خطف بسمة وعمرو حمزاوي...

بسمة, سرقة, خطف, قسم الشرطة, عمرو حمزاوي

17 أغسطس 2011

شهدت منطقة الشيخ زايد بمدينة السادس من أكتوبر، حادثاً مثيراً في الساعات الأولى من الصباح وقبيل موعد السحور، فقد نجت الفنانة الشابة بسمة والسياسي البارز الدكتور عمرو حمزاوي من الموت على أيدي عدد من المسلحين، سرقوا حمزاوي تحت تهديد السلاح، وخطفوا بسمة لمدة دقائق، قبل أن يتخلصوا منها بإلقائها في الصحراء بسبب صراخها وذلك بعدما سرقوا ما كان معها.


الحادث المثير لم تستغرق أحداثه أكثر من دقائق، لكن مشاهده ظلت عالقة في ذهن كل من بسمة وعمرو لأيام، بعدما تحولت نهاية أمسية سياسية في ساقية الصاوي الى مأساة ودموع وذكريات أليمة لهما... وما زالت أجهزة الأمن تواصل جهودها لضبط الجناة! في مكتب اللواء كمال الدالي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة جلست الفنانة بسمة والناشط السياسي الدكتور عمرو حمزاوي، الأستاذ في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، في حالة يرثى لها. عقارب الساعة قاربت الرابعة صباحاً، الدموع كانت تنهمر من عيني بسمة، والذهول كان يكسو ملامح الدكتور عمرو حمزاوي... لم تصدق بسمة أنها نجت من الموت على أيدي ثلاثة من المسلحين بالبنادق الآلية، فيما سرد الدكتور حمزاوي روايته وهو يحاول السيطرة على انفعالاته.

في ظلام الليل، غادر المسلحون الثلاثة المكان بعدما فازوا بغنيمتهم الثمينة، أجهزة محمول غالية الثمن، وحافظة أموال مليئة بالنقود، وسيارة BMW ثمنها مئات الألوف من الجنيهات، لكن بسمة كانت تردد "الحمد لله" لأنها خرجت سليمة من الحادث دون أن يمسها مكروه! وحسب أوراق المحضر الرسمي، كانت الأمور تسير على ما يرام خلال رحلة الفنانة بسمة مع صديقها الدكتور عمرو حمزاوي بعد لقاء ثقافي سياسي في ساقية الصاوي، وكانا في طريقهما لحضور سحور مع أعضاء حزب "مصر الحرية"، وهما من الأعضاء المؤسسين فيه.

كانت بسمة تقود سيارتها ببطء في شارع جانبي بمنطقة الشيخ زايد. فجأة ظهرت سيارة نصف نقل اعترضت طريق سيارة بسمة التي تحمل الرقم "م ك 1829"، وحاولت بسمة الهرب، لكن سائق السيارة النقل أغلق عليها الطريق وفشلت الفنانة الشابة في التخلص من المطاردة، وتوقفت فجأة ووجدت أمامها ثلاثة من المسلحين، أحدهم يمسك بسلاح آلي وجهه نحو الدكتور عمرو حمزاوي وطلب منه النزول من السيارة فوراً!

يقول حمزاوي في أوراق المحضر أن أحد المهاجمين كان يمسك بصاعق كهربي وانتزع مفتاح السيارة، وهدد الثلاثة بسمة بالقتل في حال استنجادها بالشرطة أو المواطنين، ولم يكن امام الناشط السياسي وبسمة سوى الاستجابة للصوص الثلاثة! حصل اللصوص على أوراق وأموال وهاتف عمرو حمزاوي المحمول، ولم تمض ثوانٍ حتى أشار أحد اللصوص لحمزاوي ليغادر السيارة وألقوا به في الشارع... حاول حمزاوي المقاومة لكن سلاح اللصوص لا يعرف المزاح، فخشي الناشط السياسي أن تصاب بسمة بأذى، فاضطر للامتثال لطلبات المسلحين!


