وزيرة السياحة والآثار في فلسطين خلود دعيبس...

الرئيس الفلسطيني محمود عباس, سياحة, نساء فلسطين, معالم أثرية, الزيف الإسرائيلي, الإحتلال الأميركي, خلود دعيبس

09 يناير 2012

هي امرأة فلسطينية تعمل في مجال السياسة مع أنها لا تنتمي إلى أي حزب، وتعتبر أن هذه المهمة الوطنية هي من اجل تحقيق المساهمة في تحقيق الحلم الفلسطيني والثبات على الأرض والمساهمة في تحقيق مستقبل أفضل. وقد حملت على عاتقها إنعاش وضع السياحة والآثار في فلسطين واستندت إلى خبرتها السابقة في عملها كمهندسة معمارية ومتخصصة في ترميم المباني التاريخية لكي تعمل على حماية التراث الثقافي الذي اعتبرته جزءاً من النضال من اجل الدولة الفلسطينية المستقلة.
مع وزيرة السياحة والآثار في فلسطين خلود دعيبس كان هذا اللقاء.



- كامرأة تشغل منصب وزيرة لسياحة والآثار في فلسطين، هل اثر عملك في حياتك الأسرية والاجتماعية؟
يغيبني عملي كوزيرة كثيرا عن حياتي الشخصية، وأولادي عاشوا هذه التجربة. ولكن في الفترة الأخيرة كنت مسؤولة عن وزارتي السياحة والآثار وشؤون المرأة، والآن أصبحت وزيرة السياحة والآثار فقط، وأحاول أن أعوض أولادي عن غيابي بتمضية وقت معهم أشعرهم فيه بالاهتمام، إضافة إلى أن زوجي وعائلتنا تهتم كثيرا بأولادي. وعندما يكون هناك حديث عن تغيير وزاري يبدأ أولادي بالدعاء لي بأن أكون خارج الوزارة، ومع كل ذلك هم فخورون بي دائما.

- هل كان زوجك مسانداً لك؟
زوجي هو سليمان أبو دية ويعمل في مؤسسة سياسية المانية موجودة في فلسطين، وهو قريب من مؤسسات المجتمع المدني ويعمل من خلالها على دعم برامج لها علاقة بالديموقراطية والوعي السياسي وتمكين مؤسسات المجتمع المدني في فلسطين. زوجي كان مشجعا لي واعتبر أن لدي قدرة على أن اشغل منصب وزيرة في السلطة الوطنية الفلسطينية.

- هل لعبت السنوات دورا في تغيير طموحاتك الشخصية والعملية؟ والى أي مدى كان ذلك التغيير؟
أنا طموحة منذ أن كنت صغيرة وتطورت اهتماماتي، وكنت اهتم بالثقافة العامة وبالتالي جاء قراري في بدايات التسعينات باتجاه ترميم المباني التاريخية في فترة كانت فيها قلة تهتم بهذا الأمر، وكنت أرى أن هناك ضرورة لحماية هذا التراث الذي كان يتعرض لتدمير متعمد ولا يزال من قبل الاحتلال الإسرائيلي. وهذا العمل جعل لدي تواصلا بالقرى وبالسكان المتضررين مثلا من الجدار، وهذا بدأ يساعدني لكي أصبح شخصية عامة وليس مهندسة فقط ، وبالتالي طموحي لم يكن في العمل السياسي، وقد تم اختياري بسبب قدراتي المهنية في المساهمة في العمل المشترك في الحكومة، ومازالت خلفيتي العلمية تؤثر في عملي السياسي.

