غادة عبد الرازق: إليسا لم ترفض الغناء لي

الغناء, إليسا, غادة عبد الرازق, المخرج خالد يوسف, مسلسل, محمد فودة, بطل فيلم, الثورة المصرية

28 فبراير 2012

تعترف بأنها اعتادت الهجوم المبكر على أعمالها، وتؤكد أنها المقصودة شخصياً بهذا الهجوم وليس العمل في حد ذاته. بل وتذهب الى أبعد من ذلك عندما تقول إن الهجوم على من يشاركونها البطولة تكون هي أيضاً المقصودة به.
الفنانة غادة عبد الرازق تتحدث إلينا عن أحدث أعمالها مسلسل «مع سبق الإصرار»، وحقيقة اعتذار إليسا عن عدم غناء التيتر، والهجوم الشرس عليها الذي يشعرها بنجوميتها أكثر.
كما تتكلم عما وصلت إليه علاقتها بالمخرج خالد يوسف، والقرارات الشخصية الصعبة التي اتخذتها أخيراً.


- ما الذي حمَّسك لأحدث مسلسلاتك «مع سبق الإصرار»؟
أنا سعيدة بتقديم هذا المسلسل،لأن مضمونه جيد، وفي الوقت نفسه فإن شخصيتي فيه جديدة ومختلفة تماماً عن كل الشخصيات التي قدمتها في السنوات الأخيرة. وأتوقع أن يعرض هذا المسلسل في رمضان المقبل.

- هل نتوقع أن نراك هذا العام في شخصية مختلفة عن «سمارة» و«زُهرة»؟
الشخصية مختلفة تماماً عن كل ما قدمته من شخصيات، وأتمنى أن تنال إعجاب الناس، لأنهم سيرونني في حالة فنية لم يسبق لهم أن رأوها من قبل.

- ما هي تفاصيل شخصيتك في العمل؟
أحب أن يعرف الجمهور تفاصيل شخصيتي والعمل ككل من خلال الشاشة، خصوصا أن المفاجآت كثيرة جداً، سواء في شخصيتي أو في أحداث المسلسل.

- وماذا عن أبطال العمل معك؟
هذه أول مرة أعمل فيها مع ماجد المصري وعبير صبري، وأنا سعيدة بأول تعاون فني بيننا نحن الثلاثة، والمسلسل من إخراج المتميز محمد سامي.

- ومن يغني «تيترات» المسلسل هذه المرة؟
المطربة اللبنانية الرقيقة إليسا، والألحان لمحمد رحيم. وهو موسيقار له وزنه، وطبعاً إليسا محبوبة جداً من الجمهور بصوتها اللذيذ، و«يا رب» ينال العمل ككل إعجاب الجميع.

- لكن تردد أن إليسا اعتذرت عن عدم غناء التتر!
هذا الكلام غير صحيح، وأنا مندهشة من الشائعات، حتى أن البعض ردد أن إليسا ترفض الغناء لي بينما هي أعلنت حماستها.

- هل هذا يعني أن حملات الهجوم عليك بدأت مبكراً؟
الهجوم أصبح أمراً عادياً جداً بالنسبة الي، خصوصا من بعض النقاد، وليس جميعهم. فهناك من ينتهز استعدادي لتصوير عمل جديد، وقبل انتهائي منه وحتى قبل عرضه، لتوجيه الانتقاد السلبي وغير الواقعي لي شخصياً.
فهم يقصدون من وراء نقد أي عمل، ليس العمل في حد ذاته، وإنما الهجوم عليَّ أنا. وحتى عندما يقصدون الهجوم على أحد من الزملاء المشاركين معي في العمل فإنهم في الحقيقة يقصدونني أنا، وليسوا هم.
ولا أعرف ماذا يريدون من وراء ذلك تحديداً، فقد أصبحت معتادة على ذلك، بكل أسف، ولا أحب أن أشعر بالطاقة السلبية التي يشحن بها البعض أنفسهم ضدي، حتى لا يؤثر ذلك في طاقتي الإيجابية.

