نجوى كرم: نعم... أحتكر الدلال...

مقابلة, نجوى كرم, نانسي عجرم, نوال الزغبي, إليسا, ألبوم غنائي, أحلام, طوني قهوجي, ساسيم, برنامج ستار أكاديمي, شركة روتانا, مهرجان جرش, عبد المالك البلجاني

16 أغسطس 2011

متواضعة للغاية وشديدة الثقة بالنفس لكن دائماً بعيداً من الغرور. هذا ما يمكن أن يستخلصه المرء عندما يجلس لمحاورة الفنانة نجوى كرم، إن في ردودها على بعض المنتقدين أو في آرائها تجاه بعض الفنانين سواء من كانوا زملاء أو من نصّبوا أنفسهم في خانة الأعداء.... بثقة بالغة تتحدث عن النجاح المدوّي لألبوم «ما في نوم» رغم كل الانتقادات، خصوصاً لجهة أغنية «ما في نوم» ومسألة غنائها إيقاعات الطبلة بصوتها، وهو الأمر الذي تعتبره مسألة أكاديمية بحتة يحق للناس ألاّ يحبوها، لكن لا يحق للفنانين العارفين أن ينتقدوها ويصفوها بالعمل المشين... إنها الفنانة نجوى كرم التي حققت أرقاماً قياسية في عدد الحفلات التي أحيتها هذا العام وأيضاً في عدد الحضور في مختلف حفلاتها ومهرجاناتها بحسب تأكيدات المنظمين.


- أحييت هذا الصيف سلسلة من الحفلات الناجحة، لكن حفلة مهرجان جرش بالذات كان لها وقع خاص ومميز، خصوصاً أن المهرجان كان غائباً منذ سنوات وقد أكّد المنطمون أن حفلتك كانت الأكثر حشداً؟

قبل اعتلائي المسرح صلّيت وطلبت من الله ألاّ يكون عدد الحضور أقلّ من الذي سجّل في حفلتي الأولى على خشبة جرش في التسعينات... تربطني بجرش قصة قديمة ورائعة تروي فصول أول نجاح جماهيري حققته في مناسبات مماثلة، وبعد ذلك كان قرطاج. حقيقة أول مدرج جماهيري اعتليته وحققت فيه نجاحاً باهراً كان مدرج جرش. لهذا كل ما أستطيع قوله اليوم هو «الحمدلله» على كل شيء.

- المنظمون قالوا إن حفلتك هي التي أعادت الحياة إلى جرش؟
دون شك هذا القول يعني لي الكثير الكثير، لكني أعرف أيضاً أن جرش في حدّ ذاته هو الحدث وهو مهرجان رائع وراق، وهو ناجح مع كل النجوم الذين شاركوا فيه. لكنه واجه بعض المشاكل في السنوات المنصرمة مما أدى إلى توقفه في الفترة الماضية.

- كان لافتاً حضور الملكة نور حفلتك؟
صحيح وهذه إضافة بلا شك إلى إطلالاتي السابقة على مسرح جرش، إضافة إلى حضور عدد من الوزراء. ومما أعتبره إضافة أيضاً هو الرهان على الإقبال على المهرجان هذا العام.

- كتب في بعض المواقع الإلكترونية والجرائد أن مشكلة حصلت بينك وبين الصحافيين الموجودين لتغطية مؤتمرك الصحافي في جرش وقيل إنك هددتهم؟
(تضحك) طبعاً لم أهددهم، ما حصل أنه بعد انتهاء المؤتمر أراد البعض التقاط الصور معي، وأنا طبعاً لم أمانع. لكن الصالة كانت مزدحمة كثيراً ولم يكن فيها صحافيون فقط، بل معجبون وأشخاص كثر والكل يريد أن يتصوّر. فحصل هرج ومرج وتدافع وفوضى كبيرة جداً، بينما أنا لا أستطيع أن أبقى في قاعة المؤتمر لمدة طويلة خصوصاً أنه يفترض أن أبدأ بتجهيز نفسي للحفلة بين ماكياج وتصفيف شعر والى ما هنالك... فطلبت منهم أن ينظموا الأمر وهكذا يستطيع الكلّ أن يلتقط الصور التي يريدها... لكن الفوضى استمرّت وازدادت إلى درجة كبيرة، ما دفعني إلى أن أقول لهم: «إن كتبتم عني امراً سيئاً سأعقد مؤتمراً صحافياً في بيروت وأتحدث فيه عن سوء التنظيم». هذا كل ما حصل، لكن البعض يزيد أموراً من مخيلته ويختلق حكايات لم تحصل. لماذا سأهدد الصحافيين بعدما كنت قد عقدت المؤتمر لأكثر من ساعة ونصف الساعة تقريباً... لكن الفوضى هي التي أزعجتني.

