مشاعل: روتانا لم تصنع نجماً واحداً...

نانسي عجرم, الغناء, شذى حسون, هيفاء وهبي, شركة بلاتينوم ريكوردز, بهارات الخليج, راشد الماجد, مطربة, ماجد المهندس, قاعة /صالة / غرفة نوم, مواهب فنية, طفل / أطفال, الصحافة المغربية, نشاطات وألعاب الطفل / الأطفال, شركة روتانا, مشاهد جريئة, مشاعل

21 نوفمبر 2011

قد تكون المطربة الشابة مشاعل أكثر فنانة صريحة عرفتها خلال مسيرتي في الصحافة. لا تتوانى عن إبداء رأيها بشفافية ووضوح مهما كلّفها ذلك، وتعبّر عن اقتناعاتها دون خوف وبلا تردد.
في حوارها مع «
لها» حكت الكثير عن طفولتها وعن إعجابها الشديد بالطفلة حلا الترك التي قدمت معها أغنية ديو خاصة بالأطفال، كما تحدثت عن علاقتها بالفنانة أحلام وقالت إنها «زعلانة منها»، وردّت أيضاً على سالم الهندي الذي قال في حواره الأخير مع «لها» إن لا مجال للمقارنة بين روتانا و«بلاتينوم»، فاعتبرت أنه محق لأن روتانا لم تصنع نجماً واحداً.
التقيناها خلال زيارتها الأخيرة إلى بيروت وكان هذا الحوار...


- سنتحدث بداية عن الكليب الذي يجمعك بالطفلة حلا الترك التي تعرّف اليها الجمهور من خلال برنامج «ارابز غوت تالنت»؟
الكليب خاص بأغنية «بنيتي الحبوبة» (كلمات خالد العوض والحان عصام كمال) وهي التي غنيتها ديو مع حلا وصدرت في الألبوم الخاص بالأطفال الذي انتجته شركة «بلاتينوم ريكوردز» التي أنتمي اليها. وقد صورنا الكليب في بيروت مع المخرج زياد برازي، والأغنية بمثابة حوار بين أم وابنتها.

- لكنك صغيرة السن وقد يستغرب البعض فكرة أن تكوني أماً؟
(تضحك) يعني بالنسبة الى الطفلة حلا قد أكون تزوجت في الرابعة عشرة. «عادي الموضوع».

- البوم الأطفال حقق نجاحاً كبيراً في الخليج. كيف تلخصين تجربتك في هذا العمل الى جانب الأسماء المهمة التي ضمّها خصوصاً راشد الماجد وماجد المهندس؟
بالفعل نجح الألبوم كثيراً خصوصاً أغنية حلا «بابا نزل معاشه» (وهي عنوان الالبوم)، بينما حلّت أغنية بنيتي الحبوبة« في المرتبة الثانية لناحية الأرقام والطلب عليها.
انا لا أعتبرها تجربة لأني أحلم منذ زمن بعيد في تقديم عمل خاص بالأطفال. لكن مع مرور السنوات وتأجيل الفكرة بات مستبعداً تقديم البوم خاص بالأطفال خصوصاً أن نانسي عجرم أصدرت عملاً للأطفال وتلتها هيفاء وهبي، فشعرت بأني اصبحت بعيدة عن الفكرة لأني لا أحب التكرار ولم أشعر بأني قد أضيف جديداً. لكن لم يسبق أن نُفّذت أغنية ديو للأطفال.
بالمناسبة الفكرة كانت لي وللملحن عصام كمال والشاعر خالد العوض... فأنا مثلاً عندما كنت طفلة كانت والدتي تقول لي: «مين حبيبي» فأجيبها أنا، يعني كأي أم وطفلتها... ومن هنا كانت فكرة الأغنية وأضفنا عليها.
أما مفاجأة الموضوع فكانت حلا، وشرطي الوحيد لتقديم أغنية للأطفال كان ان تكون الاغنية ديو بيني وبين حلا.

- لماذا؟
لأني كنت أريد في البداية تقديم اغنية «بابا نزل معاشه» لشدة اعجابي بها. لكن القيمين على بلاتينوم لم يوافقوا، اذ اعتبروا انه من الضروري ان تؤديها طفلة وقالوا إن الأغنية لا تناسبني. وكان هذا قبل انطلاق برنامج «ارابز غوت تالنت».
وعندما ظهرت حلا وأحدثت كل تلك الضجة، كان من الطبيعي أن تؤديها هي. وأنا بالمناسبة تابعت البرنامج وشاهدتها وذهلت بموهبتها. أحببتها كثيراً ولهذا تمسكت بأن أغني معها ديو.
هي تذكرني بطفولتي وأرى انها تشبهني في حركاتي وأسلوبي عندما كنت صغيرة. وبالفعل عندما التقيتها للمرة الاولى شعرت بأني قريبة منها وتعلقت بها، وهي أيضاً.

