إليسا: عندما تستفيق المرأة النمرة فيّ وتتمرّد...

نساء, إليسا, مواقع الزواج الإلكتروني, الإعاقة العقلية, النجاح المدرسي, متعهدو الحفلات, عاطفة, طهو الطعام, أناقة

27 ديسمبر 2011

تغلب المرأة في إليسا، على النجمة الفنانة، خصوصاً ان الشهرة لم تغيّر شيئاً في عفويتها وصدقها وتمرّدها وبساطتها. ورغم كلّ ما كتب ويكتب فيها، تؤكد إليسا ان الصحافة العربية لا تعرفها! هذا الحوار، محاولةً لمقاربة حقيقة إليسا المرأة.


- من هي إليسا المرأة؟
أنا امرأة عاطفية جداً، وعقلانية جداً في الوقت نفسه، الى حدّ يمكن معه أن أنهي علاقة عاطفية إذا شعرت انها بدأت تتخذ مساراً لا منطقياً... تعلّمت مع الوقت كيف أوفّق بين العاطفة والعقل. لكن أجمل ما أحبّه في نفسي هو انني امرأة شجاعة، لا يمنعها الجانب العقلاني فيها من خوض تجارب حياتية عدة.

- في هذه المرحلة من حياتك، ما الذي تحبّينه أكثر في نفسك؟ وما الذي تكرهينه؟
اليوم صرت أكثر تصالحاً مع ذاتي، ولم أعد أكره شيئاً فيّ، أحبّ شكلي وأحبّ شخصيتي ونجاحي وحريتي وعمري. أعيش حياتي بطريقة طبيعية وبلا تكلّف أو تصنّع، ولا أترك شهرتي ولا نجاحي يمليان عليّ شروط عيشي.
لا أريد أن أكون أسيرة هذا النجاح، ولا أريد لإليسا الإنسانة أن تدفع ثمن النجاح المهني لإليسا الفنانة. أخرج وأصدقائي لتناول طعام العشاء في مطاعم بيروت ونمرح ونرقص مثل كلّ الناس...

- ما الذي لا تعرفه عنك الصحافة العربية؟
(تضحك) أعتقد ان الصحافة العربية لا تعرف عنّي شيئاً! كلّ من يلتقيني يقول لي، لقد قرأنا عنك انك متكبرة ومتعجرفة، لكنك بعيدة كلّ البعد عمّا كتب... وهذا أكبر دليل على ان أهل الصحافة لا يعرفونني!

- ما الذي يجهله عنك أقرب المقرّبين؟
المقربون مني يعرفون عني كلّ شيء: حساسيتي وطيبتي ونقاط ضعفي، فأنا امرأة شفافة جداً ولا تجيد التمثيل.

- ماذا عن نقاط ضعفك هذه؟
أمي وعائلتي وأصدقائي المقربون هم نقاط ضعفي، أخاف عليهم من المرض والحوادث الصحية. أما على الصعيد المهني، فصرت أخاف أكثر على نجاحي وعلى تأمين استمرار هذا النجاح وأحرص على اتخاذ القرارات الصائبة. عندما نكون في القمّة، كلّ قرار خاطئ من شأنه أن يشكّل خطوة الى الوراء!

- هل تحلمين ليلاً بأحلام لم تعطِك الحياة أن تحققيها نهاراً؟
تعوّدت أن أفكّر نهاراً بصوت عال، وأعبّر عمّا يزعجني وما أتمناه وما يقلقني، كي أتجنّب الأحلام المزعجة ليلاً. وعندما أدخل الى سريري كي أنام، أحرص على ألا أحمل معي متاعب يومي ومشاكله وهواجسه.

- هل تحلمين مثلاً بوالدك الذي رحل وتشتاقين إليه؟
يزورني والدي من وقت الى آخر في الأحلام، فأستفيق مرة سعيدة لرؤيته، وأخرى منزعجة لفراقه! لقد كان والدي «رجل» حياتي، وأقرب إنسان إلى قلبي وفكري.
وعندما توفي، توقفت الحياة بالنسبة إليّ، إذ أقفلت بابي على نفسي أكثر من ستة أشهر، رغم الحفلات التي كنت أحييها، فقط من باب الواجب المهني... أشتاق إليه، وسأظلّ أشتاق إليه ما حييت.

- ماذا عن أحلام النهار؟
مهنياً، أقول إن النجاح والشهرة ليسا طموح الفنان الحقيقي، بل تقديم فنّ جميل يدخل قلوب المستمعين، ويقيم فيها. هذا ما طمحت إليه مذ بدأت مسيرتي الفنّية، وهذا ما أطمح إليه اليوم، رغم كلّ النجاح الذي وصلت إليه والشهرة التي عرفتها.
أما على الصعيد الشخصي، فقد كانت فكرة الزواج والإنجاب تشغل بالي، لكنها لم تعد كذلك اليوم، لأنني بتّ أكثر إيماناً ان كلّ شيء قسمة ونصيب.

