درّة: أنا مغامرة بطبعي وأهوى التحدي

تامر حسني, محمد سعد, شائعة / شائعات, مي عز الدين, ممثلي وسائل الإعلام العالمية العاملة, بطولة نسائية, مسلسل, الثورة المصرية

19 ديسمبر 2011

الصدفة وحدها كانت وراء شائعات خلافها مع مي عز الدين، تلك الصدفة التي تكشفها لنا الفنانة التونسية درة التي تتكلم أيضاً عن مغامرتها في «الريان»، وحقيقة غضبها من أفيش «آدم»، ورأيها في تامر حسني، وعملها مع محمد سعد رغم ما يقال عن تدخلاته في أدوار بطلات أعمالها.
وعندما سألناها عن خطوبتها الأخيرة، ولماذا حدثت فجأة، ابتسمت وقالت: «لم تكن مفاجأة وإنما فضلتها عائلية». درة تفتح قلبها لنا، وتحكي عن الكثير من أسرارها الفنية والشخصية.


- سألتها أولاً عن تجربتها في مسلسل «الريان» الذي حقق نجاحاً كبيراً في شهر رمضان هذا العام، فأجابت
«أنا سعيدة جداً بهذه التجربة المتميزة في كل عناصرها الفنية، فقد كتبها بحرفية عالية المؤلفان محمود البزاوي وحازم الحديدي، وأخرجتها المخرجة الكبيرة شيرين عادل.
وقد تحمَّست جداً لتقديم شخصية «سميحة» زوجة الريان، وشعرت بنوع من التحدي لعدة أسباب، أهمها أنني مع نخبة كبيرة ومهمة من النجوم، وثانياً لأن أسرة العمل منحتني ثقة كبيرة رغم أن الدور صعب وفيه مراحل عمرية ودرامية مختلفة جداً، لذلك صممت أن أذاكر الدور وأجتهد فيه، لأن المسلسل كان عبارة عن مباراة قوية بين محترفين في التمثيل. وأنا كنت أتمنى العمل مع خالد صالح.

- ألم تخشي من تقديم دور فتاة شعبية أو بنت بلد مصرية مرة أخرى بعد أن قدمته العام الماضي في «العار»؟
بالعكس، كان نوعاً من التحدي أن أقدم نوعية هذه الأدوار الشعبية، لكن بأداء مختلف جداً. ومع أنني لست مصرية، كنت أتعجب جداً من رهان المنتجين والمخرجين عليَّ في هذه المنطقة الشعبية أو بنت البلد، لكن هذا أشعرني بالثقة لأن هذا يعني ثقتهم بأدائي، والحمد الله حققت شخصية «سميحة» نجاحاً كبيراً.

- ما الذي يختلف بين «سميحة» في «الريان» و«سماح» في «العار»؟
هناك اختلاف كلي وجزئي، ودور بنت البلد فيه عشرات الشخصيات المختلفة والمتنوعة، ومن شاهد «سميحة» زوجة الريان سيتأكد أنها ليست «سماح» في العار، لأن الأخيرة فتاة شعبية معدمة وغير متعلمة، لكن «سميحة» بنت بسيطة ومن حارة لكنها راقية ومتعلمة.
وأعترف بأن وجود المخرجة شيرين عادل وتشجيعها لي، والنص والملامح المرسومة بعمق، جعلتني لا أخاف من شيء. وأعتقد أن حاجز أني غير مصرية تم كسره منذ فترة مع الجمهور الذي لا يعرف الآن أن كنت تونسية أو مصرية.

- كيف وجدت شخصية «سميحة» خاصة أنه دور مركز جداً ومليء بالتفاصيل المختلفة؟
أولاً هو دور صعب، وشعرت بأنني أريد أن أقدم شيئاً جديداً أغير به جلدي، وفي هذا العمل قدمت دوراً جديداً عليَّ لم أقدمه من قبل، وبذلت فيه مجهوداً كبيراً أكثر من الأدوار التي قدمتها من قبل.
وأعتقد أن الأمر نفسه حدث مع النجوم الآخرين في المسلسل، مثل خالد صالح وباسم السمرة وريهام عبدالغفور.

