شهيرة: محمود ياسين رحب بقراري...

شهيرة, ياسمين عبد العزيز, رانيا محمود ياسين, صابرين, الوسط الفني, التمثيل, حجاب الممثلة, شهر رمضان, الجمهور, برنامج ديني تلفزيوني

08 أغسطس 2011

رغم تعلقها بالفن وتحقيقها نجومية ضخمة فيه، قررت ارتداء الحجاب بعدما قرأت آيات من سورة الحج ولم تتمالك دموعها، لتتخذ بعدها قرار الحجاب. الفنانة شهيرة اعتزلت بعد الحجاب، لكنها فاجأتنا بإعلانها نية العودة.
شهيرة تتحدث إلينا عن قصة حجابها، وموقف زوجها وأصدقائها، وعلاقتها بالوسط الفني والفنانات المحجبات، وتجربتها في تقديم برنامج ديني. كما تكشف لنا لماذا لم تطالب ابنتها رانيا محمود ياسين بالحجاب، وتبدي رأيها في الفنانات الشابات، وترشيحها لمنة شلبي لتقديم قصة حياتها على الشاشة.


- متى قررت ارتداء الحجاب؟

كانت تسيطر عليَّ فكرة تؤرقني وهي ابتعادي عن الله وعن أداء واجباتي الدينية، وكان ذلك راجعاً إلى حبي الشديد للفن، فكنت أعطيه كل حياتي وكل وقتي.
وفي أحد الأيام وجدت نفسي أبكي بكاءً شديداً وأنا أقرأ سورة الحج الآية الثانية التي تقول «وترى الناس سُكَارَى وما هم بِسُكَارَى»، فشعرت بأني ابتعدت عن الله وأصبحت حياتي دنيوية. وقتها قررت ارتداء الحجاب.

- وماذا كان رأي زوجك وأصدقائك في هذا القرار؟
يجمعني بزوجي الفنان القدير محمود ياسين حب شديد، فمنذ دخولي الفن ولقائنا الأول بيننا تفاهم كبير في كل شيء.
وعندما عرضت عليه قرار الحجاب وشرحت له التفاصيل وجدته يرحب جداً، وأخبرني أنها حياتي الشخصية، وقال لي: «أنت الوحيدة التي تعرف ماذا يترتب على هذا القرار». ووجدت منه تفهماً وإعجاباً بالفكرة فقررت أن أنفذها، وهو ما وجدته من أصدقائي.

- لماذا قررت اعتزال الفن بعد الحجاب؟
كان من الصعب أن أربط بين حبي لله وحبي للفن، فقررت بذهابي إلى الله أن أتقرب إليه في كل صغيرة وكبيرة، لكن الأزمة التي واجهتني أن الفن يسري في دمي، فأنا كنت نجمة ومتألقة والإغراءات كثيرة، لأن الفن بالنسبة إلي لم يكن هواية وإنما دراسة ومهنة، ولم أكن أتخيل أنني سأبتعد عنه... عشقي لعملي واهتمامي به كانا أكبر من اهتمامي بأي شيء في حياتي، لكنني تركت العمل وقررت أن أذهب في هذا الطريق المليء بالنور، فقد شعرت بأني أحتاج إلى وقفة مع نفسي، وأن آخذ فترة أخلو فيها إلى الله. وأنا أطالب كل الناس بأخذ هذه الفترة والاختلاء بالنفس للراحة والتقرب إلى الله.

- من صاحب الفضل في ارتدائك الحجاب؟
لم يكن لأحد أي فضل في ارتدائي الحجاب، بل الله أعطاني القوة والرضا لاتخاذ هذا القرار.

- هل شعرت في أي لحظة بندم على قرار ارتدائك الحجاب؟
لم تأت عليَّ فترة شعرت فيها بالندم لأن علاقتي بالله قوية، وعندما أشعر بشوق الى التمثيل أتذكر دائماً أن الفن شغلني كثيراً عن واجبي الديني، فكنت أتنقل بين عمل وآخر وأغفلت حق الله، لكنني الآن أشعر بأني أؤدي حق الله على أكمل وجه.

- هل فكرت يوماً في خلع الحجاب؟
الله أعطاني رخصة بتخفيف الحجاب، وقال إن القواعد أي السيدات اللواتي كبرن في السن ولا يثرن فتنة الرجال من حقهن أن يخففن من الحجاب، ولا يقصد بذلك التبرج، بالعكس فهو يقصد تخفيف الحجاب بما يتناسب مع السن والهيئة العامة. ورغم ذلك فأنا لا أجرؤ على خلع الحجاب.