- في أيّ فترة من حياتك كنتِ فيها الأسعد؟
السعادة نسبية ولمحات متقطعة في حياتنا، لكنها عندما تدقّ بابنا وتزورنا تخلّف شعوراً رائعاً في نفوسنا. صحيح انه مع الوقت تقلّ الأمور التي تدهشنا وتسعدنا، وتكثر مسؤولياتنا.
لكنني لا أحبّ أن أكون شخصاً نكداً تعيساً، أحبّ أن أضحك وأبتسم للحياة، وأحبّ أن أكون محاطة دائماً بأشخاص إيجابيين مبتسمين للحياة.

- ما هي أهمّ ميزة في شخصيتك؟
الوفاء. أنا وفيّة للأشخاص والأماكن التي أحبّها. الوفاء ميزة أقدّرها كثيراً.

- ما هو المكان الذي يطيب لك العودة إليه من وقت الى آخر؟
يطيب لي العودة الى منزل والدتي التي لم أعد أملك سواها بعد رحيل والدي. وها أنا أحرص على زيارتها كلّ يوم.

- متى تستفيق المرأة النمرة فيك؟
تستفيق المرأة النمرة فيّ عندما تكتشف كذب الآخر. الكذب والنفاق صفتان لا يمكنني تقبّلهما، فأبتعد وأدير ظهري الى الأبد. أنا إنسانة صادقة مع نفسي ومع الآخرين، وأريد لهؤلاء أن يكونوا صادقين معي أيضاً.

- أنتِ شخصية متمردة، على ماذا تتمردين؟
(تبتسم) صحيح أنا متمردة على كلّ شيء، ما عدا على تقاليدي وعائلتي. لديّ من الشجاعة ما يكفي كي أجاهر بما أؤمن به، وأتبع اقتناعاتي الى حيث تأخذني.
وأريد هنا أن أستغلّ الفرصة كي أوضح لغطاً حصل عندما صرّحت أنني أؤيد الإنجاب من دون زواج في المجتمعات التي ترى في ذلك أمراً طبيعياً.
شخصياً لن أنجب من دون زواج احتراماً للتقاليد التي ترعرعت عليها واحتراماً لعائلتي! وكما قلت تمرّدي ليس ثورة على التقاليد والعائلة.

 

- على ماذا صبرت في حياتك؟
صبرت على تشكيك البعض في موهبتي المهنية حتى أثبت للجميع قدراتي الفنية. كذلك تعلّمت أن أتأقلم في كل مراحل حياتي وإمكانياتي المادية.
أقدّر في تلك المرحلة صبري، كما أقدّر عصاميتي. وقد كافأني الله على الإثنين، والحمدلله.

- ما هي الأغنيةالتي ترددينها في ساعة صفاء؟
أحبّ أغنية «لو فيّي» لعايدة شلهوب، وأغنية «خدني معك» للراحلة الكبيرة سلوى القطريب. والمؤسف اننا لم نتنبّه الى صدق فنّ سلوى وروعته إلا بعد رحيلها.

- عندما لا تعملين، ماذا تفعلين؟
عندما لا أعمل أستغلّ وقتي كي أخضع لجلسات تدليك، وأمارس الرياضة خصوصاً السباحة التي بتّ مدمنة إياها. كذلك أخرج للقاء الأصدقاء وأعيش مثلي مثل الآخرين.

- ما هو أول شيء تقومين به عندما تستفيقين؟
أول شيء أقوم به هو دعاء الى الله. بعده أسترق النظر من النافذة لأعرف الطقس الذي ينتظرني هذا اليوم. فإذا كان الطقس مشمساً، أقفل الستائر من جديد.
أما إذا كان ماطراً وعاصفاً، فأفتح ستائري للغيوم الرمادية والسماء الملبّدة، لأنني أحبّ المطر!! بعد ذلك أجلس في سريري وأشاهد التلفاز وأنكبّ على قراءاتي، ورغم انني أستفيق باكراً، إلا أنني لا أنهض من سريري قبل الساعة الحادية عشرة قبل الظهر.

- أهذا يعني أنك امرأة شتوية أكثر منها صيفية؟
أبداً، فأنا أيضاً أحبّ الصيف والبحر والسفر الى شواطئ جديدة مشمسة... لكن للشتاء مكانة خاصة في قلبي لا أنكرها!

