خالد سليم: 'لا أحترم أسلوب تامر حسني في الغناء...

فنان / فنانون, عمرو دياب, تامر حسني, أنغام, وائل جسار, دويتو غنائي, مطربون, خالد سليم, النجومية المبكرة, جمال مروان, ألبومات, شركات الإنتاج, ألبوم ديني, الثورة المصرية, إستفتاء

07 يونيو 2011

بعدما قدم العام الماضي ألبوم «ده أنا»، غاب تماماً حتى عاد من جديد بأغنية «ابن الثورة». النجم خالد سليم يكشف أسباب إحساس البعض بغيابه، وينفي أن تكون نجوميته قد تأثرت بهذا الغياب، ويعترف بالخسارة المادية في تجربته مع الإنتاج، كما يتحدث عن علاقته بأنغام، ورفضه لأسلوب تامر حسني في الغناء، ويكشف أيضاً رأيه في عمرو دياب، واعترافات أخرى جريئة في حوارنا معه.


- لماذا اختفيت بعد آخر ألبوماتك «ده أنا» الذي أُطلق بداية العام الماضي؟
لم أختف، لكن سفري لإحياء حفلات خارج مصر، وعدم إعلاني عنها أو تصويرها، هما وراء شعور الناس بذلك، فأنا طرحت ألبومي في شباط/فبراير 2010، وصورت أغنيتين بطريقة الفيديو كليب،
لكن الإحساس بغيابي كان بسبب الدعاية السيئة للشركة الموزعة لألبومي الأخير الذي كان من إنتاجي، بالإضافة إلى قلة عرض الكليبات رغم أن الألبوم حظي بجوائز أفضل أغانٍ لعام 2010 في أكثر من استفتاء. وأفكر الآن في تقديم ألبوم يجمع مشوار نجاح العشر سنوات الماضية بشكل محترم لأعوّض هذا الغياب.


الدعاية السيئة لألبومي الأخير وراء الإحساس بغيابي

- ولماذا لم تحظ بدعاية جيدة لألبومك؟
لا أعلم لماذا تعاملت معي الشركة الموزعة بهذا الشكل، فأنا أنتجت الألبوم بمبلغ كبير وهم استهانوا به، فقد طرحت فيه 12 أغنية، وأعددت إحداها باللغة الإسبانية. حتى كليباتي ظلموها في العرض على الفضائيات،
وعندما سألتهم لماذا هذا التقصير فوجئت بأن هناك كليبات أخرى لمطربين آخرين ستعرض. وبالطبع هم فضَّلوا المال على الفن الجيد، وفضَّلوا الحصول على 15 ألف دولار مقابل عرض كليبات خارجية،
دون النظر إلى مضمون هذه النوعية من الكليبات، لذلك الشركة الموزعة هي التي استهانت بالدعاية لي، وأعترف بأني أخطأت عندما تعاملت معهم، حتى أنني كمنتج للألبوم لم أحصل على حقي في نسبة استغلال رنات الجوال.

- إذا تم تعديل العقود هل ستتعامل مع جمال مروان مرة أخرى؟
لم أتعامل مع جمال مروان من قبل، أنا تعاملت مع المسؤولين عن الإنتاج في الشركة، وكلهم محترمون، لكني لن أعمل معهم مرة أخرى.

- هل أثر غيابك في نجوميتك؟
الفنان محمد فؤاد تعاقد مع إحدى الشركات التي أوقفته عن العمل لمدة أربعة أعوام، ومع ذلك ما زال يحافظ على نجاحه لدى جمهوره. أيضاً محمد محيي غاب بسبب تعاقده مع شركة الإنتاج أربع سنوات وعاد مرة أخرى بالألبوم وحقق نجاحاً. إذاً الوجود لا يعني النجومية،
ولكن النجومية أن يظل الجمهور يستمع الى النجم المفضل عنده. بالعكس، حضوري بشكل أكثر من المطلوب سيقلل من نجوميتي، فأنا ضد إطلاق ألبوم كل عام.

- لكن عمرو دياب يطرح ألبوماً كل عام ومع ذلك يحقق نجاحاً؟
عمرو دياب هو علامة جيل الشباب، وهناك شركة إنتاج محترمة تنتج له وتحافظ على نجوميته وتوفر له كل الإمكايات، بالإضافة إلى أنه مجتهد ويحب عمله، ويحافظ على لياقته وشكله، فكل المطربين يتمنون الوصول إلى نصف ذكائه.


