كاظم الساهر: ‘لا تسألوني عن الفنانين ولا عن السياسة’

فنان / فنانون, ألبوم غنائي, سياسة, كاظم الساهر, مهرجان الدوحة, مركز المشاعر الإنسانية, مواهب فنية, فايز السعيد, نزار قباني, قصائد, أغنية, قصيدة, كواليس

23 مارس 2011

'لا تزيديه لوعة' هو عنوان الألبوم الغنائي الجديد للفنان كاظم الساهر الذي صدر قبل حوالي شهر ونصف الشهر، ويقول إنه فوجئ بمدى انتشار هذا الألبوم وبسرعة فائقة، خصوصاً انه كان يخشى أن يقارن الجمهور بينه وبين الألبومات السابقة التي قد يراها البعض أقوى وأثقل. يتحدث بفرح عن الأغنبات الموجودة فيه ويعتزّ بالأغنيات التي كتب كلماتها، شارحاً أسباب عدم وجود أي قصيدة لنزار قباني في هذا الألبوم. خلال متابعتنا لحفلات مهرجان 'ربيع سوق واقف' في الدوحة، التقنيا الساهر في هذا الحوار المطوّل الذي حكى فيه عن ابنه وحفيدته المنتظرة طالباً عدم سؤاله عن الفنانين الآخرين ولا عن السياسة...


- صدر لك أخيراً  الألبوم الجديد 'لا تزيديه لوعة'. كيف تفسّر صدوره مزوراً قبل صدوره بصفة شرعية؟
لا أعرف صراحة ولا علم لي بهذا الأمر، لكن روتانا ترسل أحياناً بعض الأغنيات للإذاعات لبثّها قبل صدور الألبوم من باب الدعاية، وربما لهذا السبب أو هكذا تسرّبت بعض الأغنيات. أصبحت هذه مشكلة حقيقية للأسف في الانترنت ومسألة 'الداونلود'.
هي تسبب أذىً كبيراً للفنانين، ليس فقط في ما يخصّ المبيعات، لكن أيضاً لجهة النوعية إذ يسمع الجمهور نوعية سيئة للتسجيل تختلف بطبيعة الحال عن النسخة الأصلية.

- يلاحظ أن هناك تنويعاً كبيراً في الألبوم بين الكلاسيكي والشعبي والقصيدة وغير ذلك.
بالفعل هناك تنويع كبير، اذ رغبت في تقديم عمل مختلف وجديد وكنت حريصاً جداً على ذلك من خلال تعاوني مع موزعين من جيل الشباب، ومنهم مثلاً كريم عبد الوهاب في أغنية 'دلع النساء'.
والموزعون الذين تعاونت معهم ممتازون صراحة ولكلّ واحد منهم أسلوب مختلف يميّزه عن سواه. تقصّدت التنويع طبعاً كما أن هناك أغنيات تميّزها البساطة.

- تقصد أن لكلّ أغنية طابعها الخاص أم هناك توليفة معينة تميز الألبوم عموماً؟
لكل أغنية طابعها الخاص هذا مؤكّد، وأصعب الأغنيات هي قصيدة بدر شاكر السيّاب التي تحمل عنوان 'لا تزيديه لوعة'.

- 'لا تزيديه لوعة' هو عنوان الألبوم. لماذا لم تختر 'دلع النساء' عنواناً للعمل وهو اسم قد يُعتبر أسهل تسويقياً وترويجياً؟
صحيح هو أسهل ترويجياً، لكن كاتب 'لا تزيديه لوعة' هو بدر شاكر السيّاب الشاعر العظيم والقدير، ويشرفني طبعاً أن أُسمّي ألبومي باسم قصيدة من تأليفه.

