مؤسس أكاديمية "ذا لاكشري نتورك" فارس غطاس: هذه هي شروط الرفاهية وهدفنا تسهيل اكتساب المعلومات من المبدعين

حوار: جولي صليبا 15 نوفمبر 2021

فارس غطاس هو الرئيس التنفيذي العالمي لمجموعة التسويق والشراكات والفعاليات الرائدة في العالم ، The Luxury Network International ، ويقود بنجاح فريق عمل موزع على أكثر من 30 مكتباً للتنسيق مع عدد كبير من العلامات التجارية الفاخرة في جميع أنحاء العالم. تم تعيين فارس خلال العام الماضي رئيساً لبعثة المجلس الدبلوماسي إلى الشرق الأوسط ، فأصبح بذلك جزءاً من منظمة غير حكومية تربط الدبلوماسية وقادة الأعمال والعقول الرائدة وروّاد المجتمع لمواجهة أكبر التحديات التي تواجه العالم. وفي العام 2016 ، نال فارس غطاس لقب سفير النوايا الحسنة من قبل IIMSAM ، المراقب الحكومي الدولي للمجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة، بسبب أعماله الخيرية واهتمامه في القضاء على سوء التغذية في العالم. في هذا الحوار، نتعرف أكثر على رجل الأعمال الناجح الذي جعل من "ذا لاكشري نتورك" إحدى أهم شركات التسويق الرائدة في العالم. كما يخبرنا عن "أكاديمية ذا لاكشري نتورك" التي أطلقها مؤخراً وهي أول منصة تعليم الكتروني عن الرفاهية.


- أنت أحد أهم الأشخاص العاملين حالياً في قطاع الرفاهية. فما هو تحديدك للرفاهية؟

لطالما تمحورت الرفاهية حول فكرة الفرادة، والإحساس بأنه لن يكون بمقدور الجميع الحصول على ما تبيعه العلامة التجارية أو تجربته. والرفاهية موجودة منذ آلاف السنين. وفيما يتم استحضار إحساس الرفاهية عادةً من خلال مفاهيم الجودة والراحة والأناقة، فإن مصطلح "الرفاهية" يتطور ليشمل العديد من الأشياء الإضافية للمستهلكين في جميع أنحاء العالم. بالفعل، أصبح معنى "الرفاهية" اليوم مختلفاً عما كان في السابق، ويعزى ذلك إلى التأثير الهائل للإنترنت والتكنولوجيا الرقمية بحيث بات مفهوم الجودة والرفاهية والحصرية أوسع وأكثر تشعباً. ورغم أن المستهلكين من ذوي الدخل المرتفع لا يزالون متشبثين بالمفاهيم القديمة للرفاهية - مثل الجودة والراحة والأناقة، فإنهم يفعلون ذلك من خلال تطلعات وأهداف جديدة في أسلوب العيش.


- هل الرفاه في البذخ أم في حسن الاختيار؟

حسناً، يختلف الأمر في كل مرة، ولكنني أوصي بحسن الاختيار عند إنفاق المال. فمستهلكو السلع الفاخرة يستيطعون الاختيار بين مجموعة كبيرة من السلع، ولذلك أعتبر الذوق في غاية الأهمية. "العيش الفاخر" خيار مرتبط بكل شخص، وينفق العديد من الأشخاص آلاف الدولارات يومياً ليعيشوا هذه "الرفاهية"، لكنني أوصي بضرورة الانتباه إلى بعض الأمور عند الإنفاق على الرفاهية، مثل الاستفادة من الخصومات المتنوعة الحاصلة في السوق الحقيقية والافتراضية على حد سواء. كما أن الاعتمادية على المنتج تلعب دوراً كبيراً جداً في إنفاق المال.

- هل سعر المنتج كافٍ لتصنيفه بأنه ينتمي الى عالم الرفاه؟ أم أن هناك معايير أخرى؟

سعر المنتج لم يكن يوماً مؤشراً على جودته أو فخامته. فهناك العديد من القيم الواجب أخذها في الاعتبار عند شراء منتج فاخر، وأبرزها الأداء المتفوق، والحرفية، والحصرية ، والابتكار، وجمال التصميم، والتعبير الإبداعي، والأهمية، والتراث والاعتمادية. كل هذه الأمور "ضرورية" لاعتبار الخدمة أو المنتج فاخراً، إضافة طبعاً إلى الطريقة التي تعتمدها العلامة التجارية الفاخرة للتواصل مع المستهلكين وترك انطباعات إيجابية.

- ما هي لذة ان يعيش المرء في عالم من الرفاه؟

الموضوعات والجوانب التي يتشاركها الجميع عندما يتعلق الأمر بالاستمتاع بالحياة. المال هو العنصر الأهم بطبيعة الحال. فالجميع سيعيش برفاهية إذا سمح له حسابه المصرفي بذلك. وعندما لا يكون المال عائقاً، يستطيع الشخص أن يرى كل الأشياء التي يحبها ويقرر شراءها أم لا. وأعتقد أن حياة الرفاهية تتحقق بمجرد أن يعرف الشخص أنه قادر على شراء أي شيء يريده من دون الحاجة إلى القلق بشأن تكلفته. في عالم اليوم، باتت الراحة العلامة الجديدة للرفاهية، علماً أن الراحة في أسلوب الحياة الفاخر تعني الحصول بجهد أقلّ على ما يتطلب مشقة أكبر والقدرة على تلبية جميع الاحتياجات.

