رانيا محمود ياسين: حاولوا تشويه صورتي بالشائعات...

سمية الخشاب, رانيا محمود ياسين, شائعة / شائعات, فيلم مصري, محمد رياض, شهر رمضان, مسلسل, الثورة المصرية

17 أغسطس 2011

رغم أنها وافقت في البداية على المشاركة في مسلسل «وادي الملوك»، فوجئ الجميع بانسحابها، وعندما سألناها عن السبب الحقيقي أجابت: «سمية الخشاب بريئة والمنتج هو السبب». وكشفت لنا تفاصيل محاولة استغلالها التي رفضتها حتى لو كانت النتيجة الغياب عن رمضان. الفنانة رانيا محمود ياسين تتكلم عن حقيقة خلافها مع سمية الخشاب، والشائعات التي تعرضت لها، وتدخل زوجها محمد رياض في أدوارها، وفيلمها المقبل الذي تكشف فيه البلطجية الحقيقيين في ثورة «25 يناير»، وتعترف بأنها قدمت أدواراً لا ترضيها...


- هل صحيح أنك اعتذرت عن مسلسل «وادي الملوك» لوجود خلافات مع بطلته سمية الخشاب؟
لا لم تكن سمية الخشاب سبب اعتذاري عن المسلسل، ولم تحدث بيني وبينها أي مشاكل، ولم أكن معترضة على السيناريو أو فريق العمل، خاصة أن العمل كان جيداً. ولكن للأسف شعرت بأن منتج المسلسل يريد استغلالي وخفض أجري مرة أخرى، رغم أنني كنت قد خفضت أجري إلى النصف دون أن أجادل لاقتناعي بأنه لابد أن يكون لي دور في دعم بلدي والفن المصري من خلال التنازل المادي.

- لكن لماذا لم تستجيبي مع المنتج لتضمني وجودك في شهر رمضان بعمل تلفزيوني؟
بالفعل كنت أتمنى أن أكون موجودة على الشاشة في شهر رمضان بعمل تلفزيوني مميز، ولكن كما أشرت منتج المسلسل أراد أن يجبرني على خفض أجري، وبعدما تجاوبت وجدته يحاول مراوغتي ويطلب مني الوقوف بجانبه بحجة أن هناك أزمة اقتصادية ولابد أن أتنازل عن جزء آخر من أجري. هذا ليس منطقياً، وقد رفضت هذا الأسلوب الاستغلالي.

- لكن البعض يرى أن الشروط التي تضعينها تتسبب بغيابك عن الأعمال الفنية؟
أنا لا أضع شروطاً أو عراقيل، فأنا من الفنانات الملتزمات والجميع يشهدون لي بذلك. لم تكن لي خلافات مع فريق العمل أو المنتج، ولكني أحترم نفسي وأقدر ما أقدمه من فن، لذلك أرفض أن يستغلني أحد وأرفض أعمالاً كثيرة بالفعل. واحب أن أشدد على أنه ليس لي شروط معينة، بل أنا حريصة دائماً على أن يخرج العمل في شكل محترم، بميزانية محترمة وسيناريو يحترم عقل المشاهد، فأنا أحاول أن أقدم أعمالاً تضيف إلى أعمالي السابقة، وليس هدفي الوجود لمجرد الوجود. وبالفعل يلومني البعض لعدم قبولي هذا المسلسل، خاصة أن كثيراً من الفنانين يبحثون عن أي عمل من أجل الوجود في ظل الأزمة التي يعيشها الفن، لكنني مقتنعة بموقفي.

- قدمت العام الماضي دوراً صغيراً في مسلسل «فتاة الليل» مما أثار تساؤلات البعض عن سبب قبولك له!
الدور لم يكن كبيراً إلا أنه أعجبني، فالشخصية كانت تمثل حالة مختلفة ونموذجاً لكثير من الفتيات. وهذا دليل على أنني لا أشترط مساحة دور أو حتى نوعية معينة... في أي حال المسلسل حقق نجاحاً كبيراً وقت عرضه، وقدمت الفنانة ليلى علوي دوراً مميزاً، وكان العمل من بين المسلسلات التي حققت نسبة مشاهدة عالية في شهر رمضان الماضي.


