حطّم فيلم «المصلحة» للنجمين أحمد السقا وأحمد عز رقماً قياسياً في عدد مرات توقف التصوير، إذ شهد الفيلم منذ الإعلان عنه، عدداً من المشاكل التي تسببت بتأجيله أكثر من مرة، والتي كان آخر نتائجها خروج الفيلم من سباق عيد الأضحى المقبل. ويعتبر السبب الرئيسي لتأجيل الفيلم عدم تمكن مخرجته ساندرا نشأت من استكمال تصوير المشاهد الخارجية التي تتعدى 70 في المئة من الأحداث، وبالتالي كان قرار تأجيل الفيلم.

وكانت ساندرا قد قررت استكمال تصوير الفيلم دون بطله أحمد السقا، بعد إصابته بجرح قطعي في قدمه اليمنى، عندما كان يؤدي بعض التمرينات الرياضية في إحدى صالات الجيم، حيث زلت قدمه ووقع على ركبته، فنقل إلى أحد المستشفيات حيث أجريت له جراحة عاجلة مع إلزامه بضرورة الراحة التامة لمدة شهر على الأقل. وقد فاجأ السقا الجميع عندما ظهر خلال أسبوع واحد في مناسبتين اجتماعيتين ممسكاً بعكاز ليستطيع التنقل، وكانت أولى المناسبتين عزاء والدة صديقه الفنان محمد هنيدي، فيما كان الظهور الثاني خلال حفلة زفاف دنيا ابنة الفنان صلاح عبد الله.

أسرار

وكان أول توقف للفيلم على يد وزارة الداخلية قبل ثورة «25 يناير»، اذ أبدت الوزارة تعنتاً كبيراً في استخراج تصاريح تصوير الفيلم بسبب قصته التي تكشف فساد بعض رجال الشرطة، إلى جانب أن الفيلم يكشف النقاب عن أساليب التحريات وإجراءات الضبط التي يتبعها رجال مباحث المخدرات، وهي أمور رفضت الداخلية وقتها الكشف عنها بهذا الشكل، من منطلق أنها أسرار خاصة ودقيقة وفق بيان الوزارة وقتها، ليتم تعديل بعض المشاهد وتبدأ المخرجة تصوير الفيلم.
لكنه سرعان ما توقف للمرة الثانية بسبب اندلاع الثورة وحالة الفوضى الأمنية، التي دفعت منتج الفيلم وائل عبدالله إلى وقف التصوير إلى حين استقرار الأوضاع. وأعيدت صياغة السيناريو بما يتناسب والوضع الجديد الذي تمر به البلاد.

وفي تموز/يوليو الماضي عاد فريق الفيلم إلى استكمال التصوير، لكن العمل توقف مرة ثالثة بسبب صعوبة التصوير في منطقة سيناء التي تدور فيها عمليات تهريب المخدرات بسبب سوء الحالة الأمنية هناك، وصعوبة تأمين الفنانين ومعدات التصوير، مما اضطر المخرجة ساندرا نشأت لتغيير أماكن تصوير مشاهد تجارة المخدرات والمطاردات والانتقال إلى محمية وادي دجلة نظراً إلى تشابهها من حيث الطبيعة والتضاريس مع منطقة سيناء.

اختلاف على الأجر

وما ان انتظم فريق العمل في التصوير، بعد المقابلة التي أجراها بطل الفيلم أحمد السقا مع وزير الداخلية الجديد منصور العيسوي، والتي طمأنه فيها الى أنه لن يظهر جميع رجال الشرطة فاسدين، وقعت مشكلة جديدة بين أسرة الفيلم والداخلية أدت إلى التوقف الرابع للفيلم، وذلك بسبب الاختلاف على المقابل المادي الذي ستتلقاه الوزارة من منتج الفيلم، مقابل مشاركة مئات الجنود لتصوير بعض المشاهد، ليتم حل الأمر بعد أسبوعين من المفاوضات على الأجر بعد مبالغة الداخلية في أجور الجنود.

يذكر أن أحداث الفيلم تدور في عالم المخدرات وطريقة تعامل ضباط الشرطة مع التجار، وذلك من خلال الضابط الذي يلعب دوره أحمد السقا، والذي يتصدى لأحد أكبر تجار المخدرات (أحمد عز). ويشارك السقا وعز في بطولة الفيلم حنان ترك، وصلاح عبد الله، وزينة، وكندة علوش، وعمرو يوسف، وأحمد صلاح السعدني.