- هل لك أن تحدثينا عن طبيعة عمل الوزارة في ظل الظروف السياسة الصعبة؟
إن عمل الوزارات المختلفة والمؤسسات سواء الرسمية أو مؤسسات المجتمع المدني تحت الاحتلال في ظروف سياسية صعبة جدا هو تحدٍ كبير ويعطينا كوزراء أهمية اكبر تجعلنا اقرب الى الناس، ونحن اعتبرنا أننا جزء من الوضع العام للمساهمة في خلق جو أفضل، وتمكين الناس من الثبات بغض النظر عن الصعوبة التي كنا نمر فيها. ورغم الاحتلال نحن كحكومة ووزراء مطلوب منا أن نوفر ما هو ممكن من اجل تمكين الناس من أن يثبتوا الى حين إنتهاء الاحتلال، واعتبر هذا الموقع مسؤولية كبيرة تتطلب جهدا كبيرا. وعمليا هناك حرص كبير على أن يكون التصرف بالاتجاه المطلوب ضمن السياسة المطلوبة، وهناك أولوية للمصلحة العامة وتحييد للحياة الشخصية.

- ما هي ابرز الملاحظات التي توصلت اليها في ظل عملك كوزيرة؟
كنت ألاحظ التحديات التي تواجه المرأة الفلسطينية وألاحظ انه كلما ارتفعت المرأة في منصبها كان هناك صعوبة ومشاكل اكبر، لأنها تصل إلى مراحل تزاحم فيها الرجل. وهذه الصعاب لم تمنعني من ممارسة عملي. وكنت أرى أن هناك ضرورة للعمل على تغيير الأنماط الفكرية وهي سياسة مهمة جدا للمجتمع الفلسطيني لان هناك عددا متزايدا من النساء في الحكومة ، وكان هناك وصول الى الوظائف والمناصب التي كانت حكرا على الرجال.

- ما هي نسبة النساء اللواتي يعملن في الوزارة؟
يجب أن اعترف لك بأنني لم احسبها، ولدينا تقصير في وجود النساء في الفئة العليا. وإذا نظرنا إلى التوظيف في القطاع العام نجد أن نسبة عالية من النساء موجودة وقد تكون أعلى من القطاع الخاص، ولكن إذا قارنا نسبة النساء في الوظائف العليا فهي اقل بكثير بسبب خلل في التوظيف والإعلان عن الوظائف.

- هل كان هناك عائق في عملية توظيف النساء في وزارة السياحة والآثار؟
خلال الفترة الماضية كان هناك تقنين في التوظيف، وبالتالي لم أتمكن من التغيير كثيرا في الوضع القائم على اعتبار انه لم يكن متاحا التوظيف لآخرين.

- هل المرأة في حاجة إلى تثقيف سياحي؟
المرأة الفلسطينية بالفطرة لها علاقة مع بيئتها، وهي ليست في حاجة إلى تثقيف سياحي، ولدينا برامج توعية بالتعاون مع مراكز المرأة ومؤسسات أخرى، وذلك من اجل زيادة وعي المرأة بدورها في الحفاظ على المواقع التاريخية والبيئة والتراث، وبالتالي يجب أن نربط ما بين تطوير السياحة وحماية هذه المواقع لان السائح يأتي إلى فلسطين لكي يزور مدنا مثل القدس وبيت لحم وأريحا، وإذا لم نعمل على حماية هذه المواقع فلن يكون هناك تطور في قطاع السياحة. يضاف إلى ذلك أن المرأة هي مربية الأطفال والأجيال الذين يجب أن يتربوا بطريقة أفضل على استقبال السياح بشكل لائق، وبالتالي من المهم أن يكون للمرأة دور في تربية الأجيال بشكل يعمل على تقبل أي تطور سياحي.

- ما هي الفائدة التي تعود على الشعب الفلسطيني من خلال التعريف بالسياحة الفلسطينية؟
نستفيد من السياحة بالتعريف بحياة الشعب الفلسطيني وثقافته بشكل يمكّن أي زائر أو سائح من فهم الصراع، وبالتالي أن يساهم في إنهائه، لان السياحة أداة لصنع السلام والتعريف بالثقافة الفلسطينية وبتشكيل الصورة الحقيقية عن الفلسطينيين. نحن نفتخر كفلسطينيين بالمواقع الأثرية الموجودة في بلادنا والتي تشكل جزءا من الإرث الإنساني، وهذا يمكن أن نظهره من خلال تطوير السياحة.