- هل تحرّك فيك حلا رغبة في الأمومة أم تشعرين بأن الوقت لا يزال مبكراً؟
بالنسبة إليّ الوقت ليس مبكراً،لأني منذ كنت طفلة أحلم بأن اصبح أماً، وكنت أمارس هذا الدور وكنت أحب أن أكون مسؤولة عن طفل.

- تقصدين أنك كنت تمارسين هذا الدور مع ألعابك؟
كلا أبداً، لم اكن أحب اللعب بالعرائس رغم امتلاكي عدداً كبيراً منها. كنت اشعر بأنها جماد لا تقدر أن تفعل شيئاً، فقط كنت أترك لعبة واحدة الى جانبي في السرير وقت النوم. لكني أقصد أني كنت أحب تأدية دور الأم مع أطفال حقيقيين سواء أولاد أقارب لنا أو أولاد الجيران.

- أي الطفل كان لعبتك؟
(تضحك) صحيح، إضافة الى حبي الشديد لارتداء ملابس والدتي إلى جانب الألعاب الصبيانية.

- هل تعيشين قصة حب حالياً؟
لا أحب التحدث عن حياتي الخاصة، وهذا لا يعني أن هناك علاقة وأتحفّظ عن ذكرها. لكني فعلاً أرفض أن تكون حياتي الخاصة أو العاطفية تحديداً موضوعاً للكلام على صفحات المجلات.
أرى أمامي أمثلة عظيمة كانت تعتمد هذه السياسة، منها أم كلثوم وفيروز اللتان فرضتا احترامهما على الناس من خلال عدم السماح لأحد بتناول الأمور الخاصة بها، إلى جانب فنهما العظيم الذي جعل منهما أسطورتين خالدتين. وأنا أريد التمثل بهما.

- لكننا نرى في مختلف وسائل الإعلام أن الحياة الخاصة للفنان أصبحت مادة دسمة للأقلام الصحافية؟
ربما الفنانون أنفسهم يريدون ذلك من باب الدعاية لأنفسهم. يعني أي فنان قد يفبرك شائعة عن نفسه بهدف الشهرة الإضافية وهذا مقبول بالنسبة إليّ، لكن ليس في ما يتعلق بالأمور الخاصة كما يفعل البعض.

- كثر استفادوا لأن الجمهور يتعاطف مع الفنان خصوصاً في المسائل الحساسة؟
لا يهمني أن يحبني الجمهور تعاطفاً، بل إعجاباً بفني وبماذا أقدّم، وليس لأنه يمكن ان يقولوا «يي حرام». يعني من المعيب أن نستدرج الناس ونستعطفهم بهذا الشكل كي نحقق شعبية اضافية! «يعني ليش؟».
من يقال له حرام هم الفقراء أو المرضى... بينما يجب أن نشكر الله دائماً على كل شيء، فهل يجوز أن نستدرج عطف الناس حتى ولو كنا أصحّاء وأحوالنا جيدة؟!

- هل تأخذين في الاعتبار انتقادات الصحافة؟
احترم الصحافة كثيراً، لكن عندما ينتقد الصحافي نقداً موضوعياً لماذا لا يتصل بي مباشرة ويقول لي عن الخطأ من وجهة نظره لأننا في مجال واحد، تماماً كما أسمع نصيحة من شاعر أو ملحن مثلاً.

- من تستشيرين في الشؤون الفنية؟
داخل شركة «بلاتينوم ريكوردز» هناك طبعاً الملحن عصام كمال المشرف الفني على مجمل أعمالنا، كما أني أستشير طبعاً محمد الملحم وأغلب من هم في «بلاتينوم» نظراً إلى خبرتهم في هذا المجال.

- عصام كمال لحّن عدداً من اغنياتك؟
لحّن لي أغنيتَي «المصايب» و «مراكبي».

- كونه ملحناً ومشرفاً فنياً في «بلاتينوم» في وقت واحد، ألا يمكن أن يحصل تضارب، كأن يفضّل ألحانه مثلاً على ألحان سواه؟
كل من يعرف عصام كمال على صعيد شخصي يدرك أنه بعيد تماماً عن هذا التفكير. فهو أولاً شخص محترف إلى جانب طيبة قلبه وروحه الجميلة. على العكس تماماً، هو كان أساساً يخشى من رد فعل الناس لناحية وجود أغنيتين من ألحانه في البومي، وهذا لأنه شخص حساس. لكني أنا أصررت لأن الاغنيتين مميزتان بالفعل.

