الإعلاميّة اللبنانيّة ديما صادق: LBC كبّرتني كتير

مقابلة,مذيعة,قناة ال.بي.سي,مقدمة برامج,قناة او.تي.في,ديما صادق,نشرة الأخبار

سارة عبدو 27 فبراير 2012

درست العلوم السياسية، وبدأت عملها في الصحافة المكتوبة وهي طالبة في الجامعة. وعند تخرجها عملت لمدة سنتين كمساعدة لرئيس تحرير صحيفة «السفير» (آنذاك)، الراحل جوزف سماحة. دخلت عالم التلفزيون مع انطلاقة قناة «او.تي.في» كمقدّمة للنشرة الإخباريّة ومقدمة البرنامج السياسي الصباحي. انتقلت أخيراً إلى قناة «ال.بي.سي» لتقديم النشرة الإخباريّة التي شهدت تغييراً في الحلّة والأسلوب، إلى جانب البرنامج السياسي الصباحي. ديما صادق صاحبة الإطلالة التلفزيونيّة التي تساهم في تجديد روح التفاؤل لدى اللبنانيين، متّهمة بأنها تبالغ في الاهتمام بمظهرها، وبأنّها تبالغ في الأداء والحركات وتقاطع ضيفها... عن مسيرتها المهنيّة وانضمامها الى المؤسسة اللبنانيّة للإرسال، والانتقادات التي طالتها، واهتماماتها وأمومتها، حدّثتنا الإعلامية اللبنانية ديما صادق في هذا الحوار.


-  يُقال أن إطلالتك التلفزيونية تساهم في تجديد روح التفاؤل لدى اللبنانيين، ما رأيك بذلك؟
يسعدني كثيراً أن أسمع آراء كهذه، كل ما أعرفه أنني أكون على طبيعتي، الأمر الذي يمكن أن يكون غير جيّد في بعض الأوقات. هذا الشيء يسعدني، فأنا في الثلاثين من عمري وأرى نفسي قريبة من المشاهدين، وكنت أعتبر أنني الأصغر في هذا المجال لكن اليوم أصبح هناك من هم أصغر منّي سنّاً. في أي حال أنا أحب الأسلوب الخفيف والسريع وأحرص على كسر الجدار بيني وبين المتلقّي لذلك أظهر قريبة من المشاهد.

-  تلقّيتِ العديد من الانتقادات حول إطلالتك، وقيل إنكِ مقدمة نشرة الأخبار التي تعتني بأناقتها بشكل واضح ولافت، ولكن من دون إهمال المضمون. ما ردّك على ما قيل؟
كثر ينتقدونني ويتهمونني بأنني أبالغ بالاهتمام بمظهري، لكنني أتمنى أن تسألي أي شخص يعمل في «ال.بي.سي» وسوف يقول لك إن هذه الانسانة تدخل غرفة الماكياج قبل «نشرة الأخبار» أو «نهاركم سعيد» بدقيقتين وتضع ماكياجها بنفسها والذي هو الكحل في العين ومحدّد الشفاه، وشعرها في معظم الأوقات لا يكون مصفّفاً.

-  هذا الأمر يلفت النظر أكثر في بعض الأحيان!
في معظم الأوقات لا أُعجب بإطلالتي، فيبدو شعري «منكّش». بالطبع أهتمّ بمظهري كإمرأة وعندما أظهر بصورة غير جميلة أحزن وأقول «يا الله ليه هيك طالعة» ولكن هل هناك مبالغة!! أجزم لك بأن هناك العكس. القاعدة هي أن أدخل النشرة من دون تصفيف شعري، فالاستثناء هو أن أدخلها بشعر مصفَّف.

-  هل جمالكِ فتح لك أبواباً؟
أشكر أي شخص يرى أنني جميلة، فالجمال برأيي نسبي وممكن لشخص أن يرى إحداهن جميلة أما أنا فلا أرى ذلك، فلا يمكنني الانطلاق من فكرة أنني جميلة أو لا. ويستفزّني جداً أن تتكلّم أي امرأة من منطلق جمالها. انجيلينا جولي نسمح لها بذلك، بامكانها أن تتكلّم عن جمالها، ولكن أنا شخصيّاً لا أعتمد على هذا المنطلق ولا أعتبر هذا الشيء مسلّماً به، فأعتبر أن أي مذيعة ليس من الضرورة أن يُنجحها جمالها. هناك عدد كبير من المذيعات يتمتّعن بجمالٍ لافت ولكن يفتقدن الكاريزما، فالأهم من الجمال هو الكاريزما والناجحات في هذا المجال هنّ من أصحاب الكاريزما، فممكن أن يكون جمالهن متوسطاً وينجحن. الكاميرا ليست في حاجة إلى الجمال بل الكاريزما.

