كريم عبدالعزيز: أنا محظوظ بهند صبري... وهذا رأيي في أحمد عز

القاهرة – محمود الرفاعي 30 أكتوبر 2022

يقول الفنان كريم عبدالعزيز إن نجاح فيلمه الأخير "كيرة والجن" لا يقاس فقط بالإيرادات الضخمة التي حققها العمل خلال عرضه في دور السينما المصرية والعربية، بل يعود إلى الصورة الرائعة والإخراج الجيد، واللذين ظهرا بوضوح للمُشاهد خلال العرض. في حواره مع "لها"، يؤكد كريم عبدالعزيز أنه اكتسب صديقاً وأخاً مثل أحمد عز الذي شاركه في ثاني عمل درامي بعد مسلسل "الاختيار 3" الذي عُرض في شهر رمضان الماضي، ويكشف أنه أصبح من محبّي الدراما التاريخية، كما يتحدّث عن علاقته بهند صبري، ومفاجأته في رمضان المقبل، ومصير الجزء الثالث من فيلمه الشهير "الفيل الازرق".


- كيف تقيّم تجربة تعاونك السينمائي الأول مع الفنان أحمد عز في فيلم "كيرة والجن"؟

أحمد عز فنان ناجح، وهو صديق وأخ على المستوى الإنساني، و"كيرة الجن" لم يكن العمل الأول الذي يجمعنا معاً، فنحن قدّمنا معاً في موسم رمضان الماضي مسلسل "الاختيار" في جزئه الثالث، وسبب نجاحنا في المسلسل والفيلم، أن المخرج مروان حامد كان حريصاً على إيجاد الكيمياء الفنية بيننا.

- ما ردّك على تصريحات الفنان أحمد عز بأن هناك تشابهاً كبيراً بين شخصيتيكما؟

هذه حقيقة، فهناك تشابه كبير بيني وبين أخي أحمد عز، وربما من يعرفنا عن قرب يعلم جيداً أن هناك عشرات الصفات الإنسانية التي تجمعنا، فأحمد عز رجل في قمة الأخلاق وأنا دائماً أقول إنني اكتسبت أخاً وصديقاً في الوسط الفني يُدعى أحمد عز. يكفي أنه يحترم صناعة الفن، وأكثر ما يهمه هو نجاح أي عمل يشارك فيه، ولا يفكر أبداً في موقع اسمه على تتره.

- ألم تكن هناك مناقشات حول ترتيب اسميكما على تتر فيلم "كيرة والجن"؟

لم نتحدث أبداً عن شكل أفيش الفيلم وتصدّر الأسماء عليه، وكل ما تم تداوله في هذا الشأن عبر وسائل التواصل الاجتماعي غير صحيح، فالجميع يعلم الى أي مدى هيمنت المحبة والتفاهم على أجواء التصوير، ولم يحدث بيننا نقاش حول هذه الأمور السطحية.

- وماذا عن هند صبري؟

أنا محظوظ بالعمل معها، فهذه ليست المرة الأولى التي نجتمع فيها معاً، بحيث قدّمنا من قبل فيلم "الفيل الأزرق 2"، وشعرت خلال تصوير أول مشهد في الفيلم أننا نعرف بعضنا منذ 100 عام، ولطالما تمنيت العمل مع هند صبري والتعرّف إليها عن قرب.

- ما الذي استفدته من تجربتك مع مروان حامد بعد "الفيل الأزرق" و"كيرة الجن"؟

مروان وحيد حامد قبل أن يكون مخرجاً كبيراً هو إنسان محترم للغاية، ويحب عمله كثيراً، فهو لا يهتم بالأبطال فقط، بل يعمل على إخراج الطاقات الكامنة في الممثل الذي يقف أمامه، وقادر على أن يفتح لهذا الممثل مناطق لا يعلم بها، فهو مخرج له رؤيته الخاصة، وسينمائي حتى النخاع.


- كيف كانت كواليس تصوير الفيلم الذي ضمّ نخبة من نجوم الفن المصري والعربي؟

كواليس الفيلم كانت رائعة، لأننا لم نصوّر مشاهده في سنة واحدة، بل استغرق العمل عليه ثلاث سنوات من التحضير وجلسات القراءة والتصوير، وقد توقفنا عن العمل في فترة من الفترات بسبب جائحة كورونا، لكن الفيلم خرج الى النور واستطاع خلال أيام معدودة أن يسجّل إيرادات عالية ويحقق نجاحاً على الصعيد الجماهيري.

- هل وجدت صعوبة في تجسيد شخصية "كيرة" التاريخية في الفيلم؟

"كيرة" من الشخصيات الصعبة التي جسّدتها في مسيرتي الفنية، ولا أنكر أن الشخصية غيّرت الكثير في معتقداتي وأثّرت في تفكيري، فأنا لم أوافق بسهولة على تقديم شخصية "كيرة" حين عرضت عليَّ، وتأنّيت في دراسة الفكرة، وبعد اقتناعي بها قررت خوض المغامرة، فهذه هي المرة الأولى في مسيرتي الفنية التي أؤدي فيها شخصية تاريخية، ومن بعدها صرت أميل لتجسيد هذا النوع من الشخصيات، وأستطيع القول إن الشخصية "اتعملت بالدم".

