إبتكار مادة طبية جديدة لتسهيل عمل الجراحين

18 سبتمبر 2021


تمكن مجموعة من المتخصصين في الجامعة الوطنية للأبحاث التكنولوجية "ميسيس" بالتعاون مع علماء روس آخرين، من تحسين المواد الطبية الأساسية التي تتمتع بعامل سبيكة متذكرة للشكل. وبحسب تأكيد الباحثين، فإن هذا التصميم سوف يسهل إلى حد كبير عمل الجراحين ويحسن من كفاءة العلاج.

ونشرت مجلة "Polymers" الدراسة التي أوضحت أن متعدد حمض اللاكتيك، وهو بوليمر، يستخدم في الجراحة لتثبيت الدرز الجراحي والمهام الإضافية الأخرى. ويتميز هذا النوع بتوافق حيوي عالي وقابلية التحلل الحيوي بشكل كامل، لأنه يتكون من جزيئات حمض اللاكتيك، والتي تلعب دوراً مهماً في عملية التمثيل الغذائي. يتم إنتاجه من مواد نباتية رخيصة تحتوي على نسبة عالية من السكر.

ويتمتع متعدد حمض اللاكتيك بخاصية سبيكة متذكرة للشكل (SMA)، بمعنى أنه بعد تغيّر الشكل يمكنه أن يستعيد شكله الأصلي بسرعة. والبوليمر هو الأمثل لتصميم تقنية الزرع الجراحي الذاتية. ويتم استخدامها لعلاج العيوب التي تصيب العظام التي لا تحمل الركيزة الداعمة.

وأوضح العلماء أن استخدام مثل هذا الزرع الجراحي سوف يساهم في تجنب العمل الشاق لعلاج المنطقة المصابة، مما سيسهل بشكل كبير عمل الطبيب الجراح ويقلل من وقت العملية. يمكن ضغط منتج الشكل المطلوب إلى حجم مناسب وبعد وضعه في مكان الاصابة يتم تسخينه وبفضل سبيكة متذكرة الشكل (SMA)، ستتخذ الغرسة الجراحية بنفسها الموضع المطلوب.

وذكر الباحثون أن لدى متعدد حمض اللاكتيك عيب واحد، تكمن في أنه يتم تنشيط السبيكة ضمن درجة حرارة (55-65 درجة مئوية) وهذه الحرارة عالية جداً للعمل مع الأنسجة البشرية.

وفي هذا الصدد قام المتخصصون في جامعة "NUST MISIS" بتصميم مركب بوليمر جديد يعتمد على متعدد حمض اللاكتيك والذي يأخذ الشكل القديم حتى درجة حرارة 45 درجة مئوية، وهو أمر مقبول تماماً في حالة التأثير قصير المدى على الجسم.

في هذا الاطار، قالت بولينا جوكوفا مهندسة المشروع العلمي في الجامعة: "يتم إجراء أبحاث الزرع الجراحي الذاتية المحاذاة بشكل أساسي على البوليمرات الخاملة، والحصول على درجة الحرارة المطلوبة لتنشيط سبيكة متذكرة الشكل على حساب الترابط الكيميائي للبوليمرات وإدخال مكونات إضافية. وتكمن خصوصية عملنا في أننا استخدمنا فقط البوليمرات ذات التوافق الحيوي القابلة للتحلل، مما أدى إلى انخفاض درجة الحرارة بسبب الآليات الفيزيائية البسيطة. وهذا النهج يضمن انخفاضاً ليس فقط في درجة الحرارة، ولكن أيضاً يحد من طاقة التنشيط".