-  حتّى الجميلات يتلقّين انتقادات ويقوّم الجمهور مستواهن الثقافي!
بالظبط، فالمشاهد الذي يرى أن المذيعة جميلة يحاول أن يخلق لها الشوائب ويقول «ايه حلوة بس هبلة»، لذلك على الإعلاميّة أن تهتم بالمضمون وبثقافتها ولا تعتمد على جمالها فقط، فالأهم هو المضمون الداخلي.

-  تلقيّتِ العديد من العروض، لكنك اخترت «ال.بي.سي» للإنطلاق منها مجدداً، كمذيعة أخبار ومقدمة برنامج سياسي تقومين بإعداده. لماذا؟
«ال.بي.سي» هي الأولى سياسيّاً في لبنان، وهذا تجاوز مسألة الرأي وأصبح واقعاً، فنشرة أخبار «ال.بي.سي» تفوّقت على أي نشرة أخبار أخرى في لبنان لأنهّا تتمتّع بمصداقيّة سياسيّة، إن كان في برنامجها الصباحي أو عبر برنامج من تقديم نجم كبير بحجم مارسيل غانم ومديريّة أخبار يرأسها جورج غانم وبإدارتها مع الشيخ بيار الضاهر. كل هذا منحها مصداقيّة كبيرة جدّاً في السياسة خصوصاً أنّها أخيرا اتخذت لنفسها سياسة غير تابعة لأي طرف، فهي القناة شبه الوحيدة التي لا تنتمي إلى «14» ولا «8».

-  في السابق كانت «ال.بي.سي» تتخذ لنفسها هويّة، أمّا الآن فنراها موضوعيّة إلى حدٍّ ما، كيف تعملون كمحرّرين لتفادي الميل نحو طرف؟
أوافقك الرأي، القناة أصبحت أقرب إلى الحياد الأمر الذي يحرص عليه رئيس الأخبار جورج غانم في كل اجتماع تحرير، فيحرص على كيفيّة إظهار الخبر وأن لا يميل لأي من الطرفين وأن لا يؤجّج المشاعر الطائفيّة. الأمر الذي جعلني لا أتردّد في الانضمام إلى المؤسسة.

-  كيف ترين الحلّة الجديدة للنشرة الاخبارية في «ال.بي.سي؟
سببت هذه الحلّة لغطاً كبيراً و وجدت أن نصف المشاهدين أحبّوا هذه الحلّة، أما النصف الآخر فلم يحبّها فهي شيء جديد يصعب تقبّله. ولكن أنا شخصيّاً أحببتها كثيراً خاصةً أنّها مع الوقت قد تطوّرت أكثر وأصبحت مضبوطة أكثر.

-  البعض قال إنّها بمثابة عرض أزياء وإنّكم تستعرضون أنفسكم خلال النشرة من خلال الوقوف أمام الشاشة الكبيرة والتنقّل في الاستوديو، ما ردّك على ذلك؟
النشرة الجديدة هي Show بالنهاية، وهذا العرض قد طرأت عليه تعديلات، فقد قلّصنا بعض الروابط بين المذيعين مثل «إليك جورج وإليكِ ديما» وإلى ما هنالك. ومع الوقت تطوّرت وأصبحت مضبوطة أكثر ولاحظت أن جيل الشباب قد تقبّلها أكثر من غيره وذلك لأنها مفعمة بالحياة وليست روتينيّة أو تقليديّة.

-  هل حققتِ بهذا الانتقال خطوة نوعية في مسيرتكِ الاعلامية؟
دون أدنى شك... كنت سعيدة جدّاً ومتحّمسة قبل الانتقال إليها لكنّني لم أكن أتوقع هذا الاختلاف، بدايةً على مستوى المهنيّة، فهي مؤسسة مهنية بحتة وعلى مستوى الناس هي فعلاً منتشرة في كل المناطق اللبنانيّة، وحتّى على مستوى السياسيين فبالنسبة إليهم «ال.بي.سي» هي أهم مصدر موثوق، فهي أهم محطّاتي المهنيّة بكل تأكيد.

