منى موصلي: النسخة العربية من Top Chef مميّزة والشغف يجمع بين اللجنة والمشتركين

فرح جهمي - فرنسا 01 ديسمبر 2021

تطلّ الشيف السعودية منى موصلي مجدداً في الموسم الخامس من Top Chef على شاشة MBC إلى جانب الشيف اللبناني مارون شديد والشيف العالمي بوبي شين، لتقديم البرنامج وتقييم 16 مشتركاً من مختلف الدول العربية من خلال تحديات حماسية واختبارات متنوعة تزداد صعوبتها مع الوقت، حيث يخوض المشاركون منافسة صعبة تحتاج إلى مهارات عالية وبراعة في إعداد الأطباق والمأكولات من مختلف المطابخ العربية والعالمية، ليتمكّنوا بعد رحلة طويلة من الوصول إلى النهائيات والفوز بلقب " Top Chef العالم العربي". واستطاعت الشيف السعودية بموهبتها الفريدة في مجال الطهي أن تحجز لنفسها مقعداً ثابتاً ضمن لجنة تحكيم البرنامج بنسخته العربية من الموسم الأول، وتمكّنت بالكاريزما الخاصة التي تتمتع بها من أن تؤدي ليس فقط مهمتها في تقييم الأطباق واختيار أفضل المشتركين في مجال الطهي، وإنما أن تنجح أيضاً في تقديم البرنامج والتفاعل مع المشتركين عن قُرب، وهو ما جعلها الأقرب إلى قلوب المشاهدين.


- كيف تصفين انطلاقة الموسم الخامس من برنامج Top chef، وما الفارق بينه وبين المواسم السابقة؟

بالنسبة إليّ، أرى أن لكل موسم مميّزاته وجماله، تحدياته المتنوعة وقصته الخاصة التي تنطلق مع كل مشترك من المشتركين، وتختلف الأمور وتزداد جمالاً كلما تقدّمنا بالحلقات. كما أن لكل موسم حكّامه الإضافيين وضيوفه المحترفين في عالم الطهي، لذا من الصعب عليّ التفريق بين موسم وآخر، ولكن الشيء الوحيد المختلف هذا العام هو أن تصوير الحلقات جرى للمرة الأولى في الرياض، وهذا أفضل ما يحمله الموسم الخامس، وهو ما يتيح للمشاهدين رؤية جمال المملكة من صحرائها وجبالها إلى سهولها ووديانها وخيرات محاصيلها، وأن يلمسوا حُسن الضيافة ويتعرّفوا على المطبخ السعودي الذي تشكّل مأكولاته جزءاً مهماً من ثقافتنا، وهذا كله يجعلني أشعر بالسعادة والفخر، ويشرّفني أن يأتي الناس لزيارة بلدي ويستمتعوا بطبيعته الخلابة.

- ما سرّ احتفاظ لجنة التحكيم بأعضائها لخمسة مواسم متتالية؟

إن سرّ احتفاظ لجنة التحكيم بأعضائها الثلاثة للموسم الخامس على التوالي يكمن في الدرجة الأولى بالانسجام في ما بينهم وبالكيمياء الخاصة التي تجمعهم. فنحن لسنا فقط حكّاماً خلال التصوير، بل أيضاً أصدقاء وعائلة خارج البرنامج. أظن أننا نتقاسم إحساساً صادقاً في ما بيننا، وهو يكبُر سنة بعد سنة، وهذا يجعلنا نبدو واقعيين أكثر خلال التصوير. هو فعلاً إحساس جميل حين نلتقي بأشخاص يشبهوننا ويتفقون معنا، وهذا أحد أسباب استمرارنا معاً ضمن اللجنة، فنحن حقيقيون وواقعيون ونشبه بعضنا كثيراً، ربما ليس بخلفياتنا وتجاربنا، وإنما بمجهودنا والطريق الصعب الذي سلكناه قبل الوصول الى ما نحن عليه اليوم. وأعتقد أن هذا الإحساس يصل بصدق الى المشاهد.

- عدّدي لنا بعض القواسم المشتركة والاختلافات بينكِ وبين باقي أعضاء اللجنة.

بالتأكيد القاسم المشترك بيننا هو الشغف، وهذا أيضاً يجمع بين اللجنة والمشتركين وكل شخص يدخل هذا المجال ويعمل في هذه المهنة الصعبة التي تحتاج إلى شخص يحبها بشغف. ورغم اختلاف أعمارنا وجنسياتنا وخلفياتنا وتجاربنا، يجمعنا الشغف بفن الطبخ.