- كثيراً ما يتم تحوير أحاديث معينة لبعض الفنانين أو عنهم، هل حصل هذا كثيراً معك؟
ربما هذه أكثر مرة يتم فيها ذلك، خصوصاً لجهة ما كتب عن أني ضدّ الثورات.

- تقصدين ما كتب عن رأي أدليت به خلال المؤتمر الخاص في جرش عن تأييدك النظام السوري في وجه التظاهرات الحالية؟
أنا لم أعلن تأييدي لأي نظام، بل قلت إني دون شك مع مطالب الناس ومع الحرية والديمقراطية وفي الوقت ذاته مع الأنظمة التي تساند الإصلاح وتسعى إليه. لكني لم أتحدث عن نظام معين بحدّ ذاته.

- وُضعتِ على لائحة العار بسبب ما كتب...
صحيح سمعت عن هذا الأمر، لكن برأيي لا يحق لأحد أن يصنّف الناس على لوائح للعار وأخرى للشرف، لأن أبسط مبادئ الديمقراطية هي احترام حرية الرأي. ومن جهة أخرى، أفهم أن الفنان مواطن في النهاية ولا بدّ أن يكون له رأي في ما يجري، لكن نحن فنانون لا علاقة لنا بالسياسة لأننا ببساطة لكل الناس.

- أصدرت أخيراً ألبومك الجديد «ما في نوم» الذي يلاقي رواجاً لافتاً إضافة إلى أنه حقق وهجاً كبيراً يختلف عن وهج ألبوماتك السابقة. لماذا هذا الألبوم بالذات؟
بالفعل شعرت بأن الوهج هذا العام مختلف وذكّرني بوهج ألبوماتي في فترة التسعينات ومنها وهج ألبوم «روح روحي». بصراحة في السنوات الأخيرة كان الوهج يقتصر على أغنية واحدة من الألبوم التي غالباً ما تكون الأغنية المصوّرة، فيأتي نجاحها على حساب الأغنيات الأخرى التي بالكاد يلحظها الجمهور. لكن وقع ألبوم «ما في نوم» ذكّرني فعلاً بالتسعينات، وشعرت بأن وقعه مختلف وهذا ما ألمسه من خلال الناس والتفاعل الجماهيري في الحفلات والمهرجانات.

- من أي ناحية هو مختلف؟
من ناحية الإنتشار طبعاً. لأن المعيار الحقيقي لأصداء أي عمل يظهر في المهرجانات والحفلات ومن خلال تفاعل الناس. على سبيل المثال، أحييت حفلة ضمن مهرجان البترون في لبنان ولم يكن قد مرّ على صدور ألبومي سوى عشرة أيام. وكنت قد قررت أن أقدّم أغنيتين أو ثلاثاً فقط في الحفلة، لكني فوجئت بالجمهور الحاضر الذي دفعني إلى تقديم كل أغنيات الألبوم. وهذا الأمر كان جديداً بالنسبة إليّ في الألفية الثالثة، بمعنى أنه كان يحصل في فترة التسعينات.

- أغنية «ما في نوم» على وجه الخصوص أحدثت ضجة كبيرة وانتُقدت في شكل لافت. لكن رهانك كان كبيراً عليها؟
صحيح، وكثر من المقرّبين مني نصحوني بسحبها من الأسواق وأن أروّج لأغنية أخرى، رغم أنهم كانوا قبل صدورها يصفونها بالـ «قنبلة». ربّما تأثروا ببعض الأقاويل التي سمعوها من هنا وهناك فغيروا رأيهم وقالوا لي: «اسحبيها». وأنا طبعاً لم أوافق لأني أعرف جيداً المستوى الفني لهذه الأغنية.

- ما هو مستواها الفني؟
أكاديمي طبعاً. ما قدمته في الأغنية ليس لغة «كرشونية» (أي غير مفهومة) بل هي إيقاعات أغنيها بصوتي. وأستطيع أن أؤكّد أن بعض الإيقاعيين يعجز عن عزفها. على سبيل المثال، خلال تصوير كليب الأغنية كان يفترض أن نرى عدداً من العازفين وهم يعزفون هذه الإيقاعات بطريقة الـ «بلاي باك» أي يفترض أن تظهر حركة الأيدي في أحد المشاهد، وقد استعنّا بأكثر من عازف لكنهم عجزوا عن ذلك رغم أن بعضهم محترف ويدرس في السنة الثامنة في المعهد الوطني. لهذا أقول إن رهاني كان كبيراً على هذه الأغنية بالذات رغم أني كنت أعرف أن الجمهور لن يستوعبها من المرة الأولى، ويحتاج إلى بعض الوقت كي يفهمها. وأنا أحترم الرأي القائل بأنها لم تعجبه وهذا طبيعي لأن لكل شخص رأيه، إضافة إلى أن ليس كل الناس أكاديميين، لكن الفنان الذي انتقدها أزعجني لأنه يفترض أنه أكاديمي ويعرف ما هو الإيقاع ولا يجب أن ينتقد بهذه الطريقة.

