شمس البارودي: قصتي مع الحجاب

مقابلة, الحجاب, حسن يوسف, شمس البارودي, الشهرة , رأي الدين, الوسط الفني

25 يوليو 2011

رغم أنها كانت في قمة النجاح والشهرة، فاجأت الجميع بالاعتزال والحجاب فور عودتها من أداء العمرة. إنها الفنانة المعتزلة شمس البارودي التي استرجعت معنا ذكريات وأحداثا ومواقف وأسرارا، فتحدثت عن دموعها أمام الكعبة، وموقف زوجها حسن يوسف من حجابها، وابتعاد الفنانين عنها. كما تحدثت عن اتصال شادية بها بطلب من الشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي. وكشفت أيضاً  دورها في مساعدة هناء ثروت ومديحة كامل وهالة فؤاد على وضع الحجاب، والملايين التي رفضتها حديثاً، وقرارها عدم الضغط على ابنتها لوضع الحجاب.


- كيف بدأت قصتك مع الحجاب؟
بدأت مع سفر زوجي حسن يوسف لأداء العمرة عام 1981، فقد عرض عليه أحد أصدقائه السفر معه للعمرة، والعمرة وقتها كانت بـ400 جنيه، ولكنني لم أستطع السفر لأن ابنتي كانت في مدرسة راهبات، إذا غاب فيها الطالب يومين يتم فصله من المدرسة. لذلك كان من الصعب السفر وترك الأولاد، فسافر حسن مع والدي وبقيت أنا مع الأولاد.وعندما عاد حسن كان هادئاً جداً، وهذه ليست طبيعته على الإطلاق، فكنت مندهشة جداً من هذا الهدوء، وبعدها قال لي والدي: حسن بكى أمام الكعبة، فتعجبت جداً لماذا بكى؟ فقلت في نفسي «يمكن ذنوبه كثيرة»، فلم أكن أعرف أن البكاء أمام الكعبة خشوع وخوف من الله سبحانه وتعالى، ونسيت الموضوع ولم أفكر فيه مرة ثانية.

- هل هذا كان السبب وراء حجابك؟
أنا كنت مندهشة من الحالة التي عاد بها حسن من العمرة، لأنني لم أكن أعلم أي شيء بخصوص العمرة والحج، فقد سافرت إلى معظم أنحاء العالم، ولم أفكر في أن أذهب إلى السعودية للحج أو للعمرة.

- وماذا حدث بعد ذلك؟
عرض عليَّ والدي بعدها السفر معه للعمرة أنا وحسن، ولكن حسن قال لي سافري أنت وأنا سأكون مع الأولاد. وبالفعل قررت السفر إلى العمرة برفقة والدي، وعند صعودنا الى الطائرة وزّعوا كتيبات صغيرة علينا فيها مناسك الحج والعمرة، وذكر فيها أنه يستحب ختم القرآن الكريم خلال العشرة الأيام التي سوف نمضيها في العمرة.

وتعجبت وقتها أنني سأقرأ القرآن الكريم كله في عشرة أيام، فعندما كنت صغيرة كنت أقرأ أجزاء أنا وأصدقائي، ولكن مسألة ختمه كانت صعبة جدا، ولكنني قلت لنفسي سوف أقوم بالعمرة كما ينبغي أن تكون، وسأقرأ القرآن الكريم كله. وعندما وصلنا إلى مكة لم تكن الفنادق فخمة مثل الآن، بل كانت عادية جداً، وكان هذا جديداً بالنسبة إلي، فكنت أعيش رغد العيش ولكنني كنت مستمتعة جداً منذ اللحظات الأولى لهذه الرحلة. وبعدها ذهبت إلى الكعبة مع صديق والدي وزوجته الى المدينة المنورة وزرت قبر الرسول، صلى الله عليه وسلم، ووقفت أمام بيته ووقتها لم أصدق ما تراه عيناي، فقد رأيت رسول الله وارتجفت من الخوف وظللت أردد «حبيبي يا رسول الله»، وكنت في حالة بكاء شديدة، ولم تستطع رجلاي حملي.

