الفنان عبد الله العامر

المملكة العربية السعودية, كوميديا, ميساء مغربي, كاتبة, رويدا المحروقي, مسلسل, عبد الله العامر

25 أكتوبر 2011

مسلسل «هوامير الصحراء» سبّب جدلا واسعا داخل الطبقات المخملية الخليجية، وأثار الكثير من علامات الاستفهام وطرح قضايا المجتمع الخليجي المخملي بصورة عصرية ورؤية مميزة منحتاه التفوق على بقية الإعمال الخليجية.
ويعدّ الفنان عبد الله العامر من أهم الشخصيات المشاركة في العمل والمشرف العام من الناحية الإنتاجية. وقد تحدّث في هذا اللقاء عن «هوامير» والأعمال السعودية والخليجية الأخرى بكل شفافية.



- ما تعليقك على الاستفتاء الجماهيري الذي أجرته «روتانا» وأعطى الأفضلية لمسلسل «توق»؟
الاستفتاء له الاحترام والتقدير، علماً أن شهر رمضان المبارك ليس مقياسا لتصنيف الأعمال من حيث نسبة المشاهدة، فثمة أشخاص كثر ليس باستطاعتهم متابعة كل حلقات العمل وهذا يدفعك لإعادة عرض المسلسل أكثر من مرة.
لا شك في أن مسلسل «توق» له نكهته المميزة ويختلف تماماً عن مسلسل «هوامير الصحراء»، إذ أن الأول قدم رؤية بصرية وإبداعية في أدب الرواية ولغة النص الكتابية، بينما الثاني قدم كجزء ثالث وامتداد لأجزاء سابقة ويتناول قضايا ومشاكل الهوامير وهي الطبقة المخملية في الخليج، واعتمد على الشفافية في الطرح بصورة احترافية غير مباشرة حتى لا نتجاوز المنطق في إظهار المجتمع الخليجي.
وأنا أعتبر أنه يكفي وجود البدر فارس الكلمة واللون المبدع الحقيقي في واحة الشعر والفن التشكيلي والأدب الروائي.

- كيف استطعتم تحقيق النجاح والتميز في الوقت الذي فقدت فيه الأعمال السعودية النجاح لهذا العام؟
نحن نحاكي عقلية المشاهد الذي يعيش عصر التقنية ولديه الدقة في الملاحظة، وعندما تحترمه في تقديم أعمال ترقى إلى مستوى فكره وثقافته تكون قد حققت النجاح على مستوى المشاهد أولاً وهذا الأهم، بعد ذلك العمل على الارتقاء بالخامة الفنية التي تقدم للمشاهد بمختلف طبقاته وشرائحه وتخصصاته، بعيداً عن الإسفاف والابتذال.
وللأسف بعض الأعمال التي عُرضت في شهر رمضان كانت دون المستوى بكثير، ولا تستحق المشاهدة أو الاهتمام بها كونها قدمت إسفافا وتهريجا وابتذالا.

- ما سر ابتعادك عن الأعمال الكوميدية؟
منذ فترة لم أشارك في عمل كوميدي أولاً لانشغالي بـ«الهوامير»، ولعدم وجود نص كوميدي مكتمل العناصر والجوانب يناقش قضية تمس المجتمع وتقترح حلولاً. وإذا وجدت النص الجيد لن أتردد في المشاركة.

- أين الخطأ الذي أوصل الكوميديا السعودية إلى هذا الوضع؟
ليس لدينا الكاتب الكوميدي المحترف الذي يستطيع رسم النص على الشخصيات من حيث التركيبة والصفات، فنضطر لتقديم فواصل من التهريج والقفشات غير المسؤولة الامر الذي ينعكس على مستوى الدراما السعودية البريئة من كل ذلك الإسفاف.