خسرت أموالي في الإنتاج لكنني اشتريت صوتي

- تعاملت من قبل مع شركة مزيكا ثم أنتجت لنفسك. كيف ترى الفارق بين التجربتين؟
عندما تعاملت مع الشركة المنتجة شعرت بأني بعت صوتي، وهو جزء مني، وأصبحت الشركة المنتجة هي المتحكمة فيَّ. أما عندما أنتجت لنفسي فلم أبخل على أي أغنية ، وتعاملت مع كل واحدة على أنها أغنية الألبوم الرئيسية.
وأنا غنيت باللغتين الإسبانية والانكليزية، وأنفقت على ألبومي مبلغاً كبيراً، ورغم أن هذا أفضل لي، فقد خسرت أموالي بسبب معاناة سوق الكاسيت من القرصنة وقلة المبيعات، وظلم الشركة الموزعة للألبوم.


- وما شروطك في شركة الإنتاج التي يمكن أن تتعامل معها؟
أتمنى العمل مع شركة محترمة، ترعى العمل الفني الذي أجتهد فيه، ولا تستهين بمجهودي ومجهود الشعراء والملحنين ومهندسي الصوت.

- لماذا لا تعترض المطربين في الخارج مشكلات المطربين في مصر؟
حقوق الملكية الفكرية في الخارج تحترم المطربين، وكل أفراد فريق العمل المشارك في الألبوم تكون لهم نسبة في الإنتاج وعرض الأغاني، لأن هناك سياسة عالمية متحكمة في سوق الكاسيت لديهم، ولا يواجهون بالتالي الأزمات التي تواجه شركات الإنتاج في مصر والدول العربية.

- أطلقت على ألبومك اسم «ده أنا»، ألا ترى في العنوان ذاتية ونرجسية؟
أطلقت على الألبوم اسم «ده أنا» لأنني أردت أن يكون هذا الألبوم ثورة في حياتي، أقدم فيه كل ما أريد من أغانٍ وكليبات وكل شيء. أردت أن أقول للجمهور إن هذا أسلوبي في الاختيار، لأن الأفكار التي كانت موجودة كانت تحبط المنتجين ويرفضونها، لأنهم لا يعلمون إذا كان الجمهور سيتقبلها أم لا، فيخافون من الخسارة، لكن أنا لم تكن عندي هذه التخوفات لأن الأغاني تحمل أسلوبي في التفكير والاختيار والغناء.

- هل لا بد أن يغني الفنان بكل اللغات واللهجات؟
إذا كان قادراً لا بد أن يستغل قدراته، شرط أن يكون على دراية كاملة بجميع اللهجات. وأنا عشت في الكويت فترة طويلة وأتحدث اللهجات الخليجية جيداً، بالإضافة إلى أنني أجيد الانكليزية، وتعلمت الإسبانية، لذلك كانت لدي القدرة على أن أقدم أغنيات مختلفة.   

- متى ستطرح ألبومك الجديد؟
في هذا الوقت صعب أن أطرح ألبوماً، وإذا فكرت في الإنتاج سأصور إحدى أغنيات ألبوم «ده أنا» بطريقة الفيديو كليب، لأن في هذا الألبوم أغنيات لم تأخذ حقها، وإذا أعجبتني أغنية سأطرحها فردياً، لكني سأنتظر حتى أخطط لألبومي المقبل بشكل محترم.

- هل ستختلف اختياراتك الغنائية بعد الثورة؟
الذكي فقط هو من ستكون لديه الفرصة في التعامل مع ذوق هذا الشعب الواعي، ويستطيع أن يقدم له أغنيات ترتقي إلى مستوى ذائقته. بمعنى أن الشعب لن يقبل أن يُستهان به، أو تقدم له أغنيات تحمل أكثر من معنى أو تخدش الحياء. وسيكون الجمهور هو مقياس النجومية الوحيد، ولن تدخل عليه حيل الفنانين الذين يجعلون أصدقاءهم يكتبون عنهم بطولات لخداع الجمهور.
ولابد أن نعترف بأن الفن قبل الثورة كان في انحدار، فظهرت أغنيات كانت تعتمد فقط على الموديل أو جسد المطربة الموجودة فيها، ولم تعتمد على الصوت. وهذا الانحدار ستتبعه صحوة، لأن اهتمامات الجمهور تغيرت، وسيكون هناك حذر شديد في الأغنيات المقبلة.

