Rob Lowe اللبنانيات من أجمل نساء العالم وأكثرهنّ ذكاءً

السينما السورية, سرطان الثدي, التمثيل, المرأة اللبنانية / نساء لبنانيات, مسلسل, محاماة, روب لو

11 يناير 2012

وسامته التي جعلت صديقتي تحسدني على لقائه شخصياً، ليست كلّ ما يملكه النجم الأميركي روب لو Rob Lowe. فشخصيته القوية والمحببة، وعفويته، وحسّه الفكاهي، وانحيازه الى عالم النساء، والتجربة المريرة التي عاشها عن كثب مع والدته التي أصيبت بمرض السرطان، واندفاعه ليكون أول رجل يشارك في حملة لجمع التبرعات لمرضى سرطان الثدي والتوعية منه... كلّها أمور تزيد وسامته وسامة وتجعل الحوار معه متعة «أنثوية».


- هل هذه زيارتك الأولى الى لبنان؟
لطالما سمعت شريكي اللبناني الأصل توم باراك يتحدث عن لبنان، وتساءلت عن سرّه الشخصي، وما الذي يمدّه بالطاقة والحيوية، وإصراره حتى العناد على حبّ الحياة، وقوته الداخلية التي لا تُكسر.
وقلت لنفسي أن عليّ زيارة وطنه الأم لمعرفته أكثر. وبالفعل، كانت زيارتي الى لبنان مفاجأة سارّة لي، إذ أُعجبت بحسن الضيافة اللبنانية، والطاقة الكبيرة التي يتمتع بها اللبنانيون، وقدرتهم المذهلة على البقاء، وتشبثهم بأرضهم، وتأقلمهم مع كلّ الظروف، واستعادتهم حيويتهم بعد كل نكسة.
ولفتني إتقان اللبنانيين لغات عدّة... كنت أتناول طعام الغداء مع أصدقاء لبنانيين وكانوا يتحدّثون ستّ لغات مختلفة في الوقت نفسه. كما لفتني هذا التنوّع الديني والمذهبي الغنيّ والمتعدّد.
لطالما ردّد صديقي توم، إذا أردتَ أن تتعرّف الى الشرق، عليك أن تبدأ بزيارة قلبه، لبنان، مهد الحضارة الشرق أوسطية.

- ماذا عن زيارتك الأخيرة لقطر؟
ذهبت وشريكي توم باراك لحضور مهرجان الدوحة السينمائي، ومشاهدة فيلم صديقنا الممثل التونسي طاهر رحيم وعنوانه «الذهب الأسود» Or Noir والذي يشاركه البطولة فيه النجم أنطونيو بانديراس.
ويؤرّخ الفيلم لمرحلة اكتشاف النفط في الخليج العربي وتحوّلات الحضارة في هذه المنطقة في مرحلة ما بعد هذا الإكتشاف، والصراعات التي قامت آنذاك والخلافات بين الأخ وأخيه، وبين الأب وأولاده، وبين الصديق وصديقه. فيلم رائع أنصح بمشاهدته.

- ماذا عن المرأة العربية، أي فكرة كانت لك عنها، وهل تغيّرت لدى زيارتك لبنان؟
(يضحك) آه دعينا نواجه الأمر: الكل يعلم أن النساء اللبنانيات هنّ من أجمل نساء العالم، وأكثرهنّ ذكاءً. وهذا ما تأكّد لي في زيارتي هذه. الواقع أنني معجب بالمرأة اللبنانية واستمتعت كثيراً بالتحدّث إليها.

- والدك كان محامياً، لماذا اخترت التمثيل وابتعدت عن المحاماة؟
الواقع أنني لو لم أعرف ذاك النجاح الكبير الذي عرفته في انطلاقتي في مهنة التمثيل، لما كنت أكملت الطريق. كانت خطتي تقضي بأن ألتحق بكلية الحقوق، في حال لم أوفّق في مهنة التمثيل.
فأنا معجب كثيراً بهذا التنظيم الفكري الذي يتمتّع به المحامون. وكل أصدقائي وأصدقاء عائلتي هم من المحامين. ولو اختلفت الأمور قليلاً في البداية، لكنت اليوم أسير على خطى والدي.

- هل عارض والدك خيارك التمثيل؟
لقد كنت محظوظاً بأن والدي ووالدتي دعما أحلام طفولتي بأن أكون ممثلاً، ولم يعارضا لحظة واحدة خياري هذا!

- هل في عائلتك أو في محيطك ممثل أعجبت به، فاخترت التمثيل من أجله؟
أبداً على الإطلاق.

- كيف تكوّن لديك إذاً حلم التمثيل؟
كنت على مقاعد الدراسة عندما شاهدت مسرحية يشارك فيها أطفال موهوبون، وقلت في نفسي: «أريد أن أكون ممثلاً مثل هؤلاء الأطفال»، ولم تكن هذه المسرحية تُعرض لا في نيويورك، ولا في هوليوود، بل في أوهايو حيث ترعرعت وكبرت.
وقد كان والداي رائعين في دعم أحلامي وشغفي المبكر بالتمثيل. إذ من المهم لكل منّا أن يتبع شغفه، ويسير إلى حيث تقوده أحلامه كي يعرف النجاح.

- هل تدعم بدورك ولديك في حال اختارا التمثيل وسلكا طريقك؟
كنت أتمنى ذلك، لكن إبني البكر اختار المحاماة. يبدو أن المحاماة في صلب جيناتنا العائلية، وقد فوّتُ على عائلتي جيلاً من المحامين (يضحك).

- عملت في السينما كما في التلفزيون، ما الفرق بين الإثنين لجهة الشهرة والمدخول المادي؟
لقد تغيّرت الأمور كثيراً في السنوات العشر الأخيرة، مع ذلك هناك فرق كبير بين الشهرة التي يقدّمها التلفزيون وتلك التي تقدمها السينما. فشهرة التلفزيون هي شهرة سريعة وتقرّب الممثل من الناس خصوصاً أنه يدخل بيوت هؤلاء يومياً، يأكل على مائدتهم، ويشاركهم جلساتهم الحميمة، فيتماهون به، وتصبح حياته حياتهم، فيحبونه ويتعاطفون معه.
أما الشهرة السينمائية، فهي تقدّم الممثل كنجم عالمي محاطاً بالكثير من البرق واللمعان، شخصية بعيدة لا يمكن أن تكون جزءاً من حياة معجبيه ومشاهديه.
شخصياً وجدت نفسي أكثر في التلفزيون حيث السيناريو والنص التلفزيوني مفصّلين على قياس الممثل ليصنعا منه نجماً على قلوب الناس. لجهة المدخول المادي، يمكن القول ان الإثنان جيدان.

 


تجربتي مع والدتي وسرطان الثدي       

- لقد عايشت عن كثب مرض والدتك بسرطان الثدي وكنت إلى جانبها، ماذا تخبرنا عن هذه التجربة المريرة؟ وأي رسالة تحملها إلى النساء؟
الرسالة الأولى التي أودّ أن أوجهها إلى النساء، هي أن على كل امرأة أن تقوم بالكشف المبكر والصورة الشعاعية بشكل دوري، كي لا يداهمها المرض على غفلة، ويسرقها من أحبائها.
يؤلمني كثيراً أن العديد من نساء اليوم لا يزال يُهمل القيام بالصورة الشعاعية، لهؤلاء يمكنني القول ان لو قامت والدتي بالكشف المبكر، واكتشفنا مرضها في مراحل أولى، لتلقّت العلاج المناسب، وعرفت الشفاء.
كنت أول رجل متحدّث رسمي في «يوم سرطان الثدي العالمي» في حملة نظمتها شركةLee Denim لجمع التبرعات لمرضى سرطان الثدي.
ودعوت النساء للكشف المبكر، وجمعت الأموال للأبحاث وحملات التوعية، إكراماً لروح والدتي الغالية. إن الأمل الكبير الذي صنعه التقدّم الطبّي لجهة إنقاذ المصابات بسرطان الثدي في مراحله المبكرة من الموت، يحثّنا على التحدّث بصوت أعلى عن أهمية الكشف المبكر والصورة الشعاعية.
عندما أصيبت جدتي لأمي بسرطان الثدي في السبعينات كانت علاجات هذا المرض خجولة جداً، وكان الأمر بمثابة حكم بالإعدام عليها، وكانت تنتظر فقط ساعة تنفيذه. أما اليوم، فيتزايد عدد الناجيات من الموت، ويكبر الأمل، وهذا أمر مشجّع ورائع.

- يبدو أنك عشت التجربة المرّة تجربتين، مرّة مع والدتك وأخرى مع جدتك...
هذا صحيح، ولو لم تكن تجربة مريرة لما تطوّعت لأكون أول رجل متحدّث رسمي في «يوم سرطان الثدي العالمي» ودعوت النساء للكشف المبكر، وجمعت الأموال للأبحاث وحملات التوعية.
الواقع أن أمي كانت تخاف الفحص المبكر ولم تقم به يوماً، خصوصاً أنها كانت تحمل في ذاكرتها وقلبها الآلام التي عانتها جدتي بلا أمل. لقد كانت تخاف من الخبر السيئ، لذا تتجنّب الذهاب إلى الطبيب. وهي تنتمي إلى ذلك الجيل الذي يخاف الأطبّاء والأخبار السيئة التي قد يحملونها لنا.
لذلك عندما أتحدّث إلى النساء، أؤكّد على أهمية تخطّي الخوف والقيام بالكشف الدوري وتلقّي العلاجات والمضي قدماً في محاربة هذا المرض، لأن الأمل اليوم صار كبيراً، وكبيراً جداً.

- تبدو لي منحازاً إلى عالم النساء؟
(يبتسم) هذا صحيح، أنا منحاز الى عالم النساء أكثر مما تتصوّرين.

- في دورك في مسلسل Brothers & Sisters، تترك السياسة لكي تكون قرب زوجتك المصابة بمرض سرطان الثدي، لدعمها والتخفيف عنها في فترة علاجها. هل تضحيات كبيرة كهذه موجودة في الواقع؟
طبعاً موجودة، وإلا لما نقلناها إلى الشاشة الصغيرة!

- هل كنتَ شخصياً لتقوم بذلك، لو صادفتك ظروف مماثلة؟
في الدور الذي لعبته في المسلسل، أعجبتني كثيراً قدرة الشخصية على تقديم الحب على السياسة، وهو ما لا يقوم به الكثيرون في الواقع. آمل ألا أضطرّ يوماً للقيام بذلك، لكنني أحب فكرة أنه إذا اضطرّتني الظروف، قد أترك كل شيء لأكون إلى جانب زوجتي عندما تحتاجني!

- هل أوحيت لكاتب المسلسل بهذا التحوّل الدرامي في النص بناءً على التجربة التي عشتها مع والدتك؟
 الواقع أنني لم أفعل، لكنني أضفت الكثير إلى الدور من واقع تجربتي هذه.

- رفضت عرضاً لتكون في مسلسل Grey Anatomy وقد عرف نجاحاً عالمياً في ما بعد؟ هل ندمت يوماً على عدم مشاركتك فيه؟
أنا أؤمن أن كل شيء يحصل في الحياة لسبب ما، لذا لا أحب أن أندم على شيء. لقد جاءني عرض المشاركة في مسلسل Grey Anatomy في الوقت نفسه الذي عُرض فيه عليّ مسلسل Brothers & Sisters، وكان عليّ الاختيار بين الإثنين.
وقد وجدت نفسي أكثر في عالم السياسة موضوع مسلسل Brothers & Sisters منّي في عالم الطبّ الذي يتناوله مسلسل Grey Anatomy.

- أتساءل كيف تتعامل زوجتك مع المعجبات؟
 زوجتي إمرأة رائعة، ومتفهّمة جداً، وجميلة جداً جداً، وهي تثق بي ثقة عمياء.        

- أخيراً أودّ أن أعرف ما هو شكل الحياة عندما يكون المرء رجلاً وسيماً مثلك؟
(يضحك عالياً) أعتقد أن الأمر يتعلّق بنظرة الآخرين إلى وسامتك! الوسامة باهرة، ولكنها تبهر الآخرين فقط للحظات قليلة، بعدها ينظر الناس إلى شخصيتك، وأسلوب تعاطيك معهم، واحترامك لهم، وحسن استماعك إليهم، وحسّك الفكاهي، وأشياء أخرى صغيرة تصنع نجاحك وقبولهم لك، من دون أن تعلمي.
الوسامة ليست كل شيء، وللجمال مقاييس أخرى غير العينين الجذابتين والأنف المرسوم والإبتسامة الآسرة!


روب لو في سطور

  • ممثل أميركي مولود في 17 آذار 1964
  • عرف شهرته بعد مشاركته في أفلام سينمائية مثل: The Outsiders وOxford Blues وAbout 'last Night وغيرها.
  • تألّق في دور السيناتور روبرت ماكاليستر في المسلسل التلفزيوني الشهير Brothers & Sisters.
  • متأهّل من إختصاصية الماكياج شيري باركوف وله منها ولدان: ماثيو إدوارد (18 سنة) وجون أوين (16 سنة).
  • الشائعات والفضائح التي تسبّبت بها وسامته، لم تمنعه من التركيز على أعمال الخير، وقد كان أول رجل متحدث بإسم حملة نظمتها شركةLee Denim لجمع التبرعات لمرضى سرطان الثدي، وأثمرت الحملة جمع ملايين الدولارات من أجل أبحاث سرطان الثدي وحملات التوعية منه. فكان الرجل المناسب، للحملة المناسبة، خصوصاً أنه عايش هذا المرض مع جدته لأمه ووالدته التي توفّيت متأثرة بمرضها هذا عام 2003.