كريم محسن: تامر حسني أعاد اكتشافي

السينما السورية, عمرو دياب, الغناء, تامر حسني, شيرين عبد الوهاب, مهرجان الموسيقى العريقة, ألبوم غنائي, كريم محسن , دويتو غنائي, مطربون, شركة عالم الفن, شعراء, الجماهير, حسام الحسيني

17 مايو 2011


ورث حب الشعر والموسيقى من والده الشاعر الغنائي محسن عزت. ورغم أنه لم يدرس الموسيقى فقد اعتمد على موهبته... بدأ حياته كملحن وظل يحلم بالغناء. إنه المطرب الشاب كريم محسن الذي اكتشفه تامر حسني وتبناه وأنتج له وقدمه لمحسن جابر.
التقينا كريم محسن، فحدثنا عن الصدفة التي جمعته بتامر حسني، وأبدى رأيه في المقارنة الدائمة بين تامر وعمرو دياب، وموقفه من التلحين لشيرين، والاتجاه الى السينما، وغيرها من المواضيع...


- كيف بدأت مشوارك مع الغناء؟
بدأت موهبة الغناء لديّ من الصغر، فوالدي هو الشاعر الغنائي محسن عزت الذي قدم العديد من الأغنيات الناجحة لمطربين كبار، مثل ماهر العطار ومحمد العزبي. وكنت أيضاً أشارك في الحفلات المدرسية بالغناء، وأعزف على العديد من الآلات الموسيقية.
ومع مرور الأيام قررت أن أحترف عالم الغناء، فشاركت في دويتو مع المطرب شادي حداد بعنوان «ماتلومش عليا»، وتم تصويره مع المخرج محمد حمدي.

- هل درست الموسيقى؟
لا على الإطلاق، فقد اعتمدت على موهبتي، علماً بأن دراستي كانت بكالوريوس إدارة أعمال من إحدى الجامعات الخاصة.

- كيف بدأت علاقتك بتامر حسني؟
تامر أعاد اكتشافي كمطرب، بعدما كدت أفقد الأمل في وصول صوتي إلى الجمهور، مكتفياً بأن أكون ملحناً فقط، على أمل أن أحصل على الأموال من التلحين، وبعد ذلك أستطيع أن أنتج لنفسي وأغني كما أريد، وبالصدفة التقيت تامر حسني لأن لنا صديقاً مشتركاً اسمه وائل عبد الفتاح، فتقابلت مع تامر وأسمعته لحناً لي، فقال إنه سيأخذ هذا اللحن.
وسعدت جداً عندما وجدت لحني «هاعيش حياتي» الأغنية الرئيسية في ألبومه، وهي من كلمات وليد الغزالي وتوزيع كريم عبد الوهاب. وكذلك لحنت له في الألبوم نفسه ثلاث أغنيات هي «كل اللي فات» و«يا تاعبة كل الناس» و«حياتي فداك». ونشأت بيني وبين تامر صداقة بعدما لمست فيه أنه شخص طيب وجدع وابن بلد، ومن الممكن أن يفعل من أجل أي شخص أي شيء ولو على حساب نفسه.
وتعاونت معه بعد ذلك كملحن في أربع أغنيات من ألبومه «اخترت صح» وهي «لو هاكون غير ليك» و«مستني اليوم» و«لأول مرة»، التي غناها في فيلم «نور عيني»، بالإضافة الى أغنية الألبوم الرئيسية «اخترت صح». ثم أغنيتي «ماليش بعدك» و«شوفي بقى» في الجزء الثاني من فيلم «عمر وسلمى» وشاركته أيضا في أغنيته come back.

- وهل لحّنت لمطربين آخرين؟
نعم قدمت عدداً من الألحان لبعض المطربين من بينهم زيزي التي لحنت لها أغنية «وعد عليا»، وكذلك المطربة المتميزة كارول صقر التي لحنت لها أغنية «ارتاح وريحني».


مستعد للتلحين لشيرين وهذا لن يغضب تامر حسني

- هل من الممكن أن تلحن لشيرين أم أن خلافها مع تامر حسني قد يسبب لك حرجاً؟
شيرين مطربة لها اسمها وجمهورها الذي يحبها وأرحب بالتلحين لها، وهذا لا يمكن أن يضايق تامر أبداً.

- كيف جاء العمل على ألبومك الأول «كل الكلام»؟
الألبوم أنتجه لي تامر حسني بالتعاون مع المنتج محسن جابر، كونهما يملكان شركة إنتاج تتبع لشركة عالم الفن التي يملكها جابر. وبدأنا العمل على الألبوم الذي ضم 12 أغنية أنا وتامر.

