وسط دموع العشرات ممن لم يحالفهم الحظ، وضحكات وصيحات عشرات آخرين ممن نجحوا وحالفهم الحظ وانتقلوا إلى التصفيات قبل النهائية، أقيمت أخيراً وعلى مدى يومين في أحد الفنادق المطلة على نيل القاهرة، اختبارات القبول بالموسم الأول من برنامج «Arab Idol» الذي سيعرض على شاشات mbc.

وقد شهد اليوم الأول للتقديم ازدحاماً كبيراً للمشاركين تعدى الثلاثة آلاف شاب وفتاة، إضافة إلى ذويهم الذين حضروا معهم، مما دفع إدارة الفندق، بالاتفاق مع مسؤولي المسابقة، لتخصيص باب للمتسابقين الذين ملأوا استمارات الترشيح أمام الكاميرات، ليتم إدخالهم إلى لجنة الاستقبال التي عملت على فرز الأصوات على مدى أكثر من 16 ساعة في اليوم الأول.

متسابقة من السودان

على باب غرفة الاستقبال تقابلنا مع المتسابقة سلمى التي حضرت من السودان خصيصاً للمشاركة في المسابقة، متحملة مشقة السفر ليوم كامل حتى تصل الى القاهرة وتشارك في المسابقة. أكدت سلمى أنها بدأت تشعر بأن حلم حياتها بالشهرة والنجومية بدأ يتحقق بمشاركتها في المسابقة، مشيرة إلى أنها استعدت جيداً للمنافسة، وتدربت على عدد من الأغاني للمطربين الذين تحبهم لتؤديها أمام اللجنة.

متسابق من غزة

أما محمد فقال انه لاقى كثيراً من الصعوبات حتى يصل من قطاع غزة إلى القاهرة للمشاركة في المسابقة، وعبر الحدود مع مصر قبل موعد المسابقة بيومين، وحضر إلى الفندق للتأكد من موعد المسابقة، ثم ذهب إلى أحد أقاربه ليبيت عنده ويحضر في اليوم التالي للمشاركة. وأكد أن سبب تحمله مشقة السفر من دولة إلى دولة لحضور المسابقة هو جدية قنوات «mbc» وخاصة بعد نجاح برنامج «Arabs Got Talent»، مشيراً إلى أنه جهز مجموعة من الأغاني للعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ ليؤديها أمام اللجنة.

مصرية أميركية

ومن أميركا حضرت المتسابقة المصرية ماريان التي تعيش هناك بعدما علمت أن mbc ستقدم النسخة العربية من البرنامج الذي تعشقه وشاهدت نسخته الأميركية، مؤكدة أنها تتمنى أن تنجح في الاختبارات وتصبح هي نجمة الموسم الأول من البرنامج.

سكندري ينام على باب الفندق

أما حسن فقد جاء من محافظة الإسكندرية حيث يعمل صياداً، وقد دفعته ظروفه المادية إلى تمضية ليلتين كاملتين على كورنيش النيل أمام الفندق، لعدم قدرته على استئجار غرفة في أي فندق الى حين الانتهاء من الاختبارات. وقال حسن إنه شاهد إعلان البرنامج فاستقل القطار إلى القاهرة وأخذ يبحث عن مكان الفندق حتى وجده، ونام على أحد المقاعد الموضوعة على الكورنيش المقابل له حتى الصباح، حين ملأ استمارة التقديم ووقف أمام اللجنة الأولى، ثم انصرف لينام في مكانه لليلة الثانية الى حين الوقوف أمام اللجنة النهائية.

