إيهاب توفيق: لا أغار من وائل جسار...

السينما السورية, مهرجان الموسيقى العريقة, ألبوم غنائي, إيهاب توفيق , وائل جسار, محسن جابر , محمد منير, محمد فؤاد, شهر رمضان, حميد الشاعري, ألبوم ديني, مسلسل, الثورة المصرية

21 سبتمبر 2011

إيهاب توفيق واحد من الأصوات القوية الموجودة على الساحة الغنائية، تمكن من صنع نجومية خاصة به والحفاظ عليها لمدة عشرين عاماً، قدم خلالها العديد من الأعمال الغنائية، مثل 'مراسيل' و'عدى الليل' و'أكتر من كده إيه' و'سحراني' و'الأيام الحلوة'، ولكنه في السنوات الأخيرة بدأ ينتقل من شركة إنتاج الى أخرى مع ترديد أخبار عن مشاكل يتركها خلفه في كل شركة، وهاهو يعود هذا العام ليقدم ألبوماً غنائياً دينياً بعنوان 'أرحنا يا بلال'، يتمكن به من تحقيق مبيعات عالية.
التقيناه فتحدث معنا عن الألبوم وتسجيله للأذان بصوته، ونيته الاعتزال، وحقيقة خلافه مع محمد فؤاد، ومصير الأغنية التي تجمعه مع حميد الشاعري ومحمد منير، وسبب رفضه الظهور مع حنان ترك، وعلاقته بالرئيس التونسي السابق.


- في البداية حدثنا عن ألبومك الجديد 'أرحنا يا بلال'؟
الألبوم جميع كلماته دينية، كتبها الشاعر والمنتج الدكتور وائل غرياني، وقام بتلحينها أشرف سالم، ووزعها أنور عمرو، ويضم الألبوم اثنتي عشرة أغنية، حملت قصص عدد من الصحابة والمرسلين مثل الفاروق عمر بن الخطاب، وزوجات النبي، السيدة خديجة، والسيدة عائشة، ومؤذن الرسول بلال، وكلها قصص ومواقف لأخذ الحكم والعبر منها.

- كيف جاءتك فكرة إطلاق ألبوم ديني في الوقت الحالي؟
لم يكن في مخيلتي نهائياً أن أطلق ألبوماً دينياً، فعندما التقيت المنتج والشاعر وائل غرياني قبل عام أو يزيد، وعرض عليَّ كلمات أغنية 'أرحنا يا بلال' أعجبت بها جداً، وقررت تقديمها، وبعدما انتهينا منها، فوجئت بغرياني يخبرني عن مجموعة أغنيات أخرى تحمل أفكاراً مختلفة عن سيدنا عمر والسيدة خديجة ومواقفهما، وقررنا إنتاج ألبوم ديني كامل، وانتهيت من الألبوم منتصف شهر شعبان الماضي.

- ما سر اختيار أول شهر رمضان لطرح الألبوم؟
أولاً هو لم يكن مقصوداً طرحه في رمضان، وذلك لاقتناع الشركة المنتجة بأن الأغنية الدينية أصبح لها سوق كبير وممتد طوال العام، وثانياً وهو الأهم أن الألبوم يمثل حالة فنية متكاملة، حيث توجد مجموعة من القصص المهمة لمن عاشوا مع الرسول لأخذ العبر والعظات منها.
وقد انتهينا من تسجيل الألبوم قبيل رمضان بأيام، وعندما اقترح المنتج طرحه أول الشهر المبارك وافقت، لاقتناعي بأن شهر الخير والبركة والرزق سيكون كذلك مع الألبوم.

- هل فتح المطرب وائل جسار شهيتك لتقديم ألبوم ديني بعد النجاح الكبير لألبومه 'في حضرة المحبوب'؟
مع احترامي للفنان وائل جسار، فأنا ولله الحمد كنت من أوائل المطربين الذين قدموا ألبومات دينية، وكان ذلك قبل أربع سنوات، عندما قدمت ألبوم 'إلا رسول الله'، وكان وقتها وقت الهجوم الشرس من الغرب على الإسلام والمسلمين، وطرحت الألبوم متضمناً عدداً كبيراً من الموضوعات الإسلامية والتي حققت نجاحاً كبيراً.

- كيف ترى التنافس بينكما خاصة أن شركته طرحت ألبومه الديني الجديد متزامناً مع ألبومك؟
التنافس شيء جميل، ولكن من أهم شروطه عدم وجود غيرة، وأنا لا أغار من وائل جسار لأني كما قلت سبقته في تجربة الغناء الديني، كما أن ألبومي يختلف تماماً عن ألبومه الذي يميل أكثر إلى المديح في موضوعات أغانيه الدينية، أما ألبومي فهو يحتوي على مواضيع ووقائع حدثت ليتعلم منها المسلمون، مثل حكاية السيدة خديجة التي كانت توزع الصدقات على الفقراء والمساكين، وهي دعوة ليتعلم الجمهور الإنفاق في سبيل الله.