- ما هي نسبة مساهمة السياحة في الدخل القومي الفلسطيني؟
كانت النسبة  7% عندما كان الوضع صعباً في فلسطين، ولكن في العام الماضي ساهمنا بنسبة  15% من الدخل القومي، والسبب هو وضع الاستقرار الأمني الذي حصل في السنوات الأخيرة الذي ساعدنا على استرجاع النشاط السياحي. وفي عام 2007 كان يهمنا أن نغير الصورة في فلسطين، ولكن منذ عام 2009 أولينا الاهتمام بالعوائد الاقتصادية، وعملنا على تطوير المنتج السياحي والمواقع الأثرية والبنية التحتية وتشجيع القطاع الخاص على أن يستثمر في مجال الفنادق وغيره.

- هل لكم شركاء في العمل؟
هناك عمل كبير نتشارك فيه مع وزارات التخطيط والحكم المحلي والتربية والتعليم، لان لدينا برامج كثيرة للتوعية مع المدارس بأهمية المواقع.

- ما هي النصائح التي توجهينها للنساء لكي يصبحن في مواقع صنع القرار؟
يجب أن يقوم الإنسان بعمله  بإحساسه الكامل بأهمية العمل وبانتماء عال جدا الى وطنه وان يتعلم من الجميع وان يعتبر أن النجاح هو نجاح الكل. وعندما يكون في موقع مسؤول يجب أن يكون قريبا من زملائه ومن الناس في الشارع، لأننا في النهاية نريد أن نعكس نبض الشارع. وأي إنسان في موقع المسؤولية يجب أن يعلم ان عمله يؤثر في المصلحة العامة.

- ما هي تطلعاتك المستقبلية كوزيرة للسياحة والآثار؟
في البداية استطعنا أن نفعل أشياء كثيرة للنشاط السياحي، وان نعيد فلسطين إلى الخريطة، وبعد مضي خمس سنوات أصبح العمل أصعب لأننا في حاجة أكثر إلى تطوير استراتيجيات وكوادر مختلفة، وارى أن العمل صعب حاليا لأننا بدأنا تطوير المنتج بأشياء مختلفة مثل إنشاء المتاحف وتطوير المواقع حتى تكون مؤهلة للزوار. ومطلوب منا عمل طويل له علاقة بالفجوة التي مررنا بها عبر عشرات السنين، وحتى الآن ما زلنا بدون بوابة ومطار وكل البنية التحتية المطلوبة في عملنا. ودائما كان يطرح علي سؤال معين وهو كيف يستطيع من هم خارج فلسطين الدخول إليها؟ فنحن نروج لمقصد سياحي ما زال تحت الاحتلال الإسرائيلي. وطموحي أن تلعب السياحة دورا اكبر في عملية بناء الاقتصاد الفلسطيني، وأيضا في الحوار الحضاري ومساهمة فلسطين الفكرية والثقافية من خلال استقبال السياح بشكل أفضل، وان يكون هناك فرصة للتنافس، ولذلك أصبح تركيزنا اكبر على التنافسية من خلال تقديم أفضل البرامج والخدمات رغم القيود على حرية الحركة.

- ما هي أمنياتك الشخصية والعائلية؟
أتمنى أن يكون هناك حفاظ على الانجازات التي حُققت، وان يكون هناك بناء عليها يؤدي بشكل سريع إلى إقامة الدولة. هذا موضوع شخصي ممزوج بالوضع العام والأجيال القادمة. وعلى الصعيد الشخصي أتمنى أن تكون صحتي وصحة عائلتي بخير واطمح إلى خلق وضع أفضل لأولادنا ولا اعني أولادي الثلاثة بل اعني أولادنا بشكل عام.