باسكال مشعلاني: لهذا السبب ابتعدت عن عقدين من الفن والأضواء

مقابلة, أطفال النجوم, سالم الهندي, ألبوم غنائي, ماجدة الصباحي, الأمومة, باسكال مشعلاني, شركة روتانا, ملحم أبو شديد

14 نوفمبر 2011

قد لا تروق أغنيتها الجديدة المرأة العصرية المصرية التي بات لها كما الرجل حق التهديد بالطلاق أو امتياز الخلع النسائي. ولكن باسكال مشعلاني في أغنيتها الجديدة تقارب التهديد بالطلاق بطرافة بعدما امتلكت المرأة حياتها وتصالحت مع قدرها وبعدما كانت كلمة الطلاق تهزّ كيانها. مرة أخرى غنّت اللون شعبي الذي قالت إنها أول من أدّته بإيقاع البوب في لبنان، منتقدة تلاشي المبادئ الرقابية التي خضعت لها منذ خمس سنوات... تحتفل بطفلها فتهديه أغنية وتحتفل بعودتها فتؤدي أغنية شبيهة بقطعة حلوى تسخر من فحواها المُر قبل إنجاز ألبومها الذي سيقرر علاقتها مع شركة روتانا. باسكال مشعلاني بعد غياب.


أرجئت المقابلة بعدما أصيب ابن باسكال مشعلاني إيلي بمغص مفاجئ ... توضح باسكال:
عمر ليلّو شهر ونصف الشهر، وللمرة الأولى يصاب بالمغص. لم أتكيف مع هذه الظروف بعد خصوصاً أن المناخ في لبنان يتبدّل حالياً.

  - ترتبكين فوراً؟
 نعم رغم وجود والدتي ومساعدة لي في المنزل. أنام إلى جانبه ولا أفارقه منذ البارحة.

- ما غيّرت فيك الأمومة؟
عليك أن تسألي عما لم تغيّره الأمومة فيّ. كل شيء. المسؤولية أولاً. في منزل الأهل لي حق النهوض ساعة أشاء، أتدلل ساعة أشاء وكل الأمور تسير بتوقيتي بينما مع ولادة إيلي بتّ أضبط حياتي وفق مواعيده. تلاشت أنانيتي، أنانية الإهتمام بالنفس والراحة. لقد أصبح كل ما في حياتي. يمنحني الحب والأمل ولحظة حَضنه وتنشق رائحته أشعر بأنني ملكت الكون بأسره. أجمل ما في الأمومة العطاء دون حدود.

- من يشبه؟
نسخة عني خصوصاً وجنتيه وأنفه وثغره واستدارة وجهه.

- هل تغنين له أغنية فريال كريم «عم بيزعلني ليللو»؟
أكيد وأغنيتي التي أعجب بها الجمهور ونالت أصداء إيجابية خصوصاً أن إسم إيلي شائع في لبنان. حين يرفض الحليب أغني له أغنية "عم بيزعلني ليللو" للفنانة فريال كريم رحمها الله. كما أغني له أغنية "هالصيصان شو حلوين" و"يللا تنام" للسيدة فيروز ليغفو.

- سرت بخطى فنانين كثر أعدّوا أغنيات لأطفالهم، نانسي عجرم وملحم زين وماجد المهندس، كذلك صباح وفيروز  في الماضي. علام حرصتِ في إعداد أغنيتك؟
هي أغنية نابعة من قلبي. حين علمت بخبر حملي بدأت بالغناء له كل ما حضر في بالي. أنا فنانة وصوتي جميل وأغني للملايين وللكثير من الأطفال بمناسبة، هل يعقل ألاّ أغني لإبني خصوصاً أن والده ملحن؟ اخترت نصاً معبّراً من كلمات ملحم أبو أنطون وألحان زوجي ملحم أبو شديد ليذكرنا إيلي حين يكبر. أمس وحين كان يعزف له والده على البيانو لأنه كان مستاءً ألفنا له أغنية خاصة للنوم كذلك أغنية للجدة (والدتي تسكن في المبنى نفسه).