- لماذا تحرصين على تقديم الشخصية الشعبية أكثر من مرة؟
أنا أختار أفضل الأدوار التي تعرض عليَّ، والأعمال التي تتناول الأدوار الشعبية تتمتع بالحيوية والواقعية أكثر من غيرها، كما تتناول الشريحة الكبرى في مجتمعاتنا العربية، لكنني لست متخصصة في هذه النوعية من الأدوار، ولم أكرر نفسي أبداً.

- لماذا تحقق أدوار البنت الشعبية هذا النجاح الكبير؟
لأنها تعتبر من أصعب الأدوار، وهي سلاح ذو حدين، فإذا استطاعت الممثلة تقمص الشخصية نجحت وإذا لم يقتنع الجمهور بالأداء تفشل.

- ألم تخشي من خوض تجربة مسلسل عن سيرة ذاتية لشخصية لا تزال موجودة الآن على قيد الحياة؟
هذه تعتبر مغامرة بالفعل، والحمد لله نجحت فيها. لكن في النهاية لا يمكننا اعتبار هذا المسلسل سيرة ذاتية بشكل كامل، لأن هناك شخصيات وأحداثاً من خيال المؤلف وليس لها أي صلة بالحقيقة.

- لكن مسلسلات السيرة الذاتية عادةً لا تحقق النجاح مع الجمهور العربي فما الذي جذبك الى هذه التجربة؟
هذه ليست قاعدة، فهناك مسلسلات حققت نجاحاً مثل «الجماعة» و«أم كلثوم» وغيرهما، وهذه النوعية من المسلسلات تعتبر سلاحاً ذا حدين، فقد تكون سبباً في مولد نجم كبير، أو تكون فشلاً يقضي على تاريخ فنان.
ولذلك يمتنع معظم الفنانين عن تقديم مسلسلات السيرة الذاتية، لكني بطبعي إنسانة مغامرة تهوى التحدي في حياتها.

- يرجع البعض فشل هذه النوعية من الدراما إلى تطرق المسلسل إلى الجوانب الإيجابية فقط في حياة الشخصية العامة دون التطرق إلى سلبياتها. هل توافقين؟
قد يكون هذا أحد الأسباب، لكن مسلسل «الريان» ناقش كل الجوانب المضيئة والمظلمة معاً، وهذا أحد أسباب نجاحه، وذلك لأن أحمد الريان مثل أي شخصية لها مميزات وعيوب.
والمسلسل حرص على تقديم الحقيقة بكل ما فيها من الخير والشر، من خلال تناول شخصية أحمد الريان وأخويه فتحي ومحمد،وزوجاته بالإضافة إلى عائلته، وكيف بدأت حياته، ورحلة صعوده من رجل عادي إلى أن أصبح رجل أعمال.

- هل تعتقدين أن قصص السيرة الذاتية تنجح أكثر في السينما أم التلفزيون؟
حسب نوع الشخصية، فهناك شخصيات لا تتحمل أن تكتب في 30 حلقة لتقديمها في مسلسل، لقلة الأحداث التي تعيشها، وهناك شخصيات يمكن تقديمها في مسلسلات طويلة.

- كيف جاء اختيارك لبطولة مسلسل «آدم» وهل تامر حسني هو من رشّحك للعمل؟
الترشيح جاء من أطراف عدّة، بداية من الشركة المنتجة التي تعاملت معها العام الماضي في مسلسل «العار»، وكذلك من المؤلّف أحمد أبو زيد الذي ألف «آدم» و«العار»، وبالتأكيد ترشيحي جاء من تامر الذي كان معجباً جداً بدوري في مسلسل «العار»، كما أنه من أوائل من قاموا بتهنئتي على الدور.

