من باريس: مجموعة ديور للألبسة الجاهزة لموسم خريف - شتاء 2022-2023

03 مارس 2022
نجد مجموعات "ماريا غراتسيا كيوري" على أعتاب تاريخ دار "ديور" Dior، في نبض الموضة غير المنقطع، مُعلّقةً بين الحاضر والمستقبل، مُتناغمةً مع إيقاع الآنيّة والتزامن، مُنسجمةً مع الأزمان.


الحقبة التالية* هي عنوان العمل الذي تخيّلته "مارييلا بيتينتشي" لعرض مجموعة الملابس الجاهزة لخريف - شتاء 2022-2023 من "ديور" Dior، حيث تُقدّم الفنانة الإيطالية معرضاً للوحات فنّيّة، مؤلّفاً من صور كبيرة الحجم لنساء من تاريخ فنّ الرسم ما بين القرنَين السادس عشر والتاسع عشر. عيون النساء الحزينة والمتراصّة فوق بعضها تشكّك في الأحكام التي فُرضت - ولا تزال تُفرض على النساء في الماضي والحاضر. أمّا نظرتهنّ المُحدّقة فمعكوسةً وتوحي بقراءةٍ جديدةٍ لتاريخ الفنّ. "إطار" عرض الأزياء هذا يبثّ الحياة في مفاهيم "ماريا غراتسيا كيوري"؛ لا سيما في إنشاء علاقة أدائيّة بين الجسم والثياب وإعادة إنشائها من منظورٍ تقنيٍّ وجماليٍّ، من خلال سلسلة من العمليات التي تربط ما بين الأشكال، المهارة الحِرفيّة، المواد والتقنيات المستقبلية.

تكشف الناحية الداخليّة في ملابس السيد "ديور" Dior عن نظام تركيبات استثنائي. تُحوّل بنية الطراز الأصليّ لسترة "بار"، التي أعادت المديرة الإبداعيّة ابتكارها لهذه المجموعة، إلى نظام يضبط رطوبة الجسم ويبعث الدفء فيه إذا ما دعت الحاجة، بفضل التّقنيّات المُبتكرة المُطوّرة في مختبرات "دي آر لاب" D-Air lab**، في حين أنّ الثوب اللاصق بالجسم - المتشابك مع ما يبدو أنّه شبكة عضوية من الأوردة والشرايين ذات الألوان المُضيئة - يُحافظ على درجة حرارة ثابتة.

الحقبة التالية هي حلقة زمنيّة حيث أُُعيد ابتكار حذاء "ديور" Dior بالكعب العالي من تصميم "روجيه فيفييه" الأيقونيّ من خلال الإمكانيات المُتاحة في التطريز، وهي مثال على المهارة الحِرفيّة الاستثنائيّة المُعزّزة برباط من القماش التّقني حول الكاحل. تُكمّل القطع التي يمكن وضعها أو ارتداؤها وحدها أو تنسيقها مع قطعٍ أخرى - كالأحزمة ذات الجيوب المتعدّدة أو مشدّ "الكورسيه" بالأشرطة القابل للتعديل - العديد من الإطلالات. مُصمّمةً لاعتماد أساليب مختلفة ولا متناهية لوضعها وارتدائها، تحتفل هذه القطع بترتيبٍ جديدٍ في عالم الخياطة بحيث تحوّلت حقيبة "ليدي ديور" Lady Dior الأيقونيّة هي أيضاً لتلائم الضروريّات اليوميّة.

كما أُُعيد ابتكار التنانير بفضل الأقمشة المستعارة من مجموعة ثياب الرجال - على غرار نقشة "غريزاي" - وتبدّل شكلها وفقاً للزاوية التي من خلالها يُنظر إليها، لتقدّم قصّات طويلة، قصيرة وقصّات ذات ثنيات. إنّها مجموعة هجينة تكشف عن إبداعٍ غير متوقّع من خلال استخدام التطريز الذي يزيّن القطع المحبوكة التقنيّة، المواد المقاوِمة للماء، النايلون والكشمير. وبالطاعة المصبوغة بالتمرد، تمّ تخصيص الصورة الشهيرة لـ"كريستيان ديور" وهو يقف أمام القطعة المُعلّقة على الحائط التي زيّنت حديقته الشتوية بحيث تحوّلت هذه الأخيرة إلى طبعة تُجمّل معطفاً كبير الحجم بينما تتسلّق القفازات ذات الطابع الراقي - التي تُعيد إلى الأذهان عالم راكب الدراجة النارية - الذراع لتكون اللمسة النهائية للإطلالة.

تسعى هذه المجموعة إلى التعبير عن الموضة المُعقّدة التي تُعيد إحياء الإرث لتُصوّر خطوط المستقبل. إنّها رحلة تصقل القطع الأثريّة إلى عالم جديد، عالم آخر ليتمّ صنعه وابتكاره.