- ثمة من غنى ألبومات كاملة للأطفال. ما هي الأعمال التي أعجبتك؟
أحببت أغنية ملحم زين "علي" كثيراً، كذلك "شاطر شاطر" لنانسي عجرم. أغانيها كانت رائعة، فالطفل يجب أن تلمسيه بذاته أي مخاطبة إدراكه من خلال الدخول إلى عالمه وتمسين طفلة مثله. كما أن هيفاء غنت أعمالاً جميلة.

- تقصدين أغنية هيفاء وهبي «بوس الواوا»؟
لا. لا أقصد «بوس الواوا» بل أغنيتي «لما الشمس تروّح» و«بابا فين».

- تغنين على الدوام لصباح أغنيات «يا دلع» و«الغاوي» و«زي العسل» ... هل شاهدت مسلسل «الشحرورة»؟
خلال فترة حملي  كنت أشاهد الكثير من الأفلام الأجنبية وأتمشى في الجبل وأقرأ. شاهدت هذا المسلسل، لقد أعجبني أداء الفنانة كارول سماحة لكن دون شك طغت المبالغة على سرد قصة صباح. وهنا أريد أن أطرح سؤالاً : هل يمكن أن تكون هذه نهاية صباح التي ختم بها المسلسل؟

- هل يحق لنا كشف سلبيات الحياة الشخصية لصباح التي أثرت التاريخ الفني اللبناني والمصري بدل تكريمها بعمل يصوّر عطاءاتها؟
لا يحق لنا ذلك، فالحياة الشخصية هي ملك كل إنسان وهي حرة. ليست هذه هي نهاية الصبوحة وحيدة. هناك الكثير ممن حولها من المقربين والمحبين ومصفف الشعر جوزيف غريب. لمَ وضعوها  في هذه الصورة، وهذا بمعزل عن أن كارول سماحة كان تمثيلها رائعاً. الخيال الذي تتسم به السير الذاتية عادة لم يكن مقبولاً.  هناك الكثير من التفاصيل الجميلة في حياة صباح لم يتطرق إليها المسلسل خصوصاً علاقتها مع الملحنين اللبنانيين والمسرح اللبناني.

- كنجمة غنت لصباح من أنصفها بصوته فضل شاكر أم رولا سعد؟
لا تضعيني في هذا الموقف، فضل بإحساسه وأنا بإطلالتي ورولا بدلعها. ولكن ما من أحد يمكن أن يأخذ دور صباح. كل منا حاول تكريم صباح على طريقته، عبر بحة الصو ت والإطلالة والغنج.

- قرأت الكثير خلال فترة الحمل؟
نعم توقفت كلياً عن أي نشاط فني. لم أصعد على أي مسرح حتى طلب مني أن أظهر وأنا حامل على أغلفة المجلات لكنني رفضت رغم أنني كنت في غاية الجمال خلال فترة حملي. كنت رائعة جداً. قررت أن أعيش هذه الفترة بعيداً عن الأضواء وأن أملكها وحدي. قرأت الكثير عن الأطفال وعلم نفس الأطفال والتربية وتحضير غرفة الطفل. لهذا السبب ابتعدت عن عقدين من الفن والأضواء، لأختلي بحملي وأعود بطاقة وحب وقوة واشتياق أكبر. كنت في عالم آخر.  ولكني كنت أيضاً أختار بعض الأغاني لألبومي الجديد، لم أكن في سباق مع الوقت.

- اختبار صغيرطفلك عمره شهر ونصف الشهر . ما التغيير الذي طرأ عليه؟
لا يبصر قبل تجاوزه شهره الثاني. يرى أطيافاً الى حين يتركّز نظره. لا يعرف الآن إلاّ والدته من خلال صوتها ورائحتها.