- هل تأثرت علاقاتك بأصدقائك من الفنانين بعد الحجاب؟
بالعكس حاولت توطيد علاقاتي بهم أكثر حتى آخذ بأيديهم، ووجدت أنني سأستطيع تشجيعهم وأنا قريبة منهم.

- هل طالبت ابنتك رانيا بارتداء الحجاب؟
أنا أحسد رانيا، لأنها في سنها الصغيرة تعتبر محجبة. فأنا عندما كنت في سنها كنت أرتدي ملابس مكشوفة أكثر بكثير.
لذا هي محجبة في ملابسها وأنا أتحدى أي شخص أن يقول غير ذلك، فهي تختار ملابس محتشمة ومحترمة ولا ترتدي فساتين مكشوفة، ولم تظهر أبداً بأزياء ضيقة، وتشتري ملابسها من محلات المحجبات. وهي ملتزمة وتصلي، لذلك لم أطالبها بالحجاب.

- من أصدقاؤك في الوسط الفني؟
من المحجبات الفنانات هناء ثروت وسهير رمزي والحاجة ياسمين الخيام، وأذهب دائماً إلى مسجد الحصري الذي تشرف عليه وأحضر معها دروساً دينية، ومن الفنانات غير المحجبات نبيلة عبيد ودلال عبد العزيز وإلهام شاهين ويسرا.


شادية لم تكن وراء حجابي

- وماذا عن علاقتك بالفنانة شادية؟
شادية لم يكن لها أي تأثير في اعتزالي أو ابتعادي عن الوسط الفني، لأنها للأسف لا تتحدث إلى أي شخص في الوسط الفني، ونحن لا نتقابل ولا نتحدث وأطمئن عليها من أقاربها، فهي قررت أن تعتزل وتعيش فقط لوجه الله الكريم، ونحن نحترم ذلك ونسأل عنها باستمرار.

- ما الذي دفعك الى تقديم برنامج ديني؟
الفن والشهرة يعززان الثقة بين الفنان والجمهور، ولذلك لا بد أن يستغل الفنان نفسه لخدمة مجتمعه وفعل الخير.
وعندما قدمت برنامج «اللهم تقبل» على قناة «art» أخبرني الشيخ القرضاوي أن الجمهور يتقبل مني المعلومة والهداية أكثر من بعض الدعاة على شاشة التلفزيون، وهذه الكلمات لا أنساها أبداً، لأنها جعلتني أشعر بأن ما فعلته كان مفيداً.

- ولماذا توقفت عن تقديم برنامجك؟
رغم أن البرنامج حقق نسبة مشاهدة عالية، واجهت صعاباً كان أهمها تغيير رئيس القناة الذي أراد تغيير فكرة البرنامج، فتوقفت عن تقديمه. ومنذ ذلك الوقت لا أشعر بحماسة لتكرار التجربة.

- أي من الدعاة كان له تأثير في حياتك؟
الشيخ ياسين رشدي كنت أستمع إلى أقواله وأحرص على قراءة كل كتبه وأحضر كل ندواته وأشتري شرائطه.
ورغم أنه كان مقيماً في الإسكندرية كنت أذهب إليه أحياناً لحضور جلساته الدينية، وأذهب إلى دروسه عندما يأتي إلى مسجد مصطفى محمود، فهو الداعية الإسلامي الأول الذي تأثرت به لأن كلامه الأقرب إلى قلبي.

- كيف ترين مستوى الدعاة الموجودين الآن؟
لا أستمع إلى أي من الدعاة الجدد، فهم موجهون أكثر للشباب. أنا أحترمهم لكنني أستمع إلى من تربيت على أيديهم.
في أي حال أؤكد أن دور الدعاة الآن خطير جداً، والمفترض بهم أن يتعاملوا بحكمة مع الوضع الحالي، ويعملوا على تهدئة النفوس ومطالبة الناس بالصبر في هذه المرحلة الخطيرة في حياة مصر.