بسبب نصائح البعض قدمت أدواراً

- هل اضطررت لتقديم أعمال غير راضية عنها؟
هذا حدث بالفعل خاصة في الفترة الأخيرة، وكنت أضطر لقبول أعمال لست راضية عنها بشكل كامل لأسباب مختلفة. ولكن أحياناً كانت تتحكم في اختياراتي ظروف ما، إلى جانب إلحاح المحيطين بي على ضرورة الحضور وعدم الابتعاد عن الساحة الفنية، وبالفعل كنت أستجيب لهذه النصائح، خاصة لمحاربة الشائعات التي يطلقها البعض عن اعتزالي التمثيل وغيرها من الأقاويل التي ليس لها أي أساس من الصحة.

- هل تقصدين أنك عانيت من الشائعات؟
بالطبع، فوجئت في فترة من الفترات بخروج عدد من الشائعات التي حاولت تشويه سمعتي والإساءة إلي. ولم تكن شائعات الاعتزال فقط، لكن هناك من تحدثوا عن اعتدائي على خادمتي بل وأنني ألقيتها من الطابق الثالث! ولكن الحمد لله ربنا نجاني وذلك بفضل معرفة الجميع بي وبأخلاقي ومبادئي التي أخذتها من والدي محمود ياسين ووالدتي شهيرة. ولم أعرف مصدر هذه الشائعات، والحقيقة أني لم أبذل كثيراً من المجهود لمجرد محو هذه الشائعات أو تكذيبها، لأن الناس أنفسهم كانوا يكذبونها لأنهم يعرفونني جيداً.

 

- قلت إنك قبلت أدواراً دون اقتناع بنصائح من البعض، هل ستستجيبين لتلك النصائح مرة أخرى؟
لا لن أقدم على عمل دون أن أكون راضية عنه وفخورة به مئة في المئة. وهذا ما دفعني للاعتذار عن مسلسل «وادي الملوك»، رغم أنني بذلك غبت عن شهر رمضان وهذا ليس شيئاً سهلاً، لأن كل فنان يحب أن يظهر في شهر رمضان. لكن هذا القرار جاء لأنني اتخذت عهداً على نفسي بألا أقبل أي عمل إلا إذا كنت راضية عنه ويمثل إضافة إلى رصيدي.

- إلى أي مدى شغلت الأسرة والأبناء رانيا محمود ياسين عن حياتها الفنية؟
لا أنكر أنني أمضيت وقتاً طويلاً في الحمل وتربية أولادي، ولكن هذه الرسالة لا يمكن أن أهملها أو أتخاذل عنها مهما كان المقابل. ومع إحترامي للفن الذي أحبه وأقدره جداً، لا مجال للمقارنة بين الفن والأسرة، لأن أبنائي أهم من أي شيء في الدنيا. وفي الوقت نفسه أحاول طوال الوقت التنسيق بين عملي وبيتي، ولكن تربية الأبناء ليست شيئاً سهلاً.

- البعض يتساءل أين أنت من بنات جيلك؟
لا أشغل نفسي بالأخريات، خاصة أن لكل فنانة لوناً معيناً يحب الجمهور أن يراها عليه. عموماً أنا راضية عن الخطوات التي قمت بها وأتمنى أن أتمكن من تطوير نفسي وأظهر بقدراتي الكاملة في أدوار تستوعبني. وأنا من الفنانات اللواتي لديهن طريقة خاصة في العمل، لذا أرفض كثيراً من الأدوار، وكان عندي القدرة والفرصة على المشاركة في خمسة أعمال في الموسم الواحد، ولكني أرفض ذلك لأن الانتشار بكثافة لم يكن هدفي يوماً، بل أسعى للقيام بخطوات ثابتة وإن كانت بطيئة بعض الشيء.

- وماذا عن دور زوجك الفنان محمد رياض في حياتك؟
 الحمد لله محمد رياض زوج جميل وفنان مميز أعتز به، وأشعر بأننا متوافقان جداً، وخطوة زواجنا كانت مناسبة، خاصة أنها بترتيب إلهي. وهو رجل بكل معنى الكلمة، يحب بيته وفنه، ودائماً يدعمني ويجمعنا تفاهم متبادل وحب للفن والعمل وتقديس الأسرة والبيت والتمسك بالمبادئ، مهما كانت العقبات أو حتى الخسائر في بعض الأحيان. ولمحمد رياض دور كبير في حياتي كزوج وكفنان، فهو ناقد أمين لكل أعمالي الفنية.