- أنت تقصدين بودي نعوم إذ اعتبرتِ أن في رأيه تجريحاً؟
بغض النظر عن اسمه لكن أن يقال إنها أغنية «مُشينة» فهذا غير مقبول. مشينة يعني مهينة، وإن سألنا مهينة لمن؟ هي مهينة لثقافته وأميّته،  رغم أني أعرف أنه لا ينقصهم شيء من الثقافة، بل ما قيل عبارة عن غيرة فنية وغضّ نظر عن أهمية ما قمت به.

- لكن الناس أيضاً انتقدوها؟
صحيح لأنهم لم يفهموها بداية، وسبق أن قلت أن كل شخص حرّ في رأيه لأني لا أستطيع أن أجبر أحداً على أن يحبها. لكن في حفلاتي كنت أعيدها مرتين وثلاثاً حتى في جرش والمغرب وغيرهما. في كل حفلة كان الجمهور يطالبني بإعادتها اكثر من مرة وهذا دليل على أن الناس أحبوها. وعندما غنيتها مباشرة في الحفلات فهمها الناس أكثر وأحبوها، إذ كان البعض يعتقد أني سجلتها «سامبلر» في الاستوديو وأنه يستحيل غناؤها مباشرة.

- أول مرة شاهدك الجمهور تغنينها مباشرة كان في «ستار أكاديمي»؟
صحيح، والمخرج طوني قهوجي خاف وطلب مني ألا أغنيها، لكني بقيت مصرّة عليها. وعندما شاهدني في البروفات أغنيها وإلى أي مدى أنا متمكنة مما أقوله وأن ما أغنيه ليس مزحة، راح يقرّب الصورة على فمي خلال غناء الإيقاعات لشدة ذكائه، ليثبت للناس «إنو مش عم نمزح».

- الكلّ يعرف أنك مطربة متمكّنة وأنك تخضعين حتى اليوم لتمرينات الغناء وأصوله. لكن هل كنتِ مضطرة لإظهار ذلك من خلال ترجمة الإيقاعات غناءً والتي تقولين إن عازفين محترفين عجزوا عن ذلك عزفاً؟
أبداً، عندما قررت إصدار الأغنية كان ذلك للغرابة الموجودة فيها وليس كي أبرهن للناس أني مطربة متمكنة أو أن أؤسس مدرسة غنائية. «شو أنا بدي علّم الناس»... هيكلية الأغنية جديدة وهي فكرة رسمناها ونفّذناها. هي في الأساس لم تكن أغنية بل فكرة تقوم على تفعيلات إيقاعية لفتتني وأعجبتني، فقررت إدراجها في أغنية مع الإشارة إلى أني أعمل على هذه الأغنية منذ سنتين إلى أن توصلنا إلى الصيغة النهائية. هي ليست مذهباً و»كوبليه» بل «كلها على بعضها فكرة» وهي ليست لعبة أو مسألة سهلة خصوصاً أنها ليست مبنية على تفاهة بل على مسألة أكاديمية. أي هناك الفكرة ثم الأكاديمية التي شكلت سلاحاً في يدي إذا انتُقدت. فأنا قدمت تفعيلات «مهضومة» بطريقة أكاديمية ولم أتوقع أن تُنتقد.

- عندما التقيناك قبل مدة وتحدثنا عن هذه الأغنية، كان في كلامك انزعاج وزعل بينما تتحدثين عنها اليوم بثقة كبيرة جداً؟
لأن الجمهور جاوبني في المهرجانات لهذا «ما عدت رديت» على من عتبت عليهم. كنت عاتبة ولست زعلانة. يعني على الأقل ليأتِ النقد ممن هم خارج الوسط فيقولون مثلاً «ما فهمنا شو عم تقولي». هكذا يصلني حقي أكثر بكثير من أن يأتي شخص ويقول «أنا فهمان شو عم تقولي ومش قبلان فيه» وأن يصفه بالعمل المشين.