- كيف قبلت دوراً مساحته صغيرة ووسط عدد كبير جداً من النجوم؟
كنت من أول المرشحات للمشاركة في مسلسل «آدم»، منذ أن كان مجرد فكرة، وعرض عليَّ بعد «العار» بعدة أشهر، وفكرت بشكل موضوعي جداً في المساحة وتعدد الأدوار، وتحمَّست للدور لعدة أسباب، أولها أن تامر حسني له شعبية ستفيد المسلسل، وثانياً لأن دوري حبيبة البطل، ومازال هذا الدور بالنسبة الى الجمهور من أهم الأدوار، ثالثاً نوعية الدور والخط الذي يدور حوله وهو هنا خط رومانسي.
وفكرت في أن التجربة قد تنجح بكل عناصرها الجديدة، وعموماً أنا أحب التجريب والمغامرة المبنية على أسس منطقية فالمؤلف أحمد أبوزيد أثق به جداً، وأثق بتامر وكان معنا نخبة مهمة من النجوم، فلم لا أشارك؟



- تعاقدت على العمل وأنت البطلة، لكن انضمام مي عز الدين جعل منها بطلة العمل. هل ضايقك هذا؟
المسلسل بطولة جماعية، وبالفعل أنا أول من تمّ ترشيحه للعمل، وأقدّم دور حبيبة البطل. أنما هناك خط آخر موازٍ لدوري، وهو دور مي الفتاة المسيحية التي تظهر في حياة آدم، ويقوم بمساعدتها.
والدور موجود من البداية، وكل فنان في العمل له دور في نجاحه، لأنه يضمّ نخبة متميّزة من النجوم، منهم مي وتامر، إضافة إلى ماجد المصري وعفاف شعيب وأحمد زاهر ودينا فؤاد، وأتمنى أن نكون وفّقنا جميعاً وأن يكون الجمهور قد رضي عن أدائنا.

- وما حقيقة حذف كثير من مشاهدك في مسلسل «آدم»؟
ضيق الوقت جعل أسرة المسلسل تحذف كثيراً من مشاهدي المكتوبة على الورق، قبل أن نصورها من الأصل، وبالفعل الدور الذي اتفقت عليه كان أكبر مما صورنا.

- هل أغضبك عدم وضعك على الأفيش الدعائي لمسلسل «آدم»؟
الأهم هو العمل الذي سيبقى العمر كله، والناس أصبحت تنظر الى الموضوع نظرة مختلفة، فالأفيش سيذهب مع الوقت ويبقى العمل.

- ألم تخشي من الهجوم على المسلسل قبل عرضه بسبب موقف تامر حسني من الثورة المصرية؟
العمل الجيد يفرض نفسه، والمسلسل كان يحتوي على عدد كبير من النجوم، وأنا لم أهتم بالهجوم على المسلسل قبل عرضه لأنني كنت راضية عن دوري.

- من يعجبك أكثر تامر حسني المطرب أم تامر حسني الممثل؟
تامر ممثل متميز، وهو أيضا مطرب ناجح وأحب أغانيه.

- ما حقيقة وجود خلافات مع مي عز الدين، وذلك لأنك لم تحضري حفلة إطلاق ألبوم تامر حسني رغم حضور أسرة مسلسل «آدم» كلها، وفي الاحتفال بنجاح المسلسل بعد شهر رمضان حضرتِ الحفلة مع أسرة المسلسل ولم تحضر مي عز الدين؟
في الحقيقة لا توجد أي مشاكل بيني وبين مي عز الدين، وعدم حضوري إطلاق ألبوم تامر بعد أن وجه الدعوة لي كان بسبب انشغالي بتصوير مسلسل «الريان».
أما عن عدم حضور مي عز الدين احتفال أسرة المسلسل فكان بسبب انشغالها بتصوير أحد الأعمال أيضاً، وعدم وجودنا أنا ومي في أي من الاحتفالين مجرد صدفة.

- لماذا حقق مسلسل «الريان» نجاحاً ونسبة مشاهدة عالية وظهر دورك المؤثر فيه أكثر من مسلسل «آدم»؟
أولاً لا يوجد أي مقارنة بين المسلسلين، لكن دوري في «الريان» جعل شخصيتي فيه أكثر قرباً للناس، كما أن المساحة التمثيلية فيه أكبر، فـ«سميحة» ظهرت منذ أن كانت فتاة في بداية العشرينات وتستمر الى حين كبر سنها ومرحلة الخمسينات تقريباً، أما دور «هنا» جارة البطل في مسلسل «آدم» فليس كبيراً في المساحة، ولذلك لا يوجد أي مقارنة بين المسلسلين.