-  قدمت حلقة من برنامج «أغاني عمري» على شاشة «ال.بي.سي»، هل ستعيدين التجربة وتقدمين برنامجا فنيا؟
لم أجد نفسي في هذا النوع من البرامج، لكنّني أحببتها لأنها مختلفة وكنت على دراية أنني سأقوم بها ليومٍ واحد فقط. من هذا المنطلق تقبّلتها لكنني لم أرَ أنني أبدعت فيها ولم أسمع هذا الإطراء من أحد.

-  هل ممكن أن تقدمي برنامجاً غير سياسي؟
لا أعتقد، فسبق أن تلقّيت عرضاً مغرياً لبرنامج غير سياسي ولكنني لم أوافق عليه، وبرنامج «أغاني عمري» عُرض عليّ تقديمه كاملاً لكنّني لم أجد نفسي في البرامج غير السياسيّة.

-  كيف هي العلاقة مع «او.تي.في» اليوم؟
أنا على تواصل مع جميع أفراد هذه المؤسسة التي أحرص على شكرها في كل مرّة على الفرصة الكبيرة جداّ التي منحتني إياها والجماعة لهم فضل كبير جداً في مسيرتي المهنيّة، من رئيس مجلس الإدارة روي هاشم وكل فرد فيها.

-  ظهرتِ في حلقة في برنامج Face et Profile على «او.تي.في» فانتشر خبر على الانترنت أن ديما عادت إلى القناة، هل ممكن أن تعودي إلى «او.تي.في»؟
 أنا سعيدة جداً في المكان الذي أنا فيه وفي حالة من الاستقرار هنا. لا أحد يدرك ماذا يخبّئ له القدر، لكنني سعيدة جداً ولا أفكّر في الانتقال إلى أي قناة أخرى.
-  مقدّم الأخبار يجب أن يعطي ثقة للمتلقي في تقديم الخبر، هل تظنّين أنك نجحت في ذلك؟
لا أحب تقويم أدائي ولكن ما هو مؤكّد أنني أبذل جهدي لأتفاعل مع الخبر كي أقنع المشاهد، فأدّعي أنني أجرّب أن أكون متفاعلة إلى أقصى الحدود مع الخبر، أن أقدّمه وأن أعيشه كالأستاذ الذي يشرح درسه. لا يعني ذلك أنني أستاذ والمشاهد تلميذي، بل أقصد أنّني أحاول أن أوصل الخبر الى المتلّقي بالأسلوب الأمثل.

-  هل تسمعين انتقادات حول مبالغتك في الأداء؟
 نعم، أسمع أنّني أبالغ في الأداء والحركات ولكنّني لا أعتقد ذلك، فأنا أتصرّف بطبيعيّة كي أجعل المشاهد يشعر بارتياح وأن يتلقّى الخبر بسلاسة، بالإضافة إلى أنني جديّة إلى حدٍّ ما في الأخبار، ألست كذلك!

-  هل تعتبرين أنّ مهارة المحاور تكمن في كمّ المعلومات التي يمكن أن ينتزعها من الضيف، خصوصاً إذا كان سياسياً؟
 بالطبع، فالهدف من استضافته هو انتزاع أكبر كمّ من المعلومات منه.

-  ولكنّك متّهمة بأنّك غالباً ما تقاطعين ضيفك، ما ردّك على ذلك؟
أُنتقَد كثيراً على هذه النقطة بالتحديد، فممكن أن أصّر على نقطة معيّنة إن لم يجاوبني عليها كي أحصل على جواب، والبعض ينتقد هذا الأسلوب ولكن أنا لديّ أسئلة عليّ طرحها ودورك كضيف هو أن تعطيني الأجوبة، وإلاّ لماذا أتيت!! حضرت لتجاوبني وتجاوب المواطنين على أسئلتهم.

-  هل هي نقطة ضعف لديك؟
أعتقد ذلك، لذا آخذ هذا الانتقاد بعين الإعتبار وأحاول تفاديه.

-  اعتبر البعض أن وهجك قد خفّ بانتقالك من قناة «او.تي.في» إلى «ال.بي.سي»؟
رأي أحترمه، لكن ما يهمّني هو أن أتطوّر مهنيّاً و «ال.بي.سي» توفّر لي مناخا صحّيا جدّاً للتطوّر، و« كبّرتني كتير» وهذا ما شعرت به من خلال تفاعل الجمهور والناس والسياسيّين.