- هل يتدخل كل منكما في اختيارات الآخر الفنية؟
هو ليس تدخلاً بالمعنى الحرفي للكلمة، بل على العكس مساعدة ودعم بكل المقاييس. فنحن أحياناً كثيرة نتشاور في الاختيارات، فعندما يستدعي الأمر ألجأ إليه وأتناقش معه في مشروع أو عمل معروض عليَّ. وهو كذلك كثيراً ما يتناقش معي. ولكن التدخل لا يكون سلبياً، لأن كل واحد منا قادر على تحديد اختياراته بشكل واعٍ وناضج.

- كيف ترين مشوار والدك الفنان محمود ياسين؟
والدي نموذج حقيقي للفنان الصادق، وهذه الشهادة ليست لأنه والدي ولكن الجميع يشهدون له بذلك، خاصة الجمهور الذي مازال يشاهد أفلامه ويستمتع بها ويطالب بوجوده في الأعمال الفنية. كما أن الجمهور منح والدي أهم الجوائز وهي ثقتهم بما يقدمه، لأنه فنان صنع لنفسه مكانة كبيرة في تاريخ الفن، وحرص خلال مشواره على أن يقدم الفن الجيد فقط. هذا إلى جانب ثقافته العالية ومشاركته الراقية في كل المناسبات السياسية والثقافية، بعكس التهميش الذي يعيشه جيلنا من الفنانين.

- هل توافقين من يؤكد أن الفن في جيلك تدهور مقارنة بالفن أيام والدك؟
نعم، لكن النظام السياسي السابق هو الذي خطط لتدمير الفن وضياع هيبته ورسالته الحقيقية، كما تعمد تشويه الفنانين ولم يسمح بوجود قدوة في الوسط الفني، وأصبح التشويه هو السمة الأساسية في هذا المجال، بعكس ما اعتدنا عليه في الماضي. النظام اساء إلى الفن والدليل على ذلك هو تعمده تسريب المبالغ التي يتقاضاها النجوم، والمبالغة في كونها بالملايين، مما يسبب احتقان الشارع والمواطن البسيط من الفنان واعتباره أحيانأً عدواً له. وهذا بعكس نجوم كرة القدم، وهذا كله لأن النظام السابق تعمد إلهاء الشعب بلعبة كرة القدم على حساب الفن، خوفاً من أن يوجّه بعض الفنانين الصادقين رسائل توقظ الشعب وتدفعه الى المطالبة بحقوقه.



أبحث عن حزب سياسي لأنضم إليه

- أشعر بأنك غير راضية عن أحوال كثيرة من حولك؟
بالفعل لست راضية عن أشياء كثيرة، وإن كنت أنا أيضاً من ضمن الأشياء التي لست راضية عنها. لذلك قررت تغيير أشياء كثيرة في نفسي، من بينها ابتعادي عن الأحزاب السياسية والمشاركة البناءة في إصلاح بلادي والتأثير فيها. ولهذا السبب أبحث حالياً عن حزب سياسي يكون قادراً على التأثير في المجتمع والتغيير والتوعية لأنضم إليه، وأستطيع المشاركة بشكل فعال في خدمة بلدي، لأنني لم أكن راضية عن الفترة الماضية، وأعرف أن النظام السياسي كان سبباً لإبعاد الفنانين عن السياسة.

- هناك فنانون ينادون بضرورة فصل الفن عن السياسة. ما رأيك؟
أنا أختلف مع من يقولون هذا الكلام تماماً، لأنني أرى أن الجمهور هو الذي يصنع نجاح الفنان ويدعمه من أجل البقاء، ويحقق له الإيرادات التي سعى إليها. لهذا يكون واجباً على الفنان أن يدعم هذا الجمهور ويكون قدوة جيدة له. وعلى العكس تماماً لا يمكن أن يظل الفنان متبنياً الموقف الحيادي، بل لا بد أن يكون له كلمة ودور في المجتمع، لأنه صاحب مكانة لدى الناس ويستطيع التأثير فيهم. على هذا الأساس كنت أتمنى دعوة الفنانين إلى حضور الحوار الوطني واللقاءات التي عقدت أخيراً في مصر للتخطيط لمستقبل بلدنا بعد الثورة.