- بعد الانتقادات التي سمعتها، هل قلتِ بينك وبين نفسك «شو كان بدي بهالشغلة»؟
أبداً، لم أتراجع ولم أتردد وهذه أكثر مرة أكون فيها مصرّة. تحديت وقلت «إن لم تنجح هذه الأغنية وتدخل قلوب الناس سأعتزل الفن». لأني كنت سأشعر حينها بأن في الفن «شي غلط». لهذه الدرجة كنت مقتنعة بها وبكل عناصرها. فهي ليست «مذهباً وكوبليه» كما قلت، وليست تفعيلات أو توزيعاً موسيقياً جميلاً، بل هي «كلها على بعضها» فكرة كاملة ومتكاملة غريبة وجديدة، وقد قدمتها لأننا مللنا الروتين. هناك الكثير من الأغنيات الجميلة في أرشيفي لكنها تقليدية، بينما هذه الأغنية مختلفة تماماً وحجم الانتقادات دليل وصولها إلى الناس.

- هل يمكن أن نسمع منك أغنية ثانية من هذا النوع؟
ليس بالضرورة أن تكون مثلها أو أن أقدم فيها تفعيلات إيقاعية كما في «ما في نوم»، لكن مما لا شك فيه إني أفكر في فكرة جديدة. يقلقني ألاّ أفكر في شيء جديد بعد هذه الأغنية.

- هل اخترت «ما في نوم» عنواناً لألبومك لأنها من كلماتك؟
لا. اخترت الأغنية بعد أن صيغ اللحن، وقد حضرنا هيكلية الأغنية قبل أن يُكتب الكلام. كما سبق أن قلت، هذه الأغنية كانت فكرة في الأساس ووضع لها لحن وكلام وليس العكس. وقد غيرنا فيها أكثر من مرة «وما زبطت من اول مرة» لأن في الأغنية روحا معينة ورؤية خاصة. كُتب كلام جميل جداً ووُضع له لحن أجمل لكني لم أره لهذه الفكرة بالذات، أي فكرة «ما في نوم»، لهذا غيرنا إلى أن كتبتها بنفسي.

- في ألبومك أغنيات أخرى أيضاً من كلماتك؟
صحيح، إضافة إلى «ما في نوم» هناك «شو هالليلة» و»عيني بعينك».

- صرّحت أكثر من مرة أنك كتبت قسماً من أغنياتك السابقة لكنك كنت ترفضين إدراج اسمك عليها، باستثناء أغنية «الأم» التي أصدرتها قبل مدة. لكن لماذا مع هذا الألبوم بالذات نجد اسم الشاعرة نجوى كرم؟
لأني أريد الانضمام إلى جمعية «ساسيم».

- كي تحافظي على حقوقك؟
صدقيني لو أن شاعراً معيناً مثلاً كتب هذه الأغنية وأنا عدلت فيها، أو كتبناها معاً لما وافقت على كتابة اسمي كشاعرة للأغنية. ولو كتبت كل الأغنية وشاعر آخر عدّل كلمة واحدة، حقيقة لما كنت كتبت اسمي لأني أحترم كثيراً عمل الشعراء. لكن «لأني كسّرت راسي» بهذه الأغنية وكتبتها كاملة ضمن رؤية معينة وضعت اسمي عليها. كنت أعرف أنها في حاجة إلى كلام بسيط ولكن دون سطحية، وإلى كلام عميق دون فلسفة في الوقت ذاته، ولم أشعر بأن الشعراء قد يتحملونني إذا قررت التغيير أو التعديل... لهذا كتبتها كاملة.

- لم تقولي لنا لماذا تنوين الانضمام إلى «ساسيم»؟
لأن هناك أموراً كثيرة خاطئة تحصل أريد أن أعرف ما هي ولماذا تحصل... أسمع عن مواضيع عديدة تجري لكني لا أفهمها، وكي أفهمها لا بدّ أن أكون عضواً في هذه الجمعية.

- مثل ماذا؟
لا أعرف لكن الكلّ يشتكي.

