نشرة ال.بي.سي.آي LBCI الجديدة

قناة ال.بي.سي, ديما صادق, نشرة الأخبار, جورج غانم, رندا الضاهر

14 نوفمبر 2011

فاجأتنا نشرة ال.بي.سي.آي.LBCI الإخبارية بحلّتها الجديدة بمستوى آخر من الأخبار: لا تصريحات سياسية ولا مؤتمرات صحافية ولا استقبالات ولا وداعات. نشرة هي أقرب ما يكون الى هموم الناس ومشاكلهم اليومية وتطلعاتهم وأحلامهم. نشرة  تندرج تحت الشعار الجديد للمحطة «ال.بي.سي. القصّة كلّها»، تلاحق ذيول كلّ قصّة وتمسك بأطرافها المختلفة وتبحث عن خلفياتها وتكشف خباياها، بأسلوب عرضي موضوعي لا يتّخذ جانباً إلا جانب الحقيقة، ولا يلتزم إلا بها، كي يتسنى للمشاهد معرفة «كلّ القصّة» فيحلّل بنفسه ما وراء الخبر الصادق واليقين والموضوعي، كما تؤكد المديرة العامة للمحطة نائبة رئيس مجلس إدارة «ال.بي.سي.أي» رندا الضاهر.


استديوهات مجهّزة بأحدث التقنيات، مراسلون ميدانيون موزعون في كلّ المناطق يبحثون عن أفضل القصص وأكثرها إيلاماً وإدهاشاً وجذباً، تقارير سياسية واجتماعية واقتصادية موثّقة من أكثر من مصدر، مقدمون بخبرات وكفاءات منوّعة يتحركون داخل أقسام الأستوديو، ضيوف سياسيون ومحلّلون... كلّ ما تحتاجه المحطة من أجل تقديم الخبر الكامل والموثّق في نشرة تفاعلية متطورة أرادها القيّمون على المحطة تحدياً ريادياً جديداً لمواكبة التطور الذي يشهده عالم الصحافة والإعلام.

وجهان جديدان أضيفا الى لائحة مقدمي نشرة ال.بي.سي. آي. الإخبارية المعروفون هما جوزيان رحمة وأولينا الحاج. وجهان جديدان وأسلوب جديد في التقديم أكثر بساطة وقرباً من الناس، وخصوصاً أكثر مهنية. أما التقارير فقد اتسمت بتراجع المراسلين على حساب تقديم القصّة وأبطالها ومشاهدها المنوْعة والمساهمين في حلول عقدتها، مع إمكان متابعة كلّ مراسل على twitter حيث يمكنه أن «يغرّد» بمعلومات لم ترد في النشرة ومشاهدات خاصّة من قلب القصّة لم يتضمنها التقرير، أو حتى إضافات وآراء شخصية. عالم وسائط الإعلام ليس بعيداً عن النشرة وصانعيها، وهو ما تفرضه اليوم الثورة التكنولوجية.

والأهمّ في كلّ هذه التغييرات هو عمل فريق الأخبار بكلّ عناصره من مراسلين ومقدمين ومحررين وتقنيين، بروح تعاونية واحدة ونَفَس واحد، وهو الأمر الذي تجلّى على الشاشة الصغيرة خليّة نحل منتجة لا تهدأ. لذا يحرص المسؤولون عن النشرة على تنويع الريبورتاجات في نشرة الساعة الثالثة بعد الظهر، وعدم تكرار أيّ منها في نشرة الثامنة مساء. وأوكلت الى الإعلامية غيتا قيامة مسؤولية الإشراف على ريبورتاجات النشرة ومراقبة جودتها وشمولها كلّ العناصر المطلوبة. أما حصّة الأخبار الإقليمية والعالمية فهي نفسها في النشرة القديمة، مع إمكان أن تُقدّم على الأخبار المحلية عند اللزوم. أهمية الخبر هي التي تفرض مكانه في النشرة.

وكان واكب إطلاق النشرة الجديدة موجة من الشائعات والقيل والقال سادت الأوساط الإعلامية، إذ تردّد ان التغييرات الجديدة ستضع حداً لهيمنة الشقيقين غانم على الأخبار في ال.بي.سي.آي. وتقضي على الخط السياسي الذي رسماه للمحطة، هذا الخط الذي وصفه البعض في عزّ انقسام الساحة السياسية اللبنانية الى معسكرين هما 8 و14 آذار، بخط «غانم آذار». لكن مصادر في المحطة تؤكد اليوم أن لا وجود في الأساس لخط سياسي باسمهما، إذ ان جورج ومارسيل يمثلان المحطة ويلتزمان بالخطّ السياسي الذي رسمته لهما، لا بل هما الأكثر التزاماً بهذا الخط، وهو خط وسطي على مسافة واحدة من الجميع. جورج غانم كما مارسيل ينفّذان قرارات إدارة المحطة في اتّباع الخط الوسطي، والجميع هنا يعمل كفريق واحد.

وتؤكد المصادر ان النشرة الجديدة تلتزم الخط نفسه من حيث الموضوعية والمسافة الواحدة من الجميع. ولن تكون منبراً لهذا السياسي أو ذاك. لقد اكتفى اللبنانيون من سماع ما يريد السياسيون أن يسمعوهم، ومن حقّهم أن يسمعوا كلّ الأطراف المعنيّة قبل أن يقرّروا من يصدّقون ومن يكذّبون. وهو ما ستفعله نشرة ال.بي.سي.آي.
ولكن هل هناك مكان لنشرة من دون لون، في وقت تتّجه نشرات أخرى الى تلوين محتواها وإضافة نكهة حزبية عليها ترضي جمهورها المحازب؟

تجيب المصادر عينها: «لقد أثبتت نشرة ال.بي.سي.آي. ان لا حاجة لأن تتبع خطاًِ معيناً أو تنتمي الى فريق دون آخر، أو تتلوّن كي ترضي جمهورها الذي يسعى وراء الخبر الموضوعي بعيداً عن التعبئة الحزبية، وهو ما تثبته عاماً بعد عام الإحصاءات التي تؤكد ريادة نشرتنا واستقطابها أكبر عدد من الجمهور اللبناني». وتضيف: «ان نشرتنا ملتزمة هموم الناس ومشاكلهم قبل أيّ شيء آخر، وهي مؤمنة بدور ريادي تقوم به في سبيل وطن واحد موحّد للجميع، ذي وجه حضاري ثقافي إنساني استثنائي ريادي في المنطقة».

وأخيراً كشفت المصادر ان التغيير سيشمل في مرحلة لاحقة البرنامج السياسي الصباحي «نهاركم سعيد». وفريق عمل النشرة في صدد مناقشة أفكار عدّة مطروحة لتحقيق التحديث التي تتطلّع إليه إدارة المحطة.  
ويبقى السؤال: هل تكون نشرة ال.بي.سي.آي. نقلة نوعية في العمل الإعلامي اللبناني تحتذي بها محطات أخرى، فيكون المشاهد هو الرابح الأكبر؟