أما الاختلاف فيكون عادة في آرائنا وطريقة تفكيرنا ورؤيتنا للأمور، ولكن نحن في اللجنة نضحك ونلهو كثيراً في كواليس البرنامج وعلى هامش التصوير، وكلٌ منا يقول رأيه بصراحة، ويكنّ للآخر كامل الاحترام، ولا نسمح للاختلاف في الرأي بأن يزعجنا أو يؤثر فينا، فلا أحد يفرض رأيه على الآخر أو يجبره على الاقتناع به.


- في رأيك، ما الذي يميّز النسخة العربية من Top Chef عن تلك الأجنبية؟

النسخة العربية من Top Chef مميّزة جداً لأنها تسمح لنا بالتعرّف إلى المواهب الجميلة المنتشرة في الوطن العربي، وبالتالي التأكيد للمشاهدين حول العالم أننا لسنا متطورين فقط في الكثير من المجالات والأعمال، إنما أيضاً في مجال الطهي، وهذا أمر في غاية الأهمية، إضافة إلى أن البرنامج ينقل صورة جميلة للأماكن والمطاعم والمناطق التي يتم اختيارها بعناية من أجل خوض التحديات والاختبارات، ويترافق ذلك مع حِرفيّة عالية من فريق العمل وتقنيات متطورة في التصوير، فكل الأدوات التي يتم استخدامها لإنتاج هذا البرنامج ضخمة فعلاً، وهذا يظهر بوضوح كنتيجة نهائية خلال عرضه.

- ما أكبر الصعوبات التي تواجهها المرأة لتصبح شيف قادرة على منافسة الرجل؟

أرى أن ما من صعوبات تمنع السيدات من النجاح والمنافسة، فنحن مَن نصعّب الأمور على أنفسنا أو نسهّلها، ولكن في الحقيقة مجال الطبخ في غاية الصعوبة، وهو يحتاج إلى قوة جسدية وعقلية، ورغم أنه لا يمكن مقارنة المرأة بالرجل من حيث القوّة الجسدية، إلا أن المرأة بشكل عام قوية، وتصرّ على تحقيق حلمها.

وفي النهاية، نحن نكمّل بعضنا البعض، وكل منّا يمتلك القوة بطريقته الخاصة، وأحياناً تكون قوة الجسم والعقل والشغف في غاية الأهمية، وهي التي توصلنا الى أهدافنا.

- متى اكتشفتِ موهبتك في الطهي؟

أعتقد أن حبّي للطبخ بدأ منذ الصغر. لقد نشأت في منزل يهتم أفراده كثيراً بالمطبخ، فوالدتي تمتلك قدرات مميّزة في الطهي وطعامها لذيذ جداً، وكذلك والدي يحب المطاعم ويسعى دائماً لتجربة الطعام من مختلف دول العالم بتنوّع نكهاته ومكوناته، وبالتالي عشتُ في بيت يهتم بشغف بالمطبخ، حتى أنني بعمر الـ15 عاماً كنت أتابع برنامج Top Chef بنسخته الفرنسية ولم يخطر في بالي أنني سأصبح يوماً ما جزءاً منه.

وبالنسبة إليّ، الموهبة ترتبط بطريقة تنمية الإنسان لها، وربما بدأت موهبتي في الطهي وأنا في سنّ صغيرة، ولكنني عملت على تنميتها بمساعدة جدّي حين كنت في سنّ السابعة عشرة.

- ما هو المطبخ المفضل لديكِ؟

ليس لديّ مطبخ واحد أفضّله على باقي المطابخ، فكل المطابخ لذيذة ولها تقنياتها وأساسياتها وحسناتها وسيئاتها وبساطتها وصعوباتها. وبالنسبة إليّ، كل مطابخ العالم هي دليل على شعوبها، وكل مطبخ يتفرّد بنكهاته.

- ما هي المكونات التي لا تتخلّين عنها في مطبخك؟

المكوّنان الأساسيان في طعامي هما الثوم والبصل، وأحب أيضاً الأعشاب العطرية، وهي عندي أهم من كل أنواع البهارات إذ إنها تضفي نكهة خاصة على الأطباق.

- ما هي مشاريعك المستقبلية؟

حلمي أن أؤسس مدرسة خاصة بالطهي، وأتمكّن من إفادة المجتمع وتقديم الدعم والمساعدة لكل المواهب التي تحب أن تتعلّم فنون الطبخ ولكنها تجد صعوبة في السفر والإقامة في الخارج للتعلّم واكتساب التجارب والمهارات. أتمنى بالفعل أن أتمكن من توفير الدراسة الصحيحة في المكان المناسب لكل المواهب.