- كيف جاء تعاونك مع الموسيقار محمد علي سليمان في أغنية «ابن الثورة»؟
أنا تربيت على موسيقى محمد علي سليمان من خلال أغنيات ابنته أنغام، وعندما دخلت إلى الوسط الفني وربطتني بأنغام علاقة صداقة طلبت منها أن تجمعني بوالدها، وبالفعل التقيته قبل ثماني سنوات،
وكان سعيداً لأنني متابع لكل أعماله بهذا الشكل، وأخيراً وجدته يتصل بي، ويطلب مني تسجيل أغنية عن ثورة «25 يناير»، وقتها لم تسعني الفرحة، وقبلت دون معرفة أي تفاصيل.

- هل كنت تعلم من البداية أن الأغنية ستكون دويتو مع مطربة أخرى؟
لم أتدخل في تقديم هذه الأغنية كدويتو، فقد طلبني الموسيقار محمد علي سليمان ولم أتردد، ولم أكن أعلم أنها دويتو، وشاركتني فيها المطربة إيمان عبد الغني وهي أيضا قريبة في صوتها من أنغام، فكانت أغنية مميزة.
وقصة الأغنية تقول إن شاباً تأخر على والدته وطلبها لكي يعلمها بالتأخير ثم استشهد، وترد إيمان بصوت والدته «ابني حبيبي إنت فين». وهي في الواقع أغنية مليئة بالمشاعر.

- وماذا عن علاقتك بأنغام؟
علاقتي بها بدأت قبل أن ألتقيها، فكانت عشقي الأول، حتى أنني أرسلت لها رسالة حب عبر إحدى المجلات التي كانت تكتب عناوين الفنانين أثناء فترة الثانوية العامة، فكنت أغني لها على العود منذ صغري، وأعشق إحساسها وأغانيها، وكانت أمنية من أمنيات حياتي أن أقابلها، والآن أتمنى أن يجمعني بها دويتو.

- ولماذا تأخرت في طرح أغنية عن الثورة؟
في البداية طرحت أغنية «على بالي» لعايدة الأيوبي بعدما استأذنتها، وشجعتني وقالت لي إن لدي موهبة وصوتا محترما وهي تثق بفني، وليس لديها اعتراض على تقديم الأغنية. بعدها جاءت أغنية «ابن الثورة»، وأحضر الآن لأغنيتين، الأولى باسم «عشتِ يا مصر» كلمات عبود الشرنوبي وألحان أحمد فؤاد، والثانية من إنتاج وزارة الداخلية باسم «مواطن مصري»، كلمات وألحان عزيز شافعي، أعبر من خلالها عن العلاقة الطيبة بين الشعب والشرطة.

- كيف ترى موقف الفنانين الذين أعلنوا أنهم ضد الثورة؟
الفنانون الذين وقفوا ضد الثورة تسرعوا في الإدلاء بآرائهم، فالفنان لابد أن يحافظ على جماهيريته، ويفهم أي موقف جيداً قبل الإدلاء بأي تصريحات.


- وما تعليقك على خلاف النجوم مع بعضهم بسبب اختلاف الآراء؟
أنا ضد أن يصرح الفنان برأيه بشكل متعجل، فهذا خطأ، فعندما أعلن تامر حسني رأيه خسر كثيراً وأخطأ، فهو لم يخطط جيداً قبل تصريحه برأيه، رغم أنه مخطط جيد جداً، ومَن حوله يخططون له أيضاً. لكن هذه المرة خانه ذكاؤه.

- هل تابعت أغنيات الثورة ؟
البعض استغل الموقف وخرج بأغنيات ليست على المستوى المطلوب، ولكني أعتقد أن أفضل من قدم أغنية للثورة كان محمد منير.

- ماذا عن ألبومك الديني مع الداعية مصطفى حسني؟
سجلت ألبوماً مع الداعية مصطفى حسني باسم «مدرسة الحب»، وجاء ذلك بالصدفة، فقد اتفقت في البداية معه على أن أغني «تتر» البداية والنهاية لبرنامج بالعنوان نفسه عرض في رمضان الماضي، وبعدها طلبوا مني تسجيل أغنيات جديدة مع أدعية لمصطفى حسني، على أن نضمها في ألبوم يحمل عنوان الحلقات نفسها. ورغبة دينية من داخلي هي التي دفعتني الى هذه التجربة، وأعتقد أنها ستحقق نجاحاً كبيراً.