- كيف يبدأ نهارك، وكيف ينتهي؟
أستفيق باكراً، فأنا لست من النوع الذي ينام كثيراً. وبعد روتيني الصباحي، أقوم بتماريني الرياضية ثم الى مواعيدي. كلّ يوم وبرنامجه وهمومه معه، التي لا تشبه يوماً آخر.

- ما هي آخر عبارة تقفلين عليها نهارك؟
أقفل نهاري على صلاة ما قبل النوم. وأحرص على ألا أحمل معي الى سريري ألماً ولا مشاكل العمل. أفرغ كلّ ما في قلبي في حديث آخر الليل مع أختي أو صديقتي، وأصفّي ذهني لأنام قريرة العين.

- ما أثمن ما تملكينه؟
أثمن ما أملكه هو صحتي. الصحّة غالية جداً!

- ما أكثر ما تخافين عليه؟
أخاف أن يرحل الذين أحبّهم. تجربة رحيل والدي كانت أمرّ من المرّ، ولا أريدها أن تتكرّر! لذا أدعو الى الله أن يحفظ كلّ الذين أحبّهم.

- ما الذي يقلقك أكثر؟
قلقي على نجاحي وتأمين استمرارية هذا النجاح من خلال تقديم المستوى الفنّي نفسه. إنها مسؤولية كبيرة جداً وهي مصدر قلق، بقدر ما هي مصدر فرح.

- ماذا علّمتك أمّك عن النساء؟
لم تعلّمني شيئاً بالكلمات، لكنها كانت مثالاً حيّاً للأم الحنونة، التي تهتمّ بأولادها وتخاف عليهم وتحمل همومهم. مثال رائع يحتذى به.

 - وماذا علّمك والدك عن النساء؟
 كان والدي نصيراً للمرأة ودورها في المجتمع. وكان يردّد على مسامعي ان «أدرسي واعملي أولاً، والزواج يأتي لاحقاً»، لذا لم يكن الزواج يوماً هاجساً لديّ، بل كان هاجسي أن أشقّ طريقي في الفنّ وأحقّق نفسي.
ورغم المتقدمين الكثر للزواج مني، لم أجد نفسي مضطرة لقبول ما لست مقتنعة بقبوله رغم ضغوط المجتمع والعمر.

- عبارة «لا تخاف» لمن تقولينها؟
أقولها لعائلتي ولمن أحبّ.

- ومن يقولها لك؟
(تبتسم) اعتدت أن أطمئن نفسي، ولم أعتد أن يطمئنني الآخرون. يمكنني أن أقول ان الشخص الوحيد الذي يمكنني أن أتّكل عليه هو مدير أعمالي أمين ياغي الذي يحمل عبئاً كبيراً عني منذ 12 سنة.
وهو صديق وفيّ ومخلص وأكثر من رائع. تصوّري ان لا عقد يربطنا، بل كلمة شرف.

- ما هي الأناقة لك؟
الأناقة التي تكمن في البساطة واختيار ما يليق بجسمي. الواقع انني حريصة على متابعة آخر خطوط الموضة وحضور عروض الأزياء لاختيار ما هو لافت وبسيط في الوقت نفسه. تعتاد المرأة جسمها وتفاصيله وعيوبه وتعرف مع الوقت ما يليق بها.

- ما هي الدار التي يهتف قلبك لتصاميمها؟
كنتُ عاشقة تصاميم Dolce & Gabbana، لكنني مع الوقت صرت أحبّ أيضاً تصاميم غوتشي Gucci وديورDior وستيللا ماكارتني Stella McCartney.

 

- ماذا عن الحقائب؟
أختار ما يعجبني من الدور الأبرز. لديّ حقائب من شانيل Chanel وديور Diorوهيرميس Hermes ولويس فويتون Louis Vuitton وغيرها.

- من هو المصمم الذي تشبه تصاميمه إليسا؟
كلّ ما يصمّمه المصمم المبدع إيلي صعب أعشقه، فهو يعرف كيف يعيد رسم جسد المرأة بقصّاته الأنثوية الرائعة!

- سيدة الأسود بامتياز، هل الأسود علامة إليسا الفارقة؟
إنه لون كلاسيكي وأنيق بامتياز. والأهمّ انه يخفي الكيلوغرامات الزائدة! (تضحك)... وهو أجمل الألوان عندما يتعلّق الأمر بفساتين الكوكتيل القصيرة والتايورات.

- هل يعكس لديك حزناً دفيناً تحاولين دوماً إخفاءه؟
أبداً، فأنا أختار الألوان التي تريحني. إذ يمكن أن أجد نفسي في ألوان أخرى. لمَ لا؟ وهذا ما يحصل أخيراً، إذ بدأت أخرج من الأسود الى ألوان أخرى تليق بي.