- معروف عنك البحث باستمرار عن النصوص القديمة. ما حكاية 'لا تزيديه لوعة' وكيف أتت فكرتها؟
كنت أبحث في كتبه عن قصيدة سهلة يمكن أن أغنيها، وهذه أسهل ما وجدت صراحة لأن كل قصائده صعبة. بدأت العمل على نصّ 'لا تزيديه لوعة' منذ العام الماضي وكان يفترض أن تصدر في ألبومي السابق، لكني أرجأتها لأنه كانت لي بعض الملاحظات على اللحن الذي وضعته.
ثم اتصلت بنجله كيلان وبابنته أيضاً وأفراد من العائلة، وحصلنا على الموافقة طبعاً وهكذا كانت الأغنية.
تناولت الأسلوب اللحني لهذه القصيدة من جوّ المنطقة التي كان يعيش فيها في جنوب العراق، فاستوحيت الإيقاعات وأصوات البحارة وكل هذا الجوّ من منطقته هو. عندما كنت أضع الموسيقى، كنت أتخيّله جالساً يستمع إلى هذه الإيقاعات والتوليفة الموسيقية الخاصة.

- 'دلع النساء' تحمل روحاً جديدة وخفة دم، وتختلف تماماً عن أغنيات أخرى في الألبوم تحكي عذاب الفراق؟
طبعاً، لأن كلّ أغنية تعبّر عن موقف معيّن. وهناك أناس أحبّوا مثلاً أغنية 'وماذا بعد' المليئة بالجروح ومشاعر الألم، وهي مأساة حقيقية كتبتها الشاعرة الدكتورة حنين عمر. انتشرت الأغنية في شكل كبير، لأن أذواق الناس تختلف وهناك أناس يحبّون أجواء الحزن في أغنية إن كانت تعبّر عنهم.

- (مازحة سألته) تقصد أنهم يحبّون أجواء النكد؟
(يضحك) أنا شخصياً لا تعجبني الحلول الوسطى، بل يلفتني ما هو في عمق الألم أو في عمق الغزل.

- مقابل 'دلع النساء' هناك أغنية 'أتاري الزعل' التي اعتبرها البعض رداً مباشراً على أغنية 'دلع النساء'؟
(يضحك) أنا مشاكس... يقول مطلعها: 'أتاري الزعل حلو بشكل كل يوم راح ازعل، ليلة أمس متل الملك تراضيني وادلّل...'. هذه المواضيع جميلة جداً وفيها إحساس رائع ينقل أجواء البيوت بين زوجين. أحب هذه الأغنية كثيراً وكتبتها و'أنا متونّس بيها'.
في المقطع الأخير أقول: 'روحي الك صحتي الك وبأحلى الدلال مدللك، أحلف ما زعلك التوبة رح اعقل'. أحب هذا الأسلوب كثيراً، وهذا ما كنت أقصده في اختيار قمة الزعل أو قمة الغزل.

- لافت أنه في الأغنيات التي تحكي الغدر والفراق، يوضع اللوم دائماً على الطرف الآخر بينما من النادر أن يعترف شخص بأنه هو من غدر مثلاً؟
أغنية 'ماذا بعد' هي بلسان امرأة وتبدأ بجملة 'سكينُ غدرِك'... هذه الأغنية تحكي قصة حقيقية حصلت بالفعل، وتُظهر كيف أن الحب يذلّ فعلاً، إذ ورغم كل الألم الذي تسبب به الحبيب للحبيبة، هي تريد أن تراه مجدداً.

- لكن لماذا نادراً ما يعترف شخص ما بأنه هو من أخطأ في حق الآخر أو غدره وخانه مثلاً؟
أنا أرى أن الاعتراف بالخطأ قوة ومن المهم أن يعترف الانسان بأخطائه. أنا مثلاً لديّ أغنيات عديدة تحكي عن هذا الموضوع، منها مثلاً أغنية 'جالسة وحدك' في ألبومي الجديد.
أقول فيها: 'أشوفك في ظلام الليل جالسة وحدك، تحتضني القميص بشوق ودمعة...' أي هي تحكي بلسان زوج يعترف لزوجته بأنه تركها وحدها ويعترف بسهراته أو نسيانه القيام بواجباته الزوجية... هذه أيضاً معاناة، وفي الأغنية اعتراف بالتقصير.