- هل ترى أن الألبوم سيحقق ربحاً لمنتجه في ظل الظروف القاسية التي تمر بها الأمة العربية؟
أولاً أنا كإيهاب توفيق المطرب لا يهمني أن يحقق الألبوم عائداً مادياً لي، ولا أنتظر أي ربح من ورائه بل أنتظر الأجر والثواب من عند الله.
وعلى مدار تاريخي الفني كسبت أموالاً كثيرة، وخسرت أيضاً أموالاً كثيرة، ولذا فموضوع المكسب المادي لا يهمني في شيء، المهم هو تقديم عمل جيد، أتقرب به إلى الله، الذي أكرمني بأن بيعت الطبعة الأولى من الألبوم قبل انتهاء شهر رمضان، مما يعني نجاح الألبوم.

- البعض انتقدك لتعاونك مع المنتج والشاعر وائل غرياني في كل كلمات الألبوم؟
الحمد لله، أعتقد أن خبرتي في مجال الموسيقى، وعملي لسنوات طويلة في هذا المجال يؤهلانني لاختيار أعمال جيدة، وقد حرصت خلال تعاوني مع غرياني على أن أفصل بين كونه مؤلفاً ومنتجاً، والحق يقال أن جميع كلمات الألبوم كانت جيدة، ولاقت استحسان الكثيرين ممن سمعوه.

- هل اختلفت اختيارات إيهاب توفيق بعد حصوله على درجة الدكتوراه في الموسيقى عما قبل؟
طبعاً اختلفت كثيراً، وما زادها هو الخبرة والحرفية في التعامل.


لا أرى أي 'حرمانية' في تسجيل الأذان بصوتي

- فوجئ الجمهور بقيامك بتسجيل جزء من الأذان في أغنية 'أرحنا يا بلال'، ثم تسجيله كاملاً لعدد من القنوات الفضائية؟
وما المشكلة في ذلك؟ فحسب معلوماتي الدينية لا توجد أي 'حرمانية'، ولا توجد أي موانع دينية أو شرعية لتقديم الأذان بصوتي، فأنا مسلم.

- لكن البعض قال إنه لا يصح أن تغني أغاني عاطفية تحوي كلمات العشق والغرام ثم تعود لتؤدي أذان الصلاة، فما ردك؟
الأغاني العاطفية التي أقدمها ليست حراماً، فأنا لم أقدم أغنية أدعو فيها إلى ارتكاب شيء محرم، فكل أغنياتي بلا استثناء تحض على الحب وتقدير الآخر والمشاعر المحترمة، وأعتقد أن من يردد هذا الكلام يغار من نجاحي ويكرهني.

- البعض لمّح إلى أن الألبوم الديني ورفعك للأذان هما خطوة في طريق تديُّنك واعتزالك للفن. هل يراودك هذا التفكير؟
يا سيدي الفن ليس حراماً، وأنا كما سبق أن ذكرت لك لا أقدم مواضيع غنائية تدعو إلى الفسق أو الفجور أو شيء حرام لأعتزل، كما أني مثل باقي الشعب المصري متدين بطبيعته، فهو يصلي، ويزكي، ويصوم، ويؤدي فريضة الحج.

- وما حقيقية توقيعك عقد احتكار مع الشركة المنتجة لألبومك؟
أولاً أنا لا أحب سماع كلمة احتكار لأنها كادت تدمرني، كما دمرت العديد من الفنانين أصحاب المواهب الجادة. واتفاقي مع الشركة يتمثل في ألبومين أحدهما ديني، وهو الذي طرح مؤخراً، وألبوم آخر نعمل الآن على تسجيل بقية أغنياته، ليكون جاهزاً في عيد الأضحى أو رأس السنة على أقصى تقدير.

- وماذا عن هذا الألبوم؟
انتهيت من تسجيل مجموعة كبيرة من الأغنيات فيه، وهي من كلمات وألحان حمدي صديق، وحمدية التي تي، وأحمد شتا، ووائل غرياني، وأشرف سالم، ووليد سعد، إلى جانب تقديم عدد من الأغنيات مع مجموعة كبيرة من الشباب الموهوبين الذين أقدمهم في هذا الألبوم لأول مرة على الساحة.

