مكسيم خليل يستذكر حاتم علي بواقعة مؤثرة

31 ديسمبر 2021

روى النجم السوري مكسيم خليل واقعة جمعته بالمخرج الراحل حاتم علي بمناسبة ذكرى وفاته الأولى، قائلاً عبر حسابه الرسمي في موقع "انستغرام": "في آخر يوم تصوير من مسلسل "خماسية مطر أيلول"... وفي آخر مشهد من ذاك اليوم، وبعد 15 يوماً من التصوير المتواصل المتعب، وصلنا أنا ونادين لهذا المشهد الذي سينهي تصوير هذه الخماسية. قلت لها مشهد مطر، قليل من الضحك والتأمل وسينتهي الأمر، وبكل الأحوال لا يمكن إعادة المشهد، سيأخذ الكثير من الوقت لإعادة التحضير. صوّرنا المشهد بهذا المزاج وكأننا نسينا أننا مع مخرج يحمل من وجهات النظر واحترام المهنة ما هو أوسع من فكرة أن تقول مشهد وبيمرق".

وتابع: "جاء حاتم أو بالاحرى ما يحق له فعلاً ان تناديه دوماً أستاذ حاتم ليقول: لا موهيك... هذا المشهد له معنى آخر، وشرح لنا لماذا وكيف ومتى... ببساطة العارف وثقة المتمكن... وأضاف عائداً الى المونيتور: يالله سنعيد المشهد... قلت لنادين حينها ضاحكاً: نسيت قلّك إنه المسلسل من إخراج حاتم علي (المشاهد التي لا تُعاد يمكن أن تُعاد من غامض علمه).

وأضاف خليل: "رحل حاتم علي وترك في داخلي وحتماً في دواخل الكثيرين ما هو أهم من فكرة النجومية التي أصبحت صيداً سهلاً. ترك في داخلنا معنى كلمة "الممثل"، معنى فكرة أن "الفن رسالة" التي أصبحت في هذا الزمن (نكتة) أو محط سخرية... رحل وتركنا نكمل الصراع مع مفهوم "الجمهور عاوز كدة"، فهو يدرك أن هذه الجملة ما هي الا تقليل من شأن ذائقة الجمهور الحقيقية، ترك داخلنا تلك الأسئلة الدائمة: لماذا وكيف ومتى؟".

واستكمل كلامه قائلاً: "حاتم وأكثر من مخرج من هذا الصنف العالي كان يعرف ماذا يريد من المشهد، كان يقول لي أريد رد فعلك على هذه الكلمة، لا يهمّني ما قبل وما بعد، أريدها هنا، لا تكرار ولا إعادات من دون فهم، يخرج المشهد بعد التصوير الى المونتير جاهزاً للمونتاج باللقطات المعتمدة وزمنها وتزمينها. حاتم يروي الحكاية ولا تعنيه تفاصيل الزينة، حاتم يقترب بالممثل نحو الشارع ولا يترفّع عنه. حاتم علي ثقافة معرفية حقيقية من زمن القراءة والمعرفة وليست فقط معرفة بصرية لا يُحسن استخدامها... نحن دائماً بحاجة الى حماية هذا الإرث".

واختتم مكسيم خليل حديثه قائلاً: "الزمن يتطور، لكن نحن بحاجة الى التطور من أساسات صحيحة، يوجد فيها الحد الأدنى من المهنية والمعرفة والاحترام لتجارب الآخرين، الحد الأدنى من الموهبة الفطرية، وعشق تقديم وجهة النظر، هذا الإرث الذي نرثه من حاتم علي وهيثم حقي وشوقي الماجري وهشام شربتجي وأسماء كثيرة، هو الأساس الصحيح... لا شك في أن لا مشكلة في التجريب والمحاولات والمغامرة، فهذه المهنة تحيا وتتطور منها، لكن المهم هو الفصل بين ما هو فعلاً محاولة وبين الجهل والادّعاء، لطالما كان في حياة المجتمعات عابرون كُثُر، لكنْ حتماً قليلون من يعبرون عبور حاتم علي".