- ماذا عن الضحكة التي نسمعها في أغنية 'دلع النساء'؟
(يضحك) عندما كنت أسجل الأغنية في الاستوديو ضحكت. ولك في الجملة التي أقول فيها 'الله من كرّم النساء وفضلهنّ'، فتخيلت تعابير وجوه السيدات وهن يسمعن الأغنية، إذ سيعتقدن أني أتغزّل بهن... لأنه من الطبيعي أن تفخر السيدة وتعتزّ عندما تُقال لها هذه الجملة... لكن يتضح أن المعنى مختلف مع تكملة الجملة عندما أقول 'في افتعال المشكلات...' أي كرم النساء وفضلهنّ في افتعال المشكلات'.
فضحكت عندما تخيلت التعابير وهي تتغير. وقد أشار إليّ مهندس الصوت بإبقائها في التسجيل، وهكذا تركناها كما هي. كانت ظريفة والأغنية تعبّر عن الفرح وليست جدية، فلم أجد مانعاً من إبقاء الضحكة خصوصاً أنها كانت متماشية مع جوّ الأغنية الذي يلخّص الحياة العادية بين زوجين وكيف يختلفان ثم يتصالحان أو عندما تقوم هي بحركات معينة للفت انتباه الرجل كي يغازلها... وكل هذه مشاعر جميلة تعبر عن الفرح.

- أتى الألبوم خالياً من أي قصية لنزار قباني للمرة الأولى منذ سنوات؟
كان يفترض أن أقدّم قصيدة لنزار قباني، لكني أرجأتها لأني لم أكن مقتنعاً تماماً بالموسيقى، وهي من ألحاني، وسوف تصدر في الألبوم المقبل إن شاء الله.

- البعض يتهم كاظم الساهر بأنه يحتكر أرشيف نزار قباني؟
هذا غير صحح، 'وأنا شو دخلني'. أنا أتصل بورثته وأعرض عليهم عملاً معيناً وآخذ الموافقة وأصدر العمل. حتى أني اتصلت بعمر (نجل نزار قباني) أخيراً لأخبره عن قصيدة أنوي تقديمها، وكنت قد لحّنتها فعلاً وجهّزتها، لكنه قال لي أنهم سبق أن أعطوها لفنان آخر، فقلت له: 'ما في مشكلة'.
أنا أبحث في الكتب وليس فقط في كتب نزار قباني، وأختار النصوص التي تعجبني حالي حال أي فنان آخر. لكن هذا لا يعني أني أحتكر قصائد نزار. كل من يرغب في تقديم قصائده يمكنه أن يتصل بالورثة ويتفق معهم... حالياً لدي مجموعة كبيرة في المنزل ويمكن أن أقول عنها 'فوضى كتب' أعيش في وسطها كي أختار أعمالاً جديدة مميزة أغنيها.

- هذا الحرص الشديد لديك في اختيار النصوص التي تغنيها، هل هو نابع من كونك شاعراً في الأساس؟
هذا مؤكّد، لأني أعشق الشعر منذ أن كنت صغيراً.

- كم كان عمرك عندما كتبت أول قصيدة؟
ثلاثة عشر عاماً، وكنت أكتب القصائد والخواطر بالإضافة إلى التلحين الذي بدأته وأنا في الثانية عشرة من عمري.

- حتى أنك في حفلاتك تلقي مقاطع من أغنياتك بطريقة الشعر بدلاً من الغناء؟
صحيح، لأني أحب الشعر كما قلت. هذه نعمة من الله وقد ساعدتني كثيراً في اختيار أعمالي، وأنا أشكر الله على هذه النعمة.

- تغني في هذا الألبوم أيضاً أغنيات ليست من تلحينك؟
صحيح، هناك أغنية 'حبيبتي مرت على بالي' من كلمات الشيخ حمدان بن راشد وألحان فايز السعيد، وهي أغنية رائعة أعجبتني منذ أن سمعتها. إضافة إلى أغنية 'يا سيدي المحترم' من كلمات الأمير محمد العبدالله الفيصل وألحان محمد شفيق وهي من الأغنيات المميزة في الألبوم.

- عندما سرى خبر تعاونك مع فايز السعيد اعترض معجبوك على الانترنت واعتبروا أن فايز السعيد ليس بمستوى كاظم الساهر، مع احترامنا الكبير طبعاً لفايزالسعيد لكننا ننقل ما ذُكر على الإنترنت؟
اللحن جميل جداً لا بل وجدته رائعاً. في السابق كنت مصراً على عدم الغناء من ألحان سواي، والمعجبون أنفسهم كانوا ينصحونني بأن أجرب. وفي كل جلساتي أو المؤتمرات الصحافية التي عقدتها أو الحوارات كنت أُسأل لماذا لا أغني لسواي... وربما لم يبق شخص لم يسألني هذا السؤال سواء من الجمهور أو من الصحافة. وعندما جرّبت أعجبتني التجربة ولم أجد مانعاً من ذلك.