- هل سيكون الألبوم تعويضاً عن غيابك لأكثر من ثلاث سنوات؟
أتمنى أن ينال الألبوم إعجاب الجمهور، ويكون تعويضاً عن فترة الغياب التي لم تكن مقصودة، اذ كان مفترضاً أن نبدأ العمل في هذا الألبوم مطلع صيف 2010، لكني انشغلت بالحفلات الكثيرة التي ارتبطت بها، وعقب انتهاء شهر رمضان من العام الماضي قررت العمل في الألبوم ليطرح في عيد الحب أو رأس السنة، وبعد أن انتهيت من عدة أغانٍ قامت الثورة وتوقف الألبوم.

- ما رأيك في وضعك ضمن القائمة السوداء لأعداء الثورة؟
أولاً أنا لا أعرف على أي أساس اختير أعضاء القوائم السوداء والبيضاء، وأنا طوال فترة الثورة لم أتحدث بسوء عن الثورة لأنني كنت غير مصدق لما يحدث، والمرة الوحيدة التي ظهرت فيها كانت على إحدى القنوات الفضائية برفقة الفنانة عفاف شعيب التي جلست تتحدث عن مخططات لإسقاط مصر وتدميرها، وقد لاحظ الجميع أني كنت أجلس صامتاً طوال الحلقة، ولم أتحدث أو أسب الثوار كما ادعى البعض، وكل ما قلته حتى أكون محقاً أني أتمنى ألا تتعطل البلاد.

- هل تغير رأيك بعد نجاح الثورة؟
إطلاقاً فما ناديت به قبل الثورة مازلت أنادي به، وهو أنني أتمنى صلاح حال البلد وألا تتعطل مصالحه، وهو ما ينادي به جميع المصريين الآن، بأن تتحرك عجلة الإنتاج مرة أخرى وأن نرتقي بحال البلد ونحسن اقتصاده.

- كيف ترى شكل سوق الكاسيت بعد الثورة؟
سوق الكاسيت منهار تماماً منذ ما قبل الثورة، خاصة مع ازدياد مواقع الإنترنت التي تسرق الألبومات فور نزولها الأسواق، مما يمثل خسارة فادحة لشركات الإنتاج التي بدأت العزوف عن إنتاج ألبومات جديدة.
وقد أثبتت الثورة أن الدولة عندما تريد أن تفعل شيئاً تفعله دون أي تردد، وكان هذا واضحاً عندما قطعت الإنترنت عن مصر بأكملها، ولعل هذا ما يجعلني متفائلاً بأن يبتعد أصحاب المصالح وتقوم الدولة بدورها في إغلاق المواقع التي تسرق الأعمال الفنية، لتعود إلى صناعة الفن رونقها ومكاسبها.

- هل ترى أن شكل الغناء سيتغير الفترة المقبلة؟
طبعاً، بدليل أنه بدأت تظهر على الساحة أفكار أغنيات جديدة ترتبط بالحالة العامة التي تمر بها البلاد، وقد أثمرت الثورة مجموعة كبيرة من المواهب الشابة التي تتمتع بأفكار جديدة في الموسيقى، وأنا بدأت فعلاً في التواصل معهم، وسيضم ألبومي الجديد أغنيات لشباب منهم، مع الوضع في الاعتبار أنه لابد من عدم تجاهل الشعراء والملحنين الكبار، ووضعهم في المكانة التي تليق بهم.



- طفت على الساحة الغنائية أخيراً نوعيات جديدة من الأغنيات مثل الأغاني السياسية. هل سنرى إيهاب توفيق في أغنيات من هذه النوعية؟
حسب الأغنية، فأنا ليس من عادتي أن أنقاد وراء الموجات الجديدة في الأغاني، بل أحاول أن يكون في أي ألبوم لي أغنيات طربية، ودراما، ومقسوم، وسريع، ليكون العمل متكاملاً.

- شاركت أخيراً بغناء تيتر مسلسل 'نونة المأذونة'. ألا يعد ذلك تماشياً مع موضة غناء المطربين تيترات المسلسلات؟
بالعكس... فأنا لم أوافق على الغناء في المسلسل، من باب المشاركة في الموضة كما تقول، وإلا كنت قد شاركت منذ سنوات.

- هل صحيح أنك رفضت المشاركة بالتمثيل في المسلسل؟
بالفعل كان ذلك معروضاً عليَّ، ولكنني لم أوافق، اذ فضلت عندما أظهر كممثل أن يكون العمل من بطولتي، ولذا فضلت أن أظهر في الحلقة الأخيرة بشخصيتي كإيهاب توفيق المطرب.

