لغز موت ابنة شقيقة الفنانة وردة!

تحقيق, عيسى حموتي, وردة الجزائرية, إنتحار, النيابة المصرية, أزمة نفسية, نغم فتوكي

23 أغسطس 2011

أثار موت الفنانة المعتزلة نغم فتوكي، ابنة شقيقة المطربة الجزائرية وردة، سؤالين كبيرين: هل ماتت منتحرة كما أكدت بعض الشواهد؟ أم أنها سقطت من شرفة منزلها بسبب اختلال توازنها؟ التحقيقات أكدت وجود مشكلات عدة كانت تعانيها الفنانة المعتزلة التي تعرضت لعلاج نفسي خلال السنوات الأخيرة، وأكدت الشواهد وجود شبهة انتحار في الحادث، لكن الزوج، وكذلك حارس المبنى الذي كانت تسكن فيه نغم، أكدا أن الحادث قضاء وقدر، واستشهدا بآخر كلمات نطقت بها نغم قبل ثوانٍ من موتها...
"لها
" عاشت أحداث القضية التي تحقق فيها النيابة الآن.


تجاوزت عقارب الساعة السادسة مساءً، والهدوء يسود منطقة تريانف في منطقة مصر الجديدة، حيث بدأ الناس يستعدون لاقتراب موعد الإفطار. لكن الهدوء تبدد فجأة، وساد الذعر المكان بعد سماع المارة والسكان صوت ارتطام قوي! اتجه بواب العمارة بسرعة إلى مكان السقوط، وكانت المفاجأة حين شاهد الفنانة نغم حميدو محمد متولي، وشهرتها نغم فتوكي، ملقاة في الشارع والدماء تسيل بغزارة. وسرعان ما تجمع العشرات من السكان حولها، فيما راحت نغم تتحدث بصوت واهن!

طلب البواب من الجميع التزام الهدوء حتى يستمع إلى السيدة التي كانت تحتضر، وبكلمات موجزة وصوت متهدّج أكدت أنها سقطت من شرفتها بالطابق السادس، وطلبت منه نقلها إلى المستشفى. بسرعة وصل إيهاب خورشيد زوج نغم والذهول يكسو وجهه. وانهمرت دموعه وهو يرى زوجته تموت أمامه، فقبل ساعات كان يجلس معها واتفقا على إنهاء جميع مشاكلهما وعودة المياه إلى مجاريها، لكن العمر لم يعد فيه بقية.


تقرير
طبي

وصلت سيارة الإسعاف، ونُقلت الفنانة الجزائرية نغم فتوكي إلى مستشفى كيلوباترا في محاولة لإنقاذ حياتها، لكنها كانت قد لفظت أنفاسها الأخيرة. بعدها ثارت أقاويل وشائعات كثيرة، وجاءت التحريات الأولية للشرطة لتبيّن أن نغم كانت تعاني أزمة نفسية أدت إلى إصابتها باكتئاب شديد قادها إلى رغبة في التخلص من حياتها. وأكد هذا الرأي بعض الشهود الذين أوضحوا للشرطة أن نغم كانت تعاني الوحدة خلال الأيام الأخيرة، وأنها كانت بعيدة تماماً عن الأوساط الاجتماعية في ظل انفصالها عن زوجها شقيق المطرب الراحل عمر خورشيد.

وأفاد بعض الشهود أيضاً أن نغم فتوكي اعتزلت الفن تماماً، وقررت أن تغلق الباب على نفسها، واعتزلت الزيارات العائلية، رغم أن أمها تسكن في العمارة المجاورة لها. ازدادت القضية صعوبة في ظل عدم وجود أي شاهد عيان للحظة سقوط نغم من شرفة منزلها، فيما كان البواب كن أول شخص أسرع إلى نغم بعد سماعه دوي سقوطها على الأرض.

فحص رئيس مباحث شرق القاهرة العميد محمد توفيق الأوراق الطبية التي كانت تؤكد تلقي نغم فتوكي جلسات علاج في أحد المصحات النفسية بعد إصابتها بأعراض الاكتئاب النفسي الشديد الذي أسفر عن اعتزالها الناس، وعدم رغبتها في الظهور في المناسبات العامة. وأفاد التقرير الطبي الذي تلقته النيابة أن نغم أصيبت بكسور في جميع أنحاء جسدها، ونزف حاد أسفر عن موتها. وقررت النيابة طلب تحريات المباحث حول ظروف وفاة نغم التي تبلغ من العمر 47 عاماً، مع استدعاء أقاربها للتأكد من وجود شبهة جنائية من عدمه.

وأكد زوجها إيهاب خورشيد أنه لا توجد شبهة جنائية وراء موت زوجته، بل اختل توازنها فجأة أثناء قيامها بتنظيف جهاز التكييف، فسقطت من الشرفة لتلقى حتفها على الطريق. وأضاف أنه انتقل بسرعة إلى مكان سقوط زوجته وعرف هذه المعلومات من المحيطين بها، ونفى تماماً واقعة انتحارها، مؤكداً أن زوجته كانت تعيش بمفردها في شقتها بسبب وجود خلافات بينهما.

وأوضح أن والدة نغم تقيم في المنزل المجاور لمنزل المجني عليها، وأنه أمضى مع زوجته وأمها بعض الوقت ليلة الجمعة، وكانت جلسة ودية سادتها الأحاديث العائلية العادية، ولم تكن هناك أي أشياء تثير حفيظة نغم فتوكي أو تظهر غضبها أو رغبتها في التخلص من حياتها.


شهادة
حارس العقار

وأمام المستشار مصطفى خاطر محامي عام نيابات شرق القاهرة، أدلى حارس المبنى بشهادته مؤكداً حديث إيهاب خورشيد، وأفاد أنه أسرع إلى نغم فتوكي بعد لحظات من سماعه صوت ارتطام جسدها بالأرض. وقال إنها تحدثت معه ببعض العبارات التي أكدت فيها أنها سقطت فجأة من شرفتها بعد شعورها بدوار أثناء تنظيفها جهاز التكييف، وأضاف أن نغم كانت تؤثر الوحدة، ولا ترغب في حضور أي مناسبة اجتماعية مع جيرانها وأقاربها.

وأكد إيهاب خورشيد في تصريح إلى "لها" أن زوجته لم تمت منتحرة، وكانت صائمة في يوم الحادث، وكانت تقف على شرفتها وشعرت بدوار ولم تشعر بنفسها إلا حينما سقطت في الشارع، وهي أبلغته ذلك قبل أن تفارق الحياة بلحظات! وأكدت الفنانة عبير صبري صديقة نغم أنها كانت تعرف الراحلة جيداً، وأنها كانت تتميز بعلاقتها بالله عز وجل ولا يمكنها الانتحار مطلقاً لأنها قارئة للقرآن وتعلم حدود دينها جيداً، وكانت تقرأ لابنتها وردة (15 سنة) وابنها حسن (12 سنة) تعاليم القرآن، وتواظب على تحفيظهما آياته بشكل دوري.

وشيعت الأسرة جنازة نغم فتوكي من مستشفى كليوباترا. وجدير بالذكر أن أشهر أعمالها فيلما "المشاغبون في نويبع" و"الغشيم" ومسلسل "عصفور النار".