لم أقلد وائل جسار

- هل كان نجاح وائل جسَّار في ألبومه الديني وراء دخولك هذه التجربة؟
سجلنا الأغنيات في وقت طرح ألبوم وائل جسَّار. وفي الأساس الفكرة مختلفة، وأنا لا أقلد أحداً ولا أسير وراء أي موجة أغانٍ، ولكنه شعور من الفنان تجاه دينه، بالإضافة إلى أن مصطفى حسني داعية معتدل ومحترم، ولم يكن ليقبل هذه التجربة لو لم تكن جيدة.  

- بصراحة لماذا حقق محمد حماقي وتامر حسني نجومية أكبر منك رغم أنك تسبقهما في الجيل؟
الشركة الموزعة لأعمالهما هي التي تساعدهما في ذلك، وأعتقد أن تعاقدهما مع شركات التوزيع أفضل من تعاقدي، أو هما يستطيعان أن يفعلا شيئاً لا أقدر على فعله.
فهناك بعض المطربين لديهم القدرة على الدعاية لأنفسهم بشكل جيد، ومنهم من له علاقات متداخلة مع الشركة الموزعة، فكل شيء له ثمن، وكل ما أعرفه أن الفن الجيد يثبت نفسه في أي وقت.

- ما سر هجومك على تامر حسني؟
لم أهاجمه، بالعكس أنا عبرت عن رأيي في فنه. أنا أحب ألحانه، لكني لا أحترم أسلوبه في الغناء، فلا يمكن أن يقول كلمات تحمل إيحاءات جنسية بعيدة عن العادات والتقاليد ولا نتقبلها نحن كعرب، فصوته لا يمكن أن أعلق عليه لأنه زميل، لكنه أحياناً يتبع أسلوباً خارج التقاليد، فأنا أخجل أن أدخل مع خطيبتي لمشاهدة أفلامه، وأنا هنا لا أعيب فيه أو أهاجمه.

- ما رأيك في الألقاب التي تطلق على الفنانين؟
الألقاب موجودة منذ زمن، فأتذكر «العندليب» و«كوكب الشرق»، وأيضاً «الهضبة» و«الملك»، كلها ألقاب الجمهور هو من أطلقها على الفنان، لكن لا يمكن أن يطلق الفنان لقباً على نفسه، أو يجعل أصدقاءه يطلقون لقباً عليه، فهذا مخالف للحقيقة تماماً. 

- هل فكرت في شراء جائزة؟
لا تهمني الجوائز، فجائزتي الحقيقية هي حب جمهوري، وإذا صورتم ما يحدث معي في الشارع من حب الناس ستتأكدون أن الناس هم جائزتي.

- هل تعمدت في كليباتك الأخيرة عدم تقديم قصة والاعتماد على نفسك؟
كوني مطرباً في الأوبرا وضعني في منطقة خاصة، فشعرت بأنني أريد أن أقول إني أستطيع أن أغني وأرقص وأسعد الجمهور وحدي في الكليب، وأنا أميل إلى الكليبات التي تقوم على قصة ، لكنني أردت التغيير.

- هل يعني ذلك أنك نادم على وضعك في حيز المطرب الأوبرالي؟
بالعكس، أنا تمكنت من أن أجذب الشباب إلى الأوبرا، وجعلت جماهير كثيرة تحضر للاستماع إليَّ، فأنا لدي القدرة على تقديم أعمال محترمة وأحترم الأوبرا وهذا لم يمنعني من التواصل مع الشباب بعيداً عن الأوبرا أيضاً.

- هل فكرت في تسجيل ألبوم عن التراثيات؟
أتمنى أن أقدم ألبوماً يضم أغاني العباقرة، لكن هذا صعب، لأنني من المستحيل أن أقدمها بشكل أفضل مما قدمها محمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ وغيرهما، لذلك أتخوف من أن أقدمها. لكن لو أرادت دار الأوبرا أن تنتجها وتضعها في مكتبتها فأنا على استعداد لذلك.

- هل ترى نفسك ممثلاً ناجحاً؟
قدمت ثلاثة أفلام حققت نجاحاً، الأول كان «سنة أولى نصب» ونجح مع الجمهور، فكان عملاً مكتملاً، والثاني «كان يوم حبك» ولكن للأسف هذا الفيلم ظلم في إخراجه وتم تقطيع الأغاني فيه، والأخير كان «عمليات خاصة» ورغم نجاحه فقد ظُلم في توقيت عرضه. وأتمنى أن أقدم عملاً استعراضياً، لأني من الصعب أن أقدم عملاً دون أغانٍ، لأني في الأساس مطرب، ولكن بشرط أن يشاركني نجم شباك، لأني كممثل تنقصني الخبرة بحكم سني.