مشاركة فائزة

وعلى باب غرفة لجنة الاختبارات التقينا متسابقة هي ابنة موسيقار مصري مشهور، والتي أعربت عن سعادتها بالفوز في التصفيات الأولى التي تقام على مستوى مصر، متمنية أن تنال إعجاب الجمهور بعد ذلك في التصفيات النهائية التي ستجمعها مع المشاركين من كل العالم العربي.
وأبدت سعادتها برأي اللجنة، وخاصة الفنان راغب علامة، الذي أكد لها أنه تيقن من مقولة المصريين الشهيرة أن «ابن الوز عوّام»، نافية أن تكون اللجنة قد تأثرت باسم والدها الذي توفي قبل خمس سنوات، ومؤكدة أن المحك الرئيسي في الاختيار كان موهبتها وجمال صوتها.

أكثر من فرصة

استمرت لجنة الاختبارات، المكونة من راغب علامة وأحلام وحسن الشافعي، لأكثر من 14 ساعة في الاختبارات في اليوم الثاني، ورغم تشديد إدارة المسابقة على أن يؤدي كل متسابق أغنية واحدة، فإن الفنانين الثلاثة كانوا يعطون المتسابقين أكثر من فرصة. وفي تصريح خاص لـ«لها» أكد راغب علامة أنه سعيد جداً بالتجربة، مشيراً إلى أن السبب الرئيسي لموافقته كان أن «mbc» هي منتجة البرنامج ولا تبخل على أي عمل تقدمه.

وعن المتسابقين قال: «معظمهم كانوا جيدين، ولكن التوتر والقلق سيطرا عليهم بشكل كبير، وهو ما ظهر عليهم أثناء الغناء، بالإضافة إلى أن الكثيرين منهم تنقصهم الخبرة والتدريب والتمرينات الصوتية. وكانت نصيحتي للكثيرين ممن رأيت فيهم موهبة حقيقية أن يهتموا بتدريب أنفسهم واكتشاف موهبتهم وتنميتها. ورغم أنه من ضمن المشاركين من كان له حضور وكاريزما، لكنه كان يفتقد جمال الصوت الذي تقام من أجله المسابقة، اذ إن المحك الرئيسي للاختيار كان جمال الصوت». وأعرب علامة عن سعادته بالاختيار الموفق للجنة التحكيم التي تجانست بسرعة مع بعضها البعض، وكانت تأخذ قراراتها بالتوافق بحيث لا تظلم أحداً، وتعمل على اكتشاف الموهوبين الحقيقيين وتأهيلهم للمنافسة مع أشقائهم من بقية الدول.

الثقة بالنفس

ومن ناحيتها أكدت الفنانة أحلام أنها اندهشت جداً من حجم المشاركين، وشعرت بالتعب من كثرتهم، ولم يخفف عنها سوى أن كثيراً منهم موهوبون ويتمتعون بحضور وكاريزما، وهو ما سيؤهلهم للوقوف على المسرح. وأشارت إلى أنها حرصت أن تكون اختياراتها صائبة، خاصة أنها تشارك في تجربة اختيار أصوات جديدة للمرة الأولى في تاريخها الفني، كاشفة أنها اختلفت مع زميليها في اللجنة حول ضرورة أن تكون درجة النجاح على الصوت الجيد والثقة بالنفس، التي تعتبر أهم ما يميز المطرب الناجح، مؤكدة أنها قبّلت إحدى المشاركات بعدما فوجئت بموهبتها الجبارة، فهي تعزف على آلة موسيقية وتغني وصوتها رائع ولديها حضور غير عادي.

آراء صريحة

أما الموزع الموسيقي حسن الشافعي فأكد أنه استمتع جداً بالمشاركة الأولى له في اختيار أصوات غنائية تصلح للنجومية، مؤكداً أنه شاهد خلال الاختبارات مئات المتسابقين وكان من بينهم موهوبون وموهومون، ولذا فضل أن تكون آراؤه صريحة وواضحة، فكان يثني على الموهوبين ويشجعهم، ويصدم الموهومين وينصحهم بالبحث عن مهنة أخرى، وعدم إضاعة وقتهم في مجال لن يكون لهم مستقبل فيه.