- بات معروفاً أن سياسة شركة بلاتينوم ريكوردز قائمة على تبني المواهب الجديدة والأصوات الواعدة. الى أي مدى ترين أن وضع الساحة الفنية حالياً بات يؤثر على شركات الإنتاج التي أصبحت شبه معدومة؟
«هيك احسن».

- لماذا؟
(تضحك) «عشان احنا بس نكون».

- في قولك هذا أنانية وظلم للمواهب الأخرى...
(تضحك) «اذا كان عندهم صوت يجونا»، شركة «بلاتينوم ريكوردز» ترحّب بالمواهب الحقيقية.

- عدد الفنانين في «بلاتينوم» قليل...
لكنه يتكاثر مع الوقت وأخيراً انضمت فتاتان جديدتان الى الشركة وتمتلكان صوتين رائعين فعلاً.

- أي ستزداد المنافسة بين الفنانات في «بلاتينوم»؟
كل واحدة منا تعتمد خطاً مختلفاً عن الأخرى. فأنا مثلاً مختلفة عن فرح ومنى أمرشا، وأيضاً كل واحدة منهما تختلف عن الأخرى، والحال ذاته بالنسبة الى الفتاتين الجديدتين.
لكل واحدة منا شخصية تميزها وأسلوب خاص بها. يعني لو غنيت مثلاً ديو مع منى أمرشا سأكسب جمهورها وهي ستكسب جمهوري، لكني لن أخسر جمهوري لصالحها وهي لن تخسر جمهورها لصالحي. لا أحد يأخذ شيئاً من درب الآخر.

- هل يمكن أن نسمعك في ديو مع منى امرشا أو مطربة أخرى؟
لم لا ؟! أنا أرحّب بالموضوع شرط أن نقدم فكرة جديدة تصلح لتقديمها ديو، فالديو بين مطربتين يختلف طبعاً عن الديو بين شاب وفتاة حيث يكون الموضوع أسهل.

- نفّذ في السابق ديو وطني جمع بين الراحلة ذكرى وانغام؟
صحيح، وأنا غنّيت عملاً وطنياً بعنوان «أوبرا السلام» مع عدد كبير من الفنانين بينهم منى أمرشا وعبدلله الرويشد وفايز السعيد وعصام كمال وأروى ولطيفة وغيرهم.

- ذكرتِ سابقاً أنك رفضت الانضمام إلى روتانا لأنك ترفضين الإحتكار؟
صحيح، طلبوا مني أن أنهي تجهيز البومي على أساس أنهم مستعدون لتوزيعه، أي يكون من إنتاجي ومن توزيعهم. وبالفعل، قصدتهم عندما جهزت البومي الأول (الذي صدر قبل انضمامي الى «بلاتينوم») وفاجأوني بطلبهم توقيع عقد احتكار، فرفضت.
لماذا أوقّع عقد احتكار مع شركة توزّع لي البومي وليست هي المنتجة!

- في حوار خاص مع «لها» قال سالم الهندي ان لا مجال للمقارنة ولا المنافسة بين روتانا و«بلاتينوم» لأن الأخيرة تنتج لعدد محدود من الفنانين فيما تضم روتانا كوكبة من ابرز النجوم!
هو محق طبعاً بأن لا مجال للمقارنة بين الشركتين لأن روتانا لم تصنع نجماً واحداً. صحيح أنها تضم نجوماً بارزين لكن ليست هي من صنعهم، بل انضموا اليها من شركات أخرى بعد أن أصبحوا نجوماً.
على حسب علمي كواحدة من الناس وليس كفنانة، لا أذكر أن روتانا صنعت نجماً واحداً على الأقل! اما «بلاتينوم» فتبنّت مواهب جديدة شابة لم يكن يعرفها أحد، وصنعت منهم نجوماً رغم أن عمرها المهني لا يتعدى الأربع سنوات، لكن نسأل كم عمر روتانا؟ يعني «على عيني وراسي» سالم الهندي لكن فعلاً لا توجد مقارنة بين الشركتين.
(تضحك) يعني بعد عشر سنوات لو أرادت روتانا أن أنضم اليها، عليها أن تدفع مبالغ طائلة!


لم أقارن نفسي بأصالة

- أحدث حوارك السابق في «لها» ضجة كبيرة لناحية آرائك الجريئة خصوصاً قولك أنك تؤدين الخليجية أفضل من أصالة. ما كانت ردة فعل المحيطين بك على تلك التصريحات؟
 قالوا لي إني كنت جريئة جداً، لكن والدتي زعلت مني كثيراً وقالت لي إنه لا يجوز للفنان أن يقوّم نفسه بل الجمهور من يقوم بذلك. وقالت لي إن الناس قد لا يفهمون ماذا أقصد تحديداً.
أنا طبعاً لا أقارن نفسي بأصالة ولا أسمح لنفسي بذلك، يعني أين صوتي وأين صوتها، لكن ما تحدثت عنه كان لناحية إتقان اللهجة الخليجية فقط. يعني مين أنا جنب أصالة...

