سمية الخشاب: عندما أتحدّث عن قضايا المرأة لا أخشى الهجوم عليّ

القاهرة - نرمين زكي 18 مارس 2022

هي فنانة أخذت طريقها إلى الشهرة خطوةً خطوةً، ولم تتعجّل في الوصول إلى القمة حتى إذا بلغتها ظلت متربّعة عليها بثبات، ذلك أنها غيّرت في أسلوب اختيارها لأعمالها، فلا تشارك إلا في الأعمال التي ترى أنها ستضيف الى رصيدها الفني حتى لو اضطرها ذلك إلى الغياب عن الساحة لفترة. لم تلهث وراء الظهور على الشاشة لإثبات الوجود على حساب الجودة، بل رسمت لنفسها طريقاً جديداً للتعاطي مع الجمهور، سواء كان ذلك من طريق السوشيال ميديا أو الحديث في قضايا مهمة، بل صبّت جلّ اهتمامها في قضايا المرأة، تدافع عنها وتقف في صفها. "لها" التقت الفنانة سمية الخشاب في حوار صريح تحدثت فيه عن مشروعاتها الفنية المقبلة، والعراقيل التي أعاقت مشروعها كمطربة، وكشفت عن موقفها من الحب والزواج، وسرّ ارتباطها المفاجئ بالسوشيال ميديا، وتأثّرها بصوت شيرين عبد الوهاب.


- لاحظ جمهورك أنك أصبحتِ من مرتادي السوشيال ميديا بل تحرصين على التواصل مع الجمهور وإسداء النصائح إليهم، فهل السبب هو عدم مشاركتك في أعمال فنية جديدة؟

تواصلي مع الجمهور عبر السوشيال ميديا من أهم الخطوات التي اتخذتها عام 2021، فقد جعلتني السوشيال ميديا أكثر قرباً منهم، حيث أيقنت أهميتها في كسر الحدود وفتح آفاق جديدة للتواصل مع الجمهور، وتكفيني السعادة التي أشعر بها بسبب قربهم مني والتعبير عن مشاعرهم نحوي ومناقشتهم لي في تفاصيل عملي وأمور أخرى تخص حياتهم الشخصية كالدراسة والعمل، كما أنهم يستشيرونني في بعض الأمور، وهذا يشعرني بالفخر لأنه جزء من واجبي.

- تخوضين في العديد من القضايا في ما تنشرينه عبر صفحات السوشيال ميديا وخاصة "تويتر"، ألا يُعرّضك ذلك للهجوم؟

حين أتحدّث عن أي قضية، خاصة القضايا التي تخصّ المرأة، أحرص على التعبير عن رأيي فيها بصراحة ووضوح، ولا أنتظر تأييد الجميع، فكل إنسان حر في ما يؤيد أو يعارض، وأنا لا يهمّني الهجوم عليَّ ما دمتُ مقتنعة بما أفعله.

- بمناسبة الحديث عن قضايا المرأة، كيف ترين التعامل معها مع اقتراب "اليوم العالمي للمرأة"؟

للأسف، نحن نعيش في مجتمع ذكوري بحت، أصبحت فيه إهانة المرأة شيئاً عادياً، بل وأصبحت حقاً مكتسباً للرجل من دون أن ندري... بل صار من واجب المرأة أن تسكت وتُداري بسبب غباء البعض الذين يتعاملون مع أي شكوى للمرأة بشكل لا يمت الى الواقع بِصلة، وباتت تخشى أن تشكو حالها خوفاً من الفضيحة. وأظن أن الجميع تابع في الفترة الماضية مأساة عروس الإسماعيلية التي ضربها زوجها ليلة زفافها أمام الناس ثم ظهرا في اليوم التالي بشكل مستفز وهما في منزل الزوجية، وتصريحات الزوج التي قال فيها إن هذا التصرف عندهم عادي... هذا هو واقع المرأة في مجتمع يعاني الجهل والتخلّف واللاإنسانية، والمفروض أن تكون هناك مادة يتم تدريسها في المدارس والجامعات خصوصاً للبنات اسمها "كيفية الدفاع عن النفس" ليستطعن الدفاع عن أنفسهن أمام الحيوانات البشرية التي زادت بشكل كبير هذه الأيام.