- لماذا ابتعدت عن اللون الخليجي الذي برعت في أدائه بمعزل عن أن عباءة الصحراء ناسبتك كثيراً؟
أولاً أنا لم أغنِّ اللون الخليجي إرضاء لأهل الخليج واقتناص إحياء حفلاتهم.  هل تعملين أن هذا ما يفكر به البعض؟ هناك الكثير ممن يفكرون هكذا أو حتى غناء ألبوم كامل للتقرب أكثر من أهل الخليج.  بينما من يحب فنك سيرغب في سماعك سواء باللهجة اللبنانية أو المصرية... غنيت اللون الخليجي لأنني أعجبت بالأعمال التي عرضت عليّ.  غنيت «حبيبي غير» الخليجي البوب المودرن. هناك الكثير ممن يتصلون بي ويرغبون في أن أغني من أعمالهم، عرض علي الكثير لكنني أتطلع الى أغنية بمستوى «الدنيا دوارة» التي أديتها من ألحان الكبير عبد الرب إدريس. 

- معروفة بغنائك للّون الشعبي العفوي، إلى أي مدى تغيّر مفهوم الشعبي فنياً؟
أنا أول من أدخل اللون اللبناني الشعبي البوب إلى مصر وغنيته في تونس والمغرب. «نشفتلي دمي» العبارة الشعبية اللبنانية والcatchy (اللافتة) التي نحبها ونردّدها في يومياتنا حتى أغنيتي الأخيرة «عم بتهددني».

- ماذا عن هذه الأغنية. أتيت على ذكر الطلاق بعد زواجك!
في بداية زواجي سمعت هذه الأغنية لوائل أشعر ومن ألحان زوجي. أحببت الأغنية لأنه لم يسبق أن غنى أحد للطلاق. استغرب البعض حين اخترت هذا الموضوع رغم أننا نعيش ثقافة التهديد بالطلاق، والدليل تكرارها في الدراما العربية وإن بأسلوب طريف. حين سمعت الأغنية التي تقارب هذا الموضوع كان لا بد من أن أؤديها، فهذه الكلمة وإن قيلت في إطار ساخر تبقى خطرة وقد تهدم البيت أحياناً. أرجئ عرض الأغنية ثمانية أشهر بسبب الأحداث المتسارعة في العالم العربي. صور الكليب تحت إدارة المخرج فادي حداد للمرة الأولى، وكنت حاملاً في شهري الثاني.

- بمَ تصفين الرجل الذي يهدد المرأة بالطلاق؟
الرجل الذي يهدد بالطلاق فاقد لرجولته، لا يمكن لهذا التهديد أن يكون طريفاً. هو جارح حتى لو لم يكن جدياً. لا يمكن للخلافات بين الزوجين أن توصل الزوج إلى هذا الأسلوب، ثمة حلول «أكثر رجولية» كتحكيم العقل والقلب والإبتعاد لفترة زمنية معينة.

- كيف تصفين المرأة التي يهددها زوجها بالطلاق؟
هي أيضاً بات لديها حق الخلع في مصر، ولها امتياز التهديد. إنما بشكل عام، هي امرأة مكبوتة الحرية وذليلة. ومع ذلك، أعتبر أن التهديد بالطلاق يجعل المرأة أحياناً أكثر قوة لأن حقوقها باتت أقوى. فهي وإن حصل الطلاق قادرة على استئناف حياتها. لم يعد الطلاق تهديداً للمرأة فعلى أثره تبدأ حياة جديدة بمنتهى السهولة اليوم.

- تنتمي أغنيتك إلى اللون الشعبي. لمَ ابتعدت الشعبية عن الرومانسية؟
 ما حصل اليوم أن الشعبي يوازي المزمار والطبل و«عليهم». لم يعدْ ما غنته صباح ونجاح سلام. الشعبي هو الكلام العفوي والإيقاع الجميل. للأسف العودة إلى الفولكلور اللبناني مغلوطة، نفتقد الإيقاع اللبناني البلدي والموال طريف الذي قدمته. هناك  زحمة إيقاعات غير مفهومة وصرعات دون معنى. نفتقد  الكلمة الجميلة. الأنوثة المبطّنة لم تعد حاضرة كما في أغاني صباح، وأتحدى أي نجمة أن تغني كلمات صباح الجريئة كالغناء للهواء الذي يطير فستانها وألاّ تكون مبتذلة.