- هل تعتقدين أن رفضك أدواراً معينة قد تكون أكثر جرأة هو سبب ابتعاد المنتجين والبطولات عنك؟
لا أستطيع أن أجزم بأن هذا هو السبب الوحيد لاستبعادي من بعض الأعمال، ولكني لم أعد أستغرب هذه الأمور، خاصة أن الأوضاع في الوسط الفني كلها سيئة جداً، ولم يعد هذا هو الوسط الذي عرفته وسمعت عنه من والديَّ.

- ولماذا وقع اختيارك على فيلم «بلطجية 28 يناير»؟
الفيلم من أجمل السيناريوهات التي قرأتها أخيراً، ويناقش موضوعاً مهماً جداً يتلاءم مع طبيعة الأفلام التي لا بد أن تقدم السينما مثلها في الفترة المقبلة، بعد الصحوة التي عرفها الشعب المصري أخيراً، ليتمرد على أمور كثيرة من بينها كل من يستخف بعقله. وللأسف الأعمال الفنية التي قُدّمت أخيراً في السينما والتلفزيون تحمل قدراً كبيراً من السطحية والسذاجة، ولكن فيلم «28 يناير» سيجد المشاهد فيه نموذجاً مختلفاً من الأفلام.

- ما هي طبيعة دورك في هذا الفيلم؟
صحافية متخصصة في القسم السياسي، أبحث من خلال الأحداث عن الحقائق في كثير من القضايا التي تؤثر على الرأي العام، إلى أن تتطور الأحداث وصولاً إلى قيام الثورة، وبالتحديد يوم «28 يناير» وقت حدوث الكارثة وهي خروج البلطجية في هذا اليوم للقتل والسلب والنهب والسرقة. وأحاول خلال الأحداث البحث عن الحقائق والمتورطين في هذه الأحداث.

- لكن تناول فكرة البلطجية يتكرر في كثير من الأعمال التي تناقش أحداث الثورة، فما الجديد؟
ما تتناوله أحداث فيلم « 28 يناير» سيكون مختلفاً جداً، لأننا لن نتحدث عن البلطجية بالشكل السطحي أو المفهوم المألوف لدى الجميع، وهم الخارجون على القانون والبلطجية في الشارع. ولكن يكشف سيناريو الفيلم كواليس لا يعلمها الكثيرون عن حقيقة هؤلاء البلطجية الذين حاولوا تدمير البلد في هذا اليوم بالتحديد، بالإضافة الى أسرار ومفاجآت أخرى لن نكشفها إلا في الفيلم ليراها المشاهد في قاعات العرض السينمائي.

- البعض ينتقد كثرة الأعمال عن ثورة «25 يناير» فكيف تتوقعين مصير فيلمك «28 يناير»؟
الفيلم يدور في سياق مختلف تماماً، لأنه ليس مجرد فيلم عن الثورة والفساد الذي سبق هذه الثورة وفجرها، ولكن فيلمنا يكشف كواليس وأسراراً حقيقية عن البلطجية الذين دمروا البلد. وتعرض الأحداث مواقف وأسراراً لا يعرفها الجمهور ولم يشاهدها في الفضائيات، ويكشف صناع الفيلم عن البلطجية الحقيقيين من السياسيين ورجال الدولة.

- متى سيبدأ تصوير الفيلم؟
بمجرد اختيار بقية الأبطال لأن هذا الفيلم لا يجوز أن يتأخر ويعتبر توثيقاً كبيراً لهذه الثورة العظيمة.

- وهل يعتبر الفيلم بطولة مطلقة لك؟
أقوم في الفيلم بدور محوري ومهم ولكن الفيلم ليس من بطولتي المطلقة، لأنه بطولة لكل من يشارك في أحداثه ويقدم دوره بشكل محترف ومميز. وفكرة البطولة المطلقة لا تشغلني كثيراً، وقد رفضت أفلاماً تم ترشيحي فيها لدور البطولة المطلقة، لأني شعرت بأنها لا تناسبني وليست على المستوى الذي أتمنى أن يراني الجمهور فيه، وهناك نماذج لأفلام كثيرة يتم تقديمها وتضم أبطالاً ولكنها لا تضيف شيئاً إلى من يقدمها.