- رغم الانتقادات كثر أثنوا على صراحتك وجرأتك.
بالفعل، وهذا ما لمسته من خلال كثيرين اتصلوا بي ومن بينهم شخصيات قالت لي «شكراً لأنك انقذتنا»، بالإضافة الى نجوم كبار في الخليج ولكني لا استطيع ذكر أسمائهم.

- انقذتهم ممّ؟
يعني «انقذتِنا»، لأنه فعلاً لا يستطيع أيّ كان أن يغني اللهجة الخليجية التي أصبح كل من «هبّ ودب» يغنيها. وبالمناسبة بعض الفنانين الذين اتصلوا بي قالوا إني جريئة لكن «قليلة الأدب» ومن باب المزاح طبعاً. يعني قالوا إنهم يعرفون إمكاناتي في اللهجة الخليجية.

- هل انت من مؤيدي التخصص في الغناء؟
طبعاً، يعني من يتقن الخليجية فليغنِّها، كذلك بالنسبة إلى اللهجتين المصرية واللبنانية.

- ما تغنيه نجوى كرم لا تستطيع أحلام تقديمه والعكس صحيح؟
طبعاً، وهذا ما قالته أحلام فعلاً، يعني أنها لا تتقن المصرية واللبنانية، بينما يجب ان يغني الفنان ما يتقنه، وطبعاً لا مجال لمناقشة أهمية أحلام كفنانة، وليس فقط في الخليج بل في كل الوطن العربي، فهي أول صوت نسائي أوصل الأغنية الخليجية الى خارج الخليج.
ففي لبنان مثلاً الكل لا يزال يذكر أغنيتها الشهيرة «تدري ليش ازعل عليك».

- تحبين أحلام؟
أكيد، وليس فقط على المستوى الفني بل الشخصي أيضاً لأنها انسانة طيبة ورائعة وتربطني بها علاقة مميزة، وأنا سعيدة جداً بأني تعرفت إليها عن قرب وهناك اتصالات دائمة بيننا.
كنت أعتقد أنها مغرورة لكني فوجئت بمدى تواضعها وقربها من الناس، وزعلت من نفسي لأني كما كثيرين يأخذون الظاهر فقط. هي شخص طيب ومحبّ وحنون إلى درجة تفوق الوصف، إلى جانب احترافها المهني وفنّها الجميل.

- أحلام بدأت بالتلحين وقدمت لحناً لشذى حسون.
(تقول مازحة) «ما انا زعلت منها عشان هيك» وأرسلت إليها رسالة هاتفية وطالبتها بلحن لأني أَولى. (تضيف) لا أقصد شيئاً طبعاً تجاه شذى حسون لكني أقول ذلك من باب المزاح نظراً الى العلاقة الطيبة التي تربطني بأحلام.

- بماذا ردت أحلام على رسالتك؟
طلبت أن أكتب الكلام كي تلحنه هي.

- وهل أنت تكتبين الشعر؟
صحيح وألحّن ايضاً وهناك أغنيات كتبتها دون أن أدرج اسمي عليها.

- ذكرت سابقاً أنك معجبة كثيراً بالفنان ماجد المهندس. هل من مشروع تعاون معه نظراً الى علاقته المميزة مع «بلاتينوم»؟
ومن لا يحب ماجد المهندس! طبعاً أتمنى أن أتعاون معه وهذا يشرّفني وقد تكلمنا في ذلك على أمل أن يتحقق المشروع.

- بات معروفاً عنك صراحتك، هل تسبب لك هذه الصراحة مشاكل؟
بصراحة أحاول أن أكون ديبلوماسية وألاّ أقول رأيي كما هو كي لا يزعل مني أحد، لكن هذا طبعي. الفنانة أحلام غالباً ما تنصحني بذلك لكن كما يقولون «الطبع غلب التطبّع».

- أين أصبح مشروعك مع الأغنية اللبنانية كونك لبنانية الأصل؟
أمنيتي أن أقدم أغنية لبنانية شرط أن تكون من زياد الرحباني، فأنا رحبانية حتى النخاع. حتى أتمنى أن أؤدي أغنية ولو في الكورس معه أو مع السيدة فيروز. وإذا حصل أن غنيت من أعماله، قد أعتزل بعد ذلك...

- نسألك أخيراً عن أبرز تحضيراتك المقبلة؟
أصدر قريباً أغنية منفردة من كلمات خالد العوض وألحان عصام كمال، وهي تحمل فكرة جديدة لكني لن أفصح عنها خوفاً من أن يسبقني أحد إليها.