- تقصدين ما تسمعينه من الملحنين والشعراء الذين تتعاملين معهم؟
صحيح. حقيقة الكلّ يشتكي ولا أحد يعرف السبب. لهذا لديّ رغبة في التعرّف إلى هذا العالم الغامض، ولماذا كل هذا التعتيم على توضيح الكثير من علامات الاستفهام... لماذا مثلاً كانوا يتحدثون عن ضمان الشيخوخة واليوم ما عادوا يتكلمون عن هذا الملف؟

- حكي عن عدد من الملحنين والشعراء الذين يرفضون إبرام عقود التفرّغ التي أنشأتها روتانا ويقولون إن فيها تنازلاً كلياً عن كل حقوقهم. هل واجهت مشكلة من هذا النوع بمعنى أنك لم تتمكني من الحصول على أغنية معينة لأن ملحنها أو شاعرها رفض منح التنازل القانوني لروتانا بسبب عقود التفرّغ تلك؟
تفاهمنا معهم، وفعلاً في البداية رفضوا لكننا توصلنا إلى صيغة معينة ووافقوا بكل حب بصراحة، خصوصاً أن الألبوم ستنتجه روتانا وأنا أريد هذه الأغنيات. لكني لا أعرف ماذا يمكن أن يحصل في الأعمال المقبلة لأنه يجب أن يجدوا حلاً، سواء من شركة ورتانا أو من الملحنين والشعراء وإلاّ «رح نفوت كلنا بالحيط».

- يقال إن تأخير صدور ألبوم الفنانة وردة هو بسبب هذا الموضوع بالذات؟
يجب أن يجدوا حلاً، «ما فينا نكفي هيك».

- هل أنت على اطلاع على سلسلة الاجتماعات التي تُعقد بين عدد من الملحنين والشعراء ومسؤولين من روتانا لحلّ هذه المشكلة؟
سأصبح مطلعة عندما أنضمّ إلى «ساسيم»، إذ يفترض أن أقدم عشر أغنيات من تأليفي حسب ما ينصّ القانون، وهذا ما سأفعله قريباً، وطبعاً ليس شرطاً أن تكون الأغنيات قد صدرت.

- هل يمكن أن نسمع أغنية من تأليفك بصوت مطرب آخر؟
لا مانع لديّ لكني لن أكتب اسمي عليها، فأنا لا أعتبر نفسي شاعرة أساساً إضافة إلى أني لا أحب البهرجة وأن أقول إني كتبت لفلان... يعني إن أحبّ مطرب ما كلمات من تأليفي لن أمانع أن يغنيها لكني لا أعتقد أني قد أدرج اسمي عليها.

- كان يفترض أن تصدري أغنية عن آفة المخدرات أيضاً من تأليفك، أين أصبحت الأغنية؟
تم تلحينها لكني بصراحة لست راضية تماماً عن اللحن، والعمل على الأغنية ما زال مستمراً. يعني افضّل أن أصدرها وأنا مقتنعة بها تماماً فلست مستعجلة لأن موضوعها ليس آنياً بل يمكن أن يُقدّم اليوم وبعد عشرين سنة.

- كونك كاتبة الأغنية، من أي زاوية تطرقت إلى هذا الموضوع؟
وضعت الإنسان في مواجهة الموت، بمعنى أن الإنسان يهرع إلى الطبيب كي يعالجه من مشكلة صحية ما، فماذا نقول عن هؤلاء الذين يهرعون إلى الموت من تلقاء أنفسهم خصوصاً متى كانوا في مقتبل العمر؟ أين فكرنا وعقلنا أمام هذه الأخطار؟

- قدمت في الألبوم أغنية رومانسية بعنوان «بس لو تعرف»؟
صحيح وقد أحبها الناس كثيراً، وهي لون جديد بالنسبة إليّ. قدمت في السابق أغنية «كيف بداويك» لكنها كانت أقرب إلى الشعبي، ثم «نقطة عالسطر» التي كانت كلاسيكية. وأحببت أن أضيف لمسة كلاسيكية إلى ألبومي من خلال «بس لو تعرف».

- ما هي الأغنيات التي ستصورينها من الألبوم بعد «ما في نوم»؟
نحن حالياً نجري استفتاء على الانترنت لنقرر أي أغنية سنصوّر، أي سأصوّر بناء على اختيار الجمهور.

- يُقال إن معجبي الفنانين حالياً على الإنترنت وعلى موقع «فيسبوك» خصوصاً، يثيرون المشاكل والخلافات ويدافعون عن الفنان الذي يحبونه في شكل مستميت؟
وهم في الوقت ذاته محامو دفاع. لماذا نحكي فقط عن السلبيات ولا نتطرق إلى الإيجابيات؟ ليس خطأ أن يدافعوا عن الفنان الذي يحبونه لكن طبعاً ضمن إطار اللياقة والأدب لا أن يتسببوا بخلافات وأن يشنوا معارك... فنحن فنانون ولسنا سياسيين. أحب أن يكون حبهم أعمى لكن أن يقودهم الحب وليس الشغب.

- كُتب من فترة أن جمهورك وجمهور ماجد المهندس هما الأسوأ على الإنترنت؟
كلا هذا غير صحيح، أنا أعرف إلى أي حدّ يحبوننا وأنا سأكون منصفة معهم. هم الأخطر دفاعاً عن الفنان، يعني «يسترجي حدا يغلط».