- هل يعني هذا أنك تشعرين بنجوميتك، وتعتبرين ما يردده البعض ضدك نوعاً من الضريبة الفنية التي تدفعينها عن نجاحك؟
لم أكن أشعر بنجوميتي إلا عندما أقف في البلاتوه لأصوّر مشاهدي، وتحديداً عندما يصفق لي من يشاهدني بعد أن أنتهي من المشهد الذي أصوره، إلا أن من يهاجمني بشراسة، وبلا رحمة، يشعرني بهذه النجومية في غير وقتها ومكانها الصحيحين، وبعض أصدقائي المقربين يقولون لي: «لا تنزعجي مما يكتبه البعض عنك لأن هذا دليل على نجوميتك بقوة متزايدة، فهم أصلاً يكتبون ذلك عنك لأنك نجمة، وهم يعرفون أن الناس في كل مكان أصبحوا مشتاقين لكل جديد عنك، ويدركون أنهم لو كتبوا عن أحد آخر غيرك فلن يقرأ أحد كلماتهم وتعليقاتهم غير المدروسة».
ورغم ذلك، فأنا أرفض إحساس النجومية بسبب كثرة الهجوم عليَّ، وأقول لمن يهاجمونني «اتقوا الله»، لأنكم سوف تسألون ذات يوم عما تكتبونه من أكاذيب عني.
وأنا كفنانة أحب نجوميتي الفنية، ولا أحب أي نجومية أخرى تخترعونها عني بعقولكم المريضة، مهما كان حجم هذه النجومية الكاذبة، وأريد كفنانة أن أستفيد من قراءة أي نقد حقيقي عني.

- إلى أي مدى استفدت فعلاً من أي نقد وجدت له وجهاً حقيقياً؟
أستفيد من كل ما هو نقد حقيقي، وأحب جداً النقاد الصريحين، وإن كان عدد الصادقين منهم أصبح في أيامنا هذه قليلاً، بل ونادراً جداً. واعتقد أنني لو لم أستفد من النقد الجاد فلن أستطيع أن أطور أدائي، وأصل إلى ما أصبحت عليه الآن.

- وما هو دليلك على أنك تطورين أداءك؟
أحدث أعمالي.

- كيف؟
الشخصية التي أقدمها في أحدث مسلسلاتي «مع سبق الإصرار»، وكما ذكرت من قبل، شخصية مختلفة تماماً عن الشخصيات التي قدمتها في «سمارة» و«الباطنية» و«زهرة وأزواجها الخمسة».
وهذا دليل على أنني أطور أدائي من خلال تقديم كل من هذه الشخصيات المركبة والمتعددة المراحل التي تستهويني، لأن هذه الشخصيات المتحولة تعبّر عن طموحات الإنسان في كل مكان من أجل الصعود إلى أعلى، بادئاً من نقطة أقرب إلى «الصفر»، وصولاً إلى أعلى مستوى اجتماعي ممكن، فيتحوّل من الفقر إلى الغنى الشديد.
وأنا بطبعي متعاطفة مع هذه الشخصية المتحوّلة، ولا أعرف لماذا تدعوني هذه الشخصيات المركبة والصعبة لتقديمها، وإن كنت أدرك أن نسبة كبيرة من الجمهور يحبها بشدة.
ومع أن «زهرة» و«وردة» و«سمارة»، كل شخصية منها مختلفة تماماً عن الأخرى، إلا أن النقاد المتميزين، والذين أحترم آراءهم، كانوا يوجهون لي النقد من حيث أن الأدوار المتعددة المراحل أصبحت كثيرة في الفترة الأخيرة، وهذا بالضبط ما راعيته عندما اخترت مسلسلي الجديد «مع سبق الإصرار»، لأني ألعب فيه شخصية مختلفة تماماً عن الشخصيات المتحولة، واتمنى أن ينال المسلسل إعجاب النقاد والجمهور.

- هل يعني هذا أن دورك في «مع سبق الإصرار» سيكون أسهل من أدوارك السابقة؟
لا يوجد في الفن دور سهل ودور صعب، فالفنان يجب أن ينظر إلى دوره، مهما كانت سهولته أو حتى حجمه، بمنتهى الجدية، ويستعد له ويدرسه جيداً قبل أن يقدمه لجمهوره.

 

- واضح من وجود ماجد المصري وعبير صبري معك في مسلسل واحد أنك لا تحبين مسلسلات «النجم الواحد»، ولا تجدين في وجود أكثر من نجم محبوب ومعروف أي خطر على نجوميتك، هل هذا صحيح؟
طبعاً، فأنا أرى أن يداً واحدة، ومهما كانت قوتها، لا تستطيع وحدها أن تصفق، فلا بد من فريق عمل متكامل.