- تكترث بعض النجمات لتطيير الفستان أكثر؟
جرأة الأنوثة المبطّنة لم تعد حاضرة، نفتقد النظرة «الكلاس» و«الإبتسامة الكلاس».

- من هم نجوم اللون الشعبي اليوم؟
ملحم زين وفارس كرم ونجوى كرم.

- ماذا عن جرأة فارس ونجوى كرم؟
 تخدم الجرأة الأغنية أحياناً. أحببت نجوى كثيراً حين غنت «ما في نوم بعد اليوم إلاّ جنبك حبيبي»، أؤدي هذه الأغنية لطفلي.

- ثمة من انتقد هذه الأغنية لكلامها الجريء والمباشر؟
 نية المستمع هي التي تحدّد التفسير. أنا مثلاً أغنيها لإبني.

- نذكر أن إحدى أغنياتك المصورة خضعت للرقابة وحذفت منها مشاهد عدة على شاشة روتانا قبل خمس سنوات. إلى أي مدى تبدّلت الأسس الرقابية اليوم خصوصاً أن هذه الشاشة باتت تعرض إطلالات أكثر جرأة؟
 ما نراه ونشاهده اليوم على الشاشات الأرضية  في وضح النهار هو واقع يخدش الحياء وأمور لا يمكن بثها إلاّ بعد منتصف الليل. هناك تطرف في الجرأة خصوصاً حين نشاهد ساقي فنانة وكتفيها. «وين كنا ووين صرنا»؟ أين الرقابة؟ هل ثمة انفتاح لا نقوى على مواكبته؟ تشمل الرقابة الأشياء السطحية.

- بعد عشرين عاماً من الفن هل أنت راضية عن موقعك، خصوصاً أنك وقفت على أهم مسارح في العالم العربي؟
كرّمتني كثيراً وزارات الثقافة العربية ونلت جوائز عديدة.  كنت من أول من دخل ماليزيا وأندونيسيا. قدمت الكثير ولا حدود لطموحي، ولكن المرحلة التي أعيشها اليوم على صعيد حياتي الشخصية ونجاح أغنيتي الأخيرة أشعرتني بالتوازن الجميل بين الفن والعائلة. والأهم هو العائلة لأن الفن سأتركه يوماً وأكتفي بأسرتي وأولادي. (حرام يفني الفنان حياتو للفن).

- هل أنصفتك روتانا؟
جداً، من ألبوم «شو عملتلك أنا» حتى أغنيتي المنفردة الأخيرة «عم بتهدّدني». علاقتي  جيدة مع كل من في روتانا وعلى رأسهم رئيس شركة روتانا للصوتيات والمرئيات سالم الهندي. انتهى العقد معهم وأعطيتهم أغنيتي ليبثوها. وحين أنجز ألبومي الجديد سأقرر بكل حب واحترام التجديد أو التعاقد مع شركة أخرى. كنا في السابق نوقع عقداً مدته ثلاث سنوات، أما اليوم فكل عمل على حدة، وهذا يريحني أكثر  بعيداً عن الإحتكار وانسجاماً مع الأوضاع  العربية المضطربة.

- ما هي الخطوة التالية؟
أرغب في الصعود إلى المسرح فأنا ابنته. لمَ يرفض جيلنا الفني إحياء المسرح الغنائي؟ أنا شغوفة بالمسرح اليوم وأكثر جهوزية للتمثيل. أتحضر حالياً للغناء في دار الأوبرا في القاهرة. لقد وقع عليّ الإختيار لتمثيل لبنان بأغنية وطنية الى جانب مجموعة من فناني العرب.