- كيف ترين الهجوم على الفنانات اللواتي خلعن الحجاب؟
أرى أن كل فنانة من حقها أن ترتدي الحجاب أو تخلعه، فالحجاب التزام وعلاقة بين الخالق والمخلوق، وطالما أنها ملتزمة بالملابس المحتشمة فلا جناح عليها، فهذه الفنانة لم يجبرها أحد على أن ترتدي الحجاب من قبل حتى يلوموها على خلعه.
فأنا أحترم مثلاً زوجة الفنان أحمد السقا لأنها عندما خلعت الحجاب التزمت بالملابس المحتشمة المحترمة، ولم تفكر في أن ترتدي ملابس مكشوفة. الحجاب لا يعني غطاء الرأس، بل هو في الأصل الالتزام في الملابس وعدم إثارة الفتن والغرائز.
ولكنني ضد أن تكون الفنانة محجبة وعندما تقرر خلع الحجاب تخلع كل ملابسها، هذا حرام شرعاً، لأن الجسد فتنة وكشفه حرام، وعادة من يرتدين الحجاب دون اقتناع حقيقي به هن من يخلعنه بسرعة، لكن الإسلام يُسر والمرأة عندما ترتدي الحجاب بهدوء وبعد تفكير واستخارة من الله ورغبة نابعة من داخلها لا يمكن أن تخلعه أبداً.

- الفنانات المحجبات فرصتهن أضعف في العمل الفني. هل كانت تلك المشكلة أحد أسباب ابتعادك عن التمثيل بعد الحجاب؟
هذا صحيح، لأن الفنانة المحجبة شكلها يحدد أدوارها، فمن غير المنطقي أن يُعرض على محجبة مثلاً دور لا يناسب حجابها، فهناك العديد من الفرص التي تهرب من المحجبات، وهناك منتجون ومخرجون لا يحبذون العمل مع المحجبات.
وهذا كان سبباً لاعتزالي، فعندما ارتديت الحجاب عرض عليَّ العديد من الأعمال ولكني رفضتها، وهناك أيضاً أعمال عرض عليَّ أن أقدمها بالحجاب، مثل أستاذة جامعة أو سيدة أعمال، وكانت إجابتي إنه من السهل أن أرتدي الحجاب خارج المنزل، لكني أثناء تصوير مشاهدي الداخلية في غرفة نومي مع ابني مثلاً كيف سأرتدي الحجاب، فلن يتقبل الجمهور شكلي. لذا رأيت أن الابتعاد عن التمثيل أفضل.


ما فعلته صابرين حرية شخصية

- هل ترين أن وضع الباروكة بديل جائز للحجاب في بعض الأدوار؟
هناك الكثيرون ممن هاجموا الفنانة صابرين لأنها وضعت الباروكة، باعتبار أنها بذلك تؤدي دورها دون إظهار شعرها. لكنني أقول إن هذه حريتها الشخصية، وهي المسؤولة أمام الله.
وهي تقول إنها استشارت بعض المشايخ فأفتوا لها بوضع الباروكة، وهو مخرج لها من الحرمانية. وهي الآن تشارك في أكثر من عمل بعدما ظلت لفترة طويلة بلا عمل بسبب الحجاب، بالإضافة إلى أن اختلاف الفتوى رحمة بين البشر، فهناك من المشايخ من يوافق وهناك من يرفض، والإنسان يشعر بقلبه من الأقرب الى الصواب.


- وماذا عن تجربتك الفنية مع سهير رمزي؟
سهير رمزي من أعز صديقاتي، ونلتقي كثيراً في زيارات عائلية، وعرضت عليَّ قبل ثلاث سنوات أن أشاركها بطولة مسلسل تلفزيوني، لكنني عندما قرأت السيناريو لم أشعر بدوري فيه، ولم أجد عملاً متميزاً يعيدني الى الشاشة. فأنا أريد عملاً مختلفاً يعيد شهيرة إلى شاشة التلفزيون والسينما.

- لماذا اعتذرت عن عدم مشاركة الفنان حسن يوسف المسلسل الإذاعي «حكايات القرآن الكريم»؟
عندما عرض عليَّ المسلسل في البداية كنت سعيدة بالعودة إلى الإذاعة، لكن ما حدث أني استخرت الله وشعرت بعدم الراحة.

- هل تشعرين بالندم على بعض الأدوار التي قدمتها قبل الحجاب؟
لم أقدم أي عمل مستفز حتى أتبرأ منه. بالعكس قدمت أعمالاً محترمة ولا أخجل من أي منها، وأنتقد بشدة الفنانات اللواتي يردن حذف مشاهد لهن من أعمال سابقة للحجاب لأنها ليست ملكهن، بل هي ملك للمنتج وليس للممثل حق فيها.