وكنت أرتجف بشكل فظيع وجلست على الأرض وجلست بجانبي زوجة صديق والدي، ومكثت في المكان فترة طويلة. وعندما عدنا إلى مكة سألنا والدي عن سبب تأخرنا فقالت له زوجة صديق والدي: «بارك لشمس ربنا فتح عليها». وبعدها عكفت على قراءة القرآن الكريم وختمته بالفعل والحمد لله، لكن الغريب أنني شعرت بضيق فظيع، وأن روحي تنقبض وتوقعت حينها أنني سأموت، فخاف عليَ والدي وسألني: «مالك يا شمس؟» فقلت له: «أريد الذهاب الى الحرم حالاً».

وبالفعل أخذني والدي إلى هناك، وكنت أُسرع في السير كأن هناك شيئاً ينتظرني، وقلت لوالدي سوف أقول ما بقلبي أمام الكعبة، وفعلاً قمت بالطواف وأنا في حالة بكاء شديدة، وأردد دعاء واحداً: «اللهم قوي إيماني.. اللهم قوي إيماني». وكنت أبكي في صمت شديد واستشعرت حينها أنه لا يوجد شيء في الدنيا دائم سوى قوة الإيمان، فكل شيء زائل من الجمال والشهرة والمال والصحة، ولن يتبقى سوى قوة الإيمان، لذلك لم أدعُ إلا بها. وبعدها أخذني والدي وقال لي «صلي ركعتين لله وادعي لك بالمغفرة».

وكانت هذه هي نقطة التحول في حياتي، فعندما قرأت الفاتحة شعرت شعوراً لا يمكن وصفه، فكل كلمة كانت تخرج من روحي، وطفت بعدها مرة أخرى حول الكعبة وأنا أتمتم وراء الناس بالدعاء في حالة من البكاء الشديد جداً، وحينها تأكدت أنني أصبحت إنسانة أخرى.

- هل قررت ارتداء الحجاب وقتها؟
أتذكر حينها أن سألني أحد الأصدقاء هناك: «هل ستتحجبين بمجرد عودتك الى القاهرة؟»، وكان جوابي بنبرة صوت مختلفة «إن شاء الله». وبالفعل هذا ما حصل، فقد ارتديت الحجاب وقتها ولم أخلعه حتى الآن، لذلك أعتبر أن هذه الرحلة هي طريق هدايتي.

- قبل ارتدائك الحجاب هل كنت تهتمين بشؤون الدين؟
كنت مثل أي مسلمة عادية، فعندما كنت صغيرة في المدرسة كنت أتوجه إلى الله وأصلي حتى أنجح، وأبي وأمي كانا متدينين جداً، وكانا يسافران لأداء العمرة ويعودان ومعهما سجاجيد صلاة لي ولإخوتي، فكان البيت مليئاً بروح دينية جميلة.

- هل نصحك أحد بارتداء الحجاب؟
الحمد لله  هدايتي كانت من عند ربي  لذلك قوى الله إيماني، فلم ينصحني أحد بالحجاب، ولم يحثني أي فرد على ارتدائه... كنت في البداية مشغولة في حياتي الفنية، وأسافر كل بلاد العالم مع زوجي، وأشتري ملابسي من أفخم بيوت الأزياء في باريس، ولم يخطر ببالي يوما ارتداء الحجاب واعتزال الفن، ولكن يشاء الله أن يحدث ذلك في يوم من الأيام.

- كيف اشتريت ملابس العمرة؟
وقتها لم تكن هناك محلات كثيرة لملابس المحجبات، وأتذكر أنه كان هناك محلان فقط تشتري منهما والدتي ملابسها، فذهبت إلى هناك واشتريت عباءة بيضاء وأخرى سوداء، واستعددت للعمرة .

- هل قابلت أحداً هناك أثر فيك؟
بالتأكيد قابلت خالي هناك، وسعد جداً لرؤيتي، وأول سؤال سأله لي: «هل بكيتِ عندما شاهدتِ الكعبة؟»، فأجبته: ولماذا أبكي؟، فقال لي: «ربنا يفتح عليك». وبالفعل كان دعاءً مستجاباً.

