ليس أقل من الناحية الفنية ولكن بعض المتابعين والنقّاد ينظرون إلى هذه الأمور بمنظور عدد المشاهد فقط. أما أنا فأنظر إلى الأمر من ناحية التأثير في سير العمل. وعموماً صياغة الجزء الثاني كان فيها تركيز على خطوط معينة لظهور الشخصيات بأوضاع تناسب الحدث الدرامي، ولذلك كان من الصعب جداً التخلي عن شخصية «عثمان» لارتباطها بعدة قضايا وذكريات وحوارات تختص بصلب العمل من البداية حتى النهاية. وأنا حقيقةً سررت بهذه المشاركة الجيدة التي جمعتني بنخبة من نجوم السعودية والخليج.

- هل سيتم التحضير لجزء ثالث من هذا المسلسل؟
بالطبع هناك جزء ثالث يتم التحضير له من الآن وسيكون لي فيه خط درامي مغاير لشخصية «عثمان». وستكون هذه الشخصية عنصر المفاجأة للجمهور من حيث تطور الأحداث المرسومة لها وستكون مختلفة تماماً عن ما سبق تقديمه.

- هل يرمز مسلسل «هوامير الصحراء» إلى شخصيات معينة في المجتمع؟
أبداً لا يرمز إلى أي شخصية. وفي تتر الأسماء جملة تقول إن الشخصيات في العمل لا تمت بصلة إلى الشخصيات في الواقع وإنما هي من نسج الخيال. والعمل عموماً يتحدث عن طبقة مخملية وهي موجودة في كل عصر ومكان ولا يقصد من ورائها شيء معين.

- رغم القوة الإنتاجية لمسلسل «هوامير الصحراء» لم ينل أي جائزة في مهرجان الأردن للأعمال الدرامية. لماذا؟
نحن وجهنا هذا السؤال، وهناك تصريح رسمي للفنان عبدالله العامر في هذا الصدد. ولكن لا توجد لدينا إجابة شافية ومقنعة لهذا الموضوع وإنما هذا الأمر يعود أولاً وأخيراً إلى إدارة المهرجان في الأردن.

- هل هذا يُعد تجاهلاً لعمل بحجم «هوامير الصحراء»؟
هو بالفعل تجاهل من إدارة المهرجان لأن مسلسل «هوامير الصحراء» كان من أقوى الأعمال الفنية التي قدمت خلال شهر رمضان المبارك وقد حظي بأكبر نسبة مشاهدة، وكذلك صُنف من ضمن أحسن الأعمال الدرامية المتميزة إنتاجاً ومضموناً على مستوى الخليج والوطن العربي.

- ماذا ينقص الدراما السعودية حتى ترتقي إلى أعلى مستوى؟
الدراما السعودية لا تقل عن الدراما الخليجية والعربية بأي شكلٍ من الأشكال، ونحن بفضل الله نملك كل الإمكانات الكفيلة لإنتاج أكبر الأعمال الدرامية والكوميدية. ولكن نفتقر إلى كتاب الدراما.

- هل تؤيد وجود معهد فني أو أكاديمية متخصصة؟
نعم أؤيد وبقوة، وأتمنى وجود إحدى هاتين المنظمتين الفنيتين لدينا في أقرب وقت ممكن.

- ما رأيك في الأعمال الكوميدية السعودية التي قدمت في شهر رمضان المبارك؟
حقيقةً أنا لم أُشاهد عملاً كوميدياً في شهر رمضان سوى مسلسل «طاش ما طاش» لذلك لا استطيع أن أُبدي لك رأي في جميع الأعمال الكوميدية. لكن يظل مسلسل «طاش ما طاش» الوجبة الفنية الدسمة خلال الشهر الكريم والذي لا يمكن الاستغناء عنه أبداً، وأنا حريص جداً على متابعة هذا العمل بكل ما فيه من أحداث وتعليقات كوميدية واجتماعية.

- لماذا لم تعرض عليك المشاركة في مسلسل «طاش» حتى الآن؟
هذا السؤال يطرح على الأخوين السدحان والقصبي لأن الإجابة لديهما فقط.

- ما هي الشخصية الفنية التي تتمنى تجسيدها؟
دائماً أبحث عن الصعب في جميع الأدوار التي تسند إليّ وتحديداً الشخصيات المركبة التي تقتضي جهداً وعملاً كبيراً لكي تظهر بالشكل المقنع الذي يترك بصمةً واضحة عند المتلقي.

- لماذا تميزت في لعب أدوار الشر تحديداً؟
لأنها لعبتي التي أبحث عنها في كل مكان، وهذه النوعية من الأدوار تكاد تعيش وترسخ طويلاً وبسرعة كبيرة في ذاكرة المشاهد، بالإضافة إلى أنها تبرز طاقة الكامنة والكبيرة لدى الفنان المؤدي لهذه الأدوار الشريرة على وجه الخصوص.

- من مثالك الأعلى في أدوار الشر؟
الممثل المصري عادل أدهم.

- من الفنان الذي يعجبك أداؤه؟
الفنان الكويتي الكبير أحمد الصالح الذي أُوجه له ألف تحية وأقول ألف سلامة وما تشوف شر إن شاء الله يا أستاذنا الكبير، وستظل بعون الله هرماً كبيراً في الدراما الكويتية والخليجية والعربية.

- ما رأيك في الأعمال السينمائية الأخيرة؟
أنا أؤيد وجودها واستمرارها لأنها تُعد من الخطوات الإيجابية التي لا بد من دعمها فنياً. والسينما السعودية بلا شك أصبحت تشارك في كل المحافل الفنية بأفلام قصيرة، وأنا ستكون لي تجربة في هذا المجال لا أُريد الإفصاح عنها في الوقت الحالي.

- ما هي أخر مشاريعك الفنية؟
أستعد لعمل مسرحي لصالح شركة ارامكو السعودية، وأيضاً لدي سيناريو الجزء الثاني من مسلسل «قصة هوانا» وهو عمل رومانسي من تأليف أحمد الفردان وإخراج محمد القفاص. بالإضافة إلى مسلسل «هوامير الصحراء 3».