-  هل تعتبرين نفسكِ إعلاميّة موضوعيّة؟
أسعى كثيراً لأن أكون موضوعيّة، ولكن مشكلتي في الحياة هي عندما أكون مع أي من الفريقين، يثور عليّ الفريق الثاني، وحاليّاً يقال إنها كانت مع «8 أذار» في «او.تي.في» وغيّرت بانتقالها من القناة، فأنا لا أدّعي أنني موضوعيّة بل أحرص عندما أحاور أن يكون الطرف الآخر ممثلاً في أسئلتي، ومن الصعب تقويم نفسي ولكن ما أدّعيه هو أنني أبذل جهداً كبيراً في هذا الموضوع وهدفي وهوسي الدائم هو «يا بنتي أنتِ لستِ مع هذا ولا ذاك» هذا هوسي بالفعل.

-  ذكرتِ مرّة أنّك لست طائفيّة بل مناطقيّة، ماذا يعني لك الجنوب؟
أرتعش «وقلبي بيدق لمّا حدا يقول جنوب»، أحب الجنوب كمنطقة وأنا متعلّقة جدّاً به، خصوصاً أنّه كان محتلاً، لكن لا يعني ذلك أنني أحبّه من المنطلق السياسي أو أن أغفر لنائب وأعطيه الحقّ فقط لأنّه جنوبي.

-  هل تطمحين الى أن يكون لك برنامجكِ السياسي الخاص؟
 يطمح الإنسان إلى أشياء كثيرة وليس هناك أي إعلامي لا يطمح إلى تقديم برنامجه الخاص، ولكن أرى أنني يجب أن أعمل وأجهد لتحقيق هذا الطموح. أنا في هذا المكان وعيني عليه وليست على مكان آخر، فما أطمح إليه هو التقدّم والتطوّر في هذا المكان الذي أشغله.

-  مَن مِن المقدّمين والمقدّمات يعجبك؟
يعجبني كثيراً الإعلامي جورج غانم ولكنّني أتابعهم جميعاً من دون إستثناء وأحترمهم وأتمنّى لهم التوفيق، وعندما لا أكون في النشرة أقصد أن أتابع نشرة «الجديد» والقنوات الأخرى.

-  ماذا عن المقدمين في القنوات العربيّة؟
أنا معجبة بالإعلاميين عماد الدين أديب وداوود الشريان، كما أنني متأثرة بالإعلام الغربي، خصوصاً مدرسة الـ «بي.بي.سي» التي أتاحت لي الفرصة للتدرّب فيها، وهذه التجربة أغنتني كثيراً وجعلتني أتأثّر بمقدمين مثل ليز دوسيت وتيم سيباستيان.

-  أي برنامج حواري تشاهدين؟
أشاهد «كلام الناس» ويعجبني مارسيل غانم إلى حدٍّ كبير فهو إعلامي ونجم كبير. وبعيداً عن السياسة أشاهد أيضاً البرامج الاجتماعيّة والترفيهيّة.

-  ماذا عن ديما صادق الإنسانة، الزوجة والأم؟
أنا ديما صادق في الثلاثين من عمري من بلدة جنوبيّة تدعى الخيام، متزوجة وأم ل «ياسمينة» وعمرها أربع سنوات ونصف «بتعذّب وعنيدة كتير»، هي حياتي «بموت فيها». لدي الكثير من العمل فأحاول في وقت فراغي أن أمضي وقتي كاملاً مع عائلتي. أحب التسوّق والسفر وأسافر كثيراً. كما أنّني أعشق الموسيقى ومطّلعة كثيراً وأغوص بشكل كبير في الطرب العربي.

-  من هو الفنان المفضّل لديك؟
سيد درويش هو المفضّل لديّ، وبالطبع أحب أم كلثوم واكتشفت أخيراً إعجابي الكبير بأسمهان.

-  هل لديك مواهب موسيقيّة؟
كلا، مواهبي سمعيّة...

-  كيف تمضين وقتك؟
 (تضحك) أمضي وقتي تقريباً على الطريق بين بيروت وأدما حيث المحطة. وعندما يبقى لي وقت، أولوياتي هي أن ألتقي ياسمينة وزوجي أحمد، فغالباً ما نمضي العطلة في بيتنا في فقرا في موسم الثلج.

-  أخبرينا عن علاقتك بابنتك؟
ياسمينة هي أجمل ما في حياتي، أستمتع بالاهتمام بها وبرفقتها، وقد رافقتني في رحلتين خارج لبنان الصيف الماضي.