- ماذا كان رد فعل زوجك حسن يوسف على حجابك؟
عدت إلى المنزل وأنا أرتدي الحجاب الذي اشتريته من أجل العمرة، والذي أدهشني أن حسن زوجي لم يفاجأ أو يندهش بحجابي، ولكنه كان متأكداً أن الفترة الماضية في حياتي مجرد حالة سوف تأخذ وقتها وتنتهي، فهو كان يعلم أنني حساسة جداً ومتدينة بالفطرة، ولكنه تعجب من أنني بقيت أسبوعين بعد عودتي من العمرة لا أشاهد التلفاز ولا أستمع إلى الموسيقى، وغيرت كل ملابسي، واعتكفت عن كل شيء كنت أهتم به في الماضي سوى الاهتمام بمنزلي وأولادي، الى درجة أن الجيران كانوا ينتظرونني كل يوم صباحاً وأنا أوصل ابنتي لأتوبيس المدرسة ويتساءلون: «شمس سترتدي أي نوع من الملابس اليوم؟»، وهذا كان قبل ارتدائي للحجاب.

سألني حسن يوسف بعد معرفته بقرار تمسكي بالحجاب: ماذا سنفعل في الأفلام التي أبرمت عقودها؟ فحسن زوجي كان لديه شركه إنتاج خاصة به وكانت هذه الشركة تقوم بإنتاج كل أفلامي، وكنا وقتها نحضر لثلاثة أفلام، ولكني قلت له لن أستطيع أن أقف أمام الكاميرا مرة أخرى، ولن أعود الى الفن أبداً بعد هذه اللحظة.

 

- وماذا كنت ترتدين من الملابس خلال تلك الفترة؟
كنت أرتدي عباءتين فصلتهما عند أحد المحلات، واحدة بيضاء والأخرى سوداء، فلم يكن لديَّ سواهما، لأنه في ذلك الوقت لم يكن هناك ملابس للمحجبات مثل الآن، لذلك كنت أغسلهما وارتديهما على عكس ما كنت أفعل في الماضي حين كنت أرتدي الفستان مرة واحدة فقط.

- كيف كان رد فعل جمهورك على ارتدائك الحجاب؟
بعد حجابي بأيام خرجت مع حسن يوسف في سيارته، ورأتنا إحدى السيدات وضربت على صدرها من الصدمة وقالت: «يا حسرتي»، وكأنها حزنت عليَّ بعد ارتدائي الحجاب، ولكني لم أعطها اهتماماً، فكان ربي معي خلال تلك الفترة. وخلال تلك الأيام كان حسن زوجي يشاهد التلفاز، وكنت أرى فنانين في أفلام وقد رحلوا عن دنيانا، وفي الحقيقة كنت أنهمر في البكاء، فيسألني حسن عن سبب بكائي، وكان ردي أن هؤلاء الفنانين في قبورهم حالياً ولا يعرف أحد ما هو حالهم الآن، وكنت نادمة جداً على كل ما مضى من حياتي.

- ماذا كان موقف الفنانين منك؟
قبل موقف الفنانين كان هناك موقف غريب من نقابة الممثلين التي اعترضت دون حق على رفضي التمثيل وحجابي، لذلك طلبت من زوجي سحب عضويتي من نقابة الممثلين، لأنني قررت ألا تكون لي صلة بها بعد حجابي. أما بالنسبة إلى الفنانين فابتعدوا عني نهائياً ولم يقف أحد بجانبي.

- معنى ذلك أنه لم يكن لديك أصدقاء في الوسط الفني؟
ليس بهذا المعنى بالضبط، فقد بقيت بعد ارتدائي الحجاب خمس سنوات وحدي، وأحارب من الجميع على هذا القرار، ووقتها ابتعد عني كل الفنانين الذين كنت على صلة بهم.

