المصور روجيه مكرزل في معرضه الأخير 'جمال'...

التصوير الفوتوغرافي, أكسسوارات, مصور, محمد المنصور, وسط بيروت, نجاح المرأة, الأسواق, الإضاءة, روجيه مكرزل, معرض صور, صورة

01 فبراير 2011

المعرض الذي يقيمه المصوّر روجيه مكرزل ليس عبارة عن مجموعة صور تعلّق على الجدران ليشاهدها الناس. فكل من شاهد معرضه الأخير «جمال»، لاحظ أنه ركز على عناصر عدة تكمّل جمال الصور التي التقطها وتزيدها جاذبية كالإضاءة والأكسسوارات وسينوغرافيا المكان بشكل عام. لطالما حلم بمعرض عن الشرق وعن لبنان تحديداً، فأتت الفرصة ليقيم معرض «جمال» في أسواق بيروت في المكان الذي كان يطمح إليه. وجوه شرقية مزينة بأكسسوارات من وحي الفكرة وأحصنة كلّها في إطار الرسالة التي أراد أن يوصلها عن سحر الشرق وجماله.


-  كيف أتت فكرة معرض «جمال» الذي أقمته في وسط بيروت؟
كانت شركة «سوليدير» قد طلبت مني التحضير لمعرض واقترحت علي المكان الذي سيقام فيه في أسواق بيروت. أحببت المكان كثيراً عندما رأيته. أما الفكرة فمحورها الشرق لكني قدمتها بطريقة عصرية . تعرض الصور وجوهاً وأحصنة وكلّها من وحي شرقي. وأشير إلى أن معرض «جمال» شكّل تحدياً بالنسبة إلي فقد أنجزته خلال فترة لا تتعدى الشهر.

- ما سبب اختيارك الشرق كمحور للمعرض، وهل في ذلك رسالة معينة؟
لطالما أردت إقامة معرض له علاقة بمنطقتنا، ووجدت في ذلك فرصة، خصوصاً أن مكان المعرض في أسواق بيروت يخدم هذه الفكرة وهذا تحديداً ما كنا نبحث عنه. ويتميز المعرض أيضاً بالسينوغرافيا المعتمدة لإنجاحه أكثر. فقد عملنا على المكان والإضاءة والأكسسوارات التي لعبت دوراً مهماً في إبراز الصور. وبفضل كل هذه العناصر، تبدو الصور وكأنها لوحات فنية.

- أقيم المعرض بطريقة تفاعلية مع الجمهور حيث تمكن الحاضرون من مشاهدة طريقة التحضير للمعرض على الشاشات، ما الهدف من ذلك؟
أردت أن يقام المعرض بطريقة حيوية أكثر بحيث يتفاعل الحاضرون معه ويتمكنون من مشاهدة طريقة التحضير لجلسات التصوير، خصوصاً أن الصور هي لوجوه وأشخاص معينين.

- هل اخترت تصوير وجوه أشخاص معروفين؟
الأشخاص الذين صوّروا غير معروفين بشكل عام، إلا أن لكل منهم وجوداً معيناً في الصورة.

- هل من مصدر وحي معيّن لتنفّذ معرض«جمال»؟
مصدر وحيي هو لبنان والشرق بصورة أوسع.

- إلى أي مدى يمكن أن يجد المصور صعوبة في إبراز مهارته من خلال صورة؟
تكمن الصعوبة في تحويل الحلم إلى شيء ملموس إذ يصعب تنفيذ ما نحلم به بالشكل نفسه. وتحديداً تزداد الصعوبة بين الحلم والصورة في التنفيذ.

- هل تندم على أمور كنت تحلم بتحقيقها ولم تفعل؟
لا شك أنه ثمة أموراً أحلم بها ولا تنجح كما أتوقع. وهذا قد يحصل باستمرار. لكني نادراً ما أفشل في ما أنجزه ولا أندم على أمر معيّن. علماً أني أخطط كثيراً لما سأنجزه قبل التنفيذ ليأتي بالشكل الذي أتمناه.

- أين نجحت أكثر، هل في الصورة العفوية أو تلك التي تلتقطها في جلسة تصوير بطريقة مدروسة؟
لكل صورة ألتقطها جانب عفوي، سواء التقطتها بطريقة عفوية أو بشكل مدروس بعد تحضير في جلسة تصوير. الجانب العفوي لا يغيب أبداً في صوري.

- بعد العمل خلال سنوات في تصوير الحرب والدمار والتحقيقات السياسية انتقلت إلى العمل في تصوير الجمال والموضة، ما سر هذه النقلة النوعية؟
عملت في البداية في تصوير التحقيقات والحرب والدمار لأن الظروف في البلاد حكمت بذلك. وبالتالي لم يكن أمامي خيار آخر. لكن شيئاً فشيئاً وجدت أن ثمة ما ينقصني ولم أرغب في أن أضيّع حياتي كلّها دون أن أحقق أحلامي وطموحاتي.كما أن السياسة كانت تتحكّم في كل ما نفعله وهذا ما كان يزعجني أيضاً.قررت عندها الانتقال إلى مجال آخر في التصوير.على الرغم من أني واصلت تصوير التحقيقات فإني كنت اعمل بشكل أساسي في مجال الموضة والجمال.

- في أي من المجالين وجدت نفسك أكثر؟
أحب المجالين ولكل منهما خصوصيته. وبشكل عام أضفي على كل صورة التقطها نفساً وحياة أياً كان نوعها.لا أحد ينجح في شيء معين، كما أن نجاحي مرتبط بالناس الذي يرون أعمالي. الناس يعلمونني بنجاحي أياً كان المجال الذي أعمل فيه.

- كيف كانت البداية في هذه المهنة التي اخترتها على الرغم من تخصصك في مجال مختلف؟
بدأت بالتصوير عندما كنت في سن 12 سنة، بواسطة الكاميرا الخاصة لأخي. في الواقع توجهي إلى هذا المجال ليس مستبعداً كوني ربيت في أجواء الصحافة والتصوير لأننا كنا نملك مجلة «الدبور». وبالتالي تأثرت بهذه الأجواء التي كنت أعيش فيها وجذبني مجال التصوير. فعلى الرغم من حصولي على MBA  في إدارة الأعمال، اتجهت إلى التصوير. بالمناسبة عندما بلغت سن 15 سنة، بعت أول تحقيق لي وبدأت التصوير للتحقيقات.

- ما سر هذا النجاح الذي حققته في مجال يصعب على أي كان أين يثبت جدارته فيه؟
برأيي على الإنسان أن يعمل جاهداً على نفسه حتى ينجح. الجوائز التي حصلت عليها ووجود الصور التي ألتقطها في كل مجلات العالم، ليست إلا دليلاً على نجاحي.

- بعد النجاح الذي حققته والمرحلة التي وصلت إليها، ما الذي تحلم بتحقيقه اليوم؟
أحلامي لا تتوقف. احلم باستمرار وإلا أموت. ففيما كنت أحضّر لمعرض «جمال» كنت أحلم بالمعرض التالي الذي سأقيمه.

- هل يسهل على من يرى الصور التي تلتقطها أن يكتشف الرسالة التي تريد أن توصلها من خلالها؟
ثمة رسالة من الصور التي في كل معرض أقيمه فكلّها تحمل فكرة معينة وموضوعاً. ومن السهل فهم الفكرة والرسالة في المعرض لأنهما في محور واحد.