- قلتِ في أحد حواراتك على "تويتر" مع جمهورك إنك لا تفكرين في الزواج أبداً، فهل هذا صحيح؟

أنا حالياً أعيش مرحلة مختلفة في حياتي الفنية، وأحتاج الى التركيز أكثر وأكثر مع سمية الفنانة، وما لديها من مشروعات وخطط تريد ترجمتها والتعبير عنها على أرض الواقع، لذا قررت عدم التفكير في الزواج، على الأقل حالياً، خشية أن يعطّلني عمّا أسعى إليه، خاصة أن الزواج والارتباط بشكل عام من المشاريع التي تستحوذ على غالبية الوقت، مما قد يشغلني عن أمور ومشروعات أخرى.

- وما هي تلك المشروعات؟

أتفرّغ حالياً لقراءة سيناريوهات عدة جديدة، لكنني لست على علم بموعد عرضها، لكونها أعمالاً سوف تُعرض على المنصّات الإلكترونية، وليست للشاشات الفضائية، وكل ما أتمناه خلال هذه المرحلة أن أوفّق في اختيار العمل المناسب.


- وماذا عن السباق الرمضاني، هل من جديد؟

كنت أتمنى أن يستمر تواجدي في الموسم الرمضاني للعام الثاني على التوالي، بعد مشاركتي خلال الموسم الماضي بمسلسل "موسى"، الذي سعُدت به كثيراً، خاصة أنه منحني الفرصة للعودة إلى الدراما مجدداً، وهذا من أهم أهدافي التي تحققت العام الماضي، لكن حتى الآن لا يوجد أي مشروع جديد للعرض في رمضان، وأعتقد أن الوقت قد فات للمشاركة في عمل رمضاني، حيث إن المتبقي من الوقت لا يسمح بمشاركتي في أي عمل.

- وماذا حققتِ من أهدافك التي خطّطت لها في الفترة الماضية؟

تمكنت من تحقيق العديد من الأمنيات والمشروعات المؤجّلة، خاصة تلك المرتبطة بالعمل، فإلى جانب عودتي للدراما التلفزيونية، تمكّنت من دعم العلاقة بيني وبين جمهوري بشكل أكبر، من خلال نجاحي بالظهور في أكثر من لقاء عبر عدد من وسائل الإعلام. وعلى المستوى الشخصي أصبحت أكثر إشراقاً وتفاؤلاً بأي شيء أو حدث جديد يطرأ على حياتي، لأنني على يقين بأن الإنسان إذا تفاءل وأحسن الظنّ بالآخرين فهذا وحده كافٍ لأن يجلب الخير إليه، والعكس صحيح... ولا بد من أن نفكر دائماً بشكل إيجابي ونتفاءل خيراً حتى تتحقق كل أمنياتنا.

- أي دور تلعبه المنصّات الإلكترونية في المرحلة الحالية لنشر الأعمال، وهل سيؤثر ذلك في القنوات الفضائية؟

للمنصات الإلكترونية دور كبير في توفير مزيد من الأعمال وفرص العمل، وساعدت في إيجاد مواسم جديدة للعرض على مدار العام، بعيداً من المواسم التقليدية، وبالنسبة الى الجمهور أصبحت الوسيلة الأسهل والأكثر رواجاً، خاصة أنها تتيح للمشاهد متابعة ما يريد من أعمال وقتما يشاء، لكنني لا أظن أنها سوف تؤثر في الفضائيات، لأن جمهور المنصات محدود حتى الآن وليس بالكم الذي تحظى به الفضائيات، ولا نسبة المشاهدة تتساوى في الاثنتين، فالفضائيات لا غنى عنها بالنسبة الى الفنان والمنتج على السواء، وعرض العمل عبر المنصات الإلكترونية لن يحرم جمهور الفضائيات من رؤيته على الفضائيات، وما يحدث الآن يؤكّد كلامي، فكل الأعمال التي عُرضت على المنصات عُرضت بعدها على الفضائيات.