- صوّرت أغنية «ما في نوم» بتقنية الأبعاد الثلاثة كأول كليب يصوّر بهذه التقنية. لماذا وما الهدف من ذلك؟
لأننا مقبلون على تطوّر. إحصاءات شركة «سوني» تقول إن 35 ألف شخص فقط في العالم العربي يملكون شاشات تبث هذه التقنية، لكن بعد سنتين أعتقد أننا مقبلون على أن تكون الغالبية من الناس تملك هذه التقنية. أنا من محبي أفلام الخيال العلمي لكني لا أعتبرها خرافية. فالخيال هو أحد مكوّنات الإنسان تماماً كما القلب واليدين والعينين... والخيال يلتقط صوراً، أي طالما أننا شاهدنا هذه الصور وخيالنا التقطها لا تعود خرافية... تقنية الأبعاد الثلاثة هي تطوّر، وفي الغرب بدأوا بتقنية الأبعاد الأربعة وغيرها...

- هل هذا ردّ مباشر على من انتقد وقال «لماذا تصوّر نجوى كرم كليباً من هذا النوع بينما لا توجد تلفزيونات تبث هذه التقنية»؟
كلا ليس رداً على أحد، لأني أحترم كل رأي يقال. لا بل هم محقون عندما يقولون ذلك. لكن حتى ولو لم تكن هذه التقنية رائجة حالياً، أحب أن أكون السباقة طالما أننا مقبلون على هذا الأمر في السنوات القليلة المقبلة. أحب أن أشعر بأني «في الجوّ التقني» خصوصاً أن التطور التقني والتكنولوجي سريع جداً.

- خلال إطلالتك في برنامج «أرابز غوت تالنت» قلت إنك ستعمدين إلى إظهار صورتك أكثر قرباً من كل هذا الجوّ؟
صحيح، ولهذا السبب لم أخلّ بوعدي للمشارك عبد الملك البلجاني في أن يصوّر معي أحدث كليباتي، وبالفعل حضر إلى بيروت وشارك كراقص في الكليب في بدايته ونهايته.

- كثر قالوا إن عبد الملك البلجاني ظُلم في عدم تأهله إلى الحلقة النهائية من البرنامج، بعدما صوتت لجنة التحكيم لفرقة «كورس الفيحاء»؟
هذا صحيح.

- أنت كعضو لجنة تحكيم، أما كان أفيد مثلاً لو أنك صوّت له للتأهل بدلاً من جعله يصور معك كليباً؟
كان رأيي آخر رأي بعد علي جابر وعمرو اديب، بمعنى أنهما كانا قد صوتا لفرقة «الفيحاء»، أي صوتي حينها لم يكن مؤثراً على النتيجة. لكني وجدت مخرجاً طالما أن رأيي لم يعد مؤثراً حتى لو صوت له لأنه يستحق فعلاً والكل يعرف مدى إعجابي به منذ مروره الأول. لكن للأسف البعض لم يرَ هذه النقطة الإيجابية، لأن الفرصة التي أعطيته إياها قد تكون أكبر من فرصة من حصل على لقب البرنامج.

- هل يمكن أن نراك في كليب آخر أيضاً مصوّر بتقنية الأبعاد الثلاثة؟
أتمنى ذلك، العمل بالنسبة إليّ كان متعة وهو لم يكن متعباً أكثر من الكليبات الأخرى لكن ربما أكثر كلفة.

- هل يمكن أن توافق روتانا على ذلك طالما ان التكلفة عالية؟
شركة «سوني» هي التي نفّذت العمل، فلماذا ستتمنّع شركة روتانا؟ على العكس ستسعد بذلك.

- هل أنت راضية عن تعاونك الحالي مع شركة روتانا بعد تجديد العقد؟
«كتير».

- من أي ناحية؟
المعنوية طبعاً. أتحدث دائماً عن الشق المعنوي وليس المادي. (تسألني) هل قرأت آخر مقال كتب عن أنني أحتكر الدلال في روتانا... نعم أنا أحتكر الدلال في روتانا وسوف أحتكره لأن لكل مجتهد نصيباً وهذا بسبب اجتهادي.

- لكن لطالما كنت مجتهدة، بينما يقال إنه في فترة معينة لم تكوني المدللة في روتانا؟
«ما عاد في صرف عن الموضوع».

- أي أعمالك كانت «مضواية» أكثر من أي وقت ومن الصعب صرف النظر عنها؟
صحيح.