- ما أكبر المعوقات التي واجهتك أثناء تصوير الفيلم؟

تنفيذ الفيلم بشكل عام كان صعباً للغاية، فنحن بدأنا التصوير كما قلت قبل جائحة كورونا بأشهر عدة، ثم توقفنا مع تفشي الجائحة، وخلال تلك الفترة انشغل أغلب صنّاع العمل بأعمال فنية أخرى، مما تسبّب في انفصالنا عن الشخصيات التي نلعبها، ثم عدنا الى التصوير مجدّداً، علماً أن طول فترة التصوير والتحضير يزيد الأعباء المادية على الشركة المنتجة، وهنا لا بد من أن أقدّم شكراً خاصاً لجهة الإنتاج على الجهود التي بذلتها، والتكاليف التي تكبّدتها من أجل تقديم عمل مهم جداً يضيف الى صناعة السينما، فهي أكبر ميزانية خُصّصت في تاريخ السينما المصرية.

- هل يندرج فيلم "كيرة والجن" ضمن الأفلام التاريخية؟

أراه فيلماً تاريخياً وطنياً فيه جانب كبير من الصراعات والأكشن في خلطة أجاد تقديمها المؤلف أحمد مراد.

- هل استعنت بكتب تاريخية من أجل تجسيد الشخصية في الفيلم؟

بكل تأكيد، أنا بطبيعتي أحب القراءة، وظللت أبحث عن شخصية "كيرة" وعرفت أنها لمواطن مصري مناضل يُدعى أحمد كيرة، وهو من الرجال المساندين للزعيم الوطني سعد زغلول، والذراع اليمنى لجمال فهمي، وكان رجلاً مقاوِماً ويعمل كيميائياً ويسعى للتقرب من الإنكليز، وقد تركوا له المعامل التي صنع فيها السلاح الذي قتلهم به. الشخصية مغرية جداً، فالرجل وطني ومناضل من نوع خاص، تحامل على نفسه كثيراً لدرجة أن أهله اعتقدوا أنه خائن، لكنه تحمل ذلك فداءً للوطن.

- ماذا عن العوامل النفسية لشخصية "كيرة"؟

أحمد كيرة شخص شديد الذكاء، ويتمتع بقدرة غير طبيعية على التنكّر، لدرجة أنه كان يمتلك 4 منازل يسكن فيها ولا ينام إلا وهو منتعلاً حذاءه تحسّباً للهرب، كما كان يتحدث الإنكليزية بطلاقة وبصفة شبه دائمة.

- هل الإيرادات كفيلة لتقييم الفيلم من وجهة نظرك؟

الإيرادات جزء مهم من صناعة السينما، وتلعب دوراً كبيراً في تحديد عوامل نجاح الفيلم، لكن بما أنني متعمّق في دراسة السينما والفن وأعرف بالإخراج، أعي تماماً أن هناك عوامل أخرى لا بد من أن يُقيّم على أساسها الفيلم. "كيرة والجن" فيلم لم ينجح فقط بسبب الإيرادات الضخمة التي حققها، بل نجح أيضاً بسبب عوامل الصورة والإخراج التي ظهرت أمام المشاهد في دور العرض، فنحن قدّمنا كل ما في وسعنا لإخراج الفيلم بأحسن صورة.

- ما هي العوامل التي يختار على أساسها كريم عبدالعزيز أعماله الفنية؟

دائماً أقبل العمل الذي أشعر به، فالعمل الذي أقرأ ورقه وأشعر أنني سعيد به ومتحمس له وأضع نفسي موضع الشخصيات المكتوبة، أوافق فوراً عليه، ولذلك تجد أن أعمالي قليلة مقارنةً بعدد السنوات التي مثّلت فيها.

- ماذا عن مسلسلك الذي تقدّمه في رمضان المقبل؟

أتعاون مع المخرج بيتر ميمي في مسلسل جديد لرمضان 2023 يحمل اسم "الحشاشين"؛ سيكون عملاً ذا إنتاج ضخم، ويدور أحداثه عام 1000 حول "حسن الصباح" وجماعة الحشاشين، وهي بداية بذرة الإرهاب، والعمل سيتم تصويره داخل مصر وخارجها، وستُستخدم فيه تقنية الغرافيكس.


- ومتى نرى الجزء الثالث من فيلم "الفيل الأزرق"؟

ما إن ينتهي أحمد مراد من كتابة الجزء الثالث، سنبدأ بالتصوير فوراً، وأنا متحمس له جداً.

- لماذا أنت مقلّ في الظهور الإعلامي والحديث عن حياتك الخاصة؟

لا أحب الظهور الإعلامي والتحدّث عن حياتي الخاصة إلا إذا كان هناك ما يستدعي الحديث عنه، فأنا أفضّل الكلام عن الفن فقط، أما حياتي الخاصة فمستقرة ولا يحق لأحد التدخل فيها.