- أيّ ألوان تشبهك أكثر، غير الأسود؟
أحبّ اللون الأبيض، وأحبّ الأحمر الأرجواني خصوصاً في الصيف مع إسمرار خفيف.

- هل تعكس أناقتنا شيئاً من شخصيتنا؟
من المؤكد إن ذوقنا وشخصيتنا ينعكسان في أسلوب أناقتنا.

- أناقتك تنسقينها بنفسك ولا تساعدك أيّ اختصاصية في ذلك، هل تعتقدين ان أحداً لا يمكن أن يضيف الى أسلوب أناقتك شيئاً؟
ليس الأمر هكذا، ولكنني أثق بذوقي خصوصاً انني أكثر من يعرف ما يليق بي. في جلسات التصوير، هناك من يساعدني على اختيار ما يليق بالكاميرا.

- ما هو الحجر الكريم الذي يمثّلك؟
الماس الأبيض البراق فهو أنيق من دون بهرجة ولا ابتذال. كذلك أعشق الياقوت الأحمر.

- لطالما رددتِ أنك امرأة تعشق الماس...
الكلمة الأصح أحبه. وهذا لا يعني انني أعشق الأطقم الكاملة من الماس، أفضّل عليها أقراطاً أنيقة للأذنين وسواراً مرصعاً.

- ماذا عن الساعات الراقية؟
أعشق أكثر ما أعشق ساعات كوروم Corum خصوصاً ساعة Golden Bridge التي تشبه سواراً شفافاً، ولديّ منها ألوان عدّة للمناسبات المختلفة. كذلك أحبّ ساعات شانيل Chanel وشوبار Chopard وكارتييهCartier.

- ماذا عن العطور الأحبّ الى قلبك؟
أحب عطري الخاص Elissa لأنه يرتكز على الياسمين والعنبر. كذلك أحبّ كريم الجسم من Chanel No5 وعطر Chanel Allure Sensuelleوعطور Van Cleef & Arpels. وقد اعتدت أن أدمج بين هذه العطور وأصنع منها عبقاً يشبهني.

- يقولون ان العطر يحمل رسالة واضحة عنا، أيّ رسالة تريدين تحميلها عطرك؟
أريد لعطري أن يترك تأثيراً إيجابياً على من يستخدمه.

- ماذا عن ماكياجك، ألاحظ انك تركزين دائماً على العينين وتهملين الفم، ماذا تقول عيناك، ولا يستطيع أن يقوله فمك؟
العينان تقولان ما لا يمكن للكلمات أن تقوله، لذا أركّز على ماكياجهما الذي أحبّه دخانياً بنياً، وكنت في السابق عُرفتُ بالدخاني الأسود الذي أجده اليوم مبالغاً. لا شكّ في أنّ أذواقنا تتغيّر مع الوقت.

- من هي المرأة العربية التي يعجبك أسلوب أناقتها وماكياجها؟
تعجبني الملكة رانيا فهي سيدة الأناقة العصرية بلا تكلّف، كذلك تعجبني كثيراً الشيخة موزا وأناقتها المميزة.

- ونحن على عتبة سنة جديدة، كيف تواجهين الآتي؟
أعيش كلّ يوم كأنه هو «اليوم الذي»، وأترك الغد الى الغد. أحبّ قولاً للإمام علي بن أبي طالب: «إعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا».

- هل تقرأين برجك؟ وتؤمنين بما يكتب؟
أنا من برج العقرب، أحبّ فيه انه برج الكثير من القادة والمبدعين والمشاهير. لكنني لم أقرأ يوماً طالعي، ولن أفعل.

- هل أنت من الفنانات اللواتي يؤمن بالتعويذات ويتفاءلن ويتوجّسن من أشياء صغيرة؟
لست من هؤلاء أبداً. أؤمن بالله عزّ وجلّ وهو وحده العليم بالغيب.

- عندما تدقّ الساعة 12 معلنة بداية سنة جديدة 2012، تغمضين عينيك وتتمنين أمنية. ما هي؟
ليلة رأس السنة الميلادية لا تعنيني، وأفضّل عليها ذكرى يوم مولدي في 27 تشرين الأول/ أكتوبر التي أنتهزها كي أعيد حساباتي الشخصية وأفكّر في ما أريده للمستقبل.
أتمنى أن تكون سنة 2012 سنة خير وعافية على لبنان والعالم العربي على كلّ الصعد الأمنية والإقتصادية والفنّية... فقد كان العام 2011 عاماً صعباً ومتقلّباً، ولا أريد للسنة الجديدة أن تشبهه. وتبقى كلّ هذه التمنيات، مجرد تمنيات، تمنيات...