- العتب أو الاعتراض كان على اسم فايز السعيد نفسه إذ اعتبروا تجربته صغيرة؟
أبداً على العكس، صحيح أنه شاب وصغير في السن لكني لم أجد أي مانع خصوصاً أنه قدم لي عملاً جميلاً ورائعاً، والأغنية بالفعل من الأكثر رواجاً في الألبوم. كثر من الشباب يرسلون إليّ أعمالاً كي أسمعها وأنا أشجعهم. الدكتورة حنين مثلاً التي تعاونت معها هي أيضاً صغيرة كذلك نشوى الجراح هي شابة.
لا علاقة للعمر بالفن والإبداع. عندما كتب نزار قباني عدداً من قصائده الرائعة مثل 'إني خيّرتك' كان في العشرينات من عمره، وأيضاً بليغ حمدي عندما لحّن للمرة الأولى لأم كلثوم كان في العشرينات.

- صورت 'حبيبتي مرت على بالي' في اوكرانيا!
صحيح، وتحديداً في منطقة اسمها يالطا.

- لماذا هذه المنطقة بالذات، أم أن الاختيار حصل بالصدفة؟
هي منطقة رائعة وجميلة وقد أرسلت إليّ الشركة المنتجة صوراً منها فأعجبتني، وهي بالفعل منطقة رائعة وصورت فيها من باب التغيير.

- هل أنت راض عن التصوير؟
جداً، وهذا الكليب هو من أجمل ما صوره حسين دعيبس وأفضل بكثير مما سبق.

- والألبوم؟
بصراحة هو أكثر ألبوم وصل صداه بسرعة كبيرة، انتشر في شكل لافت منذ اليوم الأول لصدوره وأحبّه الناس سريعاً، وهذا ما لمسته من الأصداء والإقبال عليه ومن خلال اتصالات أصدقائي من موسيقيين وغيرهم، والجمهور طبعاً.
كنت أخشى أن يقارنوه بالألبوم السابق لأن فيه أغنيات أعمق أو أثقل ربما، لكن هذا لم يحصل، وهو الأمر الذي فاجأني بصراحة.


- هل تشعر بأن الناس صاروا يستسيغون الأسهل؟
كلا، الموضوع لا يتعلّق بالثقل أو السهولة بل المسألة مرتبطة بشيء يشدّ الجمهور، أو ربما هي ميزة معينة في الأغنية تجعل الشخص يحب هذه الأغنية. وهذا لا يحصل دائماً كما أنه يصعب على الفنان أن يفهم كيف يحصل ذلك.
نحن كفنانين قد نحكم من خلال الموسيقى وتعقيداتها، فنقول هذه هي الأغنية الأفضل... لكن الجمهور يحكم بطريقة أخرى. إن سألتني عن الألبوم الحالي أقول إن أفضل أغنية هي 'لا تزيديه لوعة' التي لم أعرف حقيقة كيف لحّنتها، لكن حكم الجمهور اختلف.

- هذا يذكرنا بأغنية 'أنا وليلى' التي لم تنتشر بين الناس إلاّ بعد سبعة أشهر من صدورها؟
صحيح.

- من الأغنيات التي كتبتها في الألبوم أغنية 'ما احبك بعد' وهي أغنية ظريفة جداً وتدخل القلوب سريعاً؟
(يضحك ويقول) قلتُ لكِ إني مشاكس. هذه من الأغنيات المحببة إليّ وأنا أحب هذا الأسلوب القريب من 'هذا اللون' و'يضرب الحب شو بيذلّ'... هذا أسلوبي وغالباً عندما أكتب بنفسي، أكتب بهذا الأسلوب وضمن هذا الجوّ.

- لماذا لم تشارك في مهرجان الدوحة للأغنية هذا العام؟ وحُكي في الكواليس عن خلاف مع إدارة المهرجان؟
أبداً لا يوجد أي خلاف، 'يعني عادي' وليس شرطاً أن أغني في كلّ المهرجانات.