- دائماً ما نسمع من عام لآخر عن اشتراكك في فيلم سينمائي أو مسلسل تلفزيوني وهو ما لا يتم. هل هي مجرد شائعات؟
ليست كلها شائعات، فقبل عامين كان هناك مشروع فيلم سينمائي، وجلست مع شركة الإنتاج واتفقنا على نقاط كثيرة، ولكننا اختلفنا في النهاية وتوقف المشروع. وفي نهاية 2010 عرض عليَّ مشروع مسلسل تلفزيوني، ليعرض في رمضان الجاري، وأعجبت به جداً، ولكن الثورة أوقفته كما أوقفت 90 في المئة من الأعمال، ورغم ذلك لم أحزن، لأني قلت لنفسي لعل الوقت لم يأت بعد لخوض تجربة التمثيل.

- ما هو المسلسل الذي أعجبك خلال رمضان هذا العام؟
مسلسل 'مسيو رمضان مبروك' الذي قام ببطولته الفنان محمد هنيدي. وقد أعجبت بالمسلسل الى درجة فاقت إعجابي بالفيلم، وذلك لأن هنيدي استطاع أن ينتزع الضحكات من المشاهدين، من خلال كوميديا راقية.

- أنت من أكثر الفنانين داخل الوسط الغنائي الذين يتم اتهامهم بحب المشاكل والخلافات، ما تعليقك؟
هذه اتهامات باطلة، لأني من النوع المسالم الذي يحب أن يعيش في أمان وسلام.

- إلى أين وصلت مشاكلك الأخيرة مع محسن جابر منتج ألبومك السابق 'أحلى منهم'؟
لم تكن بيني وبين محسن أي مشاكل، فتعاقدي معه كان على تقديم ألبوم غنائي واحد، وبعده يمكن أن نجدد لألبوم آخر، وبالفعل قدمت الألبوم معه، وانتهى العقد ولم نجدد دون أي مشاكل.

- لكن البعض أكد أن المشاكل حدثت بعد أن منح محسن جابر كل اهتمامه لتامر حسني وتجاهل بقية مطربي شركته؟
لم يكن هذا رأيي وحدي، ولكنه كان رأي كل من عملوا مع محسن جابر، حتى أن الجمهور لاحظ هذا في تحجيم أغنياتي ومنع عرضها إلا على قنواته فقط، ومرة كل أسبوع أو يزيد، في الوقت الذي يهتم فيه بتامر حسني ويعرض أغنياته بشكل مكثف.
وهذا الظلم نفسه عانيت منه خلال تعاوني مع شركة روتانا، ولذا كان قراري عدم التجديد مع أي منهما.

- هل صحيح أن الفنانة الكبيرة وردة تدخلت أكثر من مرة للصلح بينكما؟
هذا أيضاً غير صحيح، ومن الشائعات التي استغربت ترديدها بشكل واسع، لأنني لا أرتبط بالفنانة وردة بأي علاقة تجعلها تتدخل لحل مشاكلي الوهمية.

- وماذا عن مشاكلك مع محمد فؤاد؟
لم يحدث أي مشاكل مع محمد فؤاد، وهو صديق عزيز من أصدقائي القلائل داخل الوسط الفني، وصاحب فضل وجميل سأرده له في يوم من الأيام. فقد استمعت منذ فترة الى أغنية تحمل اسم 'أنا' عند صديقي الملحن أشرف سالم، من كلمات شاعرة تدعى نورى، وعندما طلبتها منه قال لي إن محمد فؤاد أخذها ليضمها إلى ألبومه، فسكت، وعندما طرح ألبوم فؤاد ولم أجدها، اتصلت به وسألته عن الأغنية وإذا كان يريدها.
ففوجئت به يرسل لي مظروفاً مغلقاً وكتب عليه مجموعة كلمات رقيقة مفادها أنه تنازل لي عن الأغنية لأني سأغنيها بطريقة حلوة، على أن أرد له أي أغنية يطلبها، وفتحت المظروف لأجد كل التنازلات الخاصة بالأغنية، فاتصلت به وشكرته، لأفاجأ ببعض الصحف ومواقع الإنترنت تنشر أخباراً عن مشاكل بيني وبين فؤاد، مع أن هذا غير صحيح إطلاقاً.

- هل صحيح أنه كانت هناك شراكة بينك وبين الرئيس التونسي السابق؟
هذه كانت حرب شائعات قذرة خاضها أحد المستثمرين المنافسين لي ولشركتي في السوق التونسي، وقد أقمت دعوى قضائية عليه، لأنه لم يكن بيني وبين الرئيس بن علي، أو أي من أفراد حكومته، أي علاقة من أي نوع. إنها شائعة هدفها تشويه صورتي في تونس.

- ما آخر أخبار الأغنية التي ستجمعك مع محمد منير وحميد الشاعري؟
الحقيقة أن هناك فكرة مشروع من المنتج وائل غرياني لأغنية من كلماته تحمل اسم 'القصب'، وتحدث مع محمد منير وحميد الشاعري اللذين استمعا إليها وأعجبا بها جداً، ولكنه قرر تأجيلها لفترة.