- ألم يتصل بك أحد لمدة خمس سنوات؟
اتصلت بي شادية التي لم أكن على صلة بها من قبل، فجاء ابني عمر وكان صغيراً ومعه سماعة الهاتف وقال لي: «هناك امرأة تدعى شادية تريد التحدث معك على الهاتف». وتحدثت معها وعرفت منها أنها تحدثت مع الشيخ محمد متولي الشعراوي وأوصاها بأن تتصل بي، ووقتها كانت شادية لم ترتدِ الحجاب بعد، ولكن بعدها أصابها المرض وقررت ارتداءه واختفت تماماً عن الوسط الفني، وتمكنت من أن تقوي إيمانها وتمسكت بحجابها. أيضا اتصلت بي للمرة الأولى مديحة كامل، وكانت تريد أن تلتزم وتتحجب. والحمد لله ربنا أنعم عليها بذلك وقد ساعدتها وكنت سبباً في التزامها. ولكن الآن ليس لي صلة بأحد، فأنا لا أخرج من بيتي إلا في حالات الضرورة القصوى، وهذا أصبح طبيعياً جداً بالنسبة إلي.

- هل هناك فنانات كنت السبب في ارتدائهن الحجاب؟
كانت هناك هناء ثروت وبعدها هالة فؤاد، ولكني لم أرد أن أقول إنني كنت أمارس الدعوة حينذاك، فأنا كنت أنصح فقط. وعندما كنت أعلم أن هناك ممثلة معينة سوف يقابلها حسن يوسف، كنت أعطيه آية قرآنية مكتوبة وأوصيه أن يعطيها إياها، فكنت أفعل هذا ولا أعلم أنني هكذا أمارس الدعوة.

- لماذا لم تفكري في تقديم برامج دينية؟
أرفض هذا الموضوع ولن أقبله أبداً،  فأنا لا أريد الظهور على الشاشة، علما أنه عرض عليَّ تقديم برنامج ديني مقابل عشرة ملايين جنيه، وقلت ضاحكةً لمن طلبني: «هذا قليل جداً على شمس البارودي». ولكنني كنت أمزح فأنا اعتزلت الشاشة ولن أعود إليها أبداً مهما حدث.

- هل تشاهدين البرامج الدينية أو تحضرين جلسات دينية معينة؟
بصراحة لم أفعل ذلك، فالقنوات الفضائية الآن مليئة بالبرامج الدينية، ولكنني اعتدت على القراءة حتى قبل ارتدائي الحجاب وقبل ظهور تلك القنوات، فكنت أقرأ للعقاد وطه حسين منذ صغري، وهذا ما فقهني في اللغة وحسن مخارج ألفاظي، كما كنت أقرأ كتباً مترجمة لكتاب عالميين، أمثال ديكارت وسارتر. ولذلك عندما قررت الالتزام والتعرف على ديني اشتريت الكثير من الكتب الدينية وبدأت قراءتها، فأنا لست متابعة جيدة للقنوات الفضائية أو الجلسات الدينية.

- من هم الدعاة الذين تستمعين لهم؟
 أستمع الى جميع الشيوخ والدعاة والعلماء، ولا أريد تخصيص أسماء بعينها، ولكنني أحاول بقدر الإمكان أخذ المعلومة من الجميع، وأستمع اليهم جميعاً للاستفادة بأكبر قدر ممكن في أمور ديني.

- ما رأيك في الفنانات اللواتي وضعن الحجاب دون إعتزال التمثيل؟
«كلُّ نفسٍ بِمَا كَسَبَتْ رهينةٌ» صدق الله العظيم. وهذا معناه أن كل شخص سيُسأل يوم القيامة عن نفسه فقط، وهؤلاء سيُسألن عن أنفسهن، ولكن رأيي الشخصي أنهن قررن العودة الى الفن والتمثيل لأن ذلك هو مصدر رزقهن الوحيد، وهذا ليس معناه أنني موافقة على ذلك، بل إنني أقول دائماً: «من استغنى أغناه الله»، ولكن في نهاية الأمر هذا شيء يخصهن، وأنا لا أستطيع لومهن أو مهاجمتهن، وفي الوقت نفسه لا أزكيهن.