- منذ بداية عام 2011 كثرت إطلالاتك، سواء في أغنيات منفردة أو كليبات وألبوم جديد ومهرجانات عديدة، إضافة إلى إطلالتك في «أرابز غوت تالنت»...
(تقاطعني وتقول مازحة) «فَوَران»...

- كيف تصفين هذا «الفَوَران» وكيف تلخصين هذه الفترة رغم أن 2011 لم تنته بعد؟
قالوا لي إن سنة 2010 ستكون رائعة بالنسبة إليّ حسب الأبراج، وبالفعل كانت سنة جميلة جداً، لكن العام 2011 كان أكثر تميزاً وأجمل من الذي سبقه وكثر من الذين يدلون بالتوقعات توقعوا لي ذلك، لكن تحديداً ليلى عبد اللطيف قالت إن هذا العام سيكون عامي بامتياز وإن هناك أغنية سيرددها الكبار والصغار، وبالفعل هذا ما حصل. عادة لا أسمع هذه التوقعات ولا أتوقف عندها لأنه كثيراً ما قيلت عني توقعات لم تحصل خصوصاً في ما يخص مسائل الزواج وغير ذلك من الأمور الشخصية. لكني ذكرت ليلى عبد اللطيف تحديداً لأنني بالفعل لمست ظاهرة لم تكن مألوفة في حفلاتي السابقة، تتمثل في أن ما نسبته حوالي 25 في المئة ممن حضروا  حفلاتي كانوا بين عمري الثماني والـ 11 عاماً أتوا ليغنوا معي «ما في نوم» بالإيقاعات الموجودة فيها. وبالفعل هذه كانت ظاهرة لافتة في حفلاتي هذا العام.

- بعد النجاح الكبير الذي حققه برنامج «أرابز غوت تالنت» على «ام بي سيفي نسخته الأولى عُلم أنك ستشاركين أيضاً في الموسم الثاني؟
هذا صحيح، ومعروف أني ألتزم بكلمتي وطالما التزمت لا مشكلة لدي مهما تطلّب ذلك. كنت سعيدة جداً في تجربتي مع هذا البرنامج وأعرف أنه أضاف إليّ كثيراً. مثلاً خلال حفلاتي التي أحييتها في المغرب وفي بعضها حضر أكثر من 140 ألف متفرّج، كان الجمهور يردد عبارات من «غوت تالنت»، أي كان هناك جمهور من البرنامج وليس فقط جمهور نجوى كرم. كذلك الصحافيون الذين التقيتهم في المغرب والأردن قالوا لي إنهم من خلال البرنامج اكتشفوا جانباً جديداً في شخصيتي.

- صرّح الفنان راغب علامة أن تجربتك في «غوت تالنت» كانت ناجحة جداً. ماذا تتوقعين له تجاه مشاركته المرتقبة في برنامج «أراب أيدول»؟
راغب فنان ذكي جداً و«شاطر وقبضاي» وهذه البرامج تليق به ويليق به أن يكون فيها، بمعنى أنه سيؤدي دوره ببراعة، هذا مؤكد.

- ماذا عن الفنانة أحلام التي ستكون إلى جانب راغب علامة؟ هل تشعرين بالمنافسة بينكما بغضّ النظر عن اختلاف البرنامجين اللذين يبثان على مجموعة واحدة هي «ام بي سي»؟
لأحلام شخصية حلوة وقوية وهي تقول رأيها بصراحة وموضوعية ولا تخاف، أي لا تتردد وأنا أحب كثيراً هذا الجانب في شخصيتها. لكن لا يمكن أن نقارن بين التجربتين لأن البرنامجين مختلفان. «أراب أيدول» يختصّ بالمواهب الغنائية حصراً، بينما معروف أن «غوت تالنت» يشمل كل أنواع المواهب.

- هل تفضلين أن تكوني في «أراب أيدول» كونك مطربة؟
أبداً.

- لماذا؟
لأن دور المطرب فيه أصعب بكثير والرأي فيه مسؤولية أكبر، ولو عرض عليّ لكنت حقيقة خفت وترددت في الموافقة لأنه حقيقة أصعب بكثير. عندما نكون اكاديميين ممنوع أن نعطي رأياً خاطئاً، بينما عندما نحكم على الصورة مثلاً يمكن أن نحكم كمتلقين وليس كمختصين. لهذا يختلف الأمر عندما نكون في برنامج مختصّ بالمواهب الغنائية حصراً. مثلاً عندما نكون في المنزل نسمع عن الشاشة في شكل مختلف عما نسمعه داخل الاستوديو بسبب الضجيج وتصفيق الجمهور، الأمر الذي قد يعطينا انطباعاً خاطئاً عما سمعناه... أنا مثلاً في «غوت تالنت» كنت اطلب من العاملين في البرنامج أن يرفعوا مستوى الصوت في فقرات الغناء والعزف كي أتمكن من السماع في شكل صحيح، لأننا فعلاً لم نكن نسمع جيداً بسبب الجمهور في الاستوديو، وممنوع ان نعطي رأياً أكاديمياً خاطئاً.