- هل لحنت لنفسك في هذا الألبوم؟
نعم لكني لم ألحن الألبوم كله، لأنني أحب أن يكون فيه أكثر من شكل موسيقي، لذا شاركني في التلحين والتوزيع ملحنون وموزعون مختلفون.

- هل أنت راضٍ عن مبيعات الألبوم؟
الحمد لله راضٍ عنه كل الرضا، فالجمهور سمعه بشكل جيد، وأقبل على شرائه، وللعلم فان مبيعات الألبوم ليست جيدة في مصر فقط، بل في العالم العربي كله. وهذا الكلام لا أقوله من تلقاء نفسي، ويُسأل فيه المنتج محسن جابر وتامر أيضاً.

- كيف اقتنع محسن جابر بموهبتك؟ وهل وساطة تامر لك وراء انضمامك إلى شركة عالم الفن؟
محسن جابر منتج كبير وليس مبتدئاً، وموجود في السوق الغنائي منذ سنوات طويلة. ورغم حالة الكساد والقرصنة وسرقة الألبومات على الإنترنت، فإن إيمانه بالغناء والموسيقى جعله مستمراً، وأعتقد أنه لا مكان للوساطة في شركته، فتامر بالفعل قدمني له، لكن مجرد تقديم، وجعل موهبتي هي التي تتحدث عني، وحين سمعني محسن جابر وقَّع معي العقد.

- هل من الممكن أن تغني بلهجة غير مصرية؟
سبق أن غنيت باللغة الانكليزية، لكن إذا كنت تقصد اللهجات العربية المختلفة أو الخليجية، فهذا الأمر غير مطروح حالياً بالنسبة إلي. لكن إذا جاءني عرض جيد بكلمات جديدة ولحن وتوزيع جيدين، فلا أمانع على الإطلاق.


- كثير من النجوم ظهروا ليقلّدوا مطربين أقدم منهم، كيف ترى هذا الاتجاه؟
اتجاه فاشل بكل ما تحمله الكلمة من معان، فهناك مطربون ظهروا وقلّدوا عمرو دياب وحماقي ومنير وتامر لكن جميعهم فشلوا في الاستمرار، وهذا يرجع إلى سبب واحد وهو أنهم تناسوا أن شخصياتهم المستقلة هي التي كان من المفترض أن تتحدث عنهم، وليس شخصيات الآخرين. لذا أبحث دائماً عن ألا أكون شبيهاً بأي شخص.

- لاحظنا خلال كليبك «مابنساش» الذي صورته مع المخرج حسام الحسيني، التشابه الشكلي الكبير بينك وبين تامر، فهل كان هذا عن قصد؟
بالطبع كان مقصوداً، لأنني في الكليب من المفترض أن يكون تامر هو ضميري. وساعدنا في وجود التشابه هو أن الحواجب والذقن تقريباً بالشكل لديّ ولدى تامر، فكان كليباً فكرته جديدة، والحمد لله لاقت قبول الجمهور، وتلقيت ردود فعل جيدة عنه.

- بالتأكيد تعلم أن تامر كما له قاعدة جماهيرية تحبه وتؤازره هناك أيضاً من هم ضده ويكرهونه، ألا تخشى أن يكرهك هؤلاء لكونك اكتشافه؟
الجمهور واعٍ جداً ولا يمكنه أن يحكم على شخص لمجرد أنه يكره الشخص الذي اكتشفه، كما أن كل فنان وكل شخص بشكل عام لديه من يكرهونه ومن يحبونه، ولا يوجد شخص على وجه الأرض اجتمعت الآراء حوله، فهذا ضرب من المستحيل.

- لو تخيلنا أن مطرباً آخر غير تامر هو الذي قدمك للجمهور، هل كنت تتوقع أن يتم قبولك بالشكل نفسه؟
لا أعتقد ذلك، لأن الجمهور يثق بتامر ويعلم أنه حين يتبنى موهبة فبالتأكيد الموهبة تستحق، فهو لن يضحي باسمه وثقة الجماهير به من أجل شخص غير موهوب. فثقة الناس بتامر هي التي دعمتني.