- كيف دخلت هذا العالم وبتّ أستاذاً فيه؟

دخلتُ عالم الرفاهية في سن مبكرة جداً، وتحديداً في عمر 14 عاماً فقط، عندما أنجزتُ أول تجربة مبيعات ناجحة. وفي عمر 18 عاماً، بدأتُ بتطوير مهاراتي وركزتُ على بيع الفيلات والشقق الفاخرة. وبعد عامين من انخراطي في سوق العقارات، نما هذا السوق لحسن الحظ ليصبح هائلاً في دبي وقطر، وأصبحتُ معروفاً بالرجل المتخصص في العقارات الفاخرة. منذ ذلك الحين، ازداد حبي للرفاهية. وبفضل مسيرتي المهنية الممتدة على أكثر من 18 عاماً ودخول هذا القطاع من سن مبكرة جداً، تعمّقت أكثر في فهم سوق السلع الفاخرة والأفراد ذوي الملاءة المالية العالية، واستطعتُ تحديد الركائز الأساسية الكامنة وراء ازدهار المبيعات، وهذا ما قاد شبكة أعمالنا إلى النجاح الكبير.

- طوّرتَ آلاف الاستراتيجيات للعديد من الشركات الفاخرة وبات لديك فريق عمل عالمي متخصص في الاقتصاد، والصحة، والجمال، والعقارات، والطيران، والسفر، والمجوهرات والساعات، والموضة ووسائل الترفيه وغيرها... ما هي التحديات التي واجهتك خلال هذه المسيرة. وما هو الحافز الأكبر الذي شجعك دوماً على الاستمرار ومتابعة التحدي؟

قالت وسائل الإعلام البريطانية عن مجموعة "ذا لاكشري نتورك انترناشونال" The Luxury Network International إنها "الجيل التالي من التسويق للعلامات التجارية الفاخرة". بالفعل، تشتهر شبكتنا بالتعاونات الفريدة التي تنظمها. فنحن نقدم خدمة كبار الشخصيات (VVIP) المجانية لجميع المناسبات التي يقيمها أعضاء علامتنا التجارية ويحضرها حصرياً كبار المدعوين. كما نقدم لأعضائنا الرسميين فرصة الوصول المباشر إلى العملاء الخاصين أصحاب الثروات الهائلة. من خلال ذا لاكشري نتورك The Luxury Network ، يتم إنشاء شراكات جديدة من خلال المواءمة الاستراتيجية ، والتعاونات المشتركة، وتموضع المنتجات، والمصادقات، ومشاركة الوسائط، وشبكات B2B و B2C ، والمعارض الفخمة والعديد من أنشطة التسويق المتقاربة الأخرى. وكما هي الحال في كل الأعمال الفاخرة، نواجه الكثير من التحديات، ولكننا مصممون دائماً على تجاوز العقبات إيماناً منا بضرورة العمل الذكي ومنح الأولوية لعملائنا.


- ما الهدف من "أكاديمية ذا لاكشري نتورك؟" وما الذي دفعك إلى إنشاء مثل هذه المنصة للتعليم الالكتروني؟

أكاديمية ذا لاكشري نتورك هي منصة تعليم الكتروني للأفراد الراغبين في الانضمام إلى العالم المتنامي لصناعة الرفاهية من خلال منح الجميع فرصة التعلم من أسياد الرفاهية في العالم. هدفنا هو تسهيل اكتساب المعلومات من المبدعين المتفوقين في جميع أنحاء العالم، ومشاركة تجاربهم العظيمة، وجعلها في متناول كل المهتمين.

بصفتي الرئيس التنفيذي العالمي لشبكة دولية متنامية تضم أكثر من 38 مكتباً حول العالم، أعتقد أننا قادرون على التأثير بشكل كبير في صناعة الرفاهية، ولذلك نقدم شخصيات عالمية بارزة في مختلف المجالات، مثل التعليم الفاخر، وريادة الأعمال، والعقارات، وصناعة الساعات، والموضة، والسيارات، والسفر، وآداب السلوك، وغيرها من الموضوعات ذات الصلة التي تشجع المهنيين ورجال الأعمال على اكتساب معلومات متنوعة هي ثمرة تجارب شخصية ومهنية للخبراء. ومن أبرز الخبراء الذين يعطون الدروس في الأكاديمية، أذكر جودي جايمس، خبيرة لغة الجسد، وساشا ليليك، مصمم الأزياء، وبيتر رير، المدير الإبداعي، وويليام هانسون مدرب الإتيكيت وتوم ميجل، مستشار العلامات التجارية الفاخرة، والعديد غيرهم. يمكن الاطلاع على المزيد عبر الموقع https://tln.academy

- هل تعتقد أن التعليم الالكتروني سيصبح هو المعيار في المستقبل؟

التعليم الإلكتروني سيكون من دون شك مستقبل التعليم في جميع القطاعات، ونحن فخورون بإطلاق "أكاديمية ذا لاكشري نتورك" The Luxury Network Academy ، أول منصة تعليم إلكترونية في العالم متمحورة حول الرفاهية. لقد تغير مفهوم التعليم التقليدي بشكل جذري خلال العامين الماضيين. فالتواجد الجسدي في الصف لم يعد خيار التعلم الوحيد، لاسيما مع انتشار الإنترنت والتقنيات الجديدة. ففي الوقت الحاضر، يمكنك الحصول على تعليم جيد متى شئت وأينما شئت، طالما لديك اتصال بالإنترنت. ندخل الآن حقبة جديدة اسمها ثورة التعليم عبر الإنترنت.