- لماذا تفوقت الدراما التركية على الدراما العربية في الفترة السابقة وأصبحت تحقق أعلى نسبة مشاهدة على مستوى العالم العربي، ولا تستطيع الدراما العربية منافستها؟
لأنهم قدموا صورة جديدة تنقل الواقع بعيداً عن أي مبالغة، بالإضافة إلى تناولهم موضوعات جريئة موجوده في حياتنا، لكن لم تجرؤ المسلسلات العربية على تقديمها وقدمتها الدراما التركية بشكل محترم وجيد، فاستطاعت أن تجذب المشاهد العربي.

- ننتقل إلى السينما وآخر أعمالك فيلم «تك تك بوم» مع محمد سعد. كيف جاء ترشيحك لهذا الفيلم؟
بعد نجاح دوري في فيلم «سامي أوكسيد الكربون» تم ترشيحي لهذا الدور، اذ تلقيت اتصالاً من محمد سعد للعمل معه في هذا الفيلم، وقد وافقت على الفور بسبب حبي للون الكوميدي، كما إنني سعيدة بالتعاون مع سعد، لأنه فنان متميز وله شعبية ضخمة. وعندما قرأت السيناريو تأكدت أن الفيلم سيكون نقلة مختلفة لي.

- وكيف كان رد فعلك بعد الهجوم على الفيلم لأن البعض رأى أنه يسيء إلى الثورة المصرية؟
الفيلم ليس فيه أي إساءة الى الثورة المصرية، بل يظهر العلاقة القوية بين الجيران واللجان الشعبية في إطار كوميدي مكتوب بشكل محترم.

- لكن البعض يرى أن تعاونك مع محمد سعد مغامرة، خاصة أن أفلامه الأخيرة تعرضت لهجوم شديد ولم تحقق النجاح المتوقع؟
بالعكس أرى أن عملي مع سعد فرصة وليس مجازفة، وقد وافقت على المشاركة في هذا العمل بسبب القصة والسيناريو الجيدين، فهو يقدم شخصيات جديدة ومختلفة ستجذب الجمهور.
كما أن الفيلم يتناول الأحداث السياسية الأخيرة بشكل كوميدي. أما بالنسبة إلى عدم تحقيق أفلام سعد النجاح فهذا الكلام غير صحيح، فأفلامه تحقق نجاحاً جماهيرياً كبيراً، والجميع يعلمون أن كل عمل ناجح يتعرض لهجوم من النقاد بشكل غير طبيعي.

- المعروف عن محمد سعد أنه يتدخل في كل شيء في أفلامه، ألم تخشي من تدخلاته في دورك؟
محمد سعد ممثل كبير ولديه خبرة، فهو يحافظ على اسمه والنجاح الذي حققه، ولذلك يتدخل في كل تفاصيل أفلامه.

- متى تدخل درة القفص الذهبي خاصة بعد إعلان خطوبتك أخيراً؟
قريباً سوف أستقر على موعد عقد القران، وذلك بسبب انشغالي هذه الفترة في التحضير لبعض الأعمال الجديدة، وسوف تكون الإقامة بين مصر وتونس.

- لماذا كانت الخطوبة مفاجأة، وتمت بعيداً عن وسائل الإعلام؟
لم تكن مفاجأة كما وصفها البعض، لكن كانت في إطار عائلي، وأنا فضلت أن يكون الاحتفال مقتصراً على الأهل والأصدقاء، فقد رغبت في أن أعيش لحظات
الفرح والسعادة كإنسانة عادية بعيداً عن الأجواء الفنية أو التضخيم، لأن الأمر شخصي بحت، يخصني أنا وعائلتي. وفي الأساس أنا بطبيعتي أميل الى البساطة.

- ألا تخشين أن يعطّل الزواج مسيرتك الفنية؟
خطيبي رجل أعمال تونسي وهو متفهّم لطبيعة عملي ويدعمني ويشجّعني، لذا لا مجال للقلق.

- وهل يتدخل في عملك؟
أبداً، إنما أفضل استشارته لأنني أثق برأيه، ولأنه يتمنى لي الخير، لكن القرار النهائي لي فهو إنسان مثقف وواعٍ ويقدّر المرأة، والأهم الحب الذي يجمع بيننا.

- ما جديدك؟
أستعد لتصوير فيلم «مصور قتيل»، مع الفنان الأردني إياد نصَّار، إخراج كريم العدل.