بعيداً من موضة الألوان التي اعتدنا عليها في الأعوام السابقة في ديكور المنازل والمكاتب، تتكشف أمامنا موضة جديدة في صيف 2022 ألا وهي موضة لونَي البيج والرمادي ومشتقاتهما. تتحدث مهندسة الديكور دانا نعيم عن كيفية انسجام هذين اللونين مع ديكور المنزل أو المكتب، وكيفية تصميم الغرفة بشكل هادئ من دون إضافة أي لون بارز بل من خلال دمج مواد وخامات مختلفة بألوان محايدة.

ثمة خطوات عدة يمكن اتباعها لإتقان هذه الموضة وتجديد ديكور المنزل، وتتبلور هذه الأفكار مع مفروشات فخمة من بوتيك BDESIGN التي قدّمت بشكل احترافي الألوان المحايدة بخامات متنوعة.

يعتبر اللون الأبيض أساساً للألوان المحايدة. فعندما يميل إلى الألوان الباردة (مثل درجات الأزرق)، فإنه يعطينا اللون الرمادي. وحين يميل إلى الأوف وايت والبيج، فإنه يتخذ منحى الألوان الدافئة والترابية. لذلك، فإن دمج هذين اللونين يعطينا توازناً رائعاً بين الديكور الحسّي الدافئ والديكور العصري الرمادي. ويتّصف هذا النوع من الديكور بالسلاسة والبساطة ويبتعد عن النقوش الصاخبة بحيث يميل أكثر إلى الراقي البسيط.

لكن ثمة عوامل عدة يجب أخذها في الاعتبار لتجنّب الوقوع في خطأ عدم تجانس اللونين بشكل صحيح أو الحصول على ديكور ممل مفتقر الى هوية واضحة.

أولاً، يجب معرفة كيفية توزيع كل من اللونين بشكل غير عشوائي لانسجام كل منهما. وثمة طرق متعددة لذلك، منها استخدام أحد اللونين وإنما بدرجات مختلفة في المفروشات، والاكتفاء باستخدام اللون الثاني في الأكسسوارات ولون الجدران.

في المقابل، يمكن استخدام اللونين معاً في المفروشات شرط المحافظة على درجات متشابهة في قطع الأثاث الأساسية والتنويع في الوسائد فقط. وهنا تجدر الإشارة إلى أن كثرة الوسائد وتنوعها بشكل صارخ غير محبّذين، لأن هذا النوع من الديكور يميل الى الهدوء ويكتفي بالأساسيات، وهو ما يُعرف بالـMinimal.

لتجنّب الوقوع في خطأ الديكور المملّ أو المفتقر إلى الهوية، ثمة عوامل عدة يمكن الارتكاز عليها للحصول على ديكور ساحر ومميز، أهمها تعدّد الخامات، لا سيما في القماش. فتنوع الخامات حتى بلون واحد يضيف عامل الحركة والفن إلى الديكور ويوحي بألوان مختلفة ولكن بشكلٍ سلس وراقٍ. لذلك، يجب دمج خامات مختلفة من القماش مثل المخمل، الحرير، اللّيِنن، الكتّان والبوكليه الذي برز كثيراً في الآونة الاخيرة في الديكور.

ويكون دمج الخامات بلون واحد أو بتنوع بين اللونين الرمادي والأوف وايت بين قطع الأثاث أو التنوع على قطعة الأساس الواحدة من خلال الوسائد أو البطانيات.

ثمة عامل آخر يُغني الديكور، ألا وهو استخدام مواد مختلفة في قطع الأثاث الرئيسة مثل الإنارة، والأكسسوارات، وطاولة القهوة، والطاولات الجانبية، ولوحات الجدران. ولعلّ أبرز المواد التي تخدم هذا النوع من الديكور بشكل رائع هي الرخام بنقشات فنية وألوان خافتة.

أما المعدن اللامع أو المجرّح فهو محبذ أيضاً في هذا النوع من الديكور، ومن أجمل ألوان المعادن اللون البرونزي الداكن أو الأنتراسيد مطفأ اللمعة.

أما العامل الآخر والمهم في الديكور فهو الخشب. بالفعل، يصعب الاستغناء عن الخشب في الديكور، لا سيما أنه يمكن استخدامه بألوان ونقوش غير محدودة. لكن في الإجمال، يحبَّذ استخدامه بأسلوب هادئ وألوان طبيعية وغير صاخبة.

وأخيراً وليس آخراً، يضفي الزجاج، ولا سيما الزجاج بدرجات ملونة وداكنة مثل البنّي أو الأسود أبعاداً مذهلة على الديكور بشكل فني وأسلوب هادئ. فالزجاج يتميز بشفافيته بحيث يمكّننا من إضافة لون وخاصة البرونز بطريقة غير واضحة وإنما كفيلة بإضافة عامل آخر من الجمال والتنوع على الديكور بشكل بسيط.

الديكور إذاً يمكن أن يكون جميلاً عندما نحافظ على التوازن في الألوان والمواد، ونجيد استخدام اللون المناسب في المكان المناسب. وليس من الضروري استخدام عوامل ظاهرة أو ألوان صاخبة للحصول على نتيجة لافتة ومميزة.