معاناة تامر وراء تبنّيه للمواهب الجديدة

- لماذا يتبنى تامر حسني المواهب الشابة؟
تامر شخص خدوم إلى أقصى حد، ولكونه عانى كثيراً حتى يستطيع أن يطل على الجمهور، وأغلقت شركات إنتاج أبوابها في وجهه، فهو يعلم جيداً كيف أن الموهبة من الممكن أن يتبناها أحد وتصبح شيئاً كبيراً.
ومن الممكن أيضاً إجهاض هذه الموهبة وكأنها لم تكن موجودة على الإطلاق، لذا فحياة تامر قبل الغناء ومعاناته هما ما دفعه لأن يتبنى المواهب، وذلك من خلال شركة تتبع لعالم الفن تتبنى الوجوه الجديدة.  والآن هناك أكثر من موهبة يعمل تامر على دعمها، وأتمنى لهم التوفيق جميعاً.

- هل من الممكن أن تشعر بغيرة لاهتمام تامر بموهبة أخرى غيرك؟
أقسم بالله أن هذا الإحساس لم يراودني في يوم من الأيام، لأني أتمنى لكل إنسان موهوب أن يلقى الدعم الذي وجدته. كما أن تامر فعل معي ما يستطيع أن يفعله، ووضعني على أول الطريق، وأنتج لي ألبومي وقدمني للجمهور، فليس المطلوب منه فعل أكثر من ذلك معي. «كتر خيره»، فقد تحمل مسؤولية تقديمي والآن عليَّ أن أتحمل مسؤولية نفسي.

- ما هي نصائح تامر لك؟
نصحني بألا يصيبني الغرور، ولا أجعله يعرف الطريق إليَّ مهما حققت من نجاح. وإذا قابلت طفلاً صغيراً يريد التصوير معي أقف وأنحني له، وأظل مديناً بالفضل للجمهور.


عمرو دياب تاريخ ومقارنته بتامر ظلم للاثنين

- كيف ترى المقارنة الدائمة بين عمرو دياب وتامر حسني؟
أنا غير مقتنع بها على الإطلاق، وأي شخص عاقل لديه وعي وإدراك سيكون رأيه مماثلاً لرأيي، لأننا اذا نظرنا الى الأمور بمنطق سنجد أن جيلنا تربى وكبر على أغنيات عمرو دياب مثل «ميال» و«رصيف نمرة خمسة» و«آيس كريم في جليم» و«بلاش نتكلم في الماضي»، فأصبحت أغنياته بمثابة تراثنا ونحن صغار، أي أننا الآن نتحدث عن تاريخ عمره 25 عاماً.
وللعلم تامر نفسه لديه عدد كبير من الأغنيات التي غناها لعمرو دياب، ومن يريد مشاهدتها فليبحث على اليوتيوب، فتامر يقدر عمرو جداً ويحترم تاريخه. وما أعنيه من كلامي أن المقارنة بين تامر وعمرو ما هي إلا ظلم للاثنين، فبينهما تاريخ واضح.

- وماذا عن المقارنة بين شعبية كل منهما؟
لا جدال في أن تامر هو نجم جيله بلا منافس، وقد اقترب من تحقيق شعبية عمرو دياب، فكثيرون يعرفون تامر ويحبونه، ليس في مصر والوطن العربي فقط بل خارج القطر العربي. تامر له محبون في كل أنحاء العالم، وهذا يتضح أثناء جولاته في أي من الدول الأجنبية.

- وأنت من تريد أن تقارن به من المطربين؟
لا أحب مقارنتي بأحد، فأنا أحب دائماً أن أكون كريم محسن فقط بشخصيتي الفنية المستقلة. كما إنني لا أحب بشكل عام المقارنات، لأنها لابد أن تظلم شخصاً على حساب الآخر.


- من المعروف أن لتامر العديد من التجارب التمثيلية المختلفة. هل تراه مميزاً في التمثيل أكثر أم الغناء؟
تامر أصله مطرب، لكنه نجح في التمثيل بدليل أن أفلامه تحقق أعلى الإيرادات بين الأفلام التي تنافسها. وهذا شيء يحسد عليه، لكونه بالإضافة إلى هاتين الموهبتين يؤلف ويلحن ويكتب أغنيات، فهو ذكي. وكل هذا الكلام ليس مجاملة مني لتامر، لكنه سيكون رأي أي شخص آخر ينظر الى الأمور بعين الحق.