- إذاً أنتِ ضد فكرة وجود البطل الأوحد في أي عمل فني!
طبعاً أنا ضد البطل الأوحد، وأعتقد أنه حتى أفلامنا القديمة علّمتنا ذلك، وعلّمتنا فعلاً ضرورة وجود أكثر من بطل في الفيلم الواحد، فيمكنك أن ترى فريد شوقي ومحمود المليجي وتوفيق الدقن وهند رستم معاً، فهذا يرفع قيمة العمل ويدفعه الى تحقيق المزيد من النجاح.

- هل يعني تركيزك على الدراما أن السينما لم تعد في دائرة اهتمامك؟
خلال السنوات القليلة المقبلة سيكون اهتمام الجمهور نفسه بدراما التلفزيون أكبر من اهتمامه بالسينما، وهذا يعود إلى ظروفنا الحالية في مصر.
وأنا شخصياً قد أكون محظوظة في ذلك، لأن عندي فيلمين يُعرضان حالياً هما «كف القمر» و«ركلام». وسوف أحدد حساباتي في مجال السينما من واقع نجاح هذين الفيلمين، إلا إذا وجدت أمامي فيلماً جيداً، ويمثل فرصة فنية يمكن أن تضيع مني، ففي هذه الحالة وحدها سوف أقدمه بما انه يضيف إلى رصيدي الفني في السينما.
أما غير ذلك فلن أكون في عجلة من أمري للموافقة على أي فيلم جديد يعرض عليَّ، وأكتفي بتقديم مسلسل درامي في السنة.

- ألا ترين ضرورة أن تهتم المسلسلات الجديدة بالتعبير عن التحديات التي فجرتها الثورة المصرية؟
ليس بالضرورة حدوث ذلك. صحيح انه من الممكن أن يكون للفن دوره في التعبير عن الثورة الجديدة، ويكون ذلك من خلال بعض الأعمال الفنية، لأنه لا بد أن يتاح للعقل المصري أن «يفصل»، ولو لبعض الوقت.
فليس من المعقول أن يشغل المجتمع المصري الآن نفسه بالمشاكل التي تطرحها المسلسلات، بالإضافة إلى المشاكل الخاصة لكل فرد في واقع حياته.
بمعنى أن المواضيع غير الثورية قد تكون الأفضل في هذه المرحلة، حتى يأخذ المشاهد فترة من الهدنة، أو الراحة الموقتة، خلال مشاهدته للعمل الفني، لكي يعود الى حياته الواقعية أكثر قدرة على أن يفكر، وبالشكل المتعقل والهادئ، في مشاكله اليومية.
وأرى أن مثل هذه «الهدنة الفنية» مطلوبة حالياً، وقد يرى آخرون العكس، وطبعاً لكل واحد وجهة نظره. ودائماً أستشهد على صحة وجهة نظري هذه بما حدث مع الفيلم الكوميدي «سامي أوكسيد الكربون» الذي حقق أكبر إيرادات السينما، بينما لم تحقق الأفلام التي عرضت في وقته أي مكاسب مالية تقارن به، رغم أنها كانت أفلاماً ناقشت، بشكل أو بآخر، أحداث الثورة المصرية.

- هل مازال الخلاف قائماً بينك وبين المخرج خالد يوسف الذي أخرج لك آخر أفلامك «كف القمر»؟
لا أعرف عنه شيئاً، فنحن لم نتقابل منذ فترة.

- وهل ما زال الاختلاف بينكما بسبب رأي كل منكما حول الثورة المصرية؟
لا، وإن كنت أعتقد أنه عندما يكون اختلاف بين أي اثنين حول أي موضوع، فإن هذا الخلاف في وجهات النظر يجب ألا يفسد للود قضية.
وعندما يظهر أحدنا في أحد البرامج الفضائية ليقول وجهة نظره فإنه يجب أن يقول وجهة النظر هذه، ولا يهاجم الآخر. هذا على أي حال لم يحصل منه، لأنه هاجمني ولم يكتف بوجهة نظره.