- ألا تفكرين في العودة إلى التمثيل؟
في الفترة الأخيرة طلب مني جمهوري العودة إلى الشاشة. وحقيقة أنا لا أستطيع أن أخذل جمهوري، لذلك أبحث عن دور سيدة شعبية كوميدية يكون من السهل لها ارتداء الحجاب في المنزل وخارجه، باعتبار أن النساء في الأماكن الشعبية لا يخلعن حجابهن أبداً.
وأيضاً لا أمانع إذا عرض عليَّ عمل ديني مهم ومحترم يعيدني إلى الشاشة، سواء التلفزيون أو السينما، فأنا اشتقت إلى الشاشة وإلى الجمهور.

- كيف تختارين ملابسك؟
أرتدي كل شيء، العباءات والتاييرات والبدل والجينز، فلا يوجد زي رسمي للحجاب. المهم أن يكون الجسد مغطى، فأنا أرتدي حجابي كما يحلو لي لأنه لا يوجد نص في القرآن الكريم بارتداء حجاب معين، فالسيدات من حقهن أن يغطين شعرهن كما يحلو لهن.
أنا أحاول أن أحافظ على أناقتي، لأن من يلتزمن ملابس معينة أو يتشددن في ملابسهن، هن أول من يتخلين عن ارتداء الحجاب، وكما قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «توغلوا في الدين برفق».

- كيف تمضين وقتك؟
أحضر دائماً دروساً دينية للشيخ خالد الجندي، فهو رجل معتدل دينياً. وأنا يومياً مشغولة، على المستوى الشخصي أحفادي يأخذون أغلب وقتي، وهوايتي المفضلة هي الأعمال الخيرية ومساعدة الناس.
فأنا أحب حل المشاكل بين المتزوجين وأستمع إليهم، وأجمع التبرعات للمرضي والمحتاجين، وأنتهز شهرتي وثقة الناس بي لجمع التبرعات. فإذا احتاج شخص إلى الخضوع لعملية جراحية أساعده وأجمع له تكاليف العملية.

- أي فنانة من الجيل الجديد تتمنين أن تقدم سيرتك الذاتية؟
أحب منة شلبي، فهي ممثلة تلقائية ومستواها عالٍ كممثلة، وإذا جسدت قصة حياتي فسأكون سعيدة للغاية. وأحب أيضاً ياسمين عبد العزيز فهي كوميديانة متميزة .

- هل تتابعين الفن منذ اعتزالك؟
أنا متابعة جيدة للفن، فأنا في النهاية فنانة، ورغم أنني منذ فترة طويلة لا أمارس الفن أتابع كل الأعمال الدرامية والسينمائية.

- ما تقويمك لوضع الفن في الفترة الحالية؟
هناك مواضيع متميزة تتم مناقشتها، لكن للأسف هي قليلة، وهي مسألة نسبة وتناسب لأن عدد الأعمال أصبح أقل بكثير من الأعمال التي كانت تقدم سابقا، وهذا أفضل لأن تقديم 80 مسلسلاً في شهر رمضان سيجعل رمضان شهر المسلسلات فقط، وسيلهي الناس عن الصلاة والتجليات في الشهر الكريم.

- هل اختلف مستوى الجمال بين جيلك والأجيال الحالية؟
مقاييس الجمال اختلفت، فالنجمات الموجودات الآن يعتمدن على جمال الشخصية أكثر من جمال الشكل، فهن لا يملكن جمالاً شكلياً باهراً، بل لديهن قبول خلق منهن نجمات ليقفن أمام الكاميرا ويحققن نجومية.
ولذلك لا يمكن أن أقارن بين الجمال في جيلي وجمال الأجيال الحالية، لأن جيلي كان يعتمد أكثر على الجمال الأنثوي.

- كيف أثرت بحجابك على من حولك؟
ساعدني الله أن آخذ بأيدي بعض الفنانين وأصدقائي المقربين، فأخذت بأيدي الكثيرين وأبرزهم الراحلة مديحة كامل والراحل أحمد زكي والفنان كمال الشناوي الذي تربطني به صداقة طويلة، وسافرنا جميعاً لقضاء فريضة الحج. أنا لا أجبر أحداً على الحجاب وتغطية رأسه، لكني أحاول أن أساعد أصدقائي على الرجوع إلى الله.