أغنية 'الشعبي' في الجزائر...

وردة الجزائرية, عرض ازياء تراثية, الأغنية الشعبية

25 أغسطس 2011

تسجل الأغنية الشعبية في الجزائر حضورها القوي هذه الأيام، خاصة في شهر رمضان، حيث تعود من خلال السهرات الفنية التي تقام هنا وهناك في ربوع الجزائر، بعدما لوحظ في السنوات الأخيرة تراجع هذا النمط من الأغاني أمام اكتساح أنماط الأغاني الأخرى كالراي على سبيل المثال... لكن رغم الانطباعات السلبية حول راهن أغنية «الشعبي»، فإن واقع الحال يقول إنها لا تزال تفرض نفسها وتسجل حضورها في الساحة الفنية الجزائرية.

وإذا كانت أغاني الشعبي قد فقدت خلال العقدين الماضيين بريقها، فان المتابعين للشأن الفني يرجعون ذلك إلى عوامل عدة منها غياب الأذن المتذوقة وعزوف المطربين عن أداء هذا النمط من الأغاني و تحوّلهم نحو الأغنية الإيقاعية الخفيفة الراقصة. ولعل أهم عوامل تراجع أغنية «الشعبي» يرجع إلى أفول نجوم زمان والافتقاد إلى كبار شيوخ الشعبي الذين تربعوا و لفترة طويلة على عرشها بلا منازع أمثال الحاج محمد العنقي الذي جعل لطابع الشعبي أسساً وقواعد،  ودحمان الحراشي صاحب أغنية «يا رايح وين مسافر» التي انتقد فيها موضوع هجرة أبناء الجزائر إلى فرنسا. إضافة إلى الهاشمي قروابي، الحاج مريزق، الحاج حسن السعيد، بوجمعة العنقيس، الحاج منور، سليمان عازم، عبد القادر شاعو، كمال مسعودي، مراد جعفري...

ومع أن هناك عوامل تساعد اليوم في عودة أغنية الشعبي، المستمدّة من التراث الجزائري الأصيل والعريق المعبّر عن هوية الشخصية الجزائرية وارثها المكنون عبر القرون، إلا أن الضربات التي تلقتها هذه الأغنية، على غرار موجة الراي، جعلت عودتها مهمة صعبة في غياب شيوخ من الجيل الجديد يواصلون درب الشيوخ الأوائل، للنهوض بأغنية «الشعبي» ورفع شعار «الرجوع إلى الأصل فضيلة».