- وماذا عن السينما في المرحلة المقبلة، خاصة أنك غائبة عنها منذ سنوات طويلة؟

حتى الآن لم أحدّد موقفي من المشاركة في الأعمال السينمائية التي عُرضت عليَّ أخيراً، وما زلتُ في مرحلة القراءة، ولا أدري إن كنت سأعود إلى السينما في الفترة الحالية أم لا.

- وماذا عن الغناء بعدما قمتِ بمحاولات غير مكتملة لظهور سمية المطربة؟

أغلب تجاربي التي قدّمتها كمطربة حظيتْ بقدر كبير من التفاعل والنجاح بين الجمهور، لكن مشكلتي الوحيدة تكمن في الاستمرارية وعدم القدرة على التواجد بشكل متواصل بين جمهوري كمطربة، وذلك بسبب عدم استطاعتي الموازنة في العمل بين نشاطي كممثلة ومطربة، وقد أرتبط بعمل درامي أو فيلم جديد يشغلني لوقت طويل عن الغناء، وهذا ما يحدث في أغلب الأوقات، وللأسف هذا الأمر تسبّب في تباطؤ خطواتي وتأخّرها على مستوى الغناء.

- هل من معوقات تحول بينك وبين تحقيق هذا الحلم؟

لا أظن أن هناك أي معوقات تحول بيني وبين مشروعي كمطربة، لكن كما قلت أجد صعوبة في الموازنة بين التمثيل والغناء، لكنْ لديَّ رغبة وحماسة شديدتان في أن أكون العام الحالي أكثر نشاطاً على مستوى الغناء، لذا قررت التركيز مبكراً هذا العام في البحث والاستماع الى المزيد من المشاريع والأغنيات الجديدة، عسى أن أجد بينها ما يناسبني وأستطيع تقديمه خلال هذا العام، تلبيةً لرغبات الجمهور الذي ما زال يطالبني بالتركيز على عملي كمطربة وطرح المزيد من الأغنيات.

- تعاونتِ في الفترة الماضية مع مطرب المهرجانات عمر كمال، هل تفكرين في خوض تلك التجربة منفردةً بأغنية جديدة؟

قد يحدث ذلك، لأنها كانت تجربة جيدة ومميزة بالنسبة إليّ، فضلاً عن أنها لم تكن تنتمي الى لون المهرجانات من الأساس.


- وكيف ترين أزمة مطربي المهرجانات بعد قرارات نقابة المهن الموسيقية بإيقاف عدد منهم؟

"الكلمة" هي المشكلة الأساسية في هذا اللون، لذلك أغلب الهجوم والنقد الذي يتعرّض له مقدّمو هذا اللون خاص بالكلمات والألفاظ في الأغنيات، وعدم اختيارهم المصطلحات التي تتلاءم مع أذواق المستمعين وعاداتهم وتقاليدهم، ولا أتفق مع مَن يرون أن ثمة مشكلة في ما تعتمد عليه هذه الأغنيات من أنماط وقوالب موسيقية، والدليل أن هناك مئات الأغنيات الشعبية التي تُطرح باستمرار، وتكاد تعتمد على نمط مشابه للإيقاعات الموسيقية للمهرجانات، ولم يعترض عليها أحد.

- هل هناك أحد من مطربي المهرجانات تفضّلين سماعه؟

ليس هناك مطرب مهرجانات محدّد أحب الاستماع إليه، لكن في أغلب الأحوال أميل الى الأغنية المميزة في كلماتها ولحنها.

- ومَن مِن المطربين تحبين الاستماع إليهم؟

لدي قائمة من مطربي الوطن العربي الذين أعشق أصواتهم وأتابع أغلب أعمالهم، وفي مقدّمهم شيرين عبد الوهاب وأصالة وإليسا.

- وإلى أيٍّ منهن تميلين أكثر وتشعرين بأنها تطربك؟

شيرين عبد الوهاب من الأصوات التي تؤثّر فيّ بقوة لأسباب عدة، أولها صوتها القوي والجميل، وإحساسها العالي الذي يجعل كل من يستمع إليها يشعر وكأنها تغنّي بكل مشاعرها.