- صرّحت الفنانة نانسي عجرم أخيراً أنها لم تجد مبرراً لتصويرك كليباً بتقنية الـ 3D وبعض المواقع حرفت كلامها وادّعت انها هاجمتك بشدة. لكن نانسي نفت هذا الكلام وقالت إنه ما من شيء يمكن ان يخلف بينك وبينها؟
بالفعل هذا صحيح وأنا أيضاً لا أصدق أن هناك أي أمر سيئ أو «عاطل» يمكن ان يصدر من نانسي. فهي تتلمذت على الفن في شكل صحيح وأعرف أنها لا تتلفظ بكلام فقط للقال والقيل. منذ ان كانت صغيرة كانت تعرف كيف تتحدث عن الناس ومعهم وكيف تتعامل مع الفن.

- كتب اخيراً ان أسباب الخلاف بينك وبين إليسا هي كون كل واحدة منكما تنافس من مدرسة غنائية مختلفة، أنت من مدرسة الغناء اللبناني البلدي وهي من مدرسة الغناء اللبناني الرومانسي؟
طالما أن المدرستين مختلفتان يجب ألا يكون هناك خلاف. الخلاف يحصل عندما يكون الاثنان من مدرسة واحدة، ومدرستانا لا تشبهان بعضهما في شيء.

- نوال الزغبي أيضاً صرّحت في حديث خاص لمجلة «لها» أنك تتفوقين عليها باللهجة اللبنانية وتحدثت عن شخصك المحب والحريص على زملائه؟
أنا أيضاً أحب نوال كثيراً وهي فنانة محترفة، لهذا تجدين تصريحاتها محترفة أيضاً في حق زملائها وزميلاتها في الفن. لطالما كانت فنانة ناجحة ونحن تقريباً بدأنا مسيرتينا في أوقات متقاربة، لكن كل واحدة منا بخط مختلف عن الأخرى. حققت نوال في التسعينات نجاحاً ووهجاً وتميزاً وهي تختلف عن الكلّ ولطالما انتظرها الناس، ليس فقط في فنها بل أيضاً في اناقتها وشياكتها. ولأنني أحب نوال أقول لها «يجب أن تقف على سلاحها وأن تكمل من نجاح إلى آخر».

- رددت على تصريح للفنان جورج وسوف وقلت إنك لم تفهمي ماذا قصد عندما قال «ملحم بركات نزع نجوى كرم». وهو عاد ورد وقال إنك مثل ابنته وإنه كان يمزح...
(تضحك) الكل يعرف أني احترم جورج وسوف كثيراً وأحترم فنه، وأقول إني عندما قررت دخول مجال الغناء كان ذلك تأثراً بجورج وسوف الذي لطالما شكّل مثالاً أعلى لكل المطربين.

- هل سمعت الديو الذي جمع بين الفنان وديع الصافي والفنان عاصي الحلاني؟
بصراحة لا، لم يتسنّ لي ذلك، لكن «هيدا وديع الصافي» الكبير في كلّ شي، وأيضاً عاصي الحلاني ليس سهلاً في اختياراته. «يعني اكيد العمل ناجح».

- لافت جداً في شخصيتك انك تجمعين بين التواضع رغم كل النجاح الذي حققته والثقة الكبيرة بالنفس في الوقت ذاته؟
الصوت نعمة وهبنا إياها الله تعالى، والنعمة عدوّها الغرور. لكن في الوقت ذاته يجب أن نثق بأنفسنا كي يشعر الناس بوجودنا، لكن ليس الغرور.

- حكي عن مغنية إسرائيلية قدمت أغنية لك؟
«خبروني ما بعرف». لكن للأسف ليس هناك أي حقوق للفنان ولا للشاعر أو الملحن، ويستطيع أي كان أن يدفع مبلغاً بسيطاً ويقدم الأغنية التي يريدها. في السابق كان القانون ينص على أنه بعد مرور 25 عاماً على صدور أغنية تصبح «فولكلوراً» ويحق لفنان آخر الاتصال بجمعية «ساسيم» ليحصل على حقوق الأغنية. لكن أن يأتي شخص ويقدم الأغنية في العام ذاته فهذا غير مقبول...