- لكن اسمك لطالما كان من الأسماء الأساسية التي تشارك فيه سنوياً؟
'عادي'، هناك نجوم رائعون غيري في الساحة ويجب أن تتاح الفرصة للكلّ، ولا يجوز أن تكون المهرجانات حكراً على أحد.

- ما هي الأغنيات التي ستصوّرها من الألبوم بعدما صوّرت 'حبيبتي مرّت على بالي'؟
قريباً سأصوّر 'دلع النساء' و'يا سيدي المحترم' التي سندرج فيها رقصة شعبية قديمة من العراق يرقصونها على 'إيقاع جورجينا' المعروف في العراق، وقد باشرنا التحضيرات لذلك لكننا لم نحدد بعد في أي بلد سنصوّرها.

- تتردد كثيراً في الفترة الأخيرة إلى بيروت حيث يقيم نجلك وسام مع زوجته؟
صحيح، كما أني ابتعت قطعة أرض في منطقة المشرف وأنا أحب هذه المنطقة كثيراً.

- زوجة وسام حامل؟
صحيح وأنا سعيد جداً بذلك.

- ألم تفكر في مسألة أنك ستصبح جداً ما يعني أنك تتقدم في السنّ؟
أبداً على العكس، كنت من أكثر من شجعوا وسام على الزواج باكراً والإنجاب لأنه أمر رائع، وبالمناسبة زوجة وسام حامل بطفلة.

- هل ستكون أنت من يختار لها الاسم؟
كلا، أنا لا أتدخل في هذه الأمور. والدتها هي التي تعبت وحملتها... (يضحك ثم يقول) لكني سأصوّر معها كليباً.

- ماذا عن ساهر ابن شقيقك الذي رأيناه معك في حفلة مهرجان 'سوق واقف'؟
ساهر موهوب جداً وهو عازف بيانو بارع رغم أنه لا يزال في السادسة عشرة، لكنه 'فلتة' وعازف خطير، وسأقدمه في حفلة ضخمة ليعزف منفرداً. وأنا أتوقع له مستقبلاً باهراً لهذا أحتضنه وأشجعه.

- لكن ولديك وسام وعمر ليست لديهما مواهب فنية؟
صحيح، يعني هذه موهبة من الله وليس شرطاً أن يكون أولاد الفنانين فنانين أيضأ.

- هل كنت تتمنى أن يكونا فنانين؟
كلا، وسام صوته جميل لكنه لم يتخّذ الفن طريقاً له وأنا مرتاح لهذا الوضع.

- لماذا؟ لأن طريق الفن صعب؟
صحيح أنه صعب لكنه جميل في الوقت ذاته، لكن اكثر ما يزعجني فيه هو انعدام الخصوصية.

- قبل بداية الحوار طلبت ألاّ نسألك عن السياسة ولا عن الفنانين، لماذا؟
لأنك عندما تسألينني عن أي فنان سوف أذكره بالخير دون شك. نحن دائماً في الصورة أمام جيل الشباب ويفترض أن نكون قدوة في أخلاقنا واحترامنا للآخرين وفي آرائنا وانتقاء لغتنا وكلماتنا... 'يعني ما رح تستفيدي شي من عندي'. وهناك ولداي أيضاً اللذان يسمعان ما أقول ويعرفان أني متسامح مع الآخرين ولغتي محترمة تجاه الكلّ، عندئذ تلقائياً ستتولّد لديهما الثقافة ذاتها، وهذا ما ربيتهما عليه أصلاً.
أما السياسة، فنحن نعيشها يوماً بيوم ولحظة بلحظة، وكل ما أقوله وأطلبه من الله تعالى أن يحفظ الوطن العربي كلّه لأن الوضع صار مقلقاً.
للأسف كل الوطن العربي يعيش الأزمات تباعاً وتشعرين أنه لم يهدأ من سنوات، من حرب العراق إلى حرب لبنان وفلسطين واليوم ما يجري في تونس ومصر وليبيا وغيرها... الله يبارك بالشباب صراحة لأنهم هم قادة المجتمع اليوم والمسؤولية كبيرة على عاتقهم.