- ولماذا هاجمك رغم علاقتكما التي كان يشهد الجميع لقوتها؟
لا أعرف، مع أني معروفة بأن علاقاتي الإنسانية تمتد إلى جميع المحيطين بي، لأني أحب أن تكون العلاقات الإنسانية في الوسط الفني على أرفع مستوى، ليقيني بأننا كلنا، ومهما طالت الحياة، إلى زوال، ولن تبقى منا في النهاية إلا الذكريات الطيبة وحدها. وطبعاً كانت تربطني به علاقة جيدة، ولذا لا أعرف سبب تصرّفه.

- هل ضايقك وضعك في القائمة السوداء؟
أنا أصلاً لا تربطني أي علاقة بأحد من النظام السابق، لأني لا أعرف أحداً منهم، وليست لي مصلحة معهم. وعندما عبّرت عن وجهة نظري ومفادها أن يستمر النظام لمدة ستة أشهر غضب البعض، رغم أن هذا لم يكن رأيي وحدي.
والحمد لله أن الأمور حسمت نفسها بعد ذلك، فحب الناس للفنان شيء من عند ربنا، ولا يستطيع أحد أن يمنع الجمهور من حب فنان أو فنانة.
ولذا أشعر بأنه رغم وضعي في القائمة السوداء، فان الناس لم يكرهوني، وعندما أدركوا أنه لا يوجد ما أكسبه أو حتى أخسره من وراء وجهة نظري هذه فإنهم لم يتضايقوا، وهناك شيء من المهم أن أقوله للجميع.

- عن الثورة؟
نعم، عن الثورة، وهي أننا كلنا مع الثورة، أي مع الحرية، ومعنى هذا أنه يجب في نطاق الحرية التي نطلبها لأنفسنا أن نعطيها أيضا للآخرين، وبحيث يكون من حق كل واحد أن يبين وجهة نظره دون خوف من أحد، وإلا فأين هي الحرية؟! وهناك شيء آخر أطالب به الجميع، وهو ضرورة أن نتغير حتى يحدث التغيير المطلوب، فنحن نطالب بالثورة وبالتغيير، والمسألة برأيي ليست مجرد مطالبة بالتغيير بقدر ما هي واجب أن نتغير نحن حتى يكون هناك تغيير حقيقي.

- بمناسبة كلامك عن التغيير، شهدت الفترة الأخيرة قرارات شخصية وجريئة لك في حياتك الخاصة، فهلّا كلّمتنا عنها؟
معك حق، فهناك أكثر من قرار مصيري تحملت مسؤوليته بنفسي. عندما يكون القرار متعلقا بي وحدي أراه أسهل مما إذا كان يتعلق بابنتي الوحيدة «روتانا» نور عيني التي أرى بها الحياة، ولذا كان قرار زواجها من الأمور الصعبة علي، فأنا لم أعتد أن أبتعد أبداً عن «روتانا»، ومهما كانت الظروف والمشاغل.
لكنني لم أستطع أن أكون أمًّا أنانية أو أقف، ولو للحظة، في طريق سعادتها عندما وجدت لها العريس المناسب، ابن الحلال، والذي يحبها وتحبه، ولذا فعندما تأكدت تماماً أن كلاً منهما يكمل الآخر وافقت على الزواج، والحمد لله، فكل شيء فيه تم على الوجه الذي كنا نأمله، وأدعو ربنا أن يوفقهما لحياة مليئة بالسعادة.

- وأنتِ والإعلامي محمد فودة؟!
ارتباطنا أيضاً كان قراراً صعباً، ولم يسّهله عليَّ إلا محمد نفسه، فهو إنسان راقٍ وتربطني به أواصر صداقة حقيقية، ووقف معي في كثير من أزمات حياتي، وبالذات في الفترة الأخيرة.
وهو رجل شهم، وكريم، ويحبني، ويحب لي النجاح في الفن، ويساعدني بكل ثقافته وطاقته الإبداعية.

- سمعنا عن خطوبتكما، فمتى الزواج؟
زفافنا سيكون، إن شاء الله خلال أيام، وأتمنى أن أكون قادرة على إسعاده.

- عندما تتخذين قرارات شخصية هل تحرصين على ألا تؤثر على مسيرتك كفنانة؟
أنا إنسانة عادية، ولا يشغلني عن الفن إلا الفن، وأعتبر حياتي الشخصية جزءاً داخلاً في الفن.

- «روشتة» قصيرة للسعادة، ماذا تكتبين فيها؟
لا تنظر الى الوراء، وانس الإساءة، وحاول أن تسعد الآخرين لتسعد معهم بسعادتهم.