مفاجأة

كان حمزاوي يتوقع أن يسرق اللصوص أموال بسمة ثم يهربوا كما فعلوا معه هو شخصياً، لكن كانت في انتظاره مفاجأة قاسية، فجلس أحد اللصوص على مقعد القيادة وألقى ببسمة في المقعد الخلفي، وتحت تهديد السلاح انطلقت السيارة وسط صرخات بسمة التي شعرت بأنها ستواجه مصيراً مؤلماً! لم يجد حمزاوي أمامه سوى الاتجاه بسرعة إلى قسم الشرطة للإبلاغ في محاولة لإنقاذ بسمة من هذا المصير، وقدم الناشط السياسي لضباط المباحث أوصاف المتهمين والسيارة، وعلى الفور تحركت سيارة الدورية الراكبة لتمشط المنطقة بحثاً عن السيارة التي خطفت بسمة.

تبخرت السيارة وكأنها "فص ملح وذاب'، وبعد مرور ساعة تم إبلاغ الشرطة بعودة بسمة إلى منزلها في حالة من الانهيار والتوتر النفسي، لكن والدتها أكدت أن ابنتها سليمة ولم يصبها مكروه!

الأم أكدت أيضا أن الجناة أصابهم القلق بسبب مقاومة بسمة وصرخاتها المستمرة، فقرروا الإلقاء بها في الصحراء وسرقوا مقتنياتها الشخصية وسيارتها، وانتقل أحد ضباط المباحث إلى منزل بسمة لسؤالها عن تفاصيل بلاغها. أكدت النجمة الشابة أن الجناة كانوا يحملون سلاحاً آلياً وصواعق كهربائية، وسرقوا هاتفها المحمول و1500 جنيه كانت في حقيبة يدها، لكنها حمدت الله لأنها لم تصب بأي أذى. وروت أن السيارة ظلت تسير بها لمدة ساعة في الطريق السريع لكن صرخاتها المستمرة أدت إلى أن يقرر الجناة الإلقاء بها خارج السيارة...


صدفة !

أكد الدكتور عمرو حمزاوي أن الحادث لم يكن مدبراً لأن الجناة لم يكونوا على علم بشخصيته أو شخصية بسمة، لكنهم ارتكبوا جريمتهم بدافع السرقة. ويقول عمرو: "بعض وسائل الإعلام أشاعت أن الحادث كان مقصوداً أو مدبراً أو له بعض الدلائل السياسية، ولكن هذا غير صحيح، لأن الجناة لم يتعرفوا علينا. كنت وبسمة في طريقنا للسحور مع بعض أعضاء الحزب الذي ننتمي إليه، وفاجأتنا سيارة نصف نقل، ونزل منها ثلاث أشخاص وهددونا بالسلاح، وسرقوا سيارة بسمة وأرغموني على البقاء في مكاني بعد إصابتي بالصاعق الكهربي، الذي أحدث شللاً موقتاً في ذراعي وقدمي".

وأبدى حمزاوي انزعاجه من الغياب الأمني، نافياً تعرض بسمة لأي أذى وأكد أن الجناة تركوها في الشارع بعد الاستيلاء على مقتنياتها، ولكنها تعيش الآن حالة نفسية سيئة لا تسمح لها بالحديث. أما الدكتورة نائلة درويش، والدة بسمة ورئيس مؤسسة "المرأة الجديدة"، فنفت أن يكون الجناة قد اعتدوا على ابنتها، لكنهم اكتفوا بسرقتها، وطالبت بوجود قانون مشدد لمواجهة حوادث البلطجة.

وخلال التحقيقات عُرضت مجموعة من صور المسجلين الخطرين على الدكتور عمرو حمزاوي لكنه لم يتعرف علي أحد منهم، وللأسف لم يكن هناك شهود وقت الحادث، وتم تشكيل فريق بحث تحت إشراف مدير أمن الجيزة اللواء عابدين نسيم. وتجري الآن أجهزة الأمن عمليات فحص المسجلين الخطرين سرقات، ويتم أيضاً فحص العاملين في المنطقة، تمهيداً لعرضهم على حمزاوي وبسمة. وقرر مدير المباحث اللواء كمال الدالي الاستعانة برسام لتحديد هوية المتهمين انطلاقا من الأوصاف التي قدمها حمزاوي لهم وقررت النيابة تكليف المباحث ضبط الجناة بسرعة.