- موقف تامر حسني من ثورة «25 يناير» أدى إلى تراجع شعبيته بشكل كبير. هل من الممكن أن يستعيد هذه الشعبية المفقودة؟
للأسف الشديد تامر أساء فهم الثورة في البداية، وللعلم فهو مثل عدد كبير من المواطنين الذين أساؤوا فهم الثورة ومتطلباتها. وفي النهاية تامر شاب قد يدرك بعض النقاط السياسية لكنه ليس سياسياً بدرجة كبيرة، بل فنان لم ير الأحداث عن قرب.
فقد كان خارج البلاد في هذا التوقيت، وضغط عليه أحد المسؤولين الكبار حتى يؤثر على الشباب الموجودين في التظاهرات ليعودوا إلى منازلهم، وذلك في إحدى مداخلاته الهاتفية، ولم يكن مدركاً أن هناك أشخاصاً يموتون ويتساقطون.
وأنا على يقين أن تامر لو كان واعياً لحقيقة ما يحدث لكان أول من وقف مع الشباب في ميدان التحرير. وكل ما حدث من لبس بين الجمهور وتامر سيُنسَى، والوقت كفيل بأن يذيب أي خلافات في وجهة النظر، ولن تستمر الأحوال مشحونة كثيراً.


لا أغني سوى بإحساسي

- هل فكرت في أغنية للثورة بخلاف أغنيتك «فجر جديد»؟
من البداية قررت أن أغني للثورة من كلماتي فقط، حتى تكون خارجة من القلب ونابعة من إحساسي كمصري أحب وطني. وكل شخص يعبر عن وطنيته بالشكل الذي يريده.
وحين شعرت بأنني في حاجة الى أن أعبر عن فخري بمصر ونجاح الثورة، كتبت أغنيتي «فجر جديد»، وعبرت من خلالها عن عشقي لمصر في ثوبها الجديد، والتغيرات التي تدعو الى التفاؤل.

- ما هي أكثر أغاني الثورة التي أعجبتك؟
أعجبتني أغاني «وسط البلد» والأغنية التي غناها ثلاثة مطربين هم كريم صبري ورامي الغمري وشاهيناز، وهناك أيضا أغنية لمصطفى محفوظ وتامر حسني. وكل هذه الأغاني كان لها تأثير كبير بداخلي، وأضيف إليها بالطبع الأغنية المؤثرة لعزيز الشافعي ورامي جمال فقد أبكتنا جميعاً.

- وما هي الأغنية التي لم تعجبك؟
أرفض الإجابة عن هذا السؤال حتى لا يغضب مني  أحد.

- ما تأثير ثورة «25 يناير» عليك سلباً وإيجاباً؟
أولا أحب أن أقول أن أي شيء يهون أمام نجاح الثورة. لكن ما تأثرت به سلباً هي مواعيد حظر التجوال، لأننا كما تعلمون كفنانين نعمل ليلاً، لكن بسبب الحظر أضطر للاستيقاظ مبكراً والعودة إلى المنزل أيضاً مبكراً، لكن كما قلت، فبالتأكيد أي مصري يحب بلده لا ينظر إلى هذه الأمور، فألاهم هو ان ما حدث إيجابي في حياتنا جميعاً.


أتمنى تقديم دويتو مع ريهانا

- من تتمنى أن يجمعك دويتو غنائي معه؟
أتمنى من كل قلبي أن يجمعني دويتو مع المطربة العالمية ريهانا، لما تتميز به من خامة صوت مميزة للغاية، وقبول جماهيري، وكاريزما عالية. وأعتقد أنه إذا حدث أن جمعني دويتو معها سيكون الحدث الأهم في حياتي الفنية.

- إذا رغبت في إعادة أغنية من التراث القديم من تختار لتغني له؟
بدون تفكير أو تردد أتمنى أن أعيد أي أغنية لموسيقار الأجيال الراحل محمد عبد الوهاب، لأنه بالنسبة إلي قدوة في حياتي، وتربيت على صوته وموسيقاه، وحلمت كثيراً أني اغني أغنيته «كل ده كان ليه»، لأن هذه الأغنية فيها كم من الأحاسيس التي لا توصف، كما أن اللحن والتوزيع لا يمكن أن يتجاهلهما أحد.

- هل تنوى الاتجاه إلى التمثيل؟
أنا عاشق للتمثيل منذ صغري، وحين يعرض عليَّ شيء محترم سأقبله على الفور، حتى ولو كان الدور بسيطاً. فأنا لا أبحث عن مساحة الدور بقدر ما يشغلني ماذا سأقدم للجمهور، خاصة في عملي الأول، لأن الانطباعات الأولى تدوم. وأخيراً عرض عليَّ عمل سينمائي من إنتاج السبكية وأتمنى أن يتم على خير.

- ما هي أبرز عيوبك؟
قد أكون عصبياً إلى حد ما، لكني أستطيع أن أسيطر على نفسي.

- كيف ترى مكانك بين أبناء جيلك؟
لا أشبه أحداً، وأشعر بأنني في منطقة مختلفة.

- ما هو حلمك؟
أن أصل الى جميع الناس بكل فئاتهم وطبقاتهم.