- لكن دخولك إلى مصر كان رهن قبلة؟
 نعم (تردد أغنية صباح : "بوسة ما بسنا وعقلن طار كيف لو بسنا شو كان صار"). وقّعت عقداً في السابق لأداء دور فتاة جنوبية مناضلة لكن الظروف اعترضت انجازه. أحب الجنوب كثيراً وغنيت كثيراً لتحرير الجنوب وحرب تموز/يوليو 2006 وكرّمني الجيش. الجنوب رائع.

- من هم زملاء بسكال مشعلاني الذي سطعوا معها؟
الأميرة الصغيرة وكلوديا الشمالي. البعض فضّل العائلة فيما لم يجد البعض الآخر شركة إنتاج.

- ما كان ضمان استمرارية باسكال طوال هذه السنوات؟
جمهوري أولاً، فقد واجهت كل الضغوط التي مررت بها والمنافسات. لاحظت مدى اشتياق الناس لي خلال فترة حملي، وطلبوا مني ألاّ أطيل الغياب.

- انتظروا رؤيتك عروساً بالأبيض
... بتّ أعشق اللون الأبيض بعد زواجي وقد أرتدي فستاناً أبيض بعد زواجي. صوري بالأبيض في أغنيتي «عم يمضى الوقت» و«بحبك أنا بحبك» هي صور زفافي الرسمية في المنزل، وقد وضعتها في إطارات. اكتفيت من رش الأرزّ والورد الذي استقبل به في الحفلات والمهرجات، شعرت بنفسي عروساً أكثر من مرة.

- يجمعك مشوار طويل مع الملحن ملحم أبو شديد. متى شعرت بالحب تجاهه؟
اقتصرت علاقتنا على الصداقة والتعاون كملحن وعزيز يسدي إلي نصائح فنية. نتعاون منذ 11 عاماً ولكنني أحبه منذ ست سنوات. كنت طوال الوقت أتأكد من حقيقة المشاعر التي يكنها واحدنا للآخر.

- كنت في حالة مد وجزر، "باسكال وزواج مرتقب" ثم "باسكال لا للزواج"... ممَّ كنت تخشين؟
  أنا إنسانة حريصة جداً في كل تفاصيل حياتي رغم أنني أؤمن بإرادة الله. لكنني كنت أخشى من أنانية الفن التي قد تنتصر على الحب، وأدركت أن زوجي يحترم أعمالي مع الملحنين الآخرين ولا يفرض عليّ آراءه وأعماله، كذلك أنا.

- ما هي أجمل أعماله التي أداها غيرك؟
«لو حبنا غلطة» و«حبك عذاب»، لوائل كفوري. عملان استحقا جائزة «الموريكس دور».

- رزق وائل كفوري أيضاً بليللو؟
 نعم، لكن مولودة أنثى (ميشيل) وأظن أن زوجته وضعت في اليوم نفسه الذي أنجبت فيه.

- قلت لنفسك «عم يمضي الوقت» حيث قررت الزواج والإنجاب فوراً؟
 لا. لم أتزوج لأن الوقت يمر. تزوجت حين أدركت أنني فعلاً أحب بقلبي وعقلي ووجدت الإنسان الذي أشعرني بجهوزيتي لإكمال حياتي برفقته. لا أقدم على أي شيء بناء على عامل الوقت أو لإرضاء أحد. أحببت وعشقت ووجدت الشخص الذي يفهمني بحنانه وعقله.

- ماذا تقولين لمن يؤجل قرار الزواج كرمى النجومية؟
 لا أحب تقديم النصيحة، لأن الإنسان بطبيعته لا يحب من يسدي إليه نصيحة. لكن كإمرأة ما يمكن قوله إن أجمل ما في الزواج الأمومة ولا أثمن منها ولو حملت النجمة جوائز الكون بأسره. لو حملت ألقاب الكون بأسره ما من شيء يضاهي إحساسها بأنوثة أمومتها. قد لا يعني هذا الشعور للبعض لكن هذه لحظات الحياة الأجمل.