- ما رأيك في بعض الفنانات اللواتي خلعن الحجاب من أجل عودتهن الى الفن؟
هؤلاء أدعو لهن دائماً أن يبصرهن الله بالحق، ولا أريد أن أقول أكثر من ذلك.

- هل استمرار زوجك حسن يوسف في التمثيل يغضبك؟
ليس ذلك بالضبط، ولكن هذا هو العمل الذي يجيده، وهذا هو مصدر رزقه الوحيد، مع العلم أن حسن يوسف حاول في فترة من الفترات الابتعاد عن الفن والأضواء والعمل في مهنة أخرى، وأنشأ مكتبة إسلامية لبيع الكتب الإسلامية ولم ينجح المشروع، ثم اشترى أرضا لاستصلاحها ولم ينجح أيضاً، فذهب إلى الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله لسؤاله عن ذلك، ورغبته في عودته الى الفن والمهنة التي يعرفها، فقال له يمكن أن تعمل في الفن وتقدم عن طريقه شيئاً يفيد الناس وينفعهم.

وبالفعل بعدها عاد إلى الفن وبدأ تقديم الأعمال الفنية التي تناقش السير الذاتية لعظماء الإسلام. وشارك في الفترة الأخيرة في الأعمال الاجتماعية لأن القنوات الفضائية بدأت ترفض شراء الأعمال الدينية، وهذا شيء مؤسف للغاية، خصوصاً أنه لا يوجد أحد يفكر في دعم تلك النوعية من الأعمال الفنية المفيدة للدين وللجمهور.

- هل تندمين على الأعمال الفنية التي قدمتِها؟
بصراحة أشعر بحزن شديد لما قدمته من أعمال فنية قبل ارتدائي الحجاب، ولكنني أستغفر الله وأدعو له أن يسامحني على ما فعلته.

- ما شكل يومك في شهر رمضان المبارك؟
أساس يومي في أي شهر من شهور العام هو العبادة، ولكن يزيد ذلك بالتأكيد في شهر رمضان المبارك، فأقوم بختم القرآن الكريم عدة مرات والصلاة في مواقيتها، ولا أحب مشاهدة المسلسلات في رمضان إلا الأعمال الدينية، والأعمال الفنية التي تناقش قضايا الوطن، مثل مسلسل «هدوء نسبي» والذي ناقش قضية العراق.

- كيف كانت زيارتك الأولى للكعبة؟
كانت عجيبة جداً، ويكاد بعض الأشخاص لا يصدقونها، فبدأت قراءة القرآن الكريم لحظة وجودي في المدينة، لأني أردت ختمه في مكة.
 وتصمت شمس لفترة قبل أن تكمل حديثها قائلة: حدث لي موقف غريب جداً، فكل من شاهدني هناك كان يسألني «متى ستضعين الحجاب؟» وكانت إجابتي: «لا أعلم ولكنني سأتناقش مع زوجي حسن في هذه المسألة، لأننا وقتها كنا نحضر لثلاثة أعمال فنية جديدة لي، ولم أكن قد زرت الكعبة بعد. لكن هذا السؤال الذي تكرر وكأنه كان ينبئ عما سيحدث لي بعد زيارتي للكعبة المشرفة.

- هل من الممكن أن توافقي على دخول ابنتك الوسط الفني؟
لا أجبر ابنتي على فعل شيء، والدليل على ذلك أنني لم أجبرها على ارتداء الحجاب وهي ليست محجبة الآن، ولكن في هذه المسألة أنا أرفض دخولها الفن نهائياً، وهي أيضاً لا ترغب في ذلك، فهي خريجة المدرسة الألمانية للراهبات، وهي الآن مهندسة كمبيوتر وقامت بتحضير الماجستير في العلوم الإنسانية وآخر في الترجمة، وتستعد للدكتوراه. ولذلك فهي لم تفكر إلا في العلم فقط لا غير، وأتمنى لها ارتداء الحجاب قريباً.