شاشات الهواتف والألواح الذكية تؤذي الأطفال

08 أكتوبر 2021

حذرت دراسة جديدة من أن قضاء وقت طويل في التحديق في هاتف ذكي أو شاشة كمبيوتر يمكن أن يزيد من خطر قصر النظر لدى الأطفال بنسبة تصل إلى 80%.

وبحسب ما نقلته "العربية.نت" عن صحيفة "ديلي ميل" Daily Mail البريطانية، ذكرت دورية Lancet Digital Health، أن خبراء من جامعة "أنجليا روسكين" في كامبريدج بإنكلترا قاموا بفحص أكثر من 3000 دراسة حول التعرض للأجهزة الذكية وقصر النظر لدى الأطفال والشباب، الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاثة أشهر و33 عامًا.

وتوصل الباحثون إلى صلة واضحة بين الوقت الذي يقضيه المرء في النظر إلى الهاتف أو الجهاز اللوحي وزيادة خطر الإصابة بقصر النظر في تلك الفئات العمرية.

خطر الهواتف وحدها بنسبة 30%

تزيد الهواتف الذكية وحدها من المخاطر بنسبة 30%، ولكن عندما تقترن بالاستخدام المفرط للكمبيوتر، زادت المخاطر إلى 80% بالمقارنة مع حالات لا تستخدم الشاشات.

يخشى الباحثون من أن النتائج تعني أنه بحلول عام 2050، ربما يكون نصف سكان العالم يعانون من قصر النظر أو من مشاكل مماثلة لفقدان البصر، في الحالات الأسوأ.

ممنوع لأقل من عامين

في عام 2019، أوصت منظمة الصحة العالمية بعدم قضاء الأطفال دون سن الثانية وقتا أمام الشاشات.

وقالت المنظمة الأممية أيضًا إن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنتين وخمس سنوات يجب ألا يقضوا أكثر من ساعة واحدة يوميًا في الجلوس أمام الشاشة.

ولكن في نفس العام، وجد مسح أجراه مركز سينساس وايد لألفي أسرة بريطانية أن الأطفال يقضون ما معدله 23 ساعة في الأسبوع في التحديق في الشاشات.

جائحة كورونا

وأشارت العديد من الدراسات السابقة إلى أن العدد قد زاد بشكل كبير خلال جائحة كوفيد-19، مع بقاء الكثير من الأسر في المنازل وتحول الأطفال لتلقي التعليم عن بُعد.

قصر النظر لدى الشباب

وقال روبرت بورن، أستاذ طب العيون والباحث المشارك في الدراسة، إن قصر النظر هو مصدر قلق صحي يتصاعد بسرعة، مشيرًا إلى أن الدراسة الأخيرة "هي الأكثر شمولاً حتى الآن بشأن هذه القضية وتُظهر وجود صلة محتملة بين وقت الشاشة وقصر النظر لدى الشباب".

يأتي هذا البحث في وقت يقضي فيه أطفالنا وقتًا أطول من أي وقت مضى في النظر إلى الشاشات لفترات طويلة، بسبب إغلاق المدارس في الكثير من البلدان.

مقاييس موضوعية

ومن الواضح أن هناك حاجة إلى إجراء بحث عاجل لفهم كيفية تأثير التعرض للأجهزة الرقمية على الأعين وقوة الإبصار والرؤية بمقاييس موضوعية.

وكشفت المراجعة المنهجية للدراسات السابقة أن هناك القليل من التفاصيل حول الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية المستقلة عن أنواع الشاشات الأخرى، مثل أجهزة الكمبيوتر المحمولة والتلفزيون.

الهاتف الذكي والكمبيوتر اللوحي

وكتب الباحثون أن حقيقة أن معظم الدراسات لم تصنف الأجهزة الذكية كعامل خطر مستقل أمر مفهوم، لأن هذه الأجهزة حديثة نسبيًا، من حيث عقود البحث التي قام الدراسة بمراجعتها.

وقال الباحثون إن الأطفال الذين يستخدمون الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية يقضون وقتًا أطول في استخدامها ويجعلون الشاشات أقرب إليهم من الكتب أو الأجهزة الأخرى. وأوصت الدراسة بأن تهدف الدراسات المستقبلية إلى التحقيق في الأجهزة الذكية بشكل مستقل لفهم آثارها على صحة العين بشكل أفضل.