- يولّد التعاون المهني الألفة عادة، فثمة نجوم تزوجوا بعد فيلم أو مسلسل
... نعم، فاكتشاف الآخر يكون من خلال مواجهة الصعاب والمواقف المهنية والأسفار والنجاح وما في الكواليس والفرح والإنتظار. لكن يجب على الثنائي الذي يتعاون مهنياً ألاّ يبني على ما ولّدته المسافة القريبة، عليه أن يترفع عن الجانب المهني ويتأكد من حقيقة المشاعر لأن النجاح قد يجذب البعض دون أن يعني ذلك نجاحاً على صعيد الإرتباط. ولذلك كنت صبورة في قرار زواجي.

 - من يرصدْ أرشيفك يرَ فيك فنانة تجاري الموضة وجريئة في خياراتها من «ولا ده ولا ده» حتى اليوم. هل فكرت في عالم الفوازير؟ الفوازير ليست عالمي، فأنا لست خبيرة في الرقص.  قد أرقص لنفسي اللون الشرقي فقط.

- حين تشاهدين أعمالك منذ عشرين عاماً حتى اليوم ماذا تقولين لنفسك؟
 صورتي هي ذاتها، ما تغيّر هو لون شعري فقط. من أول أغنية «مش وقت اللي بدك بتفل» حتى اليوم. أقول لنفسي بأن النجاح لم يسرق عفويتي بل نضجت فنياً. كما أفتخر بملامحي التي لم تتبدل منذ عشرين عاماً.

 - أي أنك لم تخضعي لأي عملية تجميل؟
تماماً، لكنني لست ضد الخضوع لعمليات التجميل.  أحب مظهري كما أنا، لأن من يحبني يحبني لأني حقيقية، فلا حاجة إلى التحوّل أو التشابه. أنا مع العمليات التي تحسن المظهر إذا تقدمت في السن لكنني اليوم أجد نفسي جميلة جداً.

- طارق رزق، العارض ومصفّف الشعر الذي صورت معه أكثر من كليب، ألم تخافي من تكرار التعاون معه؟
لقد نجحنا في «إنت بتروح» و«عم يمضى الوقت» وأؤمن بأن الثنائية الناجحة تبرّر التكرار. كما كنا نرغب في مشاهدة أفلام تجمع نجلاء فتحي وحسين فهمي وأعمال درامية لهند أبي اللمع وعبد المجيد مجذوب.

- لم تفكري في الإستعانة بعارض أجنبي؟
أفضل الشاب الشرقي والعربي الأسمر لأنه يناسبني أكثر، إنما الإستعانة بعارض أجنبي في أغنية عربية لا يشعر معي بل يطبّق توجيهات المخرج أمر مضحك. كما لو أننا نسخر من بعضنا. لمَ استعين بعارض أجنبي؟ لأنه وسيم؟ نحن العرب وسيمون أيضاً. بمَ يتميّز عنا الغرب؟

- ظهرت أطول من طارق رزق؟
لا هو أطول مني لكن الكسور في قدمه ويده جعلته منحنياً.

- كم طولك؟
 1.78متر.

- هل فكرت في عالم عرض الأزياء في سن المراهقة؟
خلال الدراسة كنت أشارك في حفلات تنظمها المدرسة لكنني لم اشعر أبداً بأن عرض الأزياء يصلح لأن أمتهنه. كذلك بحة صوتي مكنتني من تلقي عرض تدريب لأكون مذيعة. لم أشعر إلاّ بأنني فنانة منذ الصغر.

- ما هو أجمل إطراء تلقيته على طولك؟
الإطراء الخاص  بعينيّ أكثر بكثير.

- مستعدة للتخلي عن الكعب؟
 أتخلى عن الكعب المرتفع خلال النهار، فزوجي بطولي ورغم ذلك لا أعد نفسي امرأة طويلة. يجبرني المسرح على انتعال الكعب المعتدل الطول لا الشاهق المزدوج النعل الذي تصنعه دار شهيرة وكأنك تمشين على الضباب. يحرص و"يموت" البعض على انتعال أحذيتها وأنا انتقدها.