- وما الحل لهذه المشكلة؟
أتمنى أن تشكل وزارة الثقافة والإعلام والتلفزيون لجنة متخصصة لتصنيف النصوص الجيدة التي تستحق العرض.
شخصية عثمان تمتلك مساحة جيدة من العمل في الجزءين الأول والثاني ولوحظ أنها لم تأخذ حقها في الجزء الثالث ولم تحصل المواجهة المتوقعة بين عثمان وعائلة عبد اللطيف.
أنا أرى أن شخصية عثمان أخذت حقها من حيث أهمية الخط الدرامي المكتوب في السيناريو وفي محاور القصة. وفي الجزء الرابع سنرى تحولا في هذه الشخصية الجميلة من حيث التركيبة والأبعاد. وأعتقد أن الفنان سعيد قريش استطاع تقديمها للمشاهد بشكل رائع.

- هناك تركيز واضح على شخصيات معينة في العمل مثل عبد اللطيف والجوهرة وحمود فيما الشخصيات الأخرى مكملة. ألا ترى أن هذا يحصر البطولة في دائرة ضيقة؟
نحن لا نبحث في «الهوامير» عن البطولة الأحادية ولكن من الطبيعي أن تجد في كل عمل أبطالاً رئيسيين. واعتقد أن الشيخ عبد اللطيف والجوهرة والشيخ حمود وعثمان من أبطال العمل الرئيسيين لذلك تجدهم أكثر وجوداً واكبر مساحة علماً أن ذلك لم يؤثر على بقية الشخصيات في العمل، بل هناك توازن بين خطوط الشخصيات والسياق المشهدي يخدم الجميع وكل ذلك يصب في مصلحة العمل.

- ما سبب انسحاب العديد من الممثلين قبل انتهاء مشاهدهم؟
هؤلاء أصحاب النفوس الضعيفة الذين سببوا مشاكل في العمل لذلك تم استبعادهم قبل انتهاء مشاهدهم. إنهم في الواقع أعداء النجاح ولا يمتون للفن الحقيقي بصلة. وبعد استبعادهم راحوا يتوسطون عبر ميساء مغربي ليتمكنوا من العودة إلى «هوامير».
نحن نحترم كل من هو مشارك في المسلسل، ونرفض الإساءة الى جوانب النجاح فيه وأعتقد هذا حق مشروع. والحقيقة أن الفنان الحقيقي وإن اختلف مع المنتج أو زملائه الفنانين لا بد أن يحترم قوانين العمل.
وقد قرر القائمون على إنتاج العمل تغيير العديد من الفنانين في الجزء الرابع بمعنى أن هناك من سيرحل من صراع «الهوامير».

- هل سيصل ذلك إلى الطاقم الفني مثل الاستعانة بمخرج جديد لتقديم رؤية جديدة؟
بالعكس المخرج أيمن شيخاني أصبح من العناصر المهمة التي جلبت النجاح لـ «الهوامير»، فهو باق معنا ولن يرحل. وللأمانة هو متجدد وفي كل جزء يقدم رؤية جديدة وعينا مختلفة.

- هل للفنانة ميساء مغربي دور كبير في إنتاج العمل وذلك ما جعلها صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة فيه؟
شيء طبيعي أن نأخذ برأي ميساء مغربي ونحترم وجهة نظرها كونها نجمة تلفزيونية ونجمة «الهوامير» بشكل خاص. وليس لإنتاج العمل علاقة بأن نحترم رأيها... تاريخ ميساء الفني يتحدث عنها، واعتقد أنها قدمت إنتاجا جيدا من خلال مسلسل «كريمة»، وهذا اكبر رد على من شكك في نجوميتها وفكرها الإنتاجي.

- الشخصيات التي شاركت في «الهوامير» لم تضف شيئاً. فلماذا استُقدمت؟
بالعكس رويدا المحروقي وأميرة الفضل تشكلان إضافة الى «الهوامير». أما بالنسبة الى مهند فقد قدم ما لديه من قدرات وإمكانات يشكر عليها. ولا أعتقد أن تلك الشخصية قللت من مكانة العمل.

- أين صار التحضير لجزء رابع؟
نقيم الآن ورشة خاصة بكتابة نص العمل ليكون مختلفاً عن الأجزاء التي سبقته، وسيحدث تغيير جذري في شخصيات العمل والأحداث.