لطيفة: لم أحقق سوى خمسين في المئة من أحلامي الفنية

القاهرة – محمود الرفاعي 04 سبتمبر 2022

أطلقت الفنانة لطيفة التونسية ألبوماً غنائياً جديداً بعنوان "لطيفة 2022"، تضمن خمس أغنيات جديدة قدّمتها باللهجات المصرية والتونسية والعراقية، وحطّم أرقاماً قياسية من حيث المشاهدات حيث تخطّى عدد المستمعين الـ 20 مليون شخص خلال يومين من طرحه عبر موقع "يوتيوب". في حوارها مع "لها"، تقول لطيفة إنها بذلت قصارى جهدها كي يخرج الألبوم في أفضل صورة، وتلفت إلى أن شركة "روتانا للصوتيات والمرئيات" كان لها دور كبير في نجاح الألبوم، وتؤكد أنها لم تحقق كل طموحاتها الفنية بعد.


- هل توقعت أن يحطّم ألبوم "لطيفة 2022" أرقاماً قياسية في الأيام الأولى لطرحه ويصل لـ20 مليون مشاهدة في ساعات؟

توقعت أن ينجح الألبوم ويحصد هذا الرقم من المشاهدات خلال أسبوع أو 10 أيام من طرحه، ولكن أن يحقق نجاحاً باهراً في غضون يومين فهذا مفاجأة مدوّية، والسبب أنني بذلت جهداً كبيراً أثناء التحضير للألبوم، كما أنه يضم أغاني باللهجات: المصرية والعراقية والتونسية، وهذا ساهم في انتشاره.


- ما سبب تعاونك مع شركة "روتانا" في هذا الألبوم؟

شركة "روتانا للصوتيات والمرئيات" من أهم الشركات الفنية في العالم العربي، ولها باع طويل في مجال الإنتاج والتوزيع أيضاً، وعمل أي فنان معهم يضيف إليه، ومدير الشركة الأستاذ سالم الهندي "دينامو" في هذا المجال، وله بصمة مميزة مع جميع الفنانين العرب، ولذلك قررت أن يكون الألبوم من توزيع "روتانا"، فهذه الشركة تملك كل أدوات الخبرة في هذا المجال وتواكب التطور العالمي في التوزيع والإنتاج الموسيقي.

- كيف لمستِ نجاح الألبوم؟

من خلال الجمهور، فالجمهور هو المقياس الحقيقي لنجاح أي عمل فني، وبالتحديد الأشخاص الذين نقابلهم في حياتنا اليومية، ومن بعد الجمهور، يأتي روّاد مواقع التواصل الاجتماعي، فمنذ طرح أغنيات الألبوم كانت رسائل التهنئة تصل إليّ من كل الدول العربية، ثم أحسب أرقام المشاهدات في مختلف المنصات.

- لماذا أصررتِ على تصوير كل أغاني الألبوم بطريقة الفيديو كليب؟

كما أسلفت، الألبوم يتضمن أغاني بلهجات مختلفة، وهذا يستوجب أن أصوّر كل الأغاني بطريقة الفيديو كليب، لأن كل أغنية تخاطب جمهوراً معيناً، فلا يصح أن أصوّر الأغاني المصرية وأتجاهل تلك العراقية والتونسية، كما أنني اعتدت توثيق أعمالي بالصورة لأنها ترتبط بالجمهور وتعلق بالأذهان. وللأمانة، المخرج اللبناني شريف ترحيني قدّم أفكاراً مميزة في الكليبات، وسعيدة بتعاوني الأول معه.

- هل تغيّر شكل صناعة الأغنية بالنسبة إليك مع عدم طرح ألبومات واكتفاء معظم المطربين بالأغاني "السينغل"؟

ربما يكون هذا هو الاختلاف الوحيد، أما أنا فلم أتغيّر وما زلت لطيفة التي بدأت في ثمانينيات القرن الماضي، حيث إنني أعمل كما في السابق ومثلما تعلّمت على يد الشاعر الراحل عبدالوهاب محمد وآخرين. أنتج أعمالي بنفسي منذ أن بدأت مسيرتي الغنائية، ولذلك أضع ثوابت في طريقة الإنتاج، ولكن هذا لا يعني أن سوق الإنتاج الموسيقي نفسه اختلف كثيراً خلال السنوات الأخيرة، إذ أصبح أغلب المطربين ينتجون أعمالهم بأنفسهم، وهو ما لم يكن يحدث في الماضي، بل كانت هناك شركات إنتاج تتولى مسؤولية الإنتاج الموسيقي لجميع الفنانين، والفارق في تجربتي الخاصة أنني أنتج لنفسي منذ البدايات، وأمتلك حقوق كل أعمالي.

- لماذا تنتجين كل أعمالك بنفسك؟

المخرج اللبناني شريف ترحيني قدّم أفكاراً مميزة في الكليبات ويتيح لي أن أستخدمها في أي وقت، فمنذ أول ألبوم غنائي طرحته في مسيرتى الفنية "أكتر من روحي بحبك" وصولاً الى ألبوم "أحلى حاجة فيا"، والأغنيات الصوتية والمصوّرة ملك لي، ما عدا ألبوم "ما تروحش بعيد" الذي بعته لإحدى الشركات. البعض لا يعلم أنني المطربة الوحيدة في الوطن العربي التي تملك كل حقوق أعمالها الغنائية، وهنا لا بد من أن أشكر الشاعر الراحل العظيم عبدالوهاب محمد، الذي أعطاني درساً مهماً في أهمية الحفاظ على حقوقي وحريتي.

- لماذا أصبحتم تعملون على طرح الأغنيات "السينغل" بدلاً من الألبومات؟

لأن هذا هو الدارج حالياً في العالم أجمع، فأنا عاصرت كل الأشكال الفنية، من شرائط "الكاسيت" في البداية ثم الأسطوانات المدمجة ومن ثم الوسائط المدمجة وصولاً الى الديجيتال عبر المنصات... أن تطرح اليوم ألبوماً كاملاً حتى ولو على الإنترنت فهذا الأمر أصبح مرهقاً، وربما الأفضل ما فعلته أنا حيث طرحت ألبوم ديجيتال تضمن أربع أو خمس أغنيات، وصوّرتها كلها حتى أُرضي كل الأذواق، سواء كانوا من محبّي الألبومات أو الأغنيات المنفردة.

- ألا تشعرين بأن أغنيات المهرجانات سحبت البساط من تحت أقدام مطربي الكلاسيك؟

يجب أن نحترم كل الألوان والأشكال الغنائية، وألاّ نحكم بشكل قاسٍ على أي تجربة غنائية أو موسيقية، لأن الموسيقى ألوان متنوعة، والأذواق تختلف من شخص لآخر، ولا بد أيضاً من القول إن المهرجانات هي حالة فنية موجودة ومؤثرة ولكنها لا تطغى على الساحة الغنائية، لأن ليس هناك نوع موسيقي يؤثر في الآخر، ولا يوجد لون سائد على الساحة الغنائية. يجب أن يكون هناك تنوع، لأن التنوع يضيف إلى قوة المنتَج الغنائي ويحافظ على جودته.

- هل أنتِ راضية عن التجربة الفنية التي قدّمتها مع الفنان الشعبي أحمد شيبة؟

بكل تأكيد، فأنا من الفنانات القليلات اللواتي قدّمن ديوهات فنية في حياتهن، ولذلك حين وافقت على دويتو أحمد شيبة كنت متفائلة جداً بالفكرة وأحببتها كثيراً، فتجربة شيبة كانت رائعة لأنه مطرب من نوع خاص، فهو قادر على غناء الشعبي والطربي بشكل رائع، وهنا لا بد من شكر صاحب الفكرة في ذلك الوقت الفنان عصام كاريكا، لأنه جعلني أجازف بخوض تجربة لا أعلم نتيجتها، وقد نجحت في التحدي ولاقت الأغنية نجاحاً ورواجاً كبيراً، وأضافت الكثير الى ـشيبة، وهو فنان موهوب فعلاً، ولكن في الحقيقة لم أفكر يوماً في غناء المهرجانات، سواء منفردة أو دويتو مع مطرب مهرجانات.


- هل ترين أن الساحة الفنية حالياً قادرة على إطلاق مواهب جديدة؟

بالتأكيد، وطننا العربي مليء بالمواهب الواعدة، وقد شاهدت ذلك في برنامج "الدوم" فهو مبادرة مهمة ومميزة من الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، وهذا البرنامج قادر على "تفريخ" مواهب غنائية جديدة، وأعطى فرصة حقيقية للمواهب الشابة كي يقدّموا أعمالهم ويظهروا أمام للجمهور.

- متى ستعود لطيفة الى السينما؟

وهل يوجد سينما جيدة في مصر والوطن العربي لكي أعود إليها؟ ربما هناك أعمال جيدة تُقدّم من حين لآخر، ولكن السينما العربية ضعيفة. تجربتي الأولى في السينما كانت مع مخرج عملاق يُدعى يوسف شاهين، وحين أعود إليها يجب أن تكون العودة بالقوة التي بدأت بها، وخلال السنوات الماضية عُرض عليَّ أكثر من عمل سينمائي، لكنني لم أجد بينها العمل الذي يشجعني لكي أقدمه. أتمنى أن تُعرض عليَّ أعمال ترضي طموحي وتجعلني أصمم على العودة إلى السينما، خاصة أنني من عشاقها.

- كيف استفدتِ من تجربتك في المسرح مع منصور الرحبانى كممثلة؟

شخصيتي تستفيد من أي عمل فني تشارك فيه، سواء كان مسرحاً أو سينما أو كليبات، ولكن أكثر عمل استفدت منه واستمتعت به هو تجربة المسرح مع الرحابنة، فالعمل المسرحي تشاهد فيه نجاحك في اللحظة نفسها، وتتفاعل من خلاله مع الجمهور، ولا تنتظر فترة من الزمن لكي تعرف ردود الفعل، ولذلك أحلم بالوقوف مرة أخرى على المسرح، وأتمنى أن يكون ذلك مع الرحابنة أيضاً.

- لماذا لم تكرّري فكرة المسرح الغنائي؟

لا أحد في الوطن العربي يتحمّس لفكرة المسرح الغنائي وإنتاجه غير الرحابنة، وأتمنى إذا فكروا في تكرار التجربة أن أكون معهم.

- ما الأحلام التي تتمنى لطيفة تحقيقها؟

بالطبع حققت الكثير من الأحلام في مسيرتي الفنية، ومنها على سبيل المثال حصولي على جائزة الـ"ميوزك أوورد" العالمية، وتعاوني مع الموسيقار عمار الشريعي وأيضاً مع زياد ومنصور الرحباني، وخوض تجربة التمثيل مع المخرج الكبير يوسف شاهين... وهناك أحلام أخرى تراودني وأتمنى تحقيقها وأعمل على ذلك، ويمكن القول إنني حققت فقط خمسين في المئة من أحلامي.