- نحن مصابون بعقدة الإسم التجاري...
كثيراً، لا أدرك السبب. قد أرتدي أزياء من دار شانيل لكنني لا أكترث لإظهار الدار الفاخرة التي توقّع إطلالتي. لكن ثمة من يستمد أهميته من الإسم التجاري الذي يرتديه، وكأنه يؤكد أن الإسم التجاري يمنحه قيمة. بينما في حقيقة الأمر الشخص هو القيمة الحقيقية لكل ثوب. لذلك في الصحافة الغربية يقارنون الثوب نفسه على أكثر من نجمة.

- ما أكثر الأسماء التجارية التي تفضلينها؟
 تييري موغلر ودولتشي إي غابانا ودور إيطالية غير شائعة عربياً.

- ماذا عن عطرك؟
 Lady Million من Paco Rabanne. أظن أنه يعجب طفلي فهو ناعم. 

- عادة يتوّج النجوم مشوارهم الفني بإطلاق عطر أو إعلان فاخر أو مشروع تجاري. لمَ أنت بعيدة عن هذا العالم؟
جرى الحديث أخيراً عن إطلاق عطر بإسمي، وهذا عرض تلقيته قبل ثلاث سنوات. هو عطر عربي استأنفنا الحديث عنه لأنني أحب تركيب العطور شخصياً. أنا أول من ظهر في إعلان تجاري لشامبو  Head & Shoulders قبل عقد من الزمن وانتُقدت لقبولي هذا العرض أثناءها. على مدى سنتين عرض هذا الإعلان على كثير من الشاشات كما ترجم إلى التركية.

- بتنا اليوم نحن من نترجم للأتراك؟
نعم، وقد عشقنا أعمالهم الدرامية. تابعت مسلسل "إيزل" خلال حملي بشغف.


أخيراً

- هل أنت شخص طريف كما بدوت في أغنيتك المصورة أخيراً؟
 نعم، هذا ما يقوله الأصدقاء، لكن للأسف في مقابلاتنا الإعلامية قلما تظهر شخصية الفنان الحقيقية. أحب الضحك وإعداد المقالب. لا أحب التقيد بخطواتي بل العفوية.

- ما أطرف شجار بينك وبين زوجك اخيراً؟
طلبت منه أن يحضر  ست علب من الحليب لإيلي. فأجابني "هل ستندلع الحرب قريباً؟". أشعر بالراحة إن كانت الكمية كبيرة في كل ما يتعلّق بطفلي. عاد إلى المنزل دونها. فتساجلنا كلامياً.

- من هو الفنان الذي وضعت ألبومه في سيارتك أخيراً؟
  أفضل الإستماع إلى الراديو.

 - ما هي آخر الأعمال المصورة التي أعجبتك أخيراً؟
أسمي لها إسما فتتعجب. وتشير إلى أنها إذا توجّهت بنقد سلبي إلى أحدهم سيكثر قراء هذه المقابلة لكنها تفضل أن تكون مقابلة جميلة.

- ما هو الفيلم السينمائي الذي شاهدته أخيراً؟
فيلم جنيفر أنيستون الأخير.

- ما هو أكثر موقف محرج تعرّضت له أخيراً؟
في شهر حملي التاسع، قابلت امرأة وابنتها في أحد المراكز التجارية، ألقتا التحية علي وطلبتا مني التقاط صورة معي. سألتاني عن غيابي الفني وكانت المفاجأة أنهما لم تتنبها لأنني حامل حين أجبتهما : «بعد الولادة سأعود بأغنية».

- من أنت في جملة واحدة أخيراً؟
أم ليللو بس.

- ما هي أغلى فاتورة دفعتها أخيراً؟
 لوازم لطفلي، مجموعة ثياب من كينزو وبيربري.

- ما الذي علمتك إياه الحياة أخيراً؟
أشكر الرب على كل شيء وأقوى على الصعاب والتجاهل.