جائحة كورونا غيّرت في شخصيات الناس... التأثير كبير!

05 أكتوبر 2022

يركّز العديد من الدراسات الحالية على تداعيات جائحة كورونا التي أرهقت دول العالم وأظهرت تغيّراً كبيراً في مزاج وشخصية الأشخاص الذين أصيبوا بالوباء أو لم يعانوا منه.

وأكدت دراسة جديدة أن الجائحة ربما غيّرت شخصياتنا، حيث تم النظر إلى مستويات ما قبل الجائحة ومنها الصفات الشخصية مثل التعصيب، والفرح، والانفتاح، والوفاق، ويقظة الضمير، ومقارنتها بالبيانات التي جُمعت خلال عامي 2021 و2022، ووجد الباحثون تغيرات ملحوظة في الشخصية بين سكان الولايات المتحدة.

وأوضحت مؤلفة الدراسة الرئيسية، أنجلينا سوتين، وهي أستاذة طب في جامعة ولاية فلوريدا الأميركية، أن الجائحة كانت بمثابة "فرصة غير مسبوقة لمعرفة كيف يمكن حدثاً جماعياً مرهقاً أنّ يؤثر في الشخصية".

وأظهرت الدراسة، التي نُشرت في مجلة "PLOS One"، أنّ صفات السرور، والوفاق، ويقظة الضمير، قد تراجعت لدى سكان الولايات المتحدة خلال السنتين اللتين أعقبتا بداية الجائحة، خاصة بين الشباب.

أما عن سبب كون الشباب أكثر تأثراً، فقد أجابت سوتين بأنّه لا يمكن تحديد السبب، إلا أنّ هناك نظريات تشير الى أن الجائحة ساهمت في تعطيل ما يفترض أنّ يفعله الشباب، مثل الذهاب إلى المدرسة أو بدء حياتهم المهنية.

وأكدت سوتين أنّ النتائج لا تُعد دقيقة بالنسبة لكل شخص، بل كانت بمثابة نظرة شاملة على الاتجاه السكاني، لذلك ليس من المستغرب إذا كنت لا ترى التغيير ذاته في نفسك أو في أقرب الأشخاص إليك.

وجمع الباحثون البيانات من أكثر من 7 آلاف شخص تتراوح أعمارهم بين 18 و109 أعوام شاركوا عبر الإنترنت في دراسة بعنوان "Understanding America"، وقارن الباحثون كيفية إجابة المشاركين على الأسئلة قبل شباط (فبراير) 2020 مع وقت لاحق من العام ذاته، ثم مرة أخرى في عام 2021 أو 2022.

كا فحصوا البيانات من خلال نموذج العوامل الخمسة، والذي يفترض أن سمات الشخصية المختلفة يمكن أن تُعزى إلى واحدة من خمس صفات شاملة هي: العُصابِيَّة، والانبساط، والانفتاح، والوفاق، ويقظة الضمير.

ووجد الباحثون اتجاهاً متراجعاً في العُصابِيَّة في عام 2020، على مستوى جميع السكان المشاركين، لكن التغيّرات كانت طفيفة، وفقاً لسوتين.

وبمجرد أخذ بيانات عامي 2021 و2022 في الحسبان، لاحظ الباحثون انخفاضاً أكثر أهمية في كل من الانبساط، والانفتاح، والوفاق، ويقظة الضمير، وكان التغيير كبيراً بما يكفي ليعادل حوالى عقد من التغيير.