خاص "لها" - إلهام شاهين تتحدث بجرأة وتردّ على إتهامها بالإساءة الى الإسلام

القاهرة – محمود الرفاعي 19 أبريل 2022

تؤكد الفنانة المصرية الكبيرة إلهام شاهين أن مسلسل "بطلوع الروح"، الذي تنافس به خلال شهر رمضان سيكشف حقيقة تنظيم "داعش" الإرهابي، وترفض الهجوم الذي شنّه البعض عليها بسبب ملابسها في العمل. في حوارها مع "لها"، تقول شاهين إن المسلسل عبارة عن مفاجأة للجميع، وتشير إلى أنها ما زالت مؤمنة بفكرة تبرّعها بأعضائها بعد الوفاة، كما تكشف حقيقة تقديمها لمسرحية "المومس الفاضلة"، وتُدلي باعترافات جريئة كثيرة.


- كيف كان ردّك على الهجوم الذي أُثير عقب طرح إعلان مسلسلك الدرامي الجديد "بطلوع الروح" الذي تظهرين فيه بملابس داعشية؟

طوال مسيرتي الفنية لم ألتفت إلى النقد غير المدروس وتعليقات مواقع التواصل الاجتماعي، فالمهاجمون معروفة أفكارهم الظلامية، كما أنهم ينتقدون المسلسل قبل مشاهدته، وحكموا عليه من خلال البوستر فقط، وليس لمضمون الدور. الرعب الذي دبّ في نفوسهم هو بسبب صورة، فما بالك حين يتم عرض الحلقات كاملة؟! هؤلاء الأشخاص ظلاميون لا يريدون معرفة الحقيقة، وهدفنا في الفن هو كشف فضائح هؤلاء الظلاميين وتقديم كل ما هو حقيقي.

- لكن البعض يرى أن الصورة المتداولة تسيء الى الإسلام؟

هل أنا صاحبة الصورة؟ هل أنا مَن صمّم ملابس "الدواعش"؟ هذه الصورة مستمدّة من الواقع الذي نعيشه منذ سنوات؛ ولم يستطع أحد تغييره. نحن ننقل الواقع بتفاصيله، فالزي الذي ارتديته في المسلسل ليس من اختراعي ولا تصميمي، بل ترتديه المئات من الداعشيات. وأقول لمَن يهاجمني: إذا كنت مع الإسلام وضد تنظيم "داعش" فلماذا تهاجمني إذاً، فأنا أفضح مخطّطات تلك الجماعة الإرهابية.

- البعض يرى أنك تحاولين البحث عن الشخصيات المثيرة للجدل؟

لا أقدّم شخصية ضعيفة أو مستهلَكة، فكل أدواري تحمل رسائل، ولذلك تجد منها العديد المثير للجدل، فقدّمت في السينما "واحد صفر"، وفي التلفزيون "نصف ربيع الآخر"، وأنا مؤمنة برسالتي، والعمر مكتوب، ولم أخف يوماً من أحد، وللعلم مسلسل "بطلوع الروح" مكوّن من 15 حلقة فقط.

- وماذا عن مسرحية "المومس الفاضلة"؟

وسائل الإعلام ضخّمت الأمر، وأنا ما زلت مصرّة على رأيي في تقديم تلك الشخصية. كل ما في الأمر أنني كنت في ندوة مع الفنانة القديرة سميحة أيوب، وقلت إنني أحب مسرحيتها الشهيرة "المومس الفاضلة"، فقالت لي إنني قادرة على تقديمها من جديد، وأُعجبت بالفكرة.


- ما الأعمال التي ستشاهدينها في رمضان المقبل؟

سأحاول مشاهدة كل الأعمال الدرامية، خصوصاً أنني في إجازة بعد أن انتهيت من التصوير، ويمكنني متابعة بعض الأعمال، لأنني حُرمت من ذلك منذ زمن بعيد لانشغالي بأعمالي الفنية، والتي كنت أنتهي من تصويرها قبل حلول الشهر الكريم بيوم أو يومين. وفي النهاية سأتابع 4 أو 5 مسلسلات من أصل 30 عملاً مطروحاً خلال رمضان، وبالتأكيد من بينها مسلسل "الاختيار 3"، وكذلك مسلسل "أحلام سعيدة" لصديقتي الفنانة يسرا.

- قدّمتِ أخيراً بطولة قصة "حتّة مني" من مسلسل "زي القمر"... كيف عُرض عليك العمل، وما الذي حمّسك لقبوله؟

اتّصلت بي مها سليم المنتجة المسؤولة عن العمل، وقالت لي: "نحن في صدد مشروع لعمل درامي عبارة عن خماسيات، كل خمس حلقات تتناول أحد الموضوعات التي تهم المرأة"، وقبل أن تُكمل حديثها تحمّست جداً للفكرة وقاطعتها على الفور معلنةً موافقتي بحيث قلت لها: "ده أعظم شيء فكرتي فيه"، لأنني أرى أن المسلسل المكوّن من 30 حلقة لا بد من أن يتخلله المط والتطويل، وهذا يصيب المشاهد بالملل، فيضطر الكاتب أن يخلق خطوطاً فرعية لملء الوقت وتضيع في المقابل القصة الأساسية أو معالم الشخصية الرئيسة... فهذه مشكلة كبيرة بالنسبة إليّ، وربما هي التي أبعدتني عن الدراما التلفزيونية لسنوات عدة، ثم عُرضت عليّ حلقات حكاية "زي القمر" فوافقت على الفور.

- ما سرّ عودتك الى الدراما بعد غياب طويل؟

السرّ يكمن في اقتناعي بفكرة العمل، لأنني إذا لم أقتنع بالعمل فلن أقدّمه، فأنا لست موظّفة يتوجّب عليها الظهور في عمل فني في توقيت محدّد من كل عام. يهمّني أن يكون دوري في العمل جديداً، لم أقدّمه من قبل ويضيف الى رصيدي الفني. لقد قدّمت كل أنواع الأدوار، وكانت الأعمال التي تُعرض عليَّ مكررة بالنسبة إليّ، ولم أرغب في تكرار نفسي أو إعادة شخصية جسّدتها من قبل.

- لكن قد يرى البعض أن نجمة كبيرة بقيمة إلهام شاهين هي التي ترحّب بفكرة أن تكون بطلة لمسلسل 30 أو 40 حلقة.

بالعكس، النجمة الواثقة في نفسها لا تقيس أعمالها بعدد حلقات أعمالها، هناك الكثير من المسلسلات الطويلة أبطالها ليسوا نجوماً كباراً، ومن ثم لم أشعر بأن موافقتي على الاكتفاء بخمس حلقات كانت مغامرة مني، بل اعتبرت المجموع الزمني لعرض هذه الحلقات الخمس يعادل الساعتين ونصف الساعة، هي تقريباً مدة عرض فيلم سينمائي، والجمهور بات اليوم يرى مثل هذه الأعمال بشكل مجمّع... وكأنني عملت فيلماً سينمائياً، وأنا شخصياً أملّ من متابعة مسلسل من ٣٠ حلقة، وأتمنى تعميم فكرة الخماسيات بكثافة على الشاشة.

- ما تعريفك للخيانة؟

الخيانة في رأيي لا تعني أن يصل الزوج مع امرأة أخرى إلى نهاية العلاقة، فالخيانة لا تقتصر على الجسد بل تتخطاه لتشمل التفكير في أنثى أخرى... الخيانة أن تكون معي وتفكر أو تحلم بأخرى.

- ومتى يجب أن تغفر المرأة خيانة زوجها؟

من الخطأ أن تغفر المرأة خيانة زوجها لها، ويجب ألاّ تدوس على كرامتها وكبريائها، مهما بلغ حبّها لهذا الزوج، علماً أن حرص المرأة على صون كرامتها وكبريائها هو ما يعليها في عينَي الرجل، وإذا رأى أنها تعرف بخيانته وتسكت فلن يحترمها أبداً.

- ما سبب تأجيل تصوير فيلم "بنات صابرة"؟

تأجّل التصوير أكثر من مرة بسبب انشغال بعض النجوم بأعمال أخرى، والفيلم يناقش قضية مهمة جداً في المجتمع العربي وهي زواج القاصرات، ويحمل رسالة بتوعية الفتيات وأهاليهنّ، وإن شاء الله يبدأ التصوير قريباً.

- ما رأيك في الهجوم العنيف الذي تعرّضت له الفنانة منى زكي بعد فيلمها "أصحاب ولا أعز"؟

منى زكي ممثلة عظيمة وقدّمت دوراً رائعاً في الفيلم نمّ عن نضوج كبير وأناقة ظاهرة.

- ما تعليقك على مصطلح السينما النظيفة؟

أنا خرّيجة أكاديمية الفنون وتعلّمت السينما، والسينما النظيفة مصطلح غير علمي، إذ يمكن أن نقدّم في السينما موضوعاً تاريخياً أو اجتماعياً أو استعراضياً أو دينياً، لكن لا شيء اسمه "موضوع نظيف"، وللأسف المواضيع المطروحة على الساحة في الفترة الأخيرة، ليس فيها قصص حب وغرام تحتوي على مشاهد القُبلات والأحضان، وقد وجّهت هذا الكلام الى مَن يدعون إلى التمثيل الذي لا يتضمن مشاهد يلمس فيها الرجل جسد المرأة أو حتى يدها، فهذا فكر لا يتماشى مع تسلسل الأحداث الدرامية لبعض الأعمال، مثل تجسيد الفنانة دورَ ابنةٍ لأحد الأشخاص في مسلسل أو فيلم.


- هل ما زلت تؤمنين بفكرة وهب الأعضاء بعد الوفاة؟

أي فكرة أُطلق لها العنان تكون نابعة من قناعتي الشخصية ولا يمكن أن أغيّرها، وما زلت عند رأيي ما دامت أعضائي صالحة بعد الوفاة، فلماذا لا أتبرّع بها لشخص حيّ يحتاج إليها؟ أجسامنا سيأكلها الدود بعد الوفاة، فهل الدود أَوْلى بالأعضاء؟ أنا لا أبحث عن الشهرة في تلك التصريحات بل أقدم خدمة للبشرية.

- ما تقييمك لمواقع التواصل الاجتماعي؟ وهل تتابعينها؟

بشكل عام، نحن في الوطن العربي نستخدم تلك المواقع بشكل خاطئ، لذا لا أحب متابعتها ولا استخدامها، لأنها أصبحت منبراً لإطلاق الشائعات على البشر من خلال حسابات يديرها شخص يجلس خلف جهاز، وينشر مشاكله النفسية والعقلية، ويدّعي أنه على صواب وبقية البشر مخطئون، ويوجه